بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

زفرات القهر يا محمد أسعد بيوض التميمي

 

 

 

 

  شبكة المنصور

  سامي الأخرس

 

كثيراً بل وكثيراً جداً يجد الإنسان نفسه فاشلاً,قاحلاً كالصحراء.بلا ماء,ولازرع.عاري,لايستر عوراته شيئاً امام طهارة ونصاعة الآخرين..فتبدأ زفرات القهر تولد قهراً,وكرهاً لذاته لانه قزم امام عملاق.صغير امام كبير.فارغ أمام رجل له من المواقف والمنجزات مايملأ صفحات وصفحات من التأريخ المرسوم بالنور والعظمة والقوة..

لم اكن اريد الالتفاف لمثل هؤلاء الذين يجدون بالخربشات مايعبروا به عن شخصياتهم الفارغة,والضعف الذي يشعرون به عندما يقفوا امام الحقيقة,ويخضعوا للمقارنة مع الرجال الرجال في زمن عز به الرجال,فيبدأوا يتخبطوا يميناً وشملاً يبحثون عما يملأ البيئة بالهواء الفاسد الذي يملء الكروش العفنة المتقوقعة على الجيف,والمتاجرة بالام ومعاناة الإنسان المظلوم والمقهور...تراهم إنس وهم بلا عقول,بلا إحساس مجردين من كل شئ الا باطن الحقد الذي جعلهم يرتدون عمم ويتوجوا بلفات بيضاء وسوداء عسى ان يجدوا شيئاً يعبروا به عن النفس الهشة..

لقد قرأت مقال من يدعي علامة,ولا اعرف أي علامة هذا الذي يبث السموم,ويوزع الحقد ويحاول تشوية سيرة قائد وطني تأريخي,ويحاول المساس بهذا القائد الفذ,لينضم هذا العلامة لأعضاء اليمين الصهيوني الذين اطلقوا على جورج حبش الإرهابي,والعديد من الألفاظ التي تعبرعن حقدهم على هذا القائد,ولكن ,هذه الالفاظ اصبحت عامل مشترك بين التميمي ورهبان الصهيونية ولكن...مع فارق بسيط.. احداهما مصطبغ بصبغة الديانة اليهودية,والثانية بصبغة العلامة الإسلامي.!!

لست هنا مدافعاً عن المرحوم القائد الوطني الكبير جورج حبش,فلا املك من المقومات لأدافع عنه بل تأريخه,ونضاله,ومواقفه,وتضحياته هي التي تدافع عنه,وتسطر مجداً بإسم قائد مثل اخر القادة الشرفاء الذين لازال وهو على فراش الموت يسأل عن فلسطين..

ولكني اوجه رسالة لهذا العلامة الكبير الذي لم يسن عمامته ويفرشها بمواعظة لأئمه الدين الذين يسكنون بقواعد امريكا,وينعمون بسلطان الإحتلال في بلدان دمرت, وشعوب هتكت اعراضها تحت مدافع العائدين على ظهور الدبابات الأمريكية..لم نسمع لهذا العلامة صوتاً ولم نشتم مسك حبره الذي يخط الدرر والمسك!!

لا أريد أن التفت خلفي وانظر لهؤلاء الذين يحاولون الجلوس على عروش ورقية,وكراسي كارتونية ليشعروا انهم شئ امام الحقيقة,فلا يجدوا سوى الاعتداء على شرفاء هذا الوطن,وللأسف هنا تكون الهزيمة والخيبة من هذه الاقلام التي اهدرت كرامة فلسطين,ودمرت كل شئ لتعبر عن حقدها,وتنفث مافي صدورها من حقد,وتعبر عن الوهن الذي تعيش فيه والذي لاتجد خيراً من البحث عن الذات سوى عند الإعتداء على قادة الشعب ومناضليه.

مات القائد جورج حبش مكللاً بالغار والمجد والشرف والطهارة,مات جسداً وهو يحتضن فلسطين ارضاً,وشعباً,وحقاً. وهناك من لايزال يعيش بين الحفر مختبئاً يبحث عن نوراً يطهره من حجم العفن الذي يتوشح به من ظلام الحفر..

موتوا قهراً...وغيظاً..فالأشجار المثمرة دائماً ترجم بالحجارة...

 

 

 

 

شبكة المنصور

الثلاثاء  /  05  صفر 1429 هـ الموافق  12 / شبـــاط / 2008 م