الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

عراق الامس وأطلال اليوم .. حطام أطلال الصرح الذي بنيناه

( 2 )

 

 

شبكة المنصور

المقاتل الدكتور محمود عزام

 

يجري الحديث هذه الأيام عن المقارنة بين  الانتماء للعراق وحكومته الوطنية السابقة وبين نفس الانتماء اليوم في العراق المحتل ..ويحتار المواطن البسيط في طريقة تبرير مايحدث اليوم بمقارنته بالأمس !!..هل هذا الحطام الذي نراه هو العراق ؟..يوم كان العراق ..وكان البعث وكان صدام ؟.. 

أهذا هو الصرح الذي بنيناه ! 

كان القائد الشهيد الخالد صدام حسين متميزا ومتالقا ومبدعا في حياته ولحظة استشهاده..القائد الذي ألهب مشاعر الامة والعراق ووقف بوجه الطاغوت وموجات المحيط المعادية العالية التي تبتلع أعلى الشاهقات ..بمن نقارن هذا الرمز وهل يليق باحد ان ينازله في التشبيه والمقارنة ..هذا القائد الذي جعل العراق بلدا حرا عزيزا ومستقلا يحسب له ألف حساب ..القائد الذي كان يعرف ماذا يقول وأين ومتى واذا تحدث يجري تحليل وفهم ودراسة ما قال  لادق التفاصيل من قبل كل الاعداء وعلى اختلاف توجهاتهم ودرجاتهم وفي بيوت خاصة للخبرة انشات خصيصا لهذا الغرض ومن أجل العراق ..العراق المستقل الذي كان رئيسه صدام حسين ولايتدخل بشؤونه وسياسته وسيادته وارادته احد ..هو اليوم بلد محتل بلا سيادة  ويرزح تحت الارادة الامريكية التي تسحبه لليمين والارادة الايرانية المتشبثة بسحبه لليسار.. وهو بلا ارادة وتتحكم به زمرة مزورة وكاذبة وسارقة وخائنة.. عندما كان القائد الشهيد يتحدث ويوجه لا يبقى من ليس له اهتمام ..واليوم لايبالي أحد في العراق أو في دول الجوار او الأقطار العربية والدول الاقليمية والعالمية بما يصرح به قادته الذين ينسون ماقالوه بالامس ليعودوا غدا ليؤكدوا ما نفوه اليوم !.. 

لقد قضى القائد الشهيد كال حياته أبنا بارا للامة العربية  وللعراق وشعبه في حين قضى رئيس شلة الخيانة ماعاش من حياة عميلا وخائنا للعراق وتربته وتاريخه وللشعب الكردي قبل أن يكون خائنا للشعب العراقي ..متنكرا لكل ماهو عربي وحاقدا على  القومية العربية التي يدعي انها شوفينية ورئيس وزراء الزمرة يمجد بالقومية الفارسية ويتهم البعث بالعنصرية وقد عاش حياته الذليلة خادما للعنصرية الفارسية ومروجا لمنهج ايران ومساهما في قتل رجال ونساء وأبناء واطفال العراق ..   

كان قادة العراق بالامس احرارا في قراراتهم وهم ملك للشعب ..والذي يتحكم بمصير العراق اليوم تابعين أذلاء هم ملك لأسيادهم خارج العراق..كان قادة العراق بالأمس  اذا عاهدوا اوفوا.. وأذا وعدوا نفذوا.. واذا صمموا عزموا فعقلوا وتوكلوا..واليوم (قادة العراق الجديد!) أذا عاهدوا او وعدوا  نكثوا..واذا صمموا فيتدارسوا اذا كان الدفع على التصميم فيه خيرللشعب  فهم لن يعقلوا ولن يتوكلوا.. واذا كان في التصميم شر لشعب العراق فينفذوا بلا توكل .. 

كان قادة العراق رجال ودعاة بناء وميالين للخير والتسامح ..ومزوري العراق اليوم دعاة هدم وتدمير وميالين للشر والانتقام. 

