بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

رسالة تقذير إلى العميل المالكي

 

 

شبكة المنصور

مناضلي حزب البعث العربي الاشتراكي ـ تونس ـ صفاقس

 

" اخترنا الكتابة طريقا لبث أفكارنا وهي على عكس الخطابة تتوجه إلى العقل الهادئ الرصين والعاطفة العميقة الصادقة وهذا ما يضمن لنا انتباه الشبيبة المثقفة المتحفزة لفهم الحقيقة و اعتناقها إذا آنستها في
 جهة ما
"

                                                                                                   
( الأستاذ أحمد ميشال عفلق / في سبيل البعث ׃ ثروة الحياة )

 

  ( رسالة تقذير لهذا الكائن البشري الذي أسقط رجولته في مستنقع العمالة بالخضوع والخنوع للأجنبي )

 

بمناسبة مرور السنة الأولى لاستشهاد سيد الشهداء القائد العربي العظيم صدام حسين؛ نهنئ المالكي عميل مثلث الصاد (على حد تعبير الأستاذ صلاح المختار ينابيع البعث) خادم الصفوية والصهيونية و الصليبية بهذا المقام الكبير الذي بناه له الفرس كمقابل لما أنجزه على أحسن وجه بإمضائه على حكم إعدام الشهيد وكالة عن أسياده وتعجيله بتنفيذ ذلك الحكم يوم عيد الأضحى المبارك الموافق ل 30ـ12ـ2006 تعديا على المشاعر الإسلامية و تشفيا في الأمة العربية ولكن غاب عنه ما رآه كل وطني وقومي شريف غيور على أمته من خلال ذلك المشهد إذ رأى ابن الأعظمية أن " وقفة العز و الرجولة عند أرجوحة الأبطال المشنقة يوم اغتياله إلا مشهد لم يتكرر في التاريخ فقد عاش القائد بطلا ومات بطلا والقائد الشهيد لم و لن يموت من ذاكرة الأخيار في الأمة و الإنسانية سوى أنه انتقل من الجغرافيا إلى التاريخ و نعم التاريخ الذي سيسطر أيام القائد بمداد من شموس ..." هذا ما كتبه أحد أبناء بغداد/ الأعظمية الغيور على أمته (محمد أبوعالية ) وما كان يدور بخلده وهو يشاهد يوم العيد مشهد استشهاد القائد و هو شامخ شموخ الأبطال على غرار الحسين بن علي رضي الله عنه و عمر المختار رحمه الله، فالشهيد صدام حسين عاش مرفوع الرأس و استشهد ولم يطأطئ رأسه لوضيع حتى في لحظة استقباله للمشنقة إذ ظهر في مظهر الإنسان المؤمن بمبادئ الحق والقيم والإنسانية الراضي بما كتبه له الله في سبيل إعلاء شرف أمته وكرامتها.

 

نعود إلى سيد الخدمة الوضيع المالكي لنبارك له بهذا المقام الذي شيده له أسياده الفرس و من انحاز إلى زمرتهم مكافأة له على ما لم يستطيعوا فعله لا من خلال قادسية سعد ابن الوقاص رضي الله عنه ـ الصحابي الجليل و خال رسول الله صلى الله عليه  و سلم ـ بسبب أبناء أمتنا العربية من المسلمين في نشر رسالتهم السماوية التي حباهم لها الله دون سائر الأمم "كنتم خير امة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف و تنهون عن المنكر" فكانت نهاية الإمبراطورية الفارسية المجوسية و فتح بلاد فارس، و لا من خلال قادسية صدام المجيدة التي أطاحت بكبرياء و غرور الفرس ومن ساندهم في هذه الحرب و أغلق العراق بفرسانه الأبواب الشرقية لأمتنا أمام المد الصفوي الرخيص و ما كان يسمى ب"تصدير الثروة" ثورة الكفر والفسوق، إذ هزم الفرس هزيمة نكراء لا مثيل لها و كان تاريخ 8 ـ 8 ـ 1988  يوم النصر العظيم لصمود أبناء العراق النشامى دفاعا عن أمتهم.

