الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

تعقيبا على رسالة المجاهد الأمين العام للحزب

 على رسالة السيد رضا الرضا الأمين العام للهيئة العراقية للشيعة الجعفرية

 

 

شبكة المنصور

د. فيصل الفهد

 

قرأت بكل استيعاب رسالة الرفيق المجاهد عزة إبراهيم الدوري الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي والقائد الأعلى للجهاد والتحرير الى السيد رضا الرضا وأقول بصراحة انها كانت بالغة المعنى والدقه الحرص على اختيار الكلمات والجمل والعبارات بماتجيب على كير مما يريد ان يستوعبه الصديق والحليف المحب وما يغلق على الحاقدين النوافذ التي يعتقد بعضهم انها لازالت مفتوحه لبث سمومهم ليس على البعث بل على كل العراقيين الشرفاء الذين تعلموا من تجربة خمس سنوات من الاحتلال كيف عليهم ان يقيموا جهد المجاهدين الحقيقيين وينبذوا كذب الافاقين والمنافقين...واقولها صراحة انني احسست بما اعتصر قلب قائد المجاهدين وهو يرد بهذه الحماسه والشجاعه والاقتدار على ملاحظات السيد رضا الرضا الأمين العام للهيئة العراقية للشيعة الجعفرية والتي اكد فيها("إن قيادة البعث قد أعدت الدراسات الشاملة والعميقة للمسيرة لتقييمها وتصحيح اتجاهاتها ومعالجة هفواتها وذلك بعرضها على أول مؤتمر للحزب تسمح الظروف بعقده، إذ انه هو السلطة الشرعية الوحيدة بعد المؤتمر القومي المخول لنقد التجربة وتقييمها وتصحيحها ومحاسبة ومساءلة المقصرين المسؤولين عنها".

وأشار الرفيق عزة الدوري "إن التصحيح والمراجعة عند البعث أسهل مما موجود في الأحزاب والحركات الأخرى وهو يتحقق جملة وتفصيلا بعودة القيادة إلى منابع الفكر ألبعثي الأصيلة والى فلسفته التنظيمية ومجموعة القيم والمثل والتقاليد البعثية التي نضحت عن عقيدته الرسالية وصاغها البعث عبر نضال امتد إلى أكثر من ستين عاما").

وتذكرت هنا العبارات التي قالها الرفيق عزة ابراهيم في مناسبة مشابهه تعلقت ايضا بتقييمي الشخصي للمسيره قبل الاحتلال... ومع كل ذلك مفيد ان نسمع وجهات نظر الاخرين وكيف يرون فيها تجربتنا ما هي المسافات التي ينظرون من خلالها الى جهد دؤوب لخمس وثلاثين سنه غنيه بالعطاء والمثابره والانجازات التي لاتستطيع كل غرابيل الدنيا ان تحجب شمسها الساطعه ومن هنا وبكل تواضع حولت ان ادلي بدلوي الله والعراق من وراءالقصد..

كان من أقدار أمة العرب أن يكون شهر نيسان مؤثراً فعالاً في سفرها و ليس مصادفةً أن يشهد ولادات لأحداث تركت وستترك بصماتها واضحة فيما هو قادم من تاريخها المعاصر ومنها أن نيسان كان الشهر الحاضن لولادة البعث العظيم في السابع منه 1947 كما ويبدو أنها ليست مصادفة أن تحتل بغداد في 9 نيسان 2003 وكان فعلاً مقصوداً بكل معانيه وأبعاده أن يشهد العاشر من نيسان 2003 انطلاقة المقاومة الوطنية العراقية التي فجرت الأرض تحت أقدام الطغاة الغزاة المحتلين سواء كانوا أمريكيين أو حلفائهم أو من جاؤوا خلف دباباتهم من العملاء والخونة والمرتزقة.

لقد قدر الله على البعثيين ومنّ عليهم نعمة الجهاد ليكونوا دائماً في طليعة أمتهم في أيام المحن والشدائد دفاعاً عن وجودها وشرفها وتاريخها المجيد مثلما كانوا وسيبقون عنواناً كبيراً في البناء والأعمار والإبداع ليؤسسوا لهذه الأمة فجر مجدها الواعد الجديد لتأخذ المكانة التي تستحقها بجدارة.

