بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

ويحز في النفس مثل هذا النقد والتجريح

 

 

 

 

شبكة المنصور

العميد المتقاعد برهان إبراهيم كريم

 

يدعي أستاذ ومثقف وإعلامي كما يدعي غيره, بأن موقعه الإعلامي موقع علماني وكبير.

ويدعي أن من يهاجم الموقع, إنما هي مواقع تافه وأصولية ومغمورة بالماء الآسن . التي ساءها كثيرا ، الكشف المستند إلى وقائع ووثائق ومستندات ، للإرهاب الأصولي الإسلامي. ويتهم رؤساء تحرير هذه المواقع بالغباء والهبل والحقد المستتر والتفاهة والأصولية والسقوط في القذارة, وحتى أنه يتهمهم على أنهم معاقين ويصفهم بالحمرنة وأنهم حمير لم يرى لهم من مثيل. فليتصور المرء كيف يقلل هذا الأستاذ من مكانة من خلقه الله بأحسن صورة وأكمل تقويم, ويتهجم على من يدافع عن وطنه وجماهيره, وأمته ليصنفه مع البهائم والحمير؟ وهذا أسلوب من الأساليب التي تتبعه كل من إسرائيل والادارة الأمريكية في معاملة الرافضين والمتصدين لمشاريعهم الاستعمارية, ويعلنون صراحة أن هؤلاء إما إرهابيين , أو أنهم لا يستحقوا أن يعاملوا كما يعامل باقي البشر من حيث الحقوق والمعاملة وحتى أثناء المحاكمة.وهذا الأسلوب في النقد والخطاب يأباه كل من كان خلقه سليم وعقله رزين وهدفه سام ونبيل أو  يدعي التحرر والعلمانية. فهو أسلوب إرهابي اعتمدته الإدارة الأمريكية وإسرائيل وبعض حلفائهم في التهجم على الوطنيين والشرفاء. ومارسوه هم والليبراليين الجدد المتصهينيين مع فضائية الجزيرة والدكتور فيصل القاسم, وكثير من وسائط الإعلام المرئية والمسموعة التي تتصدى لعهر الخونة والعملاء, وللمشاريع المشبوهة التي تحاك ضد وطننا العربي وأمتنا العربية.ومؤسف ومحزن أن تصل اللغة الخطابية والحوارية إلى هذا المستوى من الانحدار والألفاظ اللاأخلاقية من يقبعون تحت مظلة إدارة جورج بوش المجرمة, ويدعون أنفسهم علمانيين ورجال تحرر وحرية وديمقراطية.

سنقول بصراحة وبالفم المليان: أن العلمانية باتت تغتصب من قبل البعض, حين يدعي البعض ممن لا يفقه شيء في العلمانية , أنه يرتبط بها  بصلة نسب. وكأن أخوالها وأعمامها وخالاتها وعماتها أدمنوا الرذيلة حتى بات البعض يدعي أنها قريبته , وأن له صلة قرابة ونسب معها. وهي وأفراد أسرتها جميعا منه براء.

يؤسفنا أن تكون مفردات خطاب ونقد هذا الأستاذ بهذه الهمجية والألفاظ البذيئة , وهو من يدعي انه أستاذ ومثقف وإعلامي. ونتقدم بمواساتنا للعلمانية وللثقافة والإعلام والدرجات العلمية بهذا المصاب الأليم, ونبتهل ونتضرع إلى الله أن يخلصهم من هذا البلاء الذي لا طاقة لهم عليه. حتى أن علمانية وليبرالية بعض علماني وبعض ليبرالي العرب الجدد , باتت لا تطيق اللغة العربية , فراحت تسمي مواقعها بتسميات فرنسية وأمريكية ,أو أن تخلط في التسمية بين كلمة عربية وكلمة إنكليزية أو فرنسية. والمضحك أن هؤلاء كأنهم يجهلون أنهم إنما يدعمون المشروع الأمريكي بنشر الحرية والديمقراطية والعلمانية والتي يقوده في  الإدارة الأمريكية المحافظين الجدد والليبراليين المتصهينيين, والذين هم في حقيقتهم جماعات أصولية متشددة وأكثر تخلفا وجهالة وهمجية ووحشية وإرهاب وإجرام وفساد من كل الأصوليات المتخلفة التي شهدها العالم بمئات المرات.

