الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

بيشمركة وفيالق وجيوش..تأريخ حافل !

 

 

شبكة المنصور

المقاتل الدكتور محمود عزام

 

يعتقد كل من الحكيم والمالكي والتحالف الكردستاني أن هنالك فروقات (جوهرية ) بين بيشمركة البارازانيين والطالبانيين  وبين فيلق بدر وجيش المهدي..

ومن هذه الفروقات انه على الرغم من ان  (جيش الامام ) قد قام (باعمال بطولية!) باغتيال واعتقال وتعذيب الكثير من ( الصداميين والبعثيين ) والطيارين والضباط والمناضلين والمفكرين ورجال النظام السابق وتهجير عوائلهم والاستيلاء على بيوتهم وممتلكاتهم ونفذ ما أرادته ايران وفيلق بدر و(أجاد وازاد)  ..وما قام به من تشكيل وبناء خلايا فرق الموت التي تلاحق وتغتال الناس على الهوية الطائفية تنفيذا للمخطط الايراني والامريكي باشعال الفتنة بين مكونات الشعب وعلى الرغم من الخدمات الجليلة التي قدمها التيار الصدري للعملية السياسية التي جاءت بالمالكي لسدة الحكم وتخليه عن السلاح وتحوله للعمل السياسي بحيث كان حضوره ومشاركته في كل مراحل العملية السياسية قد اضاف قوة مؤثرة للأتلاف الموحد بقيادة الحكيم للسيطرة على الحكومة ومخاطبة الآخرين بلغة الاكثرية المطلقة و ( المنتخبة من الشعب !) ..الا ان جيش الامام أمتاز بصفتين ليست في صالحه من وجهة نظر ( التحالف الرباعي !):

الصفة الاولى :أن هذا الجيش غير النظامي قد تشكل بعد الاحتلال الامريكي للعراق.. ولا يحمل كتشكيل (صفة وميزة !) مناهضة (النظام السابق!) وقتاله الى جانب القوات الايرانية خلال الحرب (الظالمة!) التي (شنها!) العراق على ايران!..ولا قتاله (مع القوات الامريكية الغازية ) ضد (جيش صدام !) في حرب احتلال العراق عام 2003 وبذلك فهو ( يفتقر لهذه الميزة المهمة !!!)..ولو ان قادة هذا الجيش وعلى رأسهم مقتدى الصدر يعلن صراحة أن (الصدريين قاتلوا النظام السابق !) وكل ممارسات هذا الجيش اليوم يغلب عليها صفة العداء للبعث والنظام السابق!..

الصفة الثانية : انه أصبح يزاحم فيلق بدر كتشكيل مسلح ضمن (البيت الشيعي !) حسب وصف أحمد الجلبي ! في الاستحواذ على السلطة ومايتبعها من مكاسب وخاصة عندما أخذ يجاهر بانه (قاتل ) القوات الامريكية وأنه مقاوم للاحتلال ويطالب برحيله..واخذ ينتقد اداء الحكومة وعدم تقديمها للخدمات العامة للناس وفشلها في قيادة العراق والتعامل مع قرار الصدر بوقف العمليات العسكرية باسلوب انتقامي بمهاجمة التيار واتباعه وتصفية عناصره وقياداته ..مع العلم ان التيار الصدري اثبت أن له أتباع كثيرين وقاعدة واسعة بغض النظر عن دوافعها وميولها التي تجنح للسرقة ونهب الثروات وخاصة في البصرة وحسب توصيف الائتلاف الموحد..

