الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

مقتدى الصدر
حدة التصريحات تزيد الأجواء سخونة ؟

 

 

شبكة المنصور

سعد الدغمان

 

زادت حدة التصريحات التي تصدر عن هذا الجانب وما يقابله في الساحة العراقية المرشحة للسخونة المضافة إلى سخونة الأجواء المتصاعدة مع قدوم فصل الصيف والذي يعد لاهبا ساخنا في العراق عموما؛زادت هذه التصريحات والاتهامات فيما بين الأطراف المتقاتلة على ما تحسبه غنائم أثر مشاركتها في عملية مايسمى بتحرير العراق العقيمة؛تلك التي تقودها الولايات المتحدة مبشرة بديمقراطية قل نظيرها في العالم ملئها الدم والقتل والإرهاب.

هذه الساحة الفريدة في عملياتها القتالية والتي لايريد أهل هذا الجانب ولا غيره المصر على الاندفاع بقوة المحتل والعصابات الإيرانية الفهم أن الطرفين المتنازعين لايكسبان من قتالهم هذا سوى المزيد من القتل والتشرد والانهيار والنظرة الفوقية التي ينظر بها الشعب إليهم؛هذه الساحة التي تتوزع من خلالها الاتهامات بين الأطراف المتصارعة متهمة أو نافية مايلصق أو يحسب على هذا الفصيل أو على نقيضه في سبيل تبرئة ساحته وإسناد التهمة لنظيره بإشعال نار الفتنة والاقتتال بين أبناء البلد الواحد والزيادة المطردة بأعداد القتلى والمصابين نتيجة تلك العمليات التي لاتصب في مصلحة أي أحد سوى الدول التي تحرك هذا الاتجاه من غيره؛أي بمعنى أصح إن هذا الاقتتال لايصب في مصلحة العراق أو قد غيب عنه العراق وعن معانيه بكل معنى الكلمة؛والأصح من هذا كله (أنه صراع عائلات إقطاعية)معروفة المسميات أعتاشت على تعبكم وأموالكم منذ القديم إلى اليوم بل أنتم تقدمون دمائكم من غير طائل وفي معركة لاناقة لكم فيها ولاجمل؛وإن كان من بد لبذل دمائكم فالعراق أولى من غيره؛فهو أحتضنكم في ساعات العسرة ولم تحتضنكم أي من تلك العوائل التي تريد تحقيق مصالحها على حساب دمائكم.

فما المصلحة الوطنية التي تتوخاها الكتل المتقاتلة أو العصابات بعيدا عن معنى أو تسمية (أحزاب) حيث أن ليس هناك من أحزاب سياسية وفق المفهوم المتعارف عليه دوليا أو وفق المفهوم السياسي للأحزاب الوطنية العاملة في كل أركان السياسة الدولية؛فلم نرى في المفهوم السياسي لتلك الأحزاب أحزابا تحترم نفسها وتعد كوادرها للعمل وفق صيغ المعارضة السياسية للنظم الحاكمة في بلدانها؛أو الأحزاب الثورية كما يطلق البعض عليها إن تعاونت مع قوى أجنبية وجيوش مقاتلة بل مرتزقة في سبيل تقويض عملية سياسية قائمة في أي بلد كان والعمل على تدمير وتقويض البنى والأنظمة العاملة في بلدانها؛ناهيك عن عمليات القتل والإبادة الجماعية والعرقية التي مارستها تلك التي تسمى بالأحزاب ضد قطاعات واسعة من أبناء الشعب المحرر ببندقية المحتل وأدواته الاستعمارية القمعية التي تمارس من خلالها تلك الأحزاب إن صح تسميتها سلطاتها وتحكمها بواقع البلد الذي تعيث به القوات المحتلة قتلا وتدميرا.