كانت السمة القومية ووضوح حالة الانتماء للامة العربية ظاهرة وواضحة في سياسة ومنهج القيادة في السابق واليوم بدأ يسري اجبار النهج العام على تحريم الحديث عن الانتماء للامة العربية بحجة ضرورة الاهتمام ببناء العراق اولا وهي نفس الدعوة التي يتبناها دعاة تقسيم العراق عندما يطرحون بضرورة الاهتمام (بأقليم كردستان اولا!) قبل العراق وما يطرحه دعاة  أقليم الجنوب حتى غدا الحديث عن (استقلال!) المحافظة والقضاء والناحية نهجا متعارفا عليه وتسعى قيادات الاحزاب الحاكمة لتعميمه ..وقد وصل الأمر بدعاة التقسيم في الحكومة الحالية والاحزاب الطائفية المتنفذة حدا يطالبون فيه بعدم القبول باعتبار العراق دولة عربية (لان فيه قوميات متعددة !) وهم ينادون اليوم بأن يكون العراق بلد (اسلامي وليس عربي!) ..   

كانت قيادة الحزب والدولة تعتمد الكفاءة والخبرة والسجل النظيف للموظف كمعيار للتميز والتكريم والتكليف باستلام مسؤوليات أعلى واليوم تعتمد حكومة الخيانة والمذلة المتسلطة في العراق أن معايير تقييم الموظف تعتمد على مدى ولائه لاحزاب التخلف الحاكمة ومدى الولاء لأيران عدا ما (تأمر!)  به الولايات المتحدة من تعيينات وتنقلات لمجموعة يعملون لحساب برنامجها بلا نقاش!!..واليوم ليس هنالك قيمة للكفاءة والشهادة والخبرة والنزاهة والاخلاص في العمل وليس هنالك دور للوزير او المدير العام في تقييم او عزل الموظف ..وبذلك فقد تسلطت على دوائر الدولة ورقاب الشعب زمر جاهلة وحاقدة ومتخلفة بلا كفاءة او خبرة واحيانا بلا شهادة والبعض منهم لايقرا ولا يكتب !! مما جعلهم يزورون شهادات تخرجهم من المدارس الابتدائية صعودا الى المعاهد والتي هي في الغالب معاهد ايرانية دينية!!..وهكذا تحول دور قيادات الدولة من رموز للخبرة والكفاءة والقدرة القيادية كما كان في السابق الى رموز للتزوير والكذب والجهل والتخلف وتكريس الطائفية والمحسوبية !. 

وبالامس كانت هناك دولة واحدة وارادة واحدة وتوجه واحد لمصالح وطنية وقومية محددة وواضحة ويجري العمل في كافة مؤسسات الحزب والدولة بموجبها ..كانت هناك دولة مؤسسات ونظم وقيم ومباديء وسياقات.. 

واليوم العراق ساحة مفتوحة لعدد لا يحصى من الارادات والمصالح والتيارات الخارجية منها والداخلية ..المتناحرة والمتصارعة على المكاسب الذاتية والمتفقة على تمزيق وحدة وتربة وشعب العراق وسرقة ثرواته وتزوير تأريخه ومنها اردات ومصالح الولايات المتحدة وبريطانيا واسرائيل وايران وتركيا ورغبات الاحزاب الطائفية والعرقية المتنفذة والمسلطة على رقاب الشعب بسلاح ميليشياتهم وعصاباتهم الاجرامية التي وضعت لها قوانينها الخاصة بكل منطقة ومحافظة للاغتيال والقتل والسلب والنهب بلا رادع وبدعم وتوجيه ورعاية من الحكومة بكل مفاصلها.. 

