الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

خيبة الطائرات المسيرة  ووردة الطالباني

 

 

شبكة المنصور

المقاتل الدكتور محمود عزام

 

في واحدة من أكبر علامات الفشل الامني والعسكري الميداني لدولة مثل الولايات المتحدة الامريكية وهي تدخل السنة السادسة لاحتلالها للعراق هي ما تمثل بالاعلان عن الاعتماد الكلي للقوات الامريكية في العراق على استخدام الطائرات المسيرة بدون طيار في كل عملياتها القتالية وحتى مستوى الفصائل والكمائن !.. 

وقد جاء هذا الاعلان على الرغم من القدرات الاستخبارية والامكانات العسكرية الامريكية وتبجحها بتحقيق التقدم الميداني والانتصارات الكاذبة في حملاتها وعملياتها العسكرية ذات الاسماء الرنانة التي تبدا بالمطارق الحديدية والفولاذية ومرورا بالقبضات الحاسمة والقاضية وانتهاءا بالحيوانات المفترسة والصولات وغيرها من الدعايات الهوليودية ..وعلى الرغم من ادعاءها بسيطرتها على الجانب القتالي وتحركات الاعداء وتجمعاتهم واساليبهم بعد ان أدعت أنها قضت بهذه التسميات من العمليات على (قيادات التمرد!) ودحرها للقاعدة وكل أوكار الارهاب ولم يبقى الا ذيولها التي تتنقل من محافظة الى اخرى بدون (دعم او حماية او احتضان!) ولم يبقى للامريكان  الآن سوى الاتجاه لبناء (الديمقراطية والحرية)!.. 

وقد برر وزير الدفاع الامريكي روبريت غيتس في أحدث أوامره وتصريحاته بهذا الخصوص للجوء القوات الامريكية لهذه التعبئة القتالية التي تعتمد في تنفيذ المهام على هذه الطائرات وعلى انظمة الاستطلاع بدون طيار بقوله حرفيا: ( السبب يعود لان القيام بالمهام العسكرية بدون هذه الطائرات أصبح الآن بالغ الصعوبة ) .. 

ومعروف لدى المختصين في هذا الموضوع ماذا يعني ذلك .. 

انه يعني ببساطة ان السلاح الجوي الامريكي يعاني من صعوبة بالغة في اسناد القطعات البرية في مهماتها وخاصة الاسناد المباشر للعمليات ..وحيث  ان المقاومة الوطنية العراقية هي التي تحدد نوع وطبيعة الصراع والمواجهة المسلحة بينها وبين هذه القوات ..فأن ساحة المعركة التي تختارها المقاومة تبقى مجهولة لحين تدخل السلاح الجوي ومنظومات التجسس والاستطلاع ودخول الطائرات المأهولة لساحة العمليات أصبح اليوم خطرا حقيقيا على الطيارين الذين يعرفون ما ينتظرهم من مصير وخاصة بعد تطور الاسلحة والصواريخ المعترضة لطائراتهم والتي قام مجاهدوا الجهاد والتحرير من المهندسين والمقاتلين بتصميمها وتصنيعها واستخدامها  والذي أرغم أقوى دولة في العالم على استخدام نظام ( أي أس آر ) وهو نظام معلومات واتصالات واستطلاع معقد لغرض مراقبة المناطق المحددة او مجموعة ما لاستثمار هذه المعلومات في الاستهداف .. 

وهذا النظام الذي يستند على مجموعة من الانظمة الاستطلاعية بدون طيار والتي يدخل فيها شبكات  متكاملة ومتداخلة من الأقمار الصناعية وسلسلة من الطائرات المعقدة بدون طيار كالبريديتور وكلوبال هوك وهي طائرات ستراتيجية لمهام معقدة وبعيدة وتشكيلات من طائرات متفاوتة بالحجم وبدون طيار لساحة العمليات ..وتساهم مراكز أبحاث الطيران الاسرائيلي بنسبة كبيرة في برامج تحديث هذه الطائرات وتصنيعها واستحداث طائرات جديدة وتجهيزها باحدث تقنيات التصوير والمراقبة والاستطلاع وزجها للتجارب وفي الخدمة في العراق!.. 