إن قراءة متوازنة لتراث البعث تعطينا دلائل وقرائن تؤكد أن هذا الحزب ولد وهو حزب مقاوم يدافع بكل غالي ونفيس من أجل رفعة الأمة وعزتها وكرامتها ونعيد بالذاكرة إلى عام 1941 حيث الانتفاضة العراقية الباسلة ضد الاحتلال البريطاني وكان البعث مجرد أفكار تتلمس خطاها في عقول وضمائر الشباب العربي في سوريا الذي أحس بحجم معاناة الأمة وما أصابها من نكوص ومآسي ولم يجد الشباب البعثي نفسه حينها ألا وهو في قلب المعركة مع الشعب العراقي ضد المستعمر البريطاني ضمن حركة نصرة العراق التي شكلها وقدم عديد من الشهداء الذين لونوا تربة العراق بدم الفعل القومي الواعي الثوري ولقد كان الفكر المقاوم حاضراً بقوة في ضمير ووجدان مؤسس البعث المرحوم عفلق فكانت مقالاته عن عهد البطولة وغيرها الكثير والتي تؤشر حقيقة ادارك قادة البعث إلى أن تغيير الواقع السلبي للأمة العربية لا يمكن أن يتحقق إلا بفعل جهادي نضالي مقاوم وبتضحيات جسيمة بالنفس والمال وبكل ما يملكه البعثي المؤمن بهذه الأفكار البناءة.

وليس مصادفةً أبداً أن يستند كل هذا الفكر المقاوم الثوري الخلاق على أسس عقيدية واضحة وعظيمة حيث كان تراث الأمة وتاريخها المجيد هو مصدر الإلهام الأساسي لعقيدة البعث وفي المقدمة بل والأساس الفعلي الحضارة العربية الإسلامية التي وضحت ملامح فكر البعث ونضجته وأعطته كل ملامح القوة والحيوية للاســتمرار والتواصل والنجاح ومن يسـتقرأ طروحات البعث قبل مؤتمره التأســيسي في

4- 7 نيسان/1947 في دمشق وبعده يقف على حقيقة مطلقة وهي حضور ذلك الزخم الفكري والروحي للإسلام وقائده عبقري الأمة ومفجر طاقاتها الرسول العظيم محمد صلى الله عليه وسلم فكانت مقالة ذكرى الرسول العربي تعبيراً فكرياً متقدماً لما كانت تختزنه ضمائر قادة البعث من فهم واستيعاب وإدراك عميق لما شكله الدين الإسلامي الحنيف من قوة فكرية وروحية وكدليل عمل لكل الذين يؤمنون بالأمة العربية وقدرها لأن تكون خير من أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وهذا ليس توصيف فني لمدح الأمة بقدر ما هو واجب روحي وأخلاقي تقوم به الأمة ليس لنفسها حسب بل وللبشرية جمعاء وهذا ما حققته فعلاً خلال مراحل تاريخها الحضاري الطويل.

لقد لخص الرفيق ميشيل عفلق دور الرسول الكريم بعبارة صغيرة ولكن كلماتها عظيمة في معانيها ودلالاتها حينما قال: (( كان محمد كل العرب فليكن كل العرب محمداً ...)) وأبسط دلائل هذا التعبير هو الامتداد بالفكر الذي جاء به الرسول الأعظم وبالسلوك النضالي الجهادي الذي سار عليه وبالعقل الاستراتيجي الذي استطاع فيه فرد عبقري واحد أن يحمل وزر رسالة سماوية عملاقة لتؤسس لعالم جديد فكراً وسلوكاً وحضارة وعلاقات إنسانية حميدة .

