الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

نهر المقاومة الوطنية العراقية .. ورافد الصدريين

 

 

شبكة المنصور

المقاتل الدكتور محمود عزام

 

سمعت وقرات بعض التحليلات التي تطرح او تؤيد او تتمنى والبعض يطالب بتحويل مصب رافد التيار الصدري وجيش المهدي ليصب بنهر المقاومة الوطنية العراقية الهادر لكي (يرتفع منسوبه ومستوى عطاءه وغناه)  والبعض بالغ بالتفاؤل عندما  ذهب اكثر من ذلك عندما توقع ان بعض التيارات والفصائل التي تساهم بالعملية السياسية ستتحول لتلتحق بالثورة الشعبية العراقية المسلحة ..ويتصور البعض ان مجرد التصريح والتنويه وحتى القيام بالعمليات التي تواجه المحتل يعني ان هذه الجهات مؤمنة بشكل كامل بمنهج وطني يتبنى اهمية تحرير العراق واخراج المحتل ونزع الشرعية من الحكومة ..وبعض المتفائلين يقول بما ان (إنهاء الاحتلال الأمريكي للعراق يحتاج إلى تظافر كافة القوى الوطنية بغض النظر عن انتمائها الديني والمذهبي والعنصري والقومي) فان التيار الصدري مؤهل للدخول كاحد هذه القوى..والبعض من الوطنين والحريصين على مصلحة العراق فسروا تصدي قوات جيش المهدي للقوات الامريكية والحكومية في معارك النجف خلال حكم أياد علاوي بانها (اساس المقاومة العراقية) وأعطوا صفة (الانتفاضة الصدرية الاولى) للعمليات التي جرت مؤخرا في البصرة ومحافظات الجنوب والفرات الاوسط..مع أنهم كانوا دقيقين في اضافة صفة (الأولى) لهذه العمليات وكونها لاقت (تأييدا شعبيا كبيرا) .. 

والبعض وصف ما جرى في أعقاب تفجير المرقدين الشريفين في سامراء بأن هذه الأعمال (قد الصقت بالتيار الصدري فقط بالرغم من وجود أياد خفية كانت تؤجج الفتنة ) ويضيف بان الصدر (تبرا ممن قاموا بهذه الاعمال الهمجية ) و(عدم التزام البعض بهذه التوجيهات) يعزز القناعة بوجود (مندسين ) بين الصدريين ويتآمرون عليه! ..ويقولون انه كان على التيار ان (يغربل عناصره ويصفي نفسه من العناصر المندسة والمسيئة والعصابات الاجرامية )و(يعيد تنظيم جيشه!) .. 

وبعض المشهود لهم بالمواقف والكتابات الرصينة يقولون أن (لا احد يخفى عليه بأن  التيار الصدري مشهود له بمواقف مهمة لايمكن أغفالها فمنذ ولادتهرفض مد يده الى قوات الاحتلال ولحد الآن! ) ومواقف هذا التيار في العملية السياسية مثل (مسالة كركوك والقواعد الامريكية  وتمديد بقاء القوات الامريكية وفدرالية الجنوب وامتناعه عن لقاء أي مسؤول امريكي داخل وخارج العراق ....) وينتهون الى ان بول بريمر وصف مقتدى الصدر بانه (العصا في الدولاب الشيعي) ..وكون التيار الصدري أعلن (مناهضته للاحتلال ) وهو شعار المقاومة العراقية .. 

ويقول هؤلاء الوطنيون: (وهناك أخطاء جسيمة ارتكبها بحق نفسه وحق الآخرين لكن هذه الأخطاء لم تصل إلى مستوى " أم الجرائم" التي ارتكبتها الأحزاب الساجدة في محراب الاحتلال في حق الوطن والشعب العراقي وهي جريمة العمالة أي الخيانة العظمى!)

وان (صحوة التيار الصدري مطلوبة بالرغم من انها تأخرت!)....ثم قولهم أن  : (فأن ظهور السيد مقتدى الصدر في قناة الجزيرة الفضائية قد وضع النقاط على الحروف, فقد أعلن بشكل واضح وصريح بأن انتفاضته موجهة ضد الاحتلال وعملائه, مؤكدا حق الشعب العراقي بمقارعة الاحتلال والدفاع عن سيادة العراق وكرامته وهويته. وأشار الصدر بأن المقاومة حق شرعي للشعوب الواقعة تحت الاحتلال مؤكدا بأن المهمة الرئيسية لجيش المهدي هو تحرير العراق وهو واجب وطني مقدس, وأكد بأن المقاومة المسلحة مطلوبة لتحرير العراق على أن لا تلحق الخسائر في صفوف المدنيين, وأطلق عبارته " لن أتنازل عن تحرير العراق" كما طالب الأمم المتحدة والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي الاعتراف بالمقاومة العراقية.!!)..

