الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

عراق الامس وأطلال اليوم 
صدام حسين .. قمة لأعلى القمم .. فن التميز والتألق والأبداع في القيادة وفي التضحيات

الحلقة الاولى

 

 

شبكة المنصور

المقاتل الدكتور محمود عزام

 

الحديث عن المقارنة بين  قيادة العراق بالأمس وبين من يتحكم به اليوم..وبين الانتماء للعراق وحكومته الوطنية السابقة وبين نفس الانتماء اليوم في العراق المحتل حديث ذو شجون ..ويحتار المواطن البسيط في طريقة تبرير مايحدث اليوم بمقارنته بالأمس !!..هل هذا الحطام الذي نراه هو العراق ؟..يوم كان العراق ..وكان البعث وكان صدام ؟.. 

قائدنا صدام  

لم نقرأ في بطون كتب التأريخ القديم والحديث ذكرا عن بلاد الرافدين الا وارتبط بقائد ما في تلك الحقبة ..وهذه من دلالات الدور التأريخي الذي يلعبه القادة في أرض تتعرض دوما لغزوات عظيمة لا تبقي ولاتذر منذ ان رأت النور  ..أرض مولد الحضارة والأسفار والانتصارات والتضحيات.. وقد كان استقلال العراق في بدايات القرن الماضي واحدة من اكبر علامات نهوض القدرة التأريخية الهائلة والنائمة والتي ظلت لآلاف السنين مثار غموض وجدل وترقب تناولته الكتب والاساطير ومجلدات التأريخ الموغلة في القدم ..أنه قدر العراق دائما أن تدوسه سنابك الخيل لعقود طوال أو ينهض كالمارد الذي لا حدود لقدرته وامكاناته .. 

وتزامن مع ذلك الاستقلال الهش مظاهر الهيمنة والتحجيم الاجنبية التي ظلت جاثمة على صدر العراق مقيدة لحريته وحركته وابداعاته لحين اندلاع ثورة 17 – 30 تموز عام 1968 والتي مثلت بداية النهضة الحقيقية للعراق وتفجير طاقاته وتثوير قدراته ومنابع الخلق والتطوير والتحديث والابتكار .. 

وكانت اولى مهمات القيادة الشابة والمؤمنة بقدرها في تحمل مسؤولياتها التأريخية في الأيام الأولى للثورة مهمتان جوهريتان قبل الانطلاق لتنفيذ أهدافها وتطبيق منهاجها..الاولى هي المحافظة على الثورة وتحصينها ضد الاعداء والانحراف ..والمهمة الثانية هي كسب تأييد ورضا الشعب العراقي والامة العربية.. 

وكانت القيادة العراقية الجديدة على يقين وخاصة الشهيد الخالد صدام حسين الذي نذكر كلمته في ساحة الكشافة وهو يخاطب الشعب في عام 1969 وتأكيده بأن ولاء الشعب العراقي وثقته  وقبوله وتأييده للثورة سيكون صعبا ..لانه سيحتاج الى وقت ليرى تطبيق منهج هذه الثورة وماذا ستقدم وتحقق له من انجازات !..وقد سبقتنا الأمم والشعوب بفواصل كبيرة لايمكن تجاوزها الا بالاتقان والتواصل والابداع وحسن استخدام الزمن الى أقصى حدوده.. 

وانطلقت عجلة الثورة تسابق الزمن وهي تحت مجهر الاعداء ..بعض هؤلاء الاعداء تقليديون يحاربوننا في الفكر والطريقة والمنهج ..والآخر أكثر خطورة يريدون تقويض كل الثورة وعدم السماح لها باي انجاز ..والآخر يجاهر بمعاداته للقومية ولكل توجه يوحد الامة العربية ..وأعداء آخرون  ينظرون الى مستقبل الطاقة والنفط والثروة وكيف سيكون التحكم فيها..في وقت كان فيه اعداء يرون في التجربة العراقي تحقيقا لنبوءات كتبهم وأساطيرهم!!..وفي صراع العراق مع اعداءه على مر التأريخ تلتقي قيم وأطماع واهداف الجميع او القسم الاكبر من هؤلاء الأعداء مع بعضها فتتداخل الاطماع الذاتية وشراء الذمم والتطلعات غير المشروعة مع الأهداف المدمرة للوحوش الكاسرة من الاعداء الخارجيين الطامعين والتي لاترغب بمشاركة احد وتتنكر لكل الهوية العراقية مهما كان حجم خيانة البعض منهم .. 

