الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

التهريج السياسي الذي يمارسه بعض الساسة الأميركيين

 

 

شبكة المنصور

العميد المتقاعد برهان إبراهيم كريم

 

مضحكة بعض رموز الإدارات الأمريكية, حين لا تتعدى أدوارهم  بأكثر من مهرجين أو مجرمين أو مشعوذين.

وأنهم إما بيادق شطرنج ,أو عبيد مأمورين. لتحقيق مصالح الامبريالية وإسرائيل بأساليب المجرمين والإرهابيين. فبعض ممن يدعون أنهم بسبب عشقهم للحرية والديمقراطية ومقتهم للديكتاتورية والتمييز العنصري عانوا الأمرين. واضطروا على  أن يضحوا بكل شيء, وحتى بجنسياتهم وأوطانهم مرغمين. فإذا بهم  يكتشفون بعد حين, أو بعد إسناد بعض المناصب لهم, على أنهم ليسوا أكثر من طغاة وجبابرة وإرهابيين,أو بكل شيء جاهلين, أو أغبياء وحمقى, أو دجالين وكذابين. حصر دورهم بخدمة المصالح الاستعمارية والامبريالية, والصهيونية, ومصالح وامن إسرائيل,وطغمتها الإرهابية الحاكمة. ولو على حساب الشرعية والقيم الإنسانية والأخلاق والدين.

فالسيدة غونداليزا رايس, وهي من عانت ووالديها من جحيم التمييز العنصري وتجارة الرقيق اللواتي لا تطاق,  فإذا بها تتحول إلى امرأة حمقاء مجرمة وكذابة وطاغية, حين تبوأت منصب مستشارة الرئيس الأمريكي لشؤون الأمن القومي , ومن ثم  وزيرة  للخارجية.وراحت تعامل الشعوب وكأنهم أقنان أو عبيد. وراحت  تعربد وترقص في أرجاء المعمورة, وكأن الكرة الأرضية  بنظرها ورغم أتساعها, ليست سوى  حلبة رقص (بيست)فقط. وحكرا على راقصة مخمورة راحت تتعرى  وترقص بمجون,بعد أن طاحت الخمرة  برأسها. فهاهي السيدة رايس ورئيسها وإدارتها يصرون على دعم حكومتي فؤاد السنيورة ونوري المالكي المنتخبتين بنظرهما بالاقتراع الحر. رغم أن الشعب اللبناني لم ينتخبها, وإنما أنتخب ممثليه في المجلس النيابي فقط. وجهل رايس ورئيسها وإدارتها دفعهم لأن يظنون  ويعتقدون  أن الشعوب تنتخب  وتصوت لرؤساء الحكومات والوزراء في كل دور أنتخابي. وغير مقتنعين على ما يبدوا بانتخاب أعضاء مجلسي الكونغرس, فالرئيس بنظرهما هو المنتخب فقط .  

والسيد فرنسيس فوكاياما الياباني الأصل ,الأميركي الجنسية, الليبرالي المبدأ, الصهيوني التوجه.وأحد مهندسي السياسة الأمريكية. أعتبر أن القرن الحادي والعشرون سيكون قرن الليبرالية الأمريكية المتصهينة الجديدة.وأن الولايات المتحدة الأمريكية سيؤول إليها قيادة التاريخ و العالم .وأنها هي من ستحرر العالم, وتكتب  التاريخ كما تشاء وترغب. وقد نشر مقالا في صيف عام 1989م في مجلة أمريكية بعنوان, نهاية التاريخ. ثم حوله لكتاب. حيث تمسك به المحافظين الجدد والصقور المتصهينيين,واعتبروه بمثابة إنجيل لهم في القرن العشرون.وهو من شجع إدارة بوش على حروبها ضد الإرهاب وغزو العراق. ولكنه فجأة وقبل عام أعلن بان كتابه لم يكن يستند إلى أدلة علمية قاطعة. وأعلن تبرئه من الحرب على العراق,رغم أنه كان من أشد المحرضين عليها. وفرنسيس فوكاياما من المعجبين  بأندرو جاكسون أحد آباء الولايات المتحدة الأمريكية,والذي كان يشوي البطاطا في رماد الهنود الحمر, بعد أن يحرقهم أحياء. ويفخر بجورج واشنطن ,ليس لأنه أحد المؤسسين التاريخيين, بل لأنه كان يلقب بهدام المدن, حيث هدم 28 مدينة للهنود الحمر فوق رؤوس أهلها. ويفاخر ببعض الأمريكيين, الذين إذا جاعت كلابهم, أخذوا بعض أطفال الهنود الحمر, ليقطعوهم وهم أحياء, ويلقموهم لكلابهم بدم بارد.