وبالعودة إلى سخونة تلك التصريحات التي تتناقض ومبدأ المصالحة الوطنية التي تتبجح بها الكتلة الحاكمة في المنطقة الخضراء وترفعه بين الحين والآخر كنوع من الخديعة والتلاعب بمشاعر الشعب وعواطفه؛أو لترقيع العملية المتهرئة الدائرة في العراق والتي تسمى بالسياسية ؛

إن وصف جماعة التيار الصدري بأنها خارجة على القانون أو (بعصابات جيش المهدي) وضرورة القضاء عليها كما يصرح جماعة مايسمى بالإتلاف الطائفي المقيت والذي يعمل لصالح جهة قمعية همجية لاتفسر إلا إنها دعوة لإقصاء الأخر وتهميشه والإنفراد بالسلطة لمصلحته على حساب مصالح العراق وشعبه؛هذا من جهة أما من الجهة الأخرى فأنها تفسر وكما هو واضح من طبيعة العمليات التي جرت وتجري في البصرة ومدن الجنوب الأخرى كما في مدينة صدام وكربلاء والنجف ماهي إلا محاولة للسيطرة على الأصوات الانتخابية في هذه المناطق وفق مبادئ الديمقراطية التي أرسى لها ووفرها للشعب العراقي( بوش المجرم وطبقها اليهودي بريمر) وأتخذها السياسيون الجدد منهجا لعملهم الديمقراطي القمعي الطائفي في العراق الجديد؛تلك الأصوات الانتخابية التي يملك التيار الصدري الحظوة عليها كونه تيارا شعبيا واسع الانتشار مقابل أحزابهم الطائفية الإيرانية التي ليس لها قاعدة شعبية في الداخل العراقي سيما وأن اللعبة قد اتضحت وبانت خيوطها وفهم القاصي والداني سر الإدارة التي كانت مخفية على البسطاء من الناس وأتضح بطلانها والتي تمثل فيها إيران رأس الحربة الغادرة التي طعنت العراقيين في صدورهم وظهورهم وكل جزء من أجسادهم ورقصت على مأساتهم علنا وطبلت؛وهذا لايعني أن التيار الصدري لم يدخل تلك اللعبة ولم تمارس عليه إيران لعبتها الحقيرة وأن تمرر مصالحها عبر أتباعه بل كان لها حجر الزاوية الذي قتلت من خلاله وسرقت واغتالت وصفت جل الكوادر العراقية الوطنية الشريفة والتي سقطت بأيدي الغدر من قوات مقتدى الصدر تحت مراىء ومسمع من العالم بأكمله ولتظهر من خلال تلك الحملات التي دعمتها المخابرات الإيرانية ومولتها لتظهر أن قوات الحكيم المجرمة لاعلاقة لها بما يجري وهي بعيدة عما يجري في الساحة العراقية نحو تسقيط تيار مقتدى من خلال استدراجه؛وإبعاد مليشيا الحكيم عن النظرة الدونية التي سينظر بها الشعب لذلك الأجرام ومن يقترفه على الرغم من أن كل الجريمة المنظمة التي تجري في العراق ينفذها أفراد بدر المجرمة التي يقودها عبد العزيز الحكيم .

عملية إقصاء التيار الصدري لصالح تلك الكتل المدعومة من قبل قوات الاحتلال يوفر الفرصة لتلك الكتل للسيطرة على الجنوب بعد استبعاد الصدر وتياره؛ أن عملية الاختلاف في المفاهيم والتصرف هي التي تدعم وتعزز وتنشئ لهذا التقاتل المستديم حسب تصريح مقتدى الصدر الأخير والذي حاول من خلاله تهديد الحكومة متمثلة بالمالكي بحرب مفتوحة حتى التحرير حسب كلامه إن لم يكف عن ملاحقة عناصر التيار الصدري واعتقالهم؛هذا الخلط في المفاهيم الذي يعبر عنه مقتدى الصدر لاينم إلا عن ضعف بالأداء السياسي للتيار عموما وليس للصدر بشكل خاص؛فالمعروف عن الرجل أنه بعيد عن هذا المضمار مهما حاول التعبير وبأساليب مختلفة ليظهر بأنه سياسي يدير تيارا سياسيا له ثقله على الساحة العراقية؛وحتى نكون أكثر دقة فيما يخص التيار الصدري نسجل ثقله وحضوره بل وسطوته وتأثيره في الواقع العراقي كون أن هذا الواقع خال من السياسيين في الوقت الحالي وليس للعبقرية السياسية الفذة التي يمتلكها أتباعه.

