بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

ممثل البعث يرد على الداعين لمؤتمر القاهرة المشبوه

د . أبو محمد : لهذه الأسباب نحذر من الانجرار وراء مشاريع العدو المحتل

التعامل او الحوار مع حكومة الاحتلال مرفوض شرعا وقانونا

 

 

شبكة المنصور

 

 

أثيرت في الآونة الأخيرة العديد من التساؤلات بشأن موقف القوى العراقية المناهضة والمقاومة للاحتلال ، ولاسيما حزب البعث العربي الاشتراكي وباقي الفصائل الوطنية والقومية والإسلامية وحقيقة مشاركتهم في اجتماعات ( مؤتمر القاهرة ) المزمع عقده في شهر آذار القادم ، ضمن مشروع امريكي جديد يندرج تحت مسمى ( المصالحة الوطنية ) ويعدان له منذ أكثر من ثلاثة أشهر عرابا إدارة بوش ، الوزيران كونداليزارايس وروبرت غيتس وجناحا فريقهما ألتشاوري – ألتحاوري ، ريتشارد ميرفي صاحب خلوة البحر الميت الأخيرة والسفير لشؤون العراق ساترفيلد ، تشارك فيه قوى ما يسمى بالعملية السياسية الجارية حاليا في العراق ، ومحاولة جذب أطراف أخرى من خارجها ، وبرعاية أطراف عربية وإقليمية ودولية انتدبها الأمريكان نيابة عنهم بغية السعي إلى احتواء الموقف المتفجر في الداخل العراقي ، ومحاولة إنقاذ أمريكا من ورطتها جراء استمرار احتلالها للعراق .

ولأجل معرفة الحقائق واطلاع الشعب العراقي والأمتين العربية والإسلامية ومحيطهما الدولي على دقائق الأمور منعا للالتباس والتشويه وتداخل الخنادق ، صرح الدكتور أبو محمد ممثل البعث والناطق الرسمي بما يأتي :

تواصل الولايات المتحدة الأمريكية سياسة الهروب إلى أمام واختلاق الأكاذيب لإيهام نفسها وحفنة من المغفلين بأن شعب العراق بدأ يرضخ للأمر الواقع ويقبل باحتلالها ويتناسى ما أحدثته أمريكا وعملائها من تهديم وخراب للعراق وتدمير بنيته الأرتكازية وخلخلة نسيجه الاجتماعي المتماسك وان القوى الوطنية العراقية وافقت على فتح حوار معها او مع عملائها المشاركين بالعملية السياسية الأستخبارية المنشأة في ظل الاحتلال من اجل إعداد خريطة سياسية جديدة للعراق يتم تنفيذ صفحاتها خلال العام الجاري سُوغت بشعار ما يسمى بالمصالحة الوطنية التي يجري الأعداد لعقدها في القاهرة لاحقا ، تكملة للاجتماعات السابقة التي عقدتها جامعة الدول العربية لتمرير مشروع الاحتلال الأمريكي للعراق . وآخر أكاذيب الإدارة الأمريكية هي ادعاء بعض عملائها بأن حزب البعث العربي الاشتراكي سيشارك في اجتماعات القاهرة ولإيضاح الحقائق نعيد التذكير بموقف الحزب المبدئي الثابت تجاه حقوق العراق وثوابته وكما يأتي :

1. إن حزب البعث العربي الاشتراكي قد تبنى خيار المقاومة المسلحة منهجا لتحرير الأرض العربية وإلحاق الهزيمة بالمحتلين وأعوانهم وأذنابهم وكانت من أولى أولوياته نشر وترسيخ ثقافة المقاومة واستنهاض كوامن القوة في الأمة وتعبئة الجماهير لمواجهة المحتلين دفاعا عن حريتها وحقوقها وسيادتها . وقد أثبتت المقاومة العراقية قدرتها على قلب حسابات أمريكا وحلفائها رأسا على عقب وأوصلتها إلى قناعة بالهزيمة المؤكدة عبر عنها هنري كيسنجر في 19/11/2006 بقوله " أصبح انتصار أمريكا عسكريا في العراق أمرا مستحيلا ".

2. إن المقاومة العراقية أسقطت الحلم الأمريكي بشرق أوسط صهيوني كبير وبلورت ملامح نظام دولي جديد لابد للأمة العربية أن تحتل موقعها المناسب فيه بتضحيات أبنائها والملاحم البطولية التي سطروها في مواجهة المحتل ، ويوم بغداد سيكون اشد إيلاما وأذى على أمريكا من يوم سايغون إلا إذا اضطر المحتل - وليس غيره - صاغرا إذا ما أراد تجنب مذبحة كبرى لجنوده سوى أن يخضع لشروط المقاومة التي حددها ميثاق القيادة العليا للجهاد والتحرير في أيلول 2007 وبرنامج المقاومة للتحرير والاستقلال أواخر 2006 ، وفي مقدمتها الانسحاب الفوري التام وغير المشروط للمحتل من العراق والقبول بمسؤوليته عن جرائم الحرب التي ارتكبت أثناء الاحتلال ومن جرائه ومسؤوليته عن دفع التعويضات عن الأضرار البشرية والمادية التي سببها غزوه واحتلاله غير المشروع للعراق واعترافه ببطلان جميع المؤسسات السياسية والتشريعية المنشأة في ظل الاحتلال وتسليمه السلطة للمقاومة الوطنية العراقية الممثل الشرعي والوحيد لشعب العراق .