ونسأل هؤلاء: أين كانوا قبل  حروب الرئيس جورج بوش العدوانية والإجرامية؟ ولماذا لم يغردوا بأصواتهم  الشجية إلا على  إيقاع   أكاذيب الرئيس جورج بوش وتهديداته العدوانية؟ . فالعلمانية تعني أن الدين لله والوطن للجميع, و تسعى لتبني وطنا عزيزا مستقلا يحفظ للجميع حقوقهم, ويكون الوطن قويا منيعا. لاكما يفعل البعض منهم حين يسوغون الاحتلال ونظم الوصاية والانتداب, ويأتمرون بأوامر الإدارة الأمريكية وقوات العدوان والاحتلال,  ويتدخلون فيما تلبس المرأة أو الرجل من ثياب ,أو ما يعتنقون من ديانات,أو ما يطبخون أو يأكلون من وجبات ويشربون من شراب. و أصبح دور هؤلاء معاداة كل وطني ونظام وطني وشريف, وتعهد هم بالعناية والرعاية لكل نظام عشائري ومتخلف وأصولي ما أنزل الله به من سلطان.

نظرة بعض هؤلاء العلمانيين والليبراليين المتأمركين و المتصهينيين الجدد كشف عنها جورج تينيت مدير وكالة المخابرات المركزية في مذكراته حين سرد ما كتبه في هاتين الفقرتين:

·   في صبيحة 21/11/2002م ذهبت إلى البيت الأبيض كعادتي كل يوم لأقدم التقرير الاستخباراتي اليومي الموجز المعتاد , والذي أقدمه ستة أيام في الأسبوع. في ذلك اليوم كان هناك اجتماع إضافي تقرر عقده بعد هذا الاجتماع الصباحي. وكان مسئولو مجلس الأمن القومي الأميركي قد طلبوا منا في الوكالة قبل أسبوعين ونصف الأسبوع ,أن نبدأ في صياغة قضية يتم تقديمها للعامة ضد صدام حسين, وتركز تحديدا على امتلاكه أسلحة دمار شامل. واحتمال استخدامه لها. والتي هي ما حدث وان أستخدمها وزير الخارجية كولين باول في خطابه الشهير أمام مجلس الأمن الدولي.إلا أنه لم يكن من الواضح في ذلك الاجتماع من هم العامة المستهدفون بما سنقدمه على وجه الدقة. وفي هذا الاجتماع أوضح فريق العاملين بالبيت الأبيض( ضباط أركان الرئيس)أنهم يبحثون عن لحظة آدلاي ستيفنسون ( وهي بأختصار تعبير عن لحظة التجلي) في إشارة منهم لعرض ستيفنسون الشهير أمام الأمم المتحدة إبان أزمة الصواريخ الكوبية في عهد كينيدي. وقد أبلغهم بوب وولبول في الاجتماع أن ما جمعناه في الوكالة من معلومات إستخباراتية لا يلبي طلبهم. وخلال أسابيع قليلة جمع فريق صغير من محللي الوكالة المواد المطلوبة. وجاء دوري لتوزيعها على الرئيس ونائبه وأندي كارد ورايس وعدد آخر من مسئولين آخرين. ووقع  اختياري على نائبي جون  ما جلوغلين لكي يقدم العرض المطلوب الذي قمنا بإعداده. وجلب جون ماجلوغين  معه بعض الخرائط لتوضيح النقاط, ومساعد تنفيذي له لمساعدته فيما يستعرضه بالوسائل المرئية. وكانت مهمتنا  في هذا اليوم استخراج وكتابة المعلومات المتعلقة بأسلحة الدمار الشامل العراقية, والتي نعتقد أنها على نوعين: صحيحة, وما يمكن الكشف عنها للرأي العام دون إلحاق الأذى بمصادر ووسائل مخابراتنا. ولم يكن ما قاله جون جديدا لكل من حضر الاجتماع.ولذلك وفي سقف التوقعات العالي للحاضرين , ولم يحظ ما عرضه جون في بداياته بترحيبهم, ومع مواصلة جون عرضه بدئوا يتحولون إلى وجوه مكفهرة عليها علامات الغيظ الشديد.فشعرت بخيبة الأمل ,لأنه أضاع وقت الرئيس بوش في تكرار ما قدمناه إليه من قبل, وفي انه كان بالإمكان تضمين بعض المعلومات التي وردت بتقديرات المخابرات القومية. ومع ذلك حيا الرئيس بوش جون على عرضه وقال: حسنا بروفة جيدة. ومن ثم أردف قائلا: ولكن ما سمعته لتوي لا يحتمل أن يشد الرأي العام, ويمكننا أن نضيف بعض التوابل للعرض بإحضار بعض المحامين المتمرسين في عرض القضايا بالطرق التي ينجحون معها في استمالة المحلفين. وهذا ما حصل حيث ما قدمه كولن باول في مطالعته أمام مجلس الأمن في جلسته الماراثونية كان من إعداد سكوتر ليبي رئيس مكتب تشيني  باعتباره محام ومتخصص بالمحاماة والقانون.