وثورة تواجهها منذ البداية مثل هذه التشكيلة من الاعداء والصعاب ليست ثورة عادية.. 

 ولهذا السبب فان قيادتها يجب ان تكون غير عادية وعليها ان تتناسب في قدراتها وفكرها وممارساتها مع حجم المهمات والتحديات والاهداف الكبيرة.. 

وكانت هذه هي ثورتنا وهذه مميزاتها وهؤلاء هم أعدائها.. 

وللبعث قيادة جماعية قبل الثورة وبعد الثورة ومنذ اليوم الاول لها كان لكل من البعث والدولة قيادة جماعية ..ولكن لهذه القيادة رأس وعقل مفكر ومدبر وموجه ومخطط ..قائد وعنوان ورمز وقدوة يتميز بالقدرة على التحمل والجلد والصبر وعلى الاحاطة بالملمات والصعاب والتعامل معها وفق معطياتها ..واذا كان القائد لأي قيادة جماعية ذات مهام كبيرة لامعا ومجتهدا ومبدعا  ومؤثرا وفطنا وذكيا ومواظبا  في التعلم والتكيف وتقبل النقد ونظيفا وورعا وتقيا وعزيز النفس وامينا ومضحيا وله قدرة تحمل أضافية ومجاهدا يتقدم الصفوف فسيندفع هذا القائد الى الامام وستصقل المسيرة الكفاحية والطويلة  كل هذه الأمكانات  والتجارب لتجعله مع الأيام قمة عالية بين مجموعة من القمم والهضاب والسفوح!!.. 

وكان هذا هو قدر الرفيق القائد الشهيد الخالد صدام حسين.. 

حيث ظهرت ملامح القيادة التأريخية للرفيق القائد الشهيد وبدا واضحا في تميزه وشجاعته وابداعه وتألقه وقدرته على التحمل واستخدام المرونة واستثمار الزمن في قيادة مفاصل الدولة والحزب المختلفة في آن واحد .. 

فهو نائب امين سر القطر في الحزب ويتابع نشاطاته وثقافات رفاقه وهو الذي أرسى دعائم نقل تقاليد الحزب الى السلطة وأشاع الرفض لممارسات نقل تقاليد الدولة الى الحزب وهوالذي أسهم في رفد نظرية الحزب النضالية في العمل التنظيمي والميداني اضافة الى تميزه في اغناء الجانب الايديولوجي والفكري في ربط أهداف الحزب وخاصة موضوع العلاقة بين الوحدة والاشتراكية وغيرها من الاسهامات الحزبية .. 

وكان الرفيق الشهيد الخالد نائبا لرئيس مجلس قيادة الثورة ومنه يتابع مسؤولياته في قيادة الدولة بكل تفاصيل حياة المواطن اليومية بتميز واقتدار واجادة وابداع حتى أصبح رمزا لكل مبدع ومجتهد .. 

وهو الذي صنع تقاليد المتابعة الميدانية والمعايشة الحقيقية والدخول الى ادق التفاصيل للاطلاع على الواقع الميداني وتحميل مسؤول القطاع مسؤوليات الاخفاق المتعلق بامن وخدمات وتطوير وتعليم المواطن .. 

لقد كان الشهيد الخالد ناصر المظلومين وسيف الحق على الظالم مهما كان ومهما تكن مسؤولياته حتى أصبح العراق بلد لا يصيب الفرد فيه ضيم وحيف وفيه صدام .. 

وهو القائد الذي اذا قال فعل ..واذا وعد نفذ ..واذا صمم أعقل وتوكل وانطلق .. 

وهو الذي علم المستمع والمتلقي فن الاصغاء وصبر المسؤول ودقته وقراراته الحكيمة والعادلة والصحيحة وهو الذي علم أشجع الرجال على الثبات وعدم الاهتزاز .. 

وهو الذي اعطى للرجولة والفروسية مرتبة أعلى من مرتبة المبدأ عندما يخاطب كل قيادات الحزب والثورة والدولة والشعب بانه ( اذا اهتزت أمامك قيم المباديء فتذكر قيم الرجولة)  

وهو مهندس انتصاراتنا في مجال النفط والصناعة والزراعة والتصنيع العسكري وبناء الجيش والاجهزة الامنية وخاصة المخابرات ..وهو الذي يقف وراء كل صفة زهو للعراقيين في كل المجالات حتى أصبح العالم ينادي أي عراقي بأنك صدام .. 

وعندما  تسلم الرفيق الشهيد الخالد المسؤولية الاولى في الحزب والدولة  ..كان  قمة ..ليصبح قمة عالية ومميزة بين قمم العراق..  