في حين ان بيشمركة التحالف الكردي كان لها (أدوار مهمة وفعالة !) في (مقاتلة ) النظام السابق و(مقارعة الديكتاتورية !) ..بل في مقارعة كل الانظمة منذ تأسيس الدولة العراقية وهم يخالفون الدولة حتى أسموهم بالعصاة ..وهذه القوات قاتلت الجيش العراقي جنبا الى جنب مع القوات الايرانية في حرب القادسية وهي التي كانت دلالات العدو في الارض العراقية ومثلت في احيان كثيرة ايران في قتالها للعراق ..وهذه القوات كان لها (شرف!!!) قتل العديد من الضباط والجنود العزل بعد أسرهم في ربايا شمال العراق..و ( يتفاخر مقاتلوا هذه القوات!) بعدد الاسر المدنية العربية المسالمة والمقاتلين الذين قتلوهم بدم بارد خلال دخولهم الى قرى وقصبات ومدن محافظة التاميم في عام 1991 والتدمير الذي لحق بها من جراء الاجتياح الهمجي لهذه البهائم ..وهذه القوات هي التي (نزلت ) مع القوات الامريكية لاحتلال مدن العراق خلال الغزو الامريكي للعراق في آذار 2003 ونفذوا كل المهمات التي ارادها الامريكان من قتل واغتيال واستيلاء ونهب وحرق واعدامات وتهجير ..و(يكفيهم فخرا وعزا!!!) أنهم لم يقاتلوا الاحتلال ولم (تطلق رصاصة واحدة في الاقليم!) على جندي امريكي حسبما جاء برسالة مسعود البرزاني التي بعثها الى بوش ويطلب منه التدخل لحماية (الاقليم!) من الغزو التركي الذي يستهدف التجربة الكردية التي (لبوش الفضل في نموها وازدهارها!)..وهذه البيشمركة هي التي دخلت الى بغداد فور احتلالها من القوات الامريكية وقامت بالسيطرة على الكثير من بيوت وممتلكات مسؤولي النظام السابق والوزراء ونهبها قبل ان تصل (طلائع الحكيم والمالكي واياد والجلبي!!) ..

وهذه الميليشيات الكردية هي التي (عززت!!سلطة القانون ) وحكم معارضي الشرعية و(أشاعت!)  الجو الملائم في بغداد بالذات لبدء مرحلة جديدة من (العراق الجديد!) عندما قامت بالاستيلاء على كل ما تبقى في المستودعات العسكرية والمعسكرات من أسلحة ودبابات وعجلات مدرعة ومدافع وراجمات ومعدات وآليات واتجهت بع ذلك الى مصانع ومكونات وموجودات منشأت التصنيع العسكري وتفكيكها ونقلها الى الشمال اضافة الى كل العجلات الاختصاصية لامانة بغداد والخباطات والمولدات الضخمة والمختبرات والسيارات الجديدة في المستودعات وحتى سيارات نقل الركاب وسيارات الحمل والرافعات ومعدات البناء ومحتويات الدوائر ومؤسسات الدولة والجامعات والمعاهد والمدارس من أثاث وحاسبات وطابعات واجهزة تصوير وبدالات وهواتف وأسلاك الكهرباء والسيارات الخاصة للناس وأخيرا اتجهت لجمع كل حطام الاسلحة ومئات ملايين الاطنان من السكراب وأغلفة المقذوفات بمختلف أنواعها ونقلها الى السليمانية واربيل لتهريبها الى خارج العراق  ..وبذلك أفرغت الدولة بالكامل من كل بنيتها التحتية من خلال حملة همجية للسلب والنهب ستبقى وصمة عار لن ينساها التأريخ في جبين البرزاني والطالباني والبيشمركة والحزبين الكرديين !..

وهكذا (أرست !) هذه القوات منذ اليوم الاول لدخول القوات الامريكية مرتكزات (الديمقراطية الجديدة! ) للعراق..ديمقراطية القتل والنهب والسلب والاستيلاء على كل شيء بحيث لم يسلم من سرقاتهم الا ماء دجلة وهواء بغداد!!..