·   بعد 11/9/2001م ,حاول معظم مسئولي الرئيس جورج بوش إخفاء ومدارة فشلهم في التعامل مع التحذيرات التي أطلقتها وكالة المخابرات المركزية من تنظيم القاعدة,باختلاق صلة تربط العراق وأسلحة دماره بتنظيم القادة. وتلاعبوا بعواطف الأمريكيين , واستغلالها عاطفيا من خلال رسالة ركزوا عليها, وفحواها: نحن لن نسمح أبدا بأن يفاجئنا أحد كما حدث في 11/9/2001م.

أي أن هؤلاء ينظرون إلى شعوبهم وجماهيرهم على أنهم عامة ورعاع ولا يفقهون شيئا, ولذلك  يجب خداعهم والاحتيال عليهم وحتى الكذب عليهم لينقادوا لهم  على اعتبار أنهم النخبة.

هكذا فعلت إدارة الرئيس بوش حين ساقت شعبها وبلادها للحرب على العراق بأكاذيب وترهات وأضاليل. ونفس ما فعلته إدارة بوش يفعله بعض العلمانيين والليبراليين العرب لتحريك جماهير كل وطن تعاديه الإدارة الأمريكية أو إسرائيل, أو تعاديان قيادته الوطنية, لحثه على الثورة بدعوى الإصلاح ونشر قيم الحرية والديمقراطية. مع فارق واحد أن رموز إدارة بوش إنما هم أدوات يأتمرون  بأوامر الامبريالية العالمية ويقبضون منها, بينما يأتمر هؤلاء بأوامر موظف في  وكالة المخابرات الأمريكية, ويقبضون أجورهم من بعض الأنظمة الحليفة لإدارة الرئيس جورج بوش. والمضحك أنهم يتباكون على الفساد وكثير منهم غارق في الفساد حتى أذنيه, ويكنون الحقد  واللؤم على الإنسانية والعروبة والديانات السماوية, إرضاء للصهيونية وإسرائيل والامبريالية. ووصل بهم الحد إلى عدم نشر أي مقال يدافع عن قوى الصمود وفصائل المقاومة الوطنية, ويندد بالعدوان على فلسطين ولبنان والعراق, أو يخطه رجل وطني وشريف  يقول حتى مجرد كلمة حق, او إنصاف لدور وطني كبير.

لهذا البعض من مدعي العلمانية نقول: كل إناء ينضح بما فيه, وكل لسان يفضح حقيقة صاحبه, ويكشف ويفصح عما هو مخبوء ومخزن  في نفس وقلب وعقل صاحبه. ولن تعير أحدا اتهاماته, إنما هو من تعيره أقواله, فتخفض من مكانته. لكن قلوبنا ستدمى أسفا وحسرة أن يكون ومن هم أمثاله بين ظهرانينا. وسنبارك  كل إجراء يتخذ بحق هذه المواقع, التي تدس السم في الدسم خدمة لأعداء الوطن وأمتنا العربية وعقائدنا المسيحية والإسلامية, وتسيء للعلمانية وقواعد المنطق وأسس التفكير بقصد او بدون قصد, لأن المستفيد منها فقط أعداء الإنسانية والعروبة والحرية والديمقراطية وإسرائيل والادارة الأميركية المجرمتين والمغتصبتين والعدوانيتين والإرهابيتين.

 

 

 

 

شبكة المنصور

                                          الجمعة  /  14  ربيع الاول 1429 هـ   ***   الموافق  21 / أذار / 2008 م