وقمة الجبل العالي ليست استفرادا بالقرار ولا دكتاتورية في القيادة والرأي وليست فردية في التوجيه والقيادة ..أنها التميز والملكة والقدرة ولهذا خاطب الرفيق القائد الشهيد الخالد كل رفاقه في الحزب والدولة بقوله : ( أذا كنت قمة فانا قمة بينكم ، قمة بين القمم) وطلب منهم ان يكونوا قمة كل في موقعه .. 

وكان هذا التوصيف توجيها لكل قيادات الدولة والحزب للتميز والابداع والمنافسة للرقي والتميز  النوعي الذي يعتمد على تطوير القدرة في الفكر والعمل والامكانات والخبرة والابداع  وزيادة القدرة على التحمل وتقبل التضحيات وتهذيب النفس وصقلها وتخليصها من نوازع الذات وتعويدها على تقديم الآخرين على النفس ..لتكون هذه الصفات أساسا للقيادة والتميز فيها وطريقا معبدا للقمة بين قمم كثيرة ومتعددة في كل المجالات التي خلقتها مسيرتنا النضالية لتعزيز قدرة العراق وقوته وصموده وتحقيق الانتصارات في كل الميادين .. 

وهكذا خلق الرفيق القائد الشهيد من حوله وتحت مسؤولياته وضمن تشكيلات الدولة المختلفة نزولا تشكيلات قيادية مقتدرة ذات امكانات متميزة في القيادة والعطاء والتوجيه والعمل وبأتجاهات متعددة في آن واحد ومؤهلة لتسلم أي مسؤولية والقيام باي واجب ..وكانت هذه القيادات محل رعاية وعناية مباشرة من القائد الشهيد ..لقد اراد القائد ان يزرع في الدولة والحزب نبتة ذات جذور راسخة ورؤوس شامخة .. 

فهل كان يمثل الشهيد الخالد في هذه الرعاية والعناية والتثقيف والتهيئة سياسة الفردية والديكتاتورية ؟؟.. 

وهل تسمح قيمنا وتأريخنا أن يكون التميز القيادي عامل ضعف لحامله ووسيلة لمهاجمته مثلما يجب ان لانسمح للقدرة على الابداع والتميز ان تكون عائقا امام صاحبها ؟.. 

هذه هي أسلحة الحاقدين والحاسدين وذوي النفوس الضعيفة .. 

وسلاح الفاشلين وذوي الامكانات الضعيفة والقدرات المتواضعة في مقاومة عطاء المتميزين هو اتهامهم بالفردية والتسلط وان القرارات دائما تصدر من خلال ملاحظاتهم واوامرهم او توجيهاتهم وهذا هو سلاح أعداء العراق التأريخيين في كل صراعته معهم على مر الزمان ..ان يجعلوا من قائد العراق الذي ينهض للمجد ورمزه مثالا للديكتاتورية والفردية ليسهل تمزيق وحدة الصف وضرب نقاط قوة الشعب .. 

وكان الأعداء في كل مشاريعهم يطرحون خيارات وهمية لشعارات ذات وقع نفسي مؤثر كالديمقراطية وحكم الاغلبية وحكم الشعب وكأن هذه الاغلبية او القيادة الجماعية المتعددة والمؤتلفة والمختلفة القدرات والامكانات  لا تحتاج الى قائد حاسم يوحد أفكارها وطروحاتها ويجسد آمالها ويضيق بين نقاط اختلافها ..واذا خلق العراقيون قائدا له هذه الميزات أصبح دكتاتورا !!..الا اذا كان سعيه  يتجه لتبنى منهج توافقي معهم لخدمة اعداء العراق!.. 

وقيادتنا الحزبية والسياسية والحكومية كان لها قائد  يحمل قدرا استثنائيا من التميز والابداع والصبر والتحمل والرؤيا الثاقبة البعيدة والاصرار على الثقة بالشعب والامة وقدراتها .. 

انه الشهيد الخالد الى الأبد صدام حسين ..القائد الذي كانت له مميزات أغاضت الاعداء وارعبت مفسري الاساطير والتعاويذ والملاحم والنبؤات في طفولته وشبابه وقيادته للعراق.. وفي تضحيته عندما علم المشانق معنى ان تكون اوسمة ونياشين !!..  

وللحديث بقية........

 

mah.azam@yahoo.com

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

                                             الثلاثاء  /  23  ربيع الثاني 1429 هـ   ***   الموافق  29 /  نيســـــــان / 2008 م