إن دين محمد عليه الصلاة والسلام كان دين مقاوم مجاهد لا مكان فيه للمتقاعسين والمنافقين والمنتفعين كان دين مواجهة الحق للباطل كان دين تضحية ومعاناة وهكذا كان منطلق البعث فكراً ثورياً مناضلاً ومجاهداً جوهرة روح العقيدة المحمدية المجاهدة السمحاء ليعيد للأمة مكانتها وعزتها وكرامتها التي استباحها أعداؤها الحاقدين على منجزاتها الحضارية التاريخية الكبيرة.

وفي العراق بعد قيام حكم البعث في تموز 1968 فقد وجدت تلك الأفكار المستلهمة من دراسة واعية لجوهر الإسلام وروحه طريقها إلى منهج العمل وانعكست على كل عمليات إعادة بناء الإنسان وتشكيل سلوكياته وزرع روح الجهاد والنضال في ضميره وعقله وقلبه فكان العراقيون يتهيئون كل يوم لمعارك المصير التي يفرضها أعداء الأمة العربية عليهم وكأن البعثيون كانوا على موعد مع قدرهم المقاتل المقاوم فأصبح ذلك جزء مهم بل الأساس في عملية التربية الفعلية للنشأ العراقي الجديد لاستيعاب العبر والدروس من تاريخ الأمة العربية المقاومة وكان روح الإسلام ونهج رسوله r حاضراً في مفردات المناهج الدراسية وفي شواهد الحياة اليومية وفي الحملة الإيمانية وحتى في العلم الرسمي لدولة العراق حيث خط الرئيس الراحل صدام حسين بيده عبارة الله أكبر لتعطي لهذا الرمز بعده الإيماني الراسخ وليكون هذا العنوان الخيمة التي تجمع كل الروح الجهادية والنضالية للشعب العراقي البطل.

لقد كان قدر البعث في العراق أن يواجه تحديات خطيرة وصعاب خارجية ليس بسبب بعض الأخطاء التي ارتكبت هنا أو هناك كما يحاول بعض المتقولين تمريرها لتشويه الحقائق الموضوعية بل لأسباب أخرى بالغة الأهمية في المقدمة منها المشروع القومي النهضوي النضالي الجهادي للبعث والذي ارتكز بروحه على مقومات الدين الإسلامي الحنيف وهنا لا نريد أن ندعي أن تجربة البعث في العراق لم ترتكب بعض الهفوات..... (فالبعثيين ليسوا أنبياء ولا منزلين من السماء ولم يأتوا من كوكب اخر) فهم بشر وقد حدثت أفعال بسبب تقديرات ربما ليست كلها دقيقة لردود الفعل إزاء هذه القضية أو تلك أو خطأ أفراد حُسبوا هنا أو هناك على الخط الأول في الدولة والحزب إلا أن الإنسان الواعي المدرك يجب أن لا ينظر بطرف عين واحدة إلى هذه الجوانب من المسيرة الطويلة الكبيرة في العراق بل عليه أن ينظر بكل سعة عينيه ليرى كل الصورة.... لا أن يجتزئ منها ما يريد لكي يبني عليها مواقفه الفكرية وخصوماته ... فنحن اليوم أمام محنة كبيرة سببها احتلال أمريكا وحلفاؤها وعملاؤها لبلدنا لأسباب أصبحت واضحة وضوح الشمس ولا عذر لكائن من كان لأن يدعي بسوء نية وقصد أن سبب الاحتلال هو سلوك النظام الوطني في العراق ومع كامل احترامنا وتقديرنا لأصحاب هذا القول فأننا نرى في قولهم مجافاة للحقيقة وقصور كبير جداً في النظر وهو تعبير عن رؤية جامدة بعيدة عن الموضوعية العقلانية ... نقول همنا جميعاً اليوم هو العراق وكيف يبذل كل إنسان أو فئة أو مجموعة ما في وسعهم من اجل تحريره وبعدها لن يجد هؤلاء المنتقدين أشجع من البعثيين واقدر منهم على تقويم تجربتهم في العراق ومعالجة السلبيات بروح كلها إقدام وتضحية فالذين يضحون اليوم بدمائهم وما يملكون من البعثيين قادرين على أن يقدموا الكثير فليس منهم من يفكر بسذاجة الآخرين ( اللهم الا بعض أصحاب النفوس الضعيفة والغايات الشخصيه التي هي ابعد ماتكون عن صفات المناضلين البعثيين وهؤلاء مكشوفين لدى القياده رغم انهم يتبؤون مسؤوليات مهمه؟! ونحن على يقين من القياده بأعلى قمة هرمها لن يمر عليها هؤلاء دون حساب لاسيما وان البعث يشرع الان بتقيم كل تجربته قبل الاحتلال وبعده والمجاهد الكبير الامين العام للحزب يدرك قبلنا جميعا ان البعث لن يسمح بتكرار الاخطاء التي وقعت قبل الاحتلال ولايسمح بوجود اشخاص او بطانات لاتحمل اخلاق البعث وروحه النضاليه) ولهذا فان الصفه العامه للبعثيين المجاهدين الذين وضعوا الله والوطن في عيونهم وقلوبهم لن تغوي أنفسهم لافتات اللعب السياسية العقيمة الواهنة ونكاد نجزم أن ليس في البعثيين (بعد ان يخلص الحزب من بعض الذين اغوتهم مصالحهم على حساب قضية العراق) بعد تحرير بلدهم العراق الغالي من يمني نفسه بهذا الموقع أو ذاك لسببين مهمين:

أولهما أنه لو تمسك البعثيين أو أحبوا كراسي السلطة أو مواقعها لما ضحوا بها من أجل كرامة وعزة بلدهم وشعبهم وحفاظاً على مبادئهم العظيمة وفي المقدمة منها عدم الاعتراف بالكيان الصهيوني.

والسبب الثاني أن من يضحي بحياته وهي الأعز والأثمن لدى اغلب الناس لا يغره منصب ولا يستهويه كرسي لأنه عقد العزم على أن يستشهد من أجل مرضاة الله وحب الوطن والشعب وليس لأي سبب آخر ربما يمني الآخرين أنفسهم بالحصول عليه ...؟!!

نقول لكل الأخوة من الذين يضعون أنفسهم مع المقاومة الوطنية العراقية أو هكذا يظهرون في مواقفهم أن البعثيين هم من أبناء الشعب العراقي ويشكلون ثقلاً لا يستطيع عاقل.... كائن من كان أن يتجاهله أو يعتم عليه أو أن يتجاوزه وهم ومنذ اللحظة الأولى التي أعلن فيها بداية الصفحة الثانية لمواجهة العدوان والغزاة بعد التاسع من نيسان 2003 بل وربما قبلها وبالتحديد بعد العمليات الاستشهادية البطلة للشهيدتين البعثيتين نوشة الشمري و وداد الدليمي نؤكد أن البعثيين كانوا طليعة المجاهدين في العراق الذين بدءوا صفحة جديدة في مقاومة الغزاة ودحرهم وسيستمرون كذلك حتى تحرير العراق أرضاً وشعباً ولن تنال من إرادتهم العزوم وإصرارهم الجهادي قول هذا أو ذاك بل هم على درب الشهادة والتضحية سائرون ولن تستوقفهم عن هدفهم إلا ساعة إعلان النصر المبين بعون الله ومؤازرته.

إن المقاومة العراقية البطلة اليوم أشبه بسفينة نوح عليه السلام فمن ركب فيها أمن العقاب ونال رضا الله والوطن وأما من اعتصم بهولاكو العصر بوش وعملائه وعصاباته وغيرهم من الطغاة معتقداً أنه يرى فيهم قمة جبل عال فنقول لهؤلاء العملاء أن حكمة الله عز وجل وإرادة العراقيين ومقاومتهم الباسلة هي التي ستبدد كل قوة هذا الفيضان العدواني وسيكون مصير كل من رمى نفسه في أحضان أمريكا وإسرائيل وإيران ذات مصير أسياده فلا عاصم اليوم من غضب الله ومقاومة العراقين النشامى إلا من أتى الله والوطن بقلب وفعل سليم.

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

                                             الثلاثاء  /  23  ربيع الثاني 1429 هـ   ***   الموافق  29 /  نيســـــــان / 2008 م