 فبقي حقد الصفويين الدفين يتأجج في صدورهم يتربصون بالعرب عامة والعراق خاصة لإفشاء غيضهم فتعددت مكائدهم إلا أنهم في كل مرة يرجعون بخفي حنين ولم يستطيعوا إلحاق العراق بأي أذى في ظل قيادته الوطنية و القومية الرشيدة و الرصينة التي تمثل نهضة الأمة بأصالتها و عمقها التاريخي و هذا ما دفع عديد الأنظمة للتكالب على منجزات البعث و كشفت عن أنيابها الملوثة بالدماء، دماء الفقراء، دماء المساكين، دماء المستضعفين فتم استهداف القطر العراقي مباشرة بعد أن فشلت محاولاتهم السابقة و المتتالية في تحييد قطار نهضة البعث عن مساره و لكن بدون جدوى و هذا ما جعل من أعداء الأمة كالأنظمة العربية اللقيطة و الغربية المسعورة بقيادة الامبريالية الأمريكية الذميمة و الصهيونية الساقطة و الفارسية البغيضة يفكرون و يصممون على غزو العراق و هذا ما تم فعلا في أفريل 2003 تحت عديد التعلات و الحجج الواهية و الأمر كله يعود لحماية أمن" إسرائيل" و حماية مصالح الغرب و مطامح الفرس في الوطن العربي بإجهاض كل محاولة للنهضة العربية و ما تبع ذلك من"أعمال تخريبية التي شملت مؤسسات الدولة و هياكلها و تدمير البنى التحتية و حل الجيش و القوات المسلحة و الأجهزة الأمنية فعمت الفوضى بشكل كبير في البلد و أوجد الاحتلال ألاف المرتزقة الذين أصدروا الصحف و فتحوا الفضائية المشبوهة التي تخصصت بمهاجمة كل ما هو عربي و قومي في العراق و بخاصة الهجمة الكاذبة و غير الأخلاقية على البعث"(قيادة بعثي بارز حواره هشام عودة/الوحدة)

 

و الأكثر من ذلك إعدام شرفاء الأمة و خيرة رجالها فجاء المالكي المجوسي بعد اختياره من طرف الأزلام للقيام بالدور الموكول له فحقق ما كان يعتبره الفرس بالمعجزة لفشلهم ليس في تحقيقه و إنما في تصوره ورؤوا حفيد سعد بن أبي وقاص واقفا على"أرجوحة الأبطال" ينفذ فيه أمرهم بالوكالة  (و ما الأمر إلا أمر الله).

 

نقول للمالكي الشعوبي لقد كافأك الصفويين بمقام ستخلد فيه بعد مماتك، عجل الله ذلك، وبإذنه سيكون قريبا، لأن الأمة لن تغفر لك ما ارتكبته من حماقة و لن ترضى بغير قتلك على شاكلة قتل الزنادقة من قبلك كما حصل لعبد الله ابن المقفع لترمى في مزبلة التاريخ.

 

استبشر أيها المالكي المجوسي فقد جازاك أسيادك بمقام بعد وفاتك بالقرب من مقام أبيك لؤلؤة المجوسي أإمامك و فقيهك و مستلهمك الذي اتخذته الفرس مزارا للتبرك بمقتل الخليفة عمر ابن الخطاب رضي الله عنه ذلك العربي العظيم الذي كان يهابه القاصي و الداني لا لشدته و إنما لعدله إذ كان أعدل الخلق في خلق الله .

 

نقول لك افرح أيها اللعين، لأنك ستخلد في مقامك هذا بعد هاتك إلى يوم يبعثون لتبعث صحبة سلفك سيئ الذكر و المقام أباك لؤلؤة المجوسي إلى غضب الله و بأس المصير و تحل لك لعنة البعث.

 

نذكرك أيها البرمكي أن من أمضيت على تنفيذ إعدامه لم يكن سوى ذلك الهزبر حامي جسد العروبة حفيد ذلك الضرغام حافظ روح الأمة، انه خير خلف لخير سلف انه صدام حسين له الرحمة و الخلود حفيد عمر بن الخطاب رضي الله عنه و أرضاه.