وجرى الحديث عن أن (المقاومة مدت يدها السمحة إلى التيار الصدري لتسنده وتدعم سبل تصعيد الكفاح المسلح, فقامت القيادة السياسية للجبهة الوطنية والقومية والإسلامية بإعلان التعبئة الوطنية العامة تضامنا مع الانتفاضة الصدرية)..وان (الفلوجة أسرعت لإسعاف أبنائها الصدريين بالغذاء والدواء ويقدم أبناء صلاح الدين دمائهم الكريمة بسخاء لإخوانهم الجرحى من التيار الصدري)..

والجيد انهم انهوا تحليلهم بالقول : (وكما يقول المثل العراقي بأن " الماء يكذب الغطاس" فأن الأيام القادمة ستكون هي المقياس الحقيقي لالتزام التيار الصدري بمنهج المقاومة الوطنية وتوجيه عناصره لمقارعة قوى الاحتلال والطغيان, إنها الفرصة الذهبية وربما الأخيرة لتصفية النوايا وتوحيد الإرادات فجميع العراقيين يواجهون مصيرا مشتركا وهم ركاب سفينة واحدة تمخر عباب بحر الهلاك, وينتظرون أن ترسو إلى مرفأ الأمان والسلامة.).

وعلى كل ذلك نقول:

1.   ان القول بأن إنهاء الاحتلال الأمريكي للعراق يحتاج إلى تظافر كافة القوى الوطنية بغض النظر عن انتمائها الديني والمذهبي والعنصري والقومي صحيح ولانعترض عله لدقته ووضوحه ولكن على هذه التيارات ان تكون مثلما تضمنها التعريف: (قوى وطنية)..والمقصود بالوطنية هي تلك التي تنطلق وتعمل وتناضل من اجل مصلحة العراق بكل أطيافه وانتماءاته الدينية والمذهبية والقومية ..وكل تيار يعمل من أجل طائفة او مذهب او قومية فهو تيار غير وطني ..وبالمناسبة فان المطلع بشكل تفصيلي على فكر حزب البعث العربي الاشتراكي فانه يرى ويستنتج بوضوح ان الحزب وحتى في ذروة تغنيه بالامة العربية وهو في السلطة فهو لم يغبن حق وواجب بقية القوميات وأفضل مثل على ذلك ان الاكراد رغم كل ما يدعون به وبعد 17 عاما على تبنيهم مصطلحات اقليم كردستان وتهجيرهم للعرب والتركمان ورفع كل عنوان واسم واشارة باللغة العربية حتى أصبح الجيل الكردي الحالي لايعرف التفاهم والكلام والقراءة باللغة العربية ورغم دعم الامريكان وحلفائهم لمشروع الاقليم منذ ذلك الوقت الا انهم لحد الآن لم يصلوا الى نصف ما احتواه قانون الحكم الذاتي الذي أصدرته قيادة الحزب والثورة.

2.      وكون ماحدث في البصرة ومدينة الصدر في الاحداث الاخيرة هي الانتفاضة الصدرية الاولى فلا مانع من استخدام كلمة انتفاضة او ثورة او حتى انقلاب ..ولكن كيف يمكن لهذه الانتفاضة ان تشتعل صباحا وتنطفأ مساءا.. وكلمة الاولى قد تعني انها المرة الاولى التي (يثور ) فيها جيش المهدي على حكومة المالكي وخاصة فيلق بدر اما كونه يحارب الامريكان فقد اعلن التيار الصدري انه ملتزم بوقف اطلاق النار من (طرف واحد!) مع الامريكان والقوات الحكومية التي تهاجمه وان ماجرى في البصرة ومدينة الصدر والمحافظات الجنوبية للعراق نتج عن خلاف معروفة أصوله وتم تبريره على انه دفاع عن النفس ضد هجمة الحكومة والجيش الامريكي..وفور ذهاب وفد من الائتلاف الى ايران ولقاءه مع الصدر والمسؤولين الايرانيين خمدت هذه (الانتفاضة!) وتلاشى لهيبها ونارها التي (الهبت الشعب!) ..

3.      المهم.. على الأخوات والأخوة من التيار الوطني بمختلف اتجاهاته ان يدركوا ان الانتفاضات لا تهدأ ولاتتلاشى وتذر الرياح رجالها قبل ان تتحقق اهدافها الحقيقية او يستشهد اركانها وقادتها وأجنحتها ويذبح أبنائها كما حدث في كل انتفاضات العالم وحتى ثورات العبيد في اوربا..فهذه المسرحية لم تكن انتفاضة لانها تلاشت حتى وان  كان هنالك شمعة لازالت متوقدة بين آلاف (روافد الماء !) وسيارات المطافيء وادوات مكافحة الحريق!الايرانية والائتلافية ..وتلاشت بدون ان تحقق اهدافها أو ينتهي قادتها ورجالها أي (لم يتم القضاء عليها)..

4.      ومن يقول ان هذه (الانتفاضة !)  لم تتلاشى وانما تراجعت تكتيكيا  وأجلت معاركها فنقول لهم : نعم فأن معارك الشعارات تشتعل وتبرد نارها دائما كلما اريد لها.. لا كلما اراد الشعب وفي حالتنا ما حصل من اشتباكات وعمليات سيتكرر اذا لم (يسمحوا للتيار الصدري ) بالمشاركة بالعملية السياسية بوجود جيش المهدي أو على الأقل اذا لم تستهدف الحكومة والاحتلال أنصار هذا التيار.. والصدريون قد طالبوا صراحة بالمساواة مع البدريين ! ولاعلاقة للتأجيل بمعركة كبيرة ضد المحتل لاخراجه من العراق ..

5.      أما القول بوجود عناصر مندسة في التيار الصدري ولا تنفذ تعليمات الصدر الذي (يدين عمليات القتل ) وان القتل والتهجير والنهب التي قامت بها هذه الزمر التي تسللت للتيار الصدري  (قد الصقت بالتيار الصدري فقط بالرغم من وجود أياد خفية كانت تؤجج الفتنة)..فهل هذا يعني أن الذي قام بعمليات القتل والاغتيال المنظم والخطف والتمثيل بالجثث والنهب والسرقة والتهجير والاستيلاء على بيوت البعثيين والمسؤولين وملاحقتهم ومتابعتهم وخطف الناس الابرياء وطلب فدية مقابل اطلاق سراحهم على الرغم بقيامهم بتعذيبهم وقتلهم وغيرها من الاعمال الاجرامية وما ينهق به بهاء وحازم الاعرجي جهارا كانت تقوم بها زمر تسللت الى التيار الصدري (النقي بالسريرة والمخلص للعراق ووحدته والمناهض للاحتلال!) ..

6.      ومن هي هذه العناصر المجرمة والقاتلة التي تسللت الى التيار الصدري وجيش المهدي بهدف الأساءة اليه  ؟..المالكي والصغير وعلي الاديب وعلي الدباغ والقبنجي وهادي العامري والحكيم وبقية شلة التزوير والبدع والحقد والانتقام يقولون ان (البعثيون والصداميون) هم هذه (الزمر المجرمة التي تسللت للتيار الصدري! ) لتفسد (توجهه الوطني وقتاله للمحتل!) فما انتم لهم مصنفون؟؟!!....ونحن لا نعرف ماتقصدون أيها الاخوات والاخوة بتسمية هؤلاء المتسللين للتيار الصدري ..هل هم من فيلق بدر او من ميليشيات المالكي والعنزي والصغير والجلبي ؟..أم من تنظيم القاعدة؟.. واذا كانت الاجابة بنعم..فلماذا لاتشيرون اليهم صراحة .. وكيف تقولون ان من يسفك دماء ابناء شعبنا ومناضلينا وضباطنا وكوادرنا وكفاءاتنا واغتيال عوائلهم والاستيلاء على ممتلكاتهم وملاحقتهم لا يرتقي الى الخيانة وقولكم أن : (هناك أخطاء جسيمة ارتكبها التيار الصدري بحق نفسه وحق الآخرين لكن هذه الأخطاء لم تصل إلى مستوى " أم الجرائم")؟!..

