بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

ايران تتربع على عرش الدبلوماسية العراقية

 

 

 

 

شبكة المنصور

د. الحــــارث

 

في كل إنحاء العالم نرى ان وزارة الخارجية لأي بلد ، تكون السباقة في الدفاع عن حقوق ومصالح بلدها وتشرف على عقد الاتفاقيات التي تخص الاقتصاد والناحية الاجتماعية والاتفاقيات الخارجية والداخلية التي تضمن وتصون حرمة هذا البلد ووزارة خارجيته ، وسفير أي دولة ( تحترم نفسها ) وموظفيه يكون هو بمثابة رئيسا لدولته التي يمثلها في الدولة المعين فيها كسفير وهذا عرف معلوم لدى الجميع الا في العراق ،فنرى كل الأمور تسير ( بالمقلوب ) وهذه هي سياسة المحتل طبعا لذا نرى في العراق ان وزارة الخارجية العراقية تستدعي وبالسرعة الفائقة السفير التركي ( وهذا من واجبها ) عن أي تحرك باتجاه ( البككه ) او ما تسميه الخارجية العراقية تجاوز على حدود ( إقليم كردستان ) بل نرى عكس ذلك عندما تكيل الخارجية العراقية بمكيالين في أي تجاوز على الحدود العراقية وعلى الموارد النفطية وعلى المياه في شط العرب وعلى القتل والتشريد والتدخل في الشؤون الداخلية من قبل ( طهران ) حيث لا تستدعي هذه الوزارة السفير الإيراني وتبلغه بالتجاوز والأفعال المشينة التي يقوم بها الحرس الثوري الإيراني او فرق الموت او حرق وتدمير البنية التحتية العراقية .

كل هذا يحصل وزارة الخارجية ( صامتة ) والأمر من هذا ترفع صوتها عاليا بإدانة الدول العربية بأنها لا تساعد العراق ولا تبعث هذه الدول بدبلوماسيها الى العراق وتقارن بين موقف الجامعة العربية والعرب وبين التواجد والدعم الإيراني الذي تسميه وزارة الخارجية ( انه لموقف ايجابي من ايران ) حيث تناست وتجاهلت وزارة الخارجية العراقية ان ايران هي التي خططت ونفذت قتل السفير المصري الذي تم تعيينه في العراق وتناست وأغفلت هذه الوزارة ان كثيرا من السفراء والدبلوماسيين العرب هددوا بالقتل من قبل عصابات ايران اذا ما هم عملوا في العراق .

وتعلم وزارة الخارجية العراقية جيدا كيف ان ايران قتلت ممثل الأمم المتحدة في العراق ، وكيف طردت ايران ممثل الأمم المتحدة ، حيث تحاول هذه الوزارة بإلقاء اللوم على العرب وتشجيع ايران على عقد اتفاقيات اقتصادية وتجارية بل تحاول دائما ان تظهر ايران ( الحمل الوديع ) الذي يرعى مصالح ايران في العراق وتهرول هذه الوزارة دائما الى إطلاق سراح الجواسيس الإيرانيين والذين يتآمروا على العراق والعراقيين ، وحيث هذه المفارقة الواضحة هي من يثير التساؤلات للدبلوماسية العراقية ، حيث كانت الحكومة الحالية تتهم المرحوم الشهيد البطل صدام حسين انه كان يعقد اتفاقات سرية لكسر الحصار على العراق عندما فرض هذا الحصار لمدة 14 عام من قبل أمريكا ، في حين ان وزارة الخارجية العراقية الحالية هي من يتوسط الان لدى أمريكا للتواجد الإيراني وإطلاق سراح مقاتلي ايران وكسر الحصار ( الشكلي ) الذي تدعي أمريكا فرضه على ايران ، هل سمعتم ان وزارة الخارجية ( العظيمة ) تدافع وبإصرار عن قتلة العراقيين من قبل الجارة ايران .

 

 

 

 

شبكة المنصور

                                         الخميس  /  13  ربيع الاول 1429 هـ   ***   الموافق  20 / أذار / 2008 م