الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

لمصلحة من تحرق الحضارة في العراق ويقتل رموزه ؟

 

 

شبكة المنصور

د. ابو حمزة الاعظمي

 

كثيرا هي المراكز الحيوية سواء كانت شواخص حضارية او ثقافية او مراكز اقتصادية ومتاحف تحوي على كنوز الحضارة العراقية التي هي جزء مهم من حضارة العرب والاسلام وما نشاهده من حرق وتدمير للمعالم التجارية والمراكز الحضارية ، مثال على ذلك شريان الاقتصاد العراقي ( سوق الشورجة ) التي دمرت وحرقت أكثر من مرة وكذلك السوق التراثي ( سوق المتنبي ) وما أدراك ما سوق المتنبي .. وسوق الغزل والمصرف المركزي وتدمير الجسور والشواهد الحضارية وكل ما يرمز لحضارة العراق العظيم ، وهنا نتساءل ما هي الأسباب الأساسية التي دفعت بمنفذي هذه الجرائم ؟ حيث يكون الجواب واحد فقط هو إرجاع العراق الى العصور المظلمة وإلا بماذا نفسر حرق هذه المعالم مثل الوثائق في البنك المركزي لإخفاء جريمة السلب والنهب لموال العراقية فكان الحريق حتى لا يكشف المستور عن عمليات التزوير والتهريب وغيرها من الأمور .

ما هي الدوافع وراء اخر جريمة حصلت في العراق والمتمثلة في حرق مركز دراسات الخليج في مدينة البصرة الصامدة الذي يحتوي على كثير من الوثاق المهمة التأريخية التي تنظم وتحفظ حقوق العراق التأريخية منذ زمن الحكم العثماني في العراق ولحد الان ، واذا ما علمنا من أهمية لهذا المركز الذي يضم ألاف من المعاهدات والوثائق الثمينة والتي تثبت بدون لبس ولا مراوغة ان كل التجاوزات التي حصلت قديماً وحديثاً على الأراضي العراقية وعلى الموارد النفطية وعلى شط العرب هي من قبل الجانب الايراني وهذا ما اتثبته تلك الوثائق المخزونة في هذا المركز ، حيث تشير التقديرات الرسمية لهذا الحريق المروع ان أكثر من 3500 وثيقة مهمة أحرقت في هذا الحريق المقصود والمخطط له حتى يصبح تاريخ العراق وحقوقه في أرضه وموارده في مهب الريح وهناك أكثر من 250 وثيقة أخرى في هذا المركز تخص أيضا حقوق العراق في أرضه وموارده من العهد العثماني ولحد الان ، وكذلك أحقية العراق في أراضيه المغتصبة في المحمرة وغيرها من الأراضي التي استولت عليها ايران .. وقد التهم هذا الحريق الهائل وثائق تثبت بدون شك ما يخص إقليم الاحواز وساكنيها أراضي عراقية وأهلها عربا حيث سعت ايران ومنذ القديم الى مسخ وتهميش الشعب الاحوازي العربي واضطهاده بكل الوسائل .

وهنا لابد ان نتوقف بعد كل هذا التوضيح ان حرق هذا المركز المهم هو مؤشر واضح ان صاحب المصلحة الحقيقية في طمس معالم الحضارة العراقية هي الجارة الخبيثة ايران والتي تثبت كل الوثائق والوقائع المحروقة في هذا المركز قديما وحديثا ان ايران هي صاحبة اليد الطولى في عملية غزو العراق والتآمر عليه وسرقة حضارته وموارده عبر التاريخ الطويل كما أسلفنا ، ولربما يسأل سائل ما هو الدافع الرئيسي ان تقوم ايران وأمريكا وبأشراف ومباركة أمريكا بحرق وتدمير ما يعتز بع كل عراقي وعربي ومسلم في حضارة وادي الرافدين ؟ ويأتي الجواب هنا ان أمريكا وايران بالذات لاتريدان ان يبقى العمق الحضاري للعراق شامخاً وان يدمر كل ما له صلة بحضارة عمرها أكثر من 6000 سنة وهم يبغون من وراء ذلك مسح وتهميش تاريخ العراق الحضاري المشرق كما فعلت أمريكا والتي لاتمتلك سوى 250 سنة بإبادة سكان أمريكا الأصليون ( الهنود الحمر ) ومحت تاريخهم وبنت حضارتها على جماجم الشعوب .

من هنا تنطلق ايران وبمباركة أمريكية في تدمير وحرق الشواخص الحضارية والجمالية والتراثية ليكون العراق بدون تاريخ وهذا هدف مركزي لأمريكا وايران .. كل ما تحدثنا عنه هو سبب مركزي يدفع ايران ان تقوم بهذا العمل المشين وهناك سبب اخر هو صمود العراق من خلال تصديه للعدوان الغادر الذي شنته ايران على العراق في 4/9/1980 والذي لعب الجيش العراقي البطل والشعب العراقي المجاهد بكل طوائفه دوراً بطولياً في تسطير معالم الانتصار في معركة قادسية صدام الثانية حيث لعبت دوراً خبيثاً بعد الاحتلال بقتل العسكريين من الجيش العراقي الباسل الذي لقنهم درساً بليغاً وكذلك التركيز على الطيارين العراقيين الذي احرقوا سماء ايران بوابل من نيران طائراتهم وهشموا الأسطورة الايرانية المتمثلة فيما يسمى بـ ( الجيش الخامس ) الايراني ، اذا كل هذا الحقد الفارسي من قبل ايران له ما يبرره ان تلعب ايران بعد الاحتلال دوراً قذر من خلال التعهد الذي قطعته لأمريكا لتدمير وقتل العراقيين وبعد احتلال أمريكا للعراق بدأت ايران وعملائها يجنون ثمار مساعدتهم لأمريكا ، ولهذا نرى ونلمس غضة البصر عن جرائم ايران في العراق وخير شاهد على هذا الكلام ان كل فعل مشين تقدم عليه ايران يضر بالعراق تباركه أمريكا وكل صوت يرتفع من قبل العراقيون الشرفاء بعد كل تجاوز من قبل ايران يواجه الشعب العراقي سكوتاً واضحاً من قبل الحكومة ومن قبل الاحتلال رغم أنهم يعلمون علم اليقين ان كل هذه الجرائم التي حصلت في العراق هي بدعم وتمويل وتدريب وتسليح ايراني وحتى ما تسمى بالقاعدة هي ايضا تدار وتدعم من قبل ايران ورغم هذا سيبرهن العراقيون مرة اخرى أنهم أهلا لصد هذه الريح الصفراء .. واله أكبر .. وليخسأ الخاسئون .

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

                                              الاحد  /  21  ربيع الثاني 1429 هـ   ***   الموافق  27 /  نيســـــــان / 2008 م