 

و لكن برب الكعبة قل من أنت؟ والى أي قوم تنتسب أيها المنبت؟ يامن لا أصل له و لا فصل و كل ما يعرف  عنك و عن أمثالك من الخدمة و العملاء أنكم جئتم عالقين بأحذية رعاة البقر بعد أن تعهدتم بخدمة الأنذال أسيادكم بكل ما تملكون و تنازلتم حتى عن رجولتكم إن كنتم رجالا أصلا لتمارسوا ما جبلتم عليه من تقتيل للشرفاء و الرافضين للعملاء و من جاء بهم لأن أمثالكم الفاقدين للشرف ومن لا شرف لهم إذا ما وجدوه حاربوه بكل ما أوتوا من قوة كما تحارب أنت و مليشياتك والجبناء أسيادكم كل ما هو وطني شريف يعتز بعروبته من أبناء عزيز الذكر علينا جميعا و من كان  رمز شرفنا و حامي قيمنا صدام حسين رحمه الله هذا الابن البار الذي عاش طفولته يتيما فقيرا ليحكم العراق متقشفا أمينا و مات لا أموال و لا أرصدة له في البنوك الأجنبية و لا ممتلكات له خارج الوطن و لا لعائلته و لا لرفاقه و اقتدى في كل ذلك بأجداده من أبناء أمته بالخلفاء الراشدين الذين دخلوا الإسلام و هم سادة العرب بثرائهم ليودعوا الدنيا و هم سادة العرب بفقرهم و لكنهم أغنياء بالمبادئ الإنسانية الخالدة و القيم الأخلاقية السمحة.

 

صدام حسين هذا الرجل العظيم الذي نهل من أفكار البعث فتشبع بثراء تراث أمته و بتاريخها المجيد ليكون قاعدة صلبة لانطلاق بناء مجد أمته فاستوعب و امن و طبق فكانت الثورة على الأوضاع الفاسدة كبداية للانجاز و التشييد و النهضة انطلاقا من مكتسبات الأمة كحضارة إنسانية، ليواصل بناء العراق الجديد و ما أنجزه البعث فقد: ساهم البعث في وضع قانون تأميم النفط بتاريخ 1ـ جوان ـ1972 كأساس لاستقلال الاقتصاد و أصبح النفط ثروة و وطنية تخضع لإرادة الشعب العراقي بشكل كامل من التنقيب و الإنتاج حتى التصنيع والتسويق ثم تلا ذلك بناء جبهة وطنية تقدمية لتساهم أطرافها في بناء العراق الجديد، و تم إقامة الجبهة الوطنية و القومية التقدمية سنة 1973 ثم بعد ذلك حل المسألة الكردية سنة 1974 و بذلك وضع البعث حدا لاستخدام هذه المسألة من طرف القوى الدولية لإشاعة الاضطراب في العراق و استنزاف ثرواته فتم بذلك تحقيق الطموحات القومية للشعب الكردي المتمثلة في الحكم الذاتي في إطار الجمهورية العراقية.

 

هدا بالإضافة إلى تعزيز الاستقلال السياسي من خلال تصفية شبكات التجسس و إشاعة الثقافة الوطنية و القومية وتم  بناء و تعزيز السلطة المركزية للدولة ووسعت علاقاتها الدولية: كما شهدت ميادين التجارة والصناعة و الزراعة والتربية و التعليم تحولات كبيرة انعكست نتائجها على رفع المستوى المعيشي للمواطن و نقلت العراق إلى مرحلة متقدمة بعد أن كان يعاني من التخلف و التبعية .هذا بالإضافة إلى بناء جيش قوي منظم على أسس علمية حديثة و تطورت فيه أساليب التدريب و ارتفعت قدراته القتالية و تطورت وسائله الفنية كما تم تأسيس جيش شعبي يظم مقاتلين من الحزب على اختلاف أعمارهم ووظائفهم و درجاتهم الحزبية يمتلكون مهارات عسكرية كم أتيح للمرأة من حرية موازية مع المجتمع و أصبحت القوانين و التشريعات تعاملها معاملة متساوية مع الرجل في القيمة الإنسانية و فتحت أمامها فرص العمل في كل الميادين و تم القضاء على الأمية كمرض خطير يؤثر على فعاليات المجتمع و تطوره.

 

فكتب الأستاذ صلاح المختار حفظه الله أن " القومية العربية بحيويتها و تجذرها تبرعمت و اخضوضرت في أرض الرافدين بانطلاقة ثورة تموز 1968 التي وقفت متسلحة بتجربة ثورة عبد الناصر، بعد أن تخلصت من عناصر ضعف الخبرة فيها فكان أول و أهم ما فعلته هو النجاح في بناء دولة متقدمة و قوية وقوية تملك المقومات الأساسية للنهضة و التقدم الذاتيين و تلك هي مقومات منع الردة من الداخل كما حصل في مصر، فأصبح العراق محصنا ضد التخريب الداخلي و الردة، لذلك صار غزو العراق هو الطريق الوحيد المفضي إلى تدميره و إجهاض تجربة القومية فيه..."  