ولو أردنا أن نذكر السيد مقتدى لايسعنا إلا أن نقول أن العملية المسماة بالسياسة والتي يشارك فيها التيار الصدري هي التي تمخضت عن الاحتلال وهي التي نتجت عن المحاصصة الطائفية التي أسس لها (اليهودي بريمر) واتخذتها الأحزاب التي تمسك بالسلطة اليوم ؛هذا أن كان هناك من سلطة منهجا لايتجاوزنه بل قرأنا لايحيد ون عنه؛وأن السيد مقتدى والأخوة الذين يمثلون التيار الصدري لم يسجلوا اعتراضهم على مبادئ بريمر المشئومة والتي أوصلت البلد إلى الانهيار.

سخونة التصريحات المتبادلة تلهب المشاعر وربما تقود إلى محرقة جديدة للشباب الذي كان من المفترض أن توظف طاقاته في عملية إعادة أعمار ما خربه الأشرار في الكتل السياسية التي رافقت الأجنبي المحتل وإعانته على تدمير البلد و مؤسساته وهي التي أوصلت تعداد قتلانا رقما يفوق المليون وما يترتب على ذلك الرقم من كوارث بما تحويه تلك الكلمة من معنى؛نحن لسنا ضد من يقف في صف الشعب ويدافع عن أهله بشكل عام ولا خصوصية لهذا الجانب أو غيره فالعراق واحد والشعب واحد؛وأن من يعادي أهل البصرة يفترض أن يعادي الشعب كل الشعب لا أن يدافع عن التيار الفلاني أو الحزب العلاني دون العراق وأهله فنحن بحاجة اليوم إلى الوطنية الحقة التي تجمعنا في مواجهة التحديات التي نعيش والتي أوصلتنا إليها تلك العملية العقيمة المسماة بالسياسية؛نحن بحاجة إلى أن نكون عراقيين أكثر من ذي قبل وان نضع العراق في حدقات عيوننا ونعمل من أجله لا من أجل التيار أو المجلس أو حتى المرجع .

الظرف الحالي يحتم علينا أن نجمع أشلائنا التي مزقتها الخيانات والمحسوبية والتخندق الطائفي ولنقتبس ما ينفعنا مما جاء به المجرم بوش حين قال (من لم يكن معنا فهو ضدنا) نعم من لم يكن مع العراق فهو ضدنا؛ وحسب تصوري إن العراق يستحق؛وهذه ياسماحة السيد تحتاج إلى صدق الموقف مع الله سبحانه قبل مفاتحة الشعب بالجرائم التي أرتكبها تياركم والتبرؤ منها وتقديم كل المسيئين إلى القصاص العادل وهذا لايشمل تياركم فقط بل كل من سار معكم من الأحزاب الباغية الأخرى على هذا الطريق الذي رسمه الاحتلال منذ البداية ولتبدءون بأنفسكم أولا؛فالمبدأ الذي طبقتموه على المرحوم رئيس الجمهورية السابق وقلتم بأنه مسؤول عن كل الأخطاء التي ارتكبت في عهده هو نفس المبدأ الذي يجب أن يطبق عليكم جميعا بدءا من سماحتكم ومن يتبعكم ومن ثم الباقين من إمعات الاحتلال والمفروضين على شعبنا البطل تحت حراب المحتل ؛ونذكر سماحتكم أن الأمام علي (كرم الله وجهه؛ورضي الله عنه وأرضاه) كان قد قال (لاتستوحشوا طريق الحق لقلة سالكيه)؛ وأنتم إن أردتم أن تسلكوا ذلك الدرب فلا تستوحشوا الحق فيه والذي يبدأ من التزام الوطنية الحقة ونبذ كل مايسئ لهذا النهج وأوله تمجيد المقاومة الوطنية العراقية الباسلة ومساندتها ضد المحتل ومن يقف معه.

أن حدة التصريحات تلك تزيد من سخونة الأجواء وحدة الصراعات التي لاطائل منها سيما أن المحتل ومن معه في حكومة الشؤم يقف موقف المتفرج الفرح بهذه الصراعات التي تطيل من مدة بقائه وإدامتها وتفتح المجال للتدخل الإيراني البغيض وتقوي شوكة أتباعه.

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

                                             الاثنين  /  14  ربيع الثاني 1429 هـ   ***   الموافق  21 /  نيســـــــان / 2008 م