والسيدة مادلين أولبرايت التشيكية الأصل, والتي فرت وأسرتها من جحيم الشيوعية في بلادها بحسب زعمها. وحصلت على الجنسية الأمريكية ,واختيرت لتكون وزير الخارجية الأمريكية. فإذا بها طاغية تعلي الباطل وتزهق كل حق, وتدافع عن مجازر إسرائيل.وتعامل الشعوب بعدوانية وسادية, وبكل مالا يمت بصلة للإنسانية. وفي الفترة الأخيرة من عام 2007م. ألفت السيدة مادلين أولبرايت كتابا,جمعت موضوعاته من خبرتها السياسية. والكتاب قررت أن تهديه للرئيس الأمريكي الرابع والأربعون. الذي سيخلف الرئيس جورج بوش. وفي كتابها تحدد للرئيس الجديد التحديات التي ستواجه بلاده, وسيواجهها كرئيس. والتي عليه التعامل معها بجدية وحزم, ليضمن نجاحه وضمان أمن وسلامة بلاده. وهذا بعض من التحديات والنصائح والحكم التي ذكرتها أولبرايت:

1.   فهي تعتبر الرئيس جورج بوش  أسوأ الرؤساء في التاريخ الأميركي على الإطلاق. وهذا معناه: إما أن اختيار الشعب الأمريكي جورج بوش رئيسا  لولايتين كان اختيار غير موفق, أو أنها تتهم الشعب الأمريكي بالجهل حين صوت له ليكون جورج بوش هو رئيسه,أو أن الانتخابات شابها التلاعب والتزوير كما يحدث في جمهوريات الموز, فلم تجرأ للكشف عنها. وأنها تدين ضمنا  النخبة الأمريكية التي أفرزت نخبة جديدة من أسوأ النخب على شاكلة المحافظين الجدد والصقور, تعشق الإرهاب والإجرام والطغيان. وهذه النخبة هي التي قادت حملة بوش, وروجت له وخدعت وغررت بالشعب الأميركي. وهي بكلامها تعترف وتقر بأن هناك رؤساء أمريكيين فاسدين, وبوش هو أفسدهم على الإطلاق. وهذه إشارة بالمواربة من أولبرايت  بأن قيم الحرية والديمقراطية, وحتى النخبة في بلادها ليست بخير أو على ما يرام, وتحتاج لبعض المراجعة. فوصول سيء أو أسوأ إلى  مقعد البيت الأبيض  بالاقتراع الحر, يتناقض كليا مع قيم الحرية والديمقراطية. ودليل على النموذج الديمقراطي المعمول فيه في الولايات المتحدة مشكوك فيه, وهيكلي وخلبي ومزيف.

2.   تحسين صورة الولايات المتحدة الأمريكية. والسيدة مادلين خير من تعلم, أن تحسين صورة بلد ما, هو نتاج  عدة جهود. فتحسين الصورة  يفرض على الإدارة القادمة للولايات المتحدة الأمريكية, الإقلاع عن السياسات المتبعة, والناي بنفسها عن الخونة والعملاء, وتحطيم أقفال الخزائن التي تحوي مسلسل أسرار المؤامرات والإرهاب والجرائم التي حيكت وارتكبت بحق الشعوب عبر التاريخ الأمريكي. ومن ثم  تقديم الاعتذار عنها, والتعويض على المتضررين منها. ثم تحركا سريعا من الشعب الأمريكي, لمحاكمة المسئولين أو المخططين أو المنتهجين لها, ومرتكبيها وممارسيها, بمنتهى الشفافية. وأخيرا رضا وقبول وقناعة باقي الشعوب بشفافية هذه الإجراءات.