( صلاح المختار / أيها الرفاق ارفعوا رؤوسكم فأنتم بعثييون / 25 ـ 4 ـ 2005  )                                                                                                                                      

 

و يضيف الأستاذ صلاح المختار حفظه الله ذخرا للأمة في نفس المصدر السابق"وفي زمن صدام حسين استأنف العراق دوره الحضاري بعد سبات قرون فأزيلت الأمية والفقر و الأمراض المزمنة. و أنشأ جيش العلماء و المهندسين، و صنعت صواريخ الحسين و العباس، في رسالة حب لعبد الناصر تقول: إن شعب العراق قد أكمل ما أردت صنعه من صواريخ ناصر و ظافر، ففهم الغرب و معه صنيعته و أداته الصهيونية معنى رسالة البعث و هي خالدة و إنسانية فصار صدام حسين هو الاسم السري لحركة النهضة العربية الحديثة مع ما يترتب على ذلك من آثار على الحركة الصهيونية معنى و عملية نهب ثروات العرب، لذلك قرر الغرب الاستعماري اغتيال تجربة النهضة القومية في العراق و عبر اغتيال الأنموذج البعثي المبدع..."

كل هذه الانجازات حصلت بفضل حزب البعث العربي الاشتراكي الذي تجاوز الخطوط الحمراء التي رسمها له الغرب كفاصل لا يمكن تجاوزه لتحقيق نهضة عربية شاملة لأن في نهضة الأمة خطر يهدد المصالح الامبريالية و المطامع الفارسية كدول استعمارية إذ أكد حزب البعث العربي الاشتراكي في بيانه الصادر عن قيادة قطر العراق 8 ـ 8 ـ 2007 على هذا المنحى الفارسي الاستعماري بقوله " لقد حسم غزو العراق هذا الموضوع من حيث الجوهر و أثبت أن إيران دولة استعمارية معادية للعرب و لا تختلف عن إسرائيل و أمريكا لان ما جرى و يجرى في العراق من محاولات تغيير هويته العربية بعد غزوه و تدمير دولته و مجتمعه و إبادة مليون عراقي و تهجير 6 ملايين عراقي، و بمشاركة إيرانية رئيسية و مباشرة مع أمريكا، أسقط كل الأقنعة التي وضعتها إيران على وجهها من أجل الخداع و التضليل"

 

وهذا ما جعل كل هذه القوى الصليبية والصهيونية والصفوية و حتى العربية اللقيطة تتألب على منجزات الشعب العربي في العراق بقيادة البعث لتتحالف من أجل وضع حد لنهضة الأمة فبينت القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي في بيانها الصادر بتاريخ 30/7/2007 ب " إن الحرب التي فرضتها إيران على شعب العراق و بتشجيع الغرب والصهيونية لها ومنعه من إيقافها و تفجير أزمة الكويت المصطنعة وشن العدوان الثلاثيني و فرض الحصار الشامل و المستمر و أخيرا غزو العراق ما هي إلا خطوات متعاقبة و مترابطة في إطار مخطط شامل دولي إقليمي كان هدفه هو إسقاط النظام الوطني الإقليمي الذي قام بثورة 17 ـ 30 ـ تموز 1968 ..."

 

و هذا ما جعل القوى الاستعمارية تسارع لوضع حد لما اعتبروه تجاوزات وكان ذلك عبر الاحتلال المباشر للقطر العراقي وإسقاط نظامه الشرعي و إعدام رموزه الوطنية بحجج و أساليب مضحكة و سخيفة استهزاءا بالعقل العربي والضمير العالمي.إن إعدام الرموز الوطنية للعراق العزيز و على رأسهم سيد شهداء العصر صدام حسين يفسره الأستاذ صلاح المختار في دراسته (لماذا يتواصل مسلسل إعدامات أحرار العراق) بقوله : نعم إن ما نراه الآن من إعدامات و تعذيب بشع و اعتقال لعشرات الآلاف من البعثيين و قادة الجيش العراقي الباسل ما هو إلا عمليات انتقام مما واجهته أمريكا و إيران نتيجة صلابتهم ووطنيتهم وحمايته للعراق من كل أذى . إن من قاوم الغزو الإيراني في عام 1980 و أفشله بعد ثمانية أعوام من الجهاد المقدس ضد التآمر القومي الفارسي الذي تكرر و استمر هم قادة العراق المدنيين و العسكريين، ولذلك فان التهم الموجهة إليهم ماهي إلا تلقيفات تخفي الرغبة في الانتقام مما كان يحمي عروبة العراق و المنطقة كلها . إن الفارسي الأصيل خامنئي حيثما يتذكر أوجاعه من جراء إفشال كل الخطط الإيرانية يتذكر فورا أن من كان السبب في الفشل الإيراني هم أسود العراق قيادة و وطنية و قوات مسلحة.