لقد جرى عمليا تقسيم الدولة الواحدة الى أقليم كردي في الشمال له وزاراته وميزانيته وارادته بقيادة متعصبة وذات اساليب شوفينية واسلوب ادارة خاص بها يتماشى مع مصلحة (الاقليم ) قبل مصلحة العراق وبدون أي اشارة او ربط بالمصلحة العربية التي لايعترفون بها!! حيث منعت التداول باللغة العربية نطقا وكتابة وفي كل دوائرها وأقامت لها ميليشيا موالية للبرزاني وللطالباني فقط بدون حتى ولاء (للأقليم) وبلا ولاء للعراق ولا علاقة لهذه الميليشيات التي اصبحت جيشا نظاميا له كلياته ومدارسه بأي شيء يتعلق بالامن القومي العربي!!..وجرى تدريب وتاهيل هذه الميليشيات خلال كل هذه السنين على الولاء الفردي للبرزاني والطالباني !!..ويجري كل ذلك رغما عن ارادة النسبة الغالبة من شعبنا الكردي الذي لايؤمن بهذا الاسلوب العنصري في التعامل وخاصة عندما يتيقن من ان كل هذه الشعارات التي تطرحها وتتحدث بها قياداتهم الكردية الحالية لا تمثل اراداتهم في وقت يجري استغلال بشع لكل امكانيات وثروات المحافظات الشمالية لمصلحة العائلتين المذكورتين في حين يعيش أغلب السكان بشكل متخلف وبدائي وبمستوى معاشي متدني جدا وخدمات تكاد تكون مفقودة بعيدا عن الصور الكاذبة والمزورة التي تتناقلها وسائل الاعلام عن رفاهية (الأقليم!)..  

وتحاول القيادة الحالية للاكراد بشكل محموم ومركز استغلال نفوذها وقوتها وعلاقاتها مع الامريكان لاحكام سيطرتها على كركوك والجزء الاكبر من محافظات الموصل وديالى وتقوم بهائم ميليشيات البيشمركة الكردية التي تعلمت على السرقة والنهب بالاغارة على القرى والمناطق العربية وقتل واعتقال رجالها وشبابها تحت حجة دعمهم للارهاب وتقوم بتهجير العوائل في هذه المناطق وسرقة ممتلكاتهم واستقدام اكراد من ايران وسوريا واسكانهم في هذه المناطق حتى غدت كركوك بلا ساحات عامة ولافسح من اراضي فارغة وحتى ملاعب كرة القدم تم استغلالها لبناء مجمعات سكنية للاكراد القادمين من ايران حيث يجري منحهم الجنسية العراقية والمستمسكات الضرورية وهم لايعرفون أي كلمة عربية!.. 

أما الموصل العربية العريقة فهي واحدة من آخر القلاع التي يجري هدم اسوارها واستباحة ارضها وممتلكات أهاليها حيث تقوم القوات الامريكية والحكومية وقوات بدر والقدس الايرانية وعصابات الدعوة والجلبي والبيشمركة باعنف حملة اغتيالات وقتل وتفجير وتهجير تشهدها محافظة من محافظات العراق بكل تأريخه ويجري العبث بمخططات المدينة السكانية والحضارية واعادة توزيع السكان في حملات تطهير عرقية وطائفية ..فمن يكره العرب والقومية العربية عليه بضرب الموصل !!..ومن يكره الاسلام او طائفة معينة عليه بها!!.ومن يكره البعث والوطنية فليهاجمها ..ومن يكره العراق عليه بالموصل!!.. 

وفي الجانب الآخر من العراق اليوم ..مجموعة من المحافظات في الجنوب والفرات الاوسط  يجري ادارتها من قبل ايران وأجهزة مخابراتها وأذرعها فيلقي القدس وبدر على الرغم من الرفض الشعبي والعشائري العربي الكبير ..حيث سيطرت زمر الدجل والامية والتزوير على ادارات المحافظات وميزانياتها ومشاريعها وأشاعت الفساد والرشاوي والسرقة والفوضى والقتل والتدمير والتهجير القسري والاستيلاء على ممتلكاتهم ..واعادت هذه الزمرة العراق مئات السنين الى الخلف بعيدا عن الحضارة والمدنية والثقافة لتنشر ثقافة ضرورة تنمية ودعم وتبني وزرع الرذية من أجل تقريب يوم الخلاص!!!.. وتراجع اليوم دور المثقف والكفوء والوطني والمضحي والنزيه ليتقدم الامي والجاهل والاناني والحاقد والمنتقم والعميل والخائن والسارق..وذهب اليوم الذي كان لشيخ العشيرة دور مهم في الحياة الاجتماعية والسياسية والثقافية ليتقدم دور البدريين والصدريين والايرانيين بغض النظر عن أعمارهم وعراقيتهم وأصولهم وادوارهم !! 