3.   تقسيم العراق بشكل غير علني. وهذا الاقتراح من السيدة أولبرايت غير موضوعي وغير قانوني. فليس من حق أولبرايت تقسيم بلدان غير بلادها, أو دول معترف بوحدتها السياسية والجغرافية  من قبل منظمة الأمم المتحدة وباقي المنظمات الإقليمية. لأن هذا تدخل فظ وغير مشروع. وسطوا من قبلها وقبل غيرها على إرادة وحرية وأختيار وقرار أي شعب آخر. وهي بذلك تعطي الحق لغيرها ولأي إنسان آخر في أنحاء العالم بحق المطالبة, وحتى العمل الجاد, لتقسيم وتجزئة وتشتيت بلادها الولايات المتحدة الأمريكية إلى فتات  على حسب مزاجه ورغبته وهواه, أسوة بأولبرايت.

4.   احتواء إيران من دون المجازفة بحرب عسكرية,وتحاشي توجيه ضربة عسكرية لإيران, إلا إذا أتت دفاعا عن النفس. لأن مثل هذه الضربة ستقوي النظام الحالي في إيران, وتجر بلادنا إلى تحمل رد إيراني إرهابي, أو تحرك الشيعة في العراق ضد القوات الأمريكية. وليتصور القارئ أن الإدارتين الأمريكية والبريطانية واللواتي كانتا تتدخلان في شؤون إيران أيام  الشاه وأبيه وما قبل أبيه وقبل أن تتجنس أولبرايت بالجنسية الأمريكية, تعتبر أولبرايت أن مثل هذه التدخلات بمثابة دفاعا عن الولايات المتحدة الأميركية. ويعتبره الرئيس جورج بوش وإدارته دفاعا عن الأمن القومي الأميركي ومصالحها الحيوية وأمن إسرائيل. فهل بعد هذا الهراء لأولبرايت من هراء بعد؟  

5.   عدم محاورة القيادة الإيرانية والرئيس محمد أحمدي نجاد. ومرة أخرى تكشف لنا السيدة مادلين أولبرايت عن جهلها وساديتها وعدوانيتها, حين تعتبر منطق الحوار حكرا على بلادها, وحين تستخدمه مع غيرها فهو منة وفضل من بلادها, وأنه منتج وسلاح أمريكي حكرا عليها استخدامه.

6.   ضرورة اعتماد الخيار العسكري في حال وقوع حادث في مياه الخليج بعد ازدياد قوة الحرس الثوري داخل إيران. وهنا تكشف أولبرايت عن بلطجتها وبلطجة إدارات بلادها حين تعتبر الخليج العربي, والذي تكنيه إيران بالخليج الفارسي, خليج أمريكي  من حقها وحدها حمايته والتحكم فيه.

7.   معاودة المفاوضات بين سوريا وإسرائيل. وذلك بعد تبرئة أو إدانة دمشق في المحكمة الدولية الخاصة بالاغتيالات في لبنان. وهنا تضحك على نفسها السيدة مادلين أولبرايت , لأنها تعرف أن سوريا بريئة من دم الحريري, وأولبرايت تعرف سر عملية اغتيال الحريري, والهدف منها.

8.   إن أية إنطلاقة عربية لعملية السلام هي من ستمهد لعزل حركة حماس والمتطرفين الإسلاميين. وهنا تروج السيدة أولبرايت لمنطق غريب مضحك وعجيب. ومفاده أن من واجب العرب فقط الهرولة وتقديم التنازلات, لعل وعسى تقبل إسرائيل بالسلام معهم, وهو الكفيل بعزل حماس بنظر أولبرايت. وأن أولبرايت ترى أنه لتحقيق السلام ليس من واجب إسرائيل تقديم أي شيء.

9.   محمود عباس يفتقد للشطارة السياسية التي كان يمتلكها سلفه الرئيس ياسر عرفات.وهذا التجريح و الاستخفاف من أولبرايت بمحمود عباس لن نرد عليه طالما هو رضي فيه وصمت عليه ولم يرد.

10. مكافحة الإرهاب وخطر تنظيم القاعدة, والذي يتمدد في آسيا وأفريقيا. وهنا لا نريد أن نرد على أولبرايت,لأن رئيس إدارتها بيل كلينتون أفتى بأن الحرب على الإرهاب إنما تكون بتجفيف منابعه.