أما فيلق بدر ..فكان له أدوار (تأريخية !) قديمة وقيمة..خاصة في الهجوم مع القوات الايرانية على الحجابات العراقية الامامية لجيشنا العظيم وخوض المعارك مع القوات الايرانية بالضد من شعب العراق وجيشه وترابه في معارك القادسية مع ايران ..وكان البعض من منتسبوا هذا الفيلق متخصصون في شأن آخر في معتقلات وأقفاص الأسر الايرانية حيث كان (التوابين )الذين يقومون بتعذيب أسرانا الابطال أشد العذاب تحت اشراف منتسبوا فيلق بدر باشراف هادي العامري والحكيمين باقر وعبد العزيز .. وفي أحداث الغوغاء عام 1991 كان لهذا الفيلق الغادر الدور الرئيسي في اشاعة الفوضى واغتيال مسؤولي الدوائر الحكومية بأبشع الطرق امام عوائلهم والاستيلاء على المقرات الرسمية ونهبها وحرق محتوياتها وقتل مايزيد على 200.000 مائتي الف  جندي أعزل متعب عائد من جبهة القتال في حفلات اعدام جماعية ودفن العديد منهم احياء ويعرف بذلك القاصي والداني ..وهذا الفيلق هو نفسه الذي دخل مع القوات الامريكية في آذار 2003 الى جنوب العراق ومن كل حدوده مع ايران وقام بأول مهمة مطلوبة منه وهي تصنيف المطلوبين من ايران من قادة ومسؤولين في الحزب والدولة والقوات المسلحة والاحهزة الامنية  وتصفيتهم جسديا وأن تطلب هم وعوائلهم ..وهكذا بدات اولى عمليات الاغتيال المنظم للكثير من كوادر وكفاءات وضباط ومناضلي العراق من قبل تشكيلات وعصابات من هذا الفيلق وباشراف مباشر من آل الحكيم والعامري..وهذا الفيلق ( ولو انه ايراني 100%) الا انه أمريكي ( التفكير والمنهج!!) فهو (صديق حميم )للامريكان ولم يطلق منتسبوه أي رصاصة على أي جندي امريكي لسبب بسيط ان كل هذا ( العز والمال والجاه وتسهيل ايهام الناس لانتخابهم بشكل أعمى والتزوير بالانتخابات وهذه الجموع الغفيرة من الاتباع والمريدين والمتلقين والسلطة والوزارات والاعلام المفتوح لهم للايغال بالكذب والتزوير للانتقام بهمجية من مناضلي الحزب وخيرة رجال العراق وهذه البيوت المستولى عليها والاحياء السكنية الكاملة التي نقلت ملكيتها اليهم والاراضي وحسابات البنوك الايرانية والاجنبية والاراضي والفلل والفنادق والعمارات في لندن والسيارات وغيرها ..) ماكان لها ان تصبح حقيقة لولا الامريكان وقواتهم واحتلالهم للعراق وتسليمهم السلطة على طبق من ذهب وبهذه السهولة التي لم يحلموا يوما انها ستتحقق..

هذا هو التأريخ الحافل للبيشمركة وفيلق بدر وجيش المهدي ..منهم من (غاص.. !) حتى فوق (العمامة ولفة الشماغ والطاقية  )..ومنهم من (دخل..!) الى (الحزام!)..

واليوم ليس المهم لدى العقلاء هو ..لماذا يستهدف المالكي جيش المهدي دون ان يطلب نزع سلاح بقية الميليشيات وليس البحث في من له الحق بالدخول الى العملية السياسية ..ولماذا يجب حل جيش المهدي فقط وعدم حل البيشمركة وفيلق بدر ..

بل ان المهم اليوم لكل عاقل هو: هل يعي جيش المهدي أنه آن الاوان للتوبة  والتوجه لله بقلب حسن وايمان ومراجعة النفس والتلاحم مع المقاومة الوطنية العراقية من اجل تحرير العراق ..

وهل يعرف قادة ومنتسبوا هذا الجيش حجم ما ماقاموا به من أذى للشعب وللقوى المناوئة للمحتل ودعواتهم جهارا لمقاتلة مناضلي العراق ومحاربة رجالاته ..

وهل يعرفوا أنهم يحتاجوا الى الخروج من هذا (....) وتنظيف النفس وتنقيتها وتطهيرها قبل التوجه للتوبة! 

أم انهم سيخسرون هذه الفرصة مرة اخرى كما خسروا سابقاتها بلهاثهم وراء العملية السياسية وتشبثهم بها  ؟ ..

وخاصة انها على مايبدو الفرصة الأخيرة ....

mah.azam@yahoo.com

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

                                             الاثنين  /  22  ربيع الثاني 1429 هـ   ***   الموافق  28 /  نيســـــــان / 2008 م