أم أمريكا  فإنها و هي تأمر بإعدام قادة العراق تتذكر الفشل الذي واجهته و ما تزال تواجهه في العراق و هو فشل قاتل يهدد بشق كل آمال أمريكا في العراق و العالم، و تتذكر المال الذي خسرته و هي تتآمر على العراق و ذهب سدى و أخيرا تتذكر العدد الهائل من خسائرها البشرية فتحمل قيادة العراق و جيشه كل هذه الخسائر الاستثنائية.

و أخيرا و ليس آخر فان الإعدامات هي استباق للكارثة الأعظم التي ستحل بأمريكا لو تحرر العراق و هو يحتفظ بقيادته المدنيين والعسكريين ذوي الخبرة الهائلة و التاريخ الغني بالتجارب و الانجازات العظمى لأنه عند ذاك ستعاجل المشاكل التي ترتبت على الغزو و يعيد بناء نفسه و يحافظ على وحدته الوطنية بفضل وجود قيادة مجربة و جيش محنك و شجاع ينتظر تحت الأرض للخروج لاستلام السلطة عند انهيار الاحتلال.."

 

صدام حسين هذا الرجل الشريف  الذي نال شرف الشهادة الذي نال شرف الشهادة لإعلاء كلمة الحق و " الحق يعلو ولا يعلى عليه" والذي وهب عنقه للمشنقة راضيا مقتنعا بمصيره لان المشنقة نهاية كل عظيم، صدام حسين هذا الرجل العظيم الذي فضل الموت لإبقاء قلب أمته نابضا لإبقاء قيم الرجولة والكرامة و الشرف التي ألفناها عند أجدادنا العرب حية لا تموت و خالدة خلود الأبطال، صدام حسين الذي خط على جدران زنزانته قبل وصول البعث للسلطة " أيها المناضل إذا اهتزت أمامك قيم المبادئ في ظرف عصيب لأي سبب من الأسباب فتذكر قيم الرجولة إذ أنها لوحدها قادرة أن تصنع منك بطلا"

 

هذا هو الرجل الأسطوري الذي استقبل موته بوجه مستبشر و بشهادة العبد المؤمن في تأن و رباطة جأش و كأنه يردد بينه و بين نفسه ما قاله المرحوم الشاعر موسى شعيب:

لما سلكنا الدرب كنا نعلم                     أن المشانق للعقيدة سلم

 

هذا الرجل العظيم بالرغم من استفزازه من لا ملة لهم قد استحضر الشهادة وسط أعداء الأمة و هذا يمثل قوة خارقة للعادة لأن الإنسان العادي عندما يرى الموت أمامه ينسى من شدة الخوف حتى الشهادة فيقوم من حوله بتذكيره بها و لكن صدام حسين و رغم الوضعية السيئة التي صاحبت إعدامه لا أنه فعل المستحيل حتى يموت شهيدا و تذكر الشهادة حتى يبين لمن يكفر البعث أن البعث حزب مؤمن و فكر مؤمن و أن مقولة "العروبة جسد روحها الإسلام" ستضل خالدة.

 

صدام حسين هذا الرجل الذي امن بان الإنسان ولد ليموت بينما البعث ولد ليبقى خالدا على الدوام و ما موت صدا م حسين لا حافزا للبعث و مناضلي و مناضلات البعث على النضال و التضحية من أجل تحقيق الأهداف و ترسيخ المبادئ التي جعلها فوق كل اعتبار و فضل أن تبقى سامية ليفديها بروحه.