11. منع انتشار السلاح النووي. وهنا تبدو ازدواجية المعايير والكيل بأكثر من مكيال من قبل أولبرايت ومنطق إداراتها.لأن منع الانتشار إن لم يرافقه حظره وتفكيك الترسانات النووية  في كل مكان, فسيفهم على أن كل من يمتلك هذا السلاح,بات معترف بسلاحه النووي وصاحب حق في أي قرار.

12. نشر الديمقراطية في أرجاء العالم. ونقول لأولبرايت: لو أن بلادها  لم  تتدخل  بهذا الشأن وتعيث فيه فسادا, لكانت الحرية والديمقراطية والأمن والسلام  وحقوق الإنسان بألف خير وخير.

13. الدفاع عن سيادة الدول, دون الهرولة والتفرد في قرارات الحرب. والسيدة مادلين أولبرايت تعرف   أن أصحاب السوابق في عدم الالتزام بما تقول, كان وما يزال بعض إدارات بلادها, فهم من تدخلوا ويتدخلون بشكل سافر بشؤون الغير, ومع ذلك تشكر أولبرايت على هذا الإقتراح وهذا الطرح.

14. العمل على تحقيق انسحاب إسرائيل من كل الأراضي العربية التي احتلتها عام 1967م, في مقابل الاعتراف بها وفقا للمبادرات العربية. وهذا الإجراء جدير بالاهتمام  رغم  عدم الالتزام به من قبل السيدة أولبرايت. حيث  لم تجهد على تحقيقه وإنجازه حين كانت وزيرة للخارجية الأمريكية.

15. إعتبار حرب العراق أسوأ من حرب فيتنام, وأكبر كارثة في السياسة الخارجية الأمريكية. وهنا لا يسعنا إلا أن نسأل السيدة مادلين أولبرايت سؤالين محرجين, ولن تجرؤ بالإجابة عليهما: لماذا تقاعست حين كانت وزيرة للخارجية في نزع  الأقنعة والأسباب الكاذبة وتنهي الحصار على العراق حتى لا تترك لمن بعدها من حجة وذريعة واهية للتورط  وتوريط بلادها في هذه الحرب؟ ثم لماذا صوت حزبها الديمقراطي في مجلسي الشيوخ والنواب بالموافقة على شن هذه الحرب؟

16. التعامل بجدية مع المشاكل البيئية الناجمة عن ظاهرة الاحتباس الحراري والتغيير المناخي. وهذا القول للسيدة مادلين أولبرايت يدعوا للضحك والسخرية, وكأنها نسيت أنها حين كانت وزيرة للخارجية أجهضت  كل مسعى دولي وأوروبي  لتقييد بلادها بمستوى منخفض من التلوث البيئي وحجم غاز الكربون الذي تنتجه بلادها نتيجة الإسراف باستهلاك النفط والطاقة. ودعوتها هذه المرة للتعامل بجدية مع هذا الموضوع إنما سببه لما تعرضت له بلادها من أخطار الأعاصير المدمرة خلال الأعوام الأخيرة, والتي ستزداد شراسة بنظر العلماء خلال العقود القادمة.

ومع شكري الجزيل للسيدة مادلين أولبرايت على هديتها الثمينة للرئيس الأميركي الجديد الذي سيختاره الشعب الأميركي في تشرين الثاني من هذا العام, والذي سيخلف الرئيس  جورج بوش أسوأ الرؤساء الأميركيين حسب ما وصفته السيدة أولبرايت. أقدم إليها هذا المقال كهدية متواضعة مني لترفقه بهديتها, وتحاسب نفسها على ما قصرت فيه. راجيا أن يحظى منها بالقبول, ويستفيد من حكمها ونصائحها وهديتي إليها الرئيس الجديد حين يتصدى للتحديات الجديدة.لعل وعسى يعيش العالم حاضره وغده بسلام وأمان ووئام, بحيث لا يؤرق الإنسان فقر أو جهل أو مرض أو إرهاب أو إجرام أو عدوان, أو أي أنتهك لحقوقه وحريته في كل مكان وزمان.

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

                                           الجمعة  /  11  ربيع الثاني 1429 هـ   ***   الموافق  18 / نيســـــــان / 2008 م