وفي بغداد ووسط العراق .. تتعالى اليوم الأصوات الخبيثة وهي تحاول تقسيم بغداد الى أقليم بغداد المجرد ومنطقة خاصة أخرى كعاصمة للعراق وهي المنطقة الخضراء !! حيث تتركز السفارات  والحكومة ومسؤوليها مع عوائلهم واقربائهم تحت حماية القوات الامريكية المباشرة في حين جرى اقتطاع اجزاء مهمة من بغداد للحكيم واخرى للطالباني وللجلبي وللمالكي والصغير والصدر وغيرهم  في عمليات استيلاء منظمة ومفضوحة وظالمة في حين جرىتقسيم مناطق بغداد المتبقية الى مناطق للشيعة واخرى للسنة وعلى مستوى الحي والشارع والزقاق حتى أصبحت قلعة الاسود التي هزت الدنيا عبارة عن مقاطع اسمنتية صماء تشبه القبور!!..وأصبح العراقي الذي يسكن في زقاق في منطقة ما في بغداد يسلك طريقا واحدا يوصله الى منفذ واحد للخروج والدخول وأذا اخطأ ودخل من منفذ آخر فهو يعرض نفسه للقتل او الاختطاف من ميليشيا الطرف المقابل.. 

وبغداد المهدمة والمدمرة والمنهوبة والمهجرين والمهاجرين ابنائها ..ببيوتها التي يلفها سواد الحزن على مئات الآلاف من الشهداء والمغدورين والمختطفين من سنين..تنام اليوم قبل ان تغرب الشمس لتصحوا على اصوات الانفجارات والمفخخات والاحزمة الناسفة قبل ان تشرق!.. 

أما غرب العراق فلا يفرق في شيء عن مناطق العراق الأخرى الا في  طبيعة المتحكمين وتوجهاتهم وقياداتهم حيث يطغي الطابع العشائري الذي غذت بعض أوجهه الولايات المتحدة والحكومة ودعمت تشكيلات مسلحة جديدة اطلق عليها الصحوة بهدف القضاء على تنظيم القاعدة وتحاول جرها للصراع مع بعضها من جهة ومع ميليشيات الطرف الآخر من جهة اخرى وتحاول جاهدة توظيف نفوذ وتعاظم دور هذه الصحوات للاصطدام بالمقاومة الوطنية العراقية وهذا هدف مركزي للقوات الامريكية وللحكومة بغرض اثارة هذه الفتنة ودفع افراد ومنتسبي هذه العشائر  لتحويل مسارات مواجهاتهم وتصديهم والتي يجب ان تتركز على مقارعة المحتل وأذنابه .. 

وفي كل هذه الزحمة والعتمة .. 

تنمو براعم البعث ويصقل فكر وممارسة مناضليه ويتعالى بناءهم.. وهم اليوم اقوى خمس أضعاف قوتهم قبل الاحتلال .. 

وبهم وبفصائل مقاومتنا الوطنية ورجال جيشنا واجهزتنا والغيارى من شعبنا نزداد قدرة ونقترب كل يوم اكثر من هدف التحرير .. 

وأسألوا شمس العراق التي تشرق عليه كل يوم..وأسألوا دجلة والفرات .. 

فهي أكبر شاهد وأقوى دليل على صحة  مانقول ..

 

mah.azam@yahoo.com

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

                                          الاربعاء  /  24  ربيع الثاني 1429 هـ   ***   الموافق  30 /  نيســـــــان / 2008 م