3. أن حزب البعث العربي الاشتراكي يعتبر العملية السياسية المنشأة في ظل الاحتلال باطلة من جميع الوجوه ، ولذا فأن التعامل مع الحكومة المنشأة تحت ظل الاحتلال أو الحوار معها مرفوض شرعا وقانونيا وأخلاقيا وعمليا . فمن الناحية الشرعية إن هذه الحكومة هي جزء من مؤسسات الاحتلال الغاصب الذي دعانا الله في محكم كتابه الكريم إلى مقاتلته {وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين } . ومن الناحية القانونية ، فأن القواعد الآمرة في القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني تنفي عن الاحتلال وأي نظام تقيمه سلطة الاحتلال الصلاحية القانونية وتعده باطلا ولاغيا بوصفه يشكل اغتصابا للسلطة الشرعية القائمة قبل الاحتلال ، ولذا فأن كل ما بني في ظل الاحتلال من مؤسسات هو باطل وغير مشروع يستوجب الرفض والإدانة والسعي لتغييره بكل الوسائل المشروعة . وإن القبول بكل أو بعض هذه المؤسسات غير الشرعية هو قبول بالاحتلال وإفرازاته . أما من الناحية الأخلاقية فإن أي عراقي أصيل يربأ بنفسه أن يصافح يدا تعاونت مع الاحتلال الذي انتهك مقدسات بلدنا ودمر منجزاته وارتكب بحق أبنائه كل أشكال جرائم الحرب وجرائم الإبادة والجرائم ضد الإنسانية .

4. إن المؤشرات الحالية تفضي وتدلل بما لا يقبل اللبس إلى أن المحتلين يريدون أن يؤمنوا انسيابية الصفحات اللاحقة من أجندة احتلالهم المستقبلية ، وواضح إن الإدارة الأمريكية وهي تتحرك عبر قنواتها الدبلوماسية لتسريع آلية عقد ( مؤتمر القاهرة ) المشبوه بأنها تريد حشد تأييد عراقي مزعوم للمعاهدة الأمريكية العراقية التي ستبدأ المباحثات الثنائية بشأنها في الأيام القريبة القادمة ، بعد أن أدركت إن عقدها مع حكومة المالكي العميلة وهي تمر في أزمة قاتلة ( وزارية وسياسية ) جراء عزلتها وفشلها الذريع كونها ذات أجندة طائفية ، لن يعطي المعاهدة أي غطاء شرعي ولو بحده الأدنى ، مادام الشعب العراقي بغالبية فئاته وقواه يعارض المعاهدة جملة وتفصيلا ويعدها شكلا من أشكال الاحتلال والانتداب .

5. وتأسيسا على ما تقدم فأن البعث يحذر جميع القوى الوطنية والقومية والأسلامية من الانزلاق وراء متاهة الانجرار والخديعة التي يمارسها العدو المحتل كل مرة ، بغية كسب الوقت والتقاط الأنفاس بعد أن روعته وخلخلت أركان بنيته العسكرية والتقنية والبشرية الضربات الموجعة لمقاومتنا الباسلة على أيدي صناديدها الأبطال من مختلف فصائلها الوطنية والقومية والإسلامية وعنوانها البارز القيادة العليا للجهاد والتحرير بقيادة شيخ المجاهدين الفريق أول الركن عزة إبراهيم القائد الأعلى للجهاد والتحرير ،، ويدعو البعث مخلصا كل القوى الخيرة إلى الوقوف صفا واحدا ضد تلك المشاريع الخادعة ،وما يعد لها في الخفاء تحت تسميات و ألوان براقة أو ضغوط من هنا وهناك هدفها شق الصف المقاوم والمناهض للاحتلال ، لإسدال الستار على الإنجازات الكبيرة التي حققتها المقاومة الباسلة في ميادين المواجهة التي قربت بفعلها البطولي هذا ساعة الخلاص من الاحتلال بتحقيق التحرير الكامل والشامل والعميق إذ بات النصر قاب قوسين أو أدنى وحان وقت انتزاعه من عيون الغزاة المحتلين الذين لا خلاص لهم إلا الرحيل من أرض الحضارات ومنبع الأيمان بعد أن عزم العراقيون ، وتوكلوا على الله الواحد الأحد ، بميثاق العقد على ثوابت وحقوق الوطن التي لا تنازل عنها . طال الزمن أم قصر ومهما غلت التضحيات. وأخيرا فأن لقاء هؤلاء مرفوض عمليا لأن العملاء لا يملكون شيئا يفاوضهم احد عليه ، وفاقد الشيء لا يعطيه ، وهم ليسوا أكثر من بيادق خاوية يحركها الاحتلال الأمريكي والإيراني .

والبعث بخصاله الوطنية والقومية المعروفة للجميع ، ينأى بنفسه عن المشاركة أو الخوض في غمار تلك المشاريع المكرسة للاحتلال ويدعو كافة القوى الوطنية إلى رفضها ومقاطعتها ومحاربة أهداف المحتل التي يرمي من ورائها .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

 

الدكتور أبو محمد
ممثل البعث والناطق الرسمي

 

 

 

 

شبكة المنصور

الإثنين / 29 ذو الحجة 1428 هـ الموافق 07 / كانون الثاني / 2008 م