الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

 أنما الشعوب برجالها
الى اللواء خالد غازي الهاشمي قائد الفرقة 51 الفيلق الثالث في الجيش الوطني العراقي أثناء

 

 

شبكة المنصور

د. مصطفى توفيق الصباغ

 

العدوان على العراق عام 2003 نيسان : لقد شرفت نسبك ووطنك وشعبك، ومن خلالك الى كل بطل في الجيش العراقي أنحني وأهدي حبي وأحترامي ليس من العدل لي ولملايين من أبناء الامة العربية الشرفاء الذين عايشوا أو سمعوا أو قرأوا عن الجيش العراقي العظيم صانع البطولات والماثر العظام ...جيش التاريخ الوضاء الملىء بالانجازات التاريخية والمتنزه عن فعل الجبن والخيانة أن ننتظر اللقاء الذي أجرته قناة الجزيرة الفضائية مع اللواء خالد الهاشمي لكي يراجعوا حساباتهم ويتأكدوا من أن جيش العراق ذلك العملاق المعانق لعنان السماء فعلا وقولا ويتأكدوا أن هذه المؤسسة لم تنزلق الى محيطات وقواميس النعوت السلبية اللاخلاقية التي حاول المرجفون الصاقها به والتطاول على عظمته وتاريخه وأمجاده .

أن الجيش العراقي ومنذ تأسيسه كان جيشا وطنيا وقوميا...عