الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

واجب وطني وإنساني وأخلاقي ملح

 تسليط الأضواء علي معاناة الأسري والمحتجزين العراقيين والمحاكمات الباطلة لقيادات النظام السابق

 

 

 

شبكة المنصور

د. أشرف البيومي

 

د. أشرف البيومي : عضو اللجنة المصرية لمناهضة الاستعمار والصهيونية ونائب رئيس جمعية أنصار حقوق الإنسان بالإسكندرية (ترفض التمويل الأجنبي)

لا بد من كسر حواجز التردد والخوف والنسيان من أجل فضح قضية المعتقلين في سجون الاحتلال الأمريكي والحكومة العراقية الموالية له وتعرية عدم شرعية أو قانونية المحاكمات التي يتعرض لها بعض رموز النظام السابق.

من الواضح تماما أن هذه المحاكم غير شرعية وتفتقد السند القانوني الدولي، كما تفتقد الاستقلالية والحيادية بل إن هذه المحاكم تمثل بحق مهزلة بكل المقاييس. فلنتذكر اغتيال عدد من محامي الدفاع وامتناع البعض خوفا علي حياتهم وتغيير القضاة عندما رأت ذلك سلطة الاحتلال وأعوانه ذلك ناهيك عن الطريقة التي أعدم بها رئيس العراق السابق ..الخ.

إن المرء لا يحتاج إلي كثير من الذكاء حتى يدرك أن هذه المحاكم مزيفة من حيث توقيتها وشكلها وموضوعها وأنها توظف لخدمة أغراض سياسية لمصلحة الاحتلال وعملائه المحليين والخارجيين. هذه المحاكم وما صاحبها من إعلام متسق تماما مع أسلوب الاستعمار المعتاد من التشويه والتضليل والكذب. وبطلان هذه المحاكم مستمد من بطلان الحكومات العراقية التي نشأت بإرادة الاحتلال والتي ولدت في إطار عملية سياسية زائفة ودستور طائفي مصنوع أمريكيا وانتخابات مزيفة في ظل احتلال غاشم،هذه الحكومات فاقدة الشرعية تماما وغارقة في تبعيتها ليس فقط للإدارة الأمريكية وإنما للنظام في إيران. إن الجهة الوحيدة المخولة لمحاكمة أي قيادات سياسية هي فقط المحاكم الوطنية الحرة والمستقلة وبالتأكيد ليست محاكم المحتل الغاصب.

إن قدرا متواضعا من الموضوعية يجعل المرء يري الافتعال الواضح من خلال التهم الموجهة مثلا للسيد طارق عزيز القابع الآن في سجن كروبر بالقرب من مطار بغداد والذي مضي في السجن عدة سنوات دون توجيه تهما له سواء أكانت حقيقية أو زائفة. إن الجريمة الحقيقية التي اقترفها طارق عزيز هي مواجهته للهيمنة والصلف الأمريكي، ولعلنا نتذكر مشاهد من هذه المواجهات مع ممثلي الإمبريالية كبيكر وبتلر. كما أن هناك شبهة الانتقام منه لرفضه الشهادة ضد زملائه بل والإشادة بالرئيس السابق، ولا ننسي عاملا هاما أخر وراء هذه المحاكمة التعسفية و هو ما يعرفه طارق عزيز من معلومات وأسرار حول تعاملات العراق مع ريجان وبوش الأب أثناء الحرب العراقية الإيرانية وملابسات غزو العراق للكويت أسرار تفضل الإدارة الأمريكية وأدها للأبد ومنع نشرها. لهذا وجب علي كل مواطن عربي شعر بأن طارق عزيز كان يدافع عن الحق العربي أن يرفع الآن صوته للتنديد القوي باعتقاله ومحاكمته الغير شرعية وأن يدافع عن حق كل معتقل في سجون الاحتلال في الحرية.

أذكر مثالا آخر وهو السيد مهدي صالح وزير التجارة السابق الذي أشهد بحكم عملي السابق في الأمم المتحدة أثناء الحصار أنه لم يألو جهدا لتوفير الحصة التموينية المقررة في موعدها لكافة المواطنين من أقصي الشمال إلي أقصي الجنوب ولعدة سنوات. نفهم أن جزاء مهدي صالح من قبل الاحتلال هو الاعتقال وسوء المعاملة ولكن لماذا نسكت نحن ولا ندين اعتقاله بل ولماذا لا نتذكر جهده الخارق أثناء سنوات الحصار المريرة ونحييه عليه؟

هذه أمثلة رمزية لشخصيات معروفة لكن هناك الآلاف من المعتقلين العراقيين في سجون الاحتلال لا نعرفهم ولا نعرف حتى أسمائهم ولكن الدفاع عن حقوقهم لا يقل أهمية عن حقوق المعروفين. ما هي التهم الموجهة إليهم؟ إنهم في هذه السجون المريعة لكونهم وطنيون أو لمجرد الاشتباه بذلك. إن الدفاع عن حقهم في الحرية والمعاملة الحسنة أمانة في عنقنا جميعا.

أين المنظمات التي ترفع رايات حقوق الإنسان؟ إننا ندعو المتقاعسين أن يرفعوا أصواتهم عاليا. أما تلك المنظمات الممولة أجنبيا فنحن ندرك زيف إدعائهم بالدفاع عن حقوق الإنسان إلا ما يناسب ويتسق مع أهداف مموليهم. لن يدافعوا عن حقوق الإنسان عندما يكون المتضرر عراقيا أو فلسطينيا مقاوما.

لا بد من أن ترتفع كل الأصوات الوطنية بكافة اتجاهاتها بما في ذلك هؤلاء الذين اختلفوا وتخاصموا وتضرروا من النظام السابق للتنديد بالأسر والاعتقال لآلاف العراقيين والمحاكمات الغير شرعية. فالقضية هنا هي رفض للاحتلال وكل من انبثق عنه من مؤسسات و تشريعات وإجراءات. إن فضح الاحتلال وجرائمه هو جزء من النضال ومن المقاومة.

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

                                             الاثنين  / 29  ربيع الثاني 1429 هـ   ***   الموافق  05  /  أيــــار / 2008 م