لم تجف دموعنا .. ولكن لاوقت لدينا ولم نخلق للبكاء

شبكة المنصور

المقاتل الدكتور محمود عزام

من يرى العراق اليوم وحال شعبه ومايجري في وزاراته ودوائره ومؤسساته ومدنه وقراه وقصباته وما تنفذه حكومته من اجراءات تعسفية وتسلطية ومارقة حتى على قوانين السماء وطبيعة المتسلطين على مقدرات وارادة وثروة هذا البلد العريق.. يعصف بقلبه وضميره واحساسه الألم والحسرة والغضب ..

ولكن اليوم لا وقت لدينا لا للبكاء ولا للدموع فجراحاتنا تنزف عن العيون بما يكفي من الدم ..

وسيكون وقع ذكرى الزمان الذي كان.. كالسيف سيذبحنا اذا لم نبادر ونسرع ..والمباديء ستكون ثقيلة كالحجر اذا لم تشحذ بها الهمم والعزائم والبنادق ..وما سرق منا بالقوة لن تعيده الشعارات ولا المؤتمرات ولا المفاوضات.. بل القوة والقدرة والمقاومة وذراع قادر وضارب ..

ودماءنا التي سالت كالأنهار ستروي كل جذورنا النابتة في الارض ..وستتساقط أوراق خريفنا من أشجارنا الباسقة وسيبزغ الفجر رغما عن كل الظلمة والسواد والألم والتضحيات ..

وغدا عندما نصول عليهم صولتنا العزوم الأخيرة وتتناثر آثارهم وأصنامهم التي نصبوها رغما عن المدينة والقرى والقصبات ..سيبزغ فجر العراق الأصيل  وسترجع راياته واعلامه ترفرف في سارياتها التي انتظرت بشوق بالغ وطال انتظارها..

وستتوحد السواعد والبنادق..وسيقاتل الرجال وحتى أطفالنا في المهد علمناهم الرمي بالقاذفات..

وسنصعد الى اوكارهم كما تصعد المنايا ..يوم لايمنعهم عنا سدود ومتاريس ودبابات..

وسنتلقى قنابل طائراتهم وراجماتهم كما تتلقى أسراب الطيور الجميلة خراطيش العابثين وسينقض عليهم الصقور كما تعودوا ..يوم لا تبقى لهم قائمة ويوم لن تنفعهم حصونهم واموالهم التي سرقوها من قوت الشعب..

وسينهض منا من يقع ويقاتل من جديد..وسنزحف كالغيوم بغضب السنين الثقال.. محملات..

وسنرميهم بالحجارة وستأخذهم سيولنا الجارفة وترمي بهم الى أدنى القيعان..

وسيجرف التيار النضالي والمجاهد الهادر لشعبي كل القتلة والمجرمين والأذلاء الأدلاء وسارقي السيادة والارادة  والمال السحت الحرام وأولاد الغانيات..

وستقاتل معنا كل الاشجار وبساتين النخيل الباسقات ..

وستغرد النسوة والماجدات العراقيات..

الصابرات المؤمنات الصامدات المتوشحات بالسواد وبالنصر الذي انتظرته الجبال والسفوح والاهوار..مرحبات..

وسترحل الغربان فارة من بلادي كما تهرب الجرذان ..وسنصطاد الأفاعي المتخمات..

وسيعود الاطفال يلعبون في في شوارعنا والساحات ..

وسيعود العراق حرا أبيا شامخا كما كان ..

وعندها سيكون لنا وقفة ..وبعض من وقت قصير.. لبعض من العبرات والدمعات..

كيفية طباعة المقال

شبكة المنصور

                                             الثلاثاء /  15  ربيع الثاني 1429 هـ   ***   الموافق  22 /  نيســـــــان / 2008 م