7.      اذا كان التيار الصدري كما تقولون مشهود له بمقاومة الاحتلال في زمن ما ثم ألقى السلاح او بالاحرى (باعه ) الى عقيل الصفار ممثل حكومة أياد علاوي  (وان لا احد يخالفكم بذلك!) وانه يعلن على لسان مقتدى الصدر وقياداته من ان هدفه  كما قال من على قناة الجزيرة (بأن انتفاضته موجهة ضد الاحتلال وعملائه, مؤكدا حق الشعب العراقي بمقارعة الاحتلال والدفاع عن سيادة العراق وكرامته وهويته)..فهل هذا الحديث والقتال هو صك الغفران ؟..اذا قلتم نعم ..نقول لكم : وما حكمكم على الظواهري وتنظيم القاعدة الذي يقاتل الامريكان ويجاهر أيضا بذلك  ؟..واذا قلتم لهم نفس الحكم ..نقول لكم: ولماذا لايكونوا رافدا لنهر المقاومة مثلما تريدون ان يكون التيار الصدري رافدا لها؟..

8.      أن الذي يقاتل الامريكان والمحتل وفق أجندة الشعب والمقاومة الوطنية وهدفها طرد المحتل ومن جاء معه مع الأيمان المطلق بان المقاومة الوطنية العراقية  وضميرها الحي النابض واحد اركانها الاساسية هو حزب البعث فهو ( بحر ) لنا ونذهب نحن (كنهر ) له ..ولا نعتبره رافدا ليلتحق بنا ..أما من يقاتل المحتل لتنفيذ أجندته او أجندة ايران او أية دولة مجاورة أو أجنبية ومن يقاتل سعيا وراء مجد أو منفعة شخصية له ولايعترف بشرعية المقاومة والبعث فهو (رافد ) لاينبع من ضمير الشعب ومعاناته وتضحياته ..وقولكم أن  (صحوة التيار الصدري مطلوبة !) فلم نسمع من أي من قادة التيار الصدري كلمة (التوبة وطلب الغفران من الله ومن ملايين العراقيين الذين فقدوا آبائهم وأخوانهم وأبناءهم او دورهم وممتلكاتهم) ..وأما كلمة مقتدى الصدر بقوله: (لن أتنازل عن تحرير العراق) فقد قالها قبله بن لادن والظواهري وأمير دولة العراق الاسلامية الذين ذبحوا العراقيين وكفروا المقاومين وأججوا الطائفية أيضا واليوم يقول نفس كلمات الصدر كل الطاقم المشارك بالعملية السياسية وهم يقصدون طبعا (تحرير العراق من الارهابيين والبعث! )..

9.      أما ان المقاومة الوطنية العراقية ومواطني العراق قدموا الاسناد المعنوي والطبي للتيار الصدري فقد كان الاسناد والدعم الطبي والغذائي ( لشعبنا ومواطنينا في البصرة ومحافظات الجنوب والفرات الاوسط ومدينة الصدر والشعلة وغيرها من المدن التي دمرتها مسرحية نار الاشتباكات  التي أطفأتها ايران!) ..

10. ختاما..ايها الرفاق تحملوا صراحتي مع تقديري العالي لمقصدكم لاني أعرف معدنكم النفيس وغايتكم النبيلة ..وأرجو ان تنتبهوا الى ان الرافد الذي يدعي ان ضفته اليمنى (تقاتل المحتل!) وتنشغل ضفته اليسرى بتفجير جوامعنا والكنائس والجامعات والمدارس والاسواق ويقطع أوصال الاطفال والعمال الذين ينتظرون فرصة عمل يومية تسد رمق أطفالهم ولايؤمن بدور وشرعية العراقيين وقيادتهم لحرب تحرير وطنهم ويسيء لنا ونحن أهل البيت وأصحابه الشرعيين ..نحشوا بنادقنا بالتراب اذا نفذ عتادنا ونحن نقاتل أعدائنا ليل نهار  ..أو اذا كانت اليد اليسرى للرافد الآخر مهتمة وموغلة باغتيال مناضلينا وعلماءنا وأطباءنا ومهندسينا وضباطنا وكفاءات وكوادر العراق ونهب ممتلكاتهم وتهجير عوائلهم وخطف أبناءهم وقتلهم ورمي جثثهم على قارعة الطريق  فهو مجرى للماء الفاسد والآسن..واذا بقي على حاله بلا معالجات فسيلوث نهرنا اذا أقترب منه ..

 

mah.azam@yahoo.com

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

                                            السبت  /  12  ربيع الثاني 1429 هـ   ***   الموافق  19 / نيســـــــان / 2008 م