هذا ومن الجدير بالذكر ان العراق كان قد اسقط احدى طائرات البريديتور المتطورة عام 2002 خلال دفاعه وتصديه الاسطوري للتفوق الجوي الامريكي .. 

ورغم هذه التقنيات فقد فشل العدو في استثمارهذه الانظمة المعقدة لصالحه بل أصبحت وبالا وعارا عليه عندما سخرها لجمع المعلومات والتي يجب ان تكون غاية في الدقة والتحليل ليقوم بعدها بضرب هذه التجمعات والمناطق لتظهر نتيجة القصف الجوي التدميري والمركز لها انها قرية يقطنها ناس آمنون واطفال ونساء ..أو أن هذه الاهداف ما هي الا بيوت لفلاحين وناس لا علاقة لهم بما يبحث عنه الامريكان .. 

وقد تكررت هذه الضربات عدد كثير من المرات والتي يعلن عنها دائما في الاخبار ان الطائرات الامريكية القاذفة استهدفت ومن ارتفاعات شاهقة وقنابل ثقيلة وموجهة بالليزر وبالاقمار الصناعية منزلا او مجموعة ارهابية او منطقة وفق تقارير استخباراتية دقيقة ..لتظهر نتائج الضربة انها استهدفت عائلة مسالمة وراح ضحيتها العشرات من النساء والاطفال بطريق الخطأ!!.. 

انها فشل جديد للتقنيات والعلوم والاسلحة المتطورة والمخابرات وطائرات الاستطلاع والتجسس الامريكية ..وهي فشل لاحدث حلقات التكنولوجيا التي توجه وهي فوق العراق من قواعدها في امريكا !.. 

أنها خيبة جديدة لخيبة الدبابات والمدرعات والهمرات الامريكية التي يتكدس حطامها المنصهر بمئات الملايين من الاطنان في مقابر معدات واسلحة الجيش الامريكي في العراق .. 

انه عار جديد اضافة الى خيبة المارينز الذي لايقهر وقد امتلات جثثهم في البرادات التي لم تعد هناجر قواعد البكر والاسد والبغدادي والرمادي وابوغريب والتاجي والموصل والمطار والكوت تسع هذه البرادات العملاقة التي تحفظ ربما عشرات الآلاف من الجثث للجنود الامريكان الذين لم يعلن عنها ولا يعرف بهم أحد منذ سنين !..عدا الجثث الامريكية التي ترمى في الصحراء!!.. 

هذا مع خيبات الادارة الامريكية وتصرفاتها الطائشة والحمقاء التي أيقضت وأججت العقل والابداع العراقي المقاوم والذي سيلقنهم دروس ليس في مجال التعبئة والتنظيم العسكري والنصر في الميدان فقط  بل في مجال التصدي لاهانة سلاحهم المتطور وطائراتهم التي لايراها الرادار !.. 

وسوف يتذكر بوش وتشيني و كونداليزا رايس ورامسفيلد وغيرهم موضوع حلمهم الذي لم يتحقق باستقبال العراقيون لهم وللقوات الامريكية بالورود وهي تدخل بغداد حسب نصيحة (الدكتور الفاهم جدا!) أحمد الجلبي!!.. 

وكيف  ان الوردة الوحيدة التي استلموها من خونة العراقيين هي تلك الوردة التي أعطاها الخائن للامة الكردية قبل أن يخون العراق الطالباني الى وزيرة الخارجية الامريكية ومهندسة سياسة اذلال الشعب العراقي وهي تغادر بغداد ! في زيارتها الاسبوع الماضي وهي في ايامها الاخيرة قبل ان تعزل نفسها وتندب حضها وطموحها الذي كان في يوما ما قبل وبعد احتلال العراق لايعرف الحدود والذي غرق بوحل الهزيمة والعار ..لتتجه الى حرفة بعيدة عن السياسة والتخطيط للفشل وهي حرفة التنجيم واستقدام الارواح وخداع الناس .. 

وهي الحرفة الرائجة اليوم في الولايات المتحدة !..

 

mah.azam@yahoo.com

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

                                            الجمعة  /  19  ربيع الثاني 1429 هـ   ***   الموافق  25 /  نيســـــــان / 2008 م