و هنا استحضر ما قالته سيدة الشعراء المخضرمة الخنساء:

 

إذا القوم مدوا بأيديهم                   إلى المجد مد له يدا

فنال الذي فوق أيديهم                   من المجد ثم مضى مصعدا

و إن ذكر المجد ألفيته                  تأزر بالمجد ثم ارتدى

 

و في هذا السياق كتب الدكتور قاسم سلام عضو القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي في مقاله " كل بعثي مشروع شهادة" : " وصدق المناضل د  نوري المرادي حين استشهد بأبيات الشاعر العربي و كأنه يقول لك (الشهيد) على لسان كل الشرفاء:

 

                             لا تأسفن على غدر الزمان لطالما

                                                            رقصت على جثث الأسود كلاب

                             لا تحسبن برقصها تعلو على أسيادها

                                                             تبقى الأسود أسودا و الكلاب كلابا

                             تبقى الأسود مخيفة في أسرها

                                                              حتى وان نبحت عليها الكلاب

 

 

و يضيف الدكتور قاسم سلام « أيها الرفيق الحي الشهيد...انك كنت و مازلت و ستضل في حدقات عيون رفاقك و في حدقات عيون كل أبناء أمتك الذين استحضروا بوقفتك الشجاعة وبقامتك الشامخة داخل "محكمة" الأقزام، استحضروا عليا يوم أحد و هو يجابه مع عشرة من فرسان محمد صلى الله عليه و سلم فرسان الرسالة و الإيمان يجابه معسكر الكفر كله...  استحضروا فيك صلاح الدين و كل بطولات العز و الكرامة و الرجولة في تاريخ الأمة..."

 

و يقول الدكتور : " وبالرغم من هذا فان عليهم أن يستوعبوا أن العراق الذي بنيته لن يتخلى عنك و لن يخذلك و أن البعث الذي آمنت به لن يستكين أمام هذا الظلم و الجبروت المسلط على العراق و الأمة مهما كانت التحديات و إن استهدافك اليوم لم يعد كما لم يكن إلا استهدافا للأمة كلها و لكل الشرفاء فيها و لكل أحرار العالم و أن رفاقك  و محيبك  لم يكونوا في يوم من الأيام "إحدى عشرة تلميذا " بل هم بالملايين من أبناء الأمة التي تراك اليوم رمزها و عملاقها التاريخي و بإذن الله و حوله و قوته لن يخيبوا ثقتك بهم بل سيكونون أوفياء للعهد..."

 

أما إسماعيل أبو بندورة فكتب في جريدة "المجد" الأردنية بتاريخ 4 ـ 6 ـ 2007 : " لقد اختط الشهيد صدام حسين طريقا و حالة نموذجية و حشدها في حياته و استشهاده و أعاد البعث إلى نقطة البداية التكوينية بأنه حزب رسالة لا يبالي بالتحديات أو يتراجع أمامها كما أنه قدم للمقاومة العراقية الباسلة صورة نموذجية فريدة للقائد الذي يتحدى و الإنسان العربي القادر على اجتراح البطولات و لا عجب أن اشتد عود المقاومة و ازداد زخمها و هي ترى نموذج القيادة العربية المؤمن مجسدة في الشهيد المجيد صدام حسين ..."

( أطياف الشهيد صدام حسين : المبدئية الأخلاقية )

 

 

نتمنى أن نكون قد آتينا على جزء و لو بسيط لنذكر فيه مناقب و خصال هذا الرجل العظيم الأسطورة و ستكون أسطورة فعلا إذا ما رويناها لأحفادنا مستقبلا لمن لم يعاصر هذا البطل و إنما سيكتفون بما روي عنه و الذي سيعتبر من باب الخيال بالنسبة لهم و لكن هذا ليس من نسج الخيال لأن البعث قادر على فعل المستحيل من أجل هذه الأمة صاحبة الحضارات منها الغارقة في القدم ومنها من هي على أبواب عصرنا هذا هو شأن الأمة العربية الولادة أمة الحضارات لتغفو بعد حضارة مدة قد تطول أو تقصر و تستفيق على حضارة أخرى و تأفل شمس حضارة حتى تبزغ شمس أخرى و هذا هو حال أمتنا العريقة المتجذرة في التاريخ ذات الرسالة الخالدة.

 

الخزي والعار لأعداء الأمة

المجد والخلود لشرفائها و مجاهديها الأبطال

المجد و الخلود  لشهيد الحج الأكبر الرفيق القائد صدام حسين

عاشت أمتنا المجيدة منارة للإنسانية

عاشت فلسطين الحبيبة قرة عين الشهيد و كل أبناء الأمة الأحرار

عاش البعث بشهدائه و مجاهديه حزب الأمة القائد

وما النصر إلا من عند الله تعالى

 

 

 

 

شبكة المنصور

السبت / 27 ذو الحجة 1428 هـ الموافق 05 / كانون الثاني / 2008 م