بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

خــمس سـنوات مـن الـدمـار ... مـاذا قـدمـنـا للـعـراق؟

 

 

 

 

شبكة المنصور

الوعي العربي

 

العشرون من مارس 2008 تكون قد مرت خمس سنوات هي عمر الإحتلال الأمريكي التتاري للعراق وإختطاف هذا البلد من شعبه، ومن أمته العربية، خمس سنوات هي عمر الاحتلال الأمريكي للعراق وهذا البلد ينزف دما من الديمقراطية، والحرية، التي أغرق بها بوش فرعون العصر ونمرود هذا الزمان ومن معه من عرابي الحروب أمثال غراب الحرب تشيني، إلي رامسفيلد، إلي جون بولتون، وما يعرف بالمحافظين الجدد من غربان اليمين المتشدد هذا البلد في بحور من الدماء، والدمار، خمس سنوات هي عمر الإحتلال وبحسابات التاريخ هي ليست بالطويلة ولكن بحساب الرابح والخاسر فهي مأساة بكل المقاييس فالعراق يعيش أسوا مرحله في مراحل تاريخه المعاصر ليس العراق فقط ولكن الأمة العربية تعيش هذه اللحظة ولكن العراق الذبيح هو الذي يتألم لأنه يعيش ويذوق مرارة الإحتلال العسكري الوحشي هذا الإحتلال الذي مارس أبشع أنواع عمليات القمع والتعذيب لهذا الشعب العربي الصابر والصامد، خمس سنوات في عمر العراق المحتل ومازال هؤلاء الأفاقون التتار ومغول العصر يتحدثون عن الديمقراطية التي كلفت العراق أكثر من مليون شهيد، وأكثر من عشرة مليون مهجر بين الداخل والخارج، خمس سنوات في عمر الإحتلال للعراق وفرعون العصر ونائبه الديك الأمريكي المكسور الذي دخل العراق سرا هذا الأسبوع ومتسللا كاللصوص تحت جناح الليل والذي يقول بان العراق لن يخرج من عباءة أمريكا وأن أمريكا لن تخرج من العراق حتي لوتعب الآخرين وإنهم يؤيدان حكام العراق الجدد الذين يقودون العراق نحو الديمقراطية ولكن لم يقولوا لنا أي ديمقراطية يتحدثون عنها ؟؟هل هي ديمقراطية الطائفية والاغتيالات والتصفيات الجسدية وقطع الرؤؤس علي الهوية؟ أم ديمقراطية الخيانة وتفكيك وتفتيت البلاد وشراء الذمم وبيع تاريخ وحضارة العراق إلي نخاسي وحفاري القبور؟ أم ديمقراطية وعدالة القضاء وإصدار أحكام وتلفيق الاتهامات إلي كل من يعارض نزواتهم وشهواتهم الشيطانية؟ أم ديمقراطية السجون والمعتقلات والزنازين المظلمة والمثاقب التي تفرغ بها رؤؤس الضحايا من أبناء هذا الشعب؟ أم ديمقراطية أطفال وأمهات العراق التي امتلأت بهم سجون فرعون وهامان؟ أم ديمقراطية إشعال الصراعات بين الطوائف من سنية ،وشيعية، وعربية، وكردية، بئس الديمقراطية لهؤلاء الحكام من لصوص بغداد ، وبعد كل هذه السنوات تسقط ورقة التوت التي تخفي عورات مصاصي الدماء وتظهر الحقيقة التي حاول إخفائها عرابي الحروب علي العراق بهذه الديمقراطية والحرية وهذا النموذج للتدمير والصراع وعلي الرغم من كل ذلك مازال المروجون للمشروع الأمريكي من جماعة مارينز العرب يتحدثون عن تحرير العراق! خمس سنوات في عمر الإحتلال للعراق ونحن نتحدث عن هذا الإحتلال البغيض ولكن نحن أبناء الشعوب لم نقدم شئ للعراق نحن نتحدث عن خداع وأكاذيب أمريكا وحلفائها المتأمركين ونكتب منذ خمس سنوات عن هذه المؤامرة ولكن لم نفعل شيئا نقدمه للعراق وأبنائه الأبطال لقد أحسسنا بضاءلة حجمنا أمام هذه المقاومة الباسلة ونحن مقيدين مكبلين لانقوي علي فعل شئ ولكن عزاءونا الوحيد هو أن المقاومة العراقية الباسلة لا ينقصها شئ إلا الدعم المعنوي وهذا ما نستطيع تقديمه لهم ومحاولة كشف حقيقة المؤامرة والتنبيه عنها علي قدر مانملك ولكن ما نشعر به من مرارة هو ماذا قدمت الأنظمة العربية ومؤسساتها الرسمية وحكامنا أصحاب الفخامة والجلالة رؤساء وملوك دولنا العربية إلي العراق لاشئ سوي المزيد من خراب، ودمار العراق،ومنهم من لم يكتشف أن العراق تحت الإحتلال حتي اليوم ، وماذا قدم بيت العرب جامعتنا العربية للعراق المحتل سوي الإعتراف بالاحتلال والحكومة العميلة ، وماذا قدم أعضاء البرلمانات العربية إلي العراق والذي عُقد في إقليم كردستان الشمال العراقي سوي المزيد من تكريس الإحتلال وماذا قدم مؤتمر القمة الإسلامي الذي عقد بحضور حوالي 65 دولة عربية وإسلامية في العاصمة دكار في الوقت الذي تصادف فيه مرور خمسة أعوام علي عمر الإحتلال؟ وماذا يدور اليوم بين الأشقاء العرب علي خلفية إنعقاد القمة العربية في دمشق وخلافهم علي الأزمة اللبنانية وإنتخاب رئيس للبنان كما لو كان لبنان هي سبب النكبات والأزمات والمصائب التي تمر بأمتنا العربية يجب أن نحاسب أنفسنا ماذا فعلنا للعراق بعد مرور خمس أعوام من عمر الإحتلال يجب علينا حكاما وشعوباً أن نعمل سويا من أجل وضع حداً لخروج الإحتلال والعملاء وإيقاف نزيف الدم الجارف على نهرى دجلة والفرات بدلا من أن نسمع بين الحين والآخر اصواتا ً عربية تنادى بعدم خروج القوات المحتلة من العراق بحجج واهية من إقتتال العراقيين وتأثيرها على المنطقة العربية مرددين في ذلك ما تقوله الإدارة الأمريكية المنهزمة والفاشلة. وللحق والتاريخ نقول أن العراق العربي القومي وبعد خمس سنوات من الإحتلال الفاشل وإدارة جناب الكومندا المهم بوش وعصابته من مجموعة المحافظين والتابعين ومجموعة المار ينز العرب أن مشروعهم للشرق الأوسط الجديد والذي أرادوا به أن يكون العراق نقطة إنطلاقهم لتحقيق أحلامهم وأطماعهم الإستعمارية والإمبريالية ولتحقيق حلم أقامة دولة إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات قد تحطم على وقع ضربات المقاومة العراقية الباسلة التي أدت إلى إستنزاف طاقة التحمل لدى قوات الإحتلال علينا أن نرسل التحية إلي جميع فصائل المقاومة العراقية وأن نناشدهم بان يجعلوا وحدتهم هي الخيار الوحيد في تلك المرحلة الحاسمة فالمحتل وعملائه وإذنابه هم أعدائكم وعليكم بتصويب أسلحتكم تجاهه واتحدوا فيما بينكم وفوتوا الفرصة على عدوكم ولا تختلفوا وحدوا صفوفكم من أجل إفشال المؤامرة الجديدة لاقتتال بعضكم البعض ولا تستعجلوا قطف ثمار جهادكم التي دشنها الشعب والجيش العراقي في اليوم العاشر من ابريل 2003 وليكون العراق أمانه في أعناقكم حماكم الله يا فخر ألامة ومجدها وسدد رميكم وحقق نصركم الذي بات قريبا جدا.

 

http://WWW.ALARABI2001.BLOGSPOT.COM

 

 

 

شبكة المنصور

                                         الخميس  /  13  ربيع الاول 1429 هـ   ***   الموافق  20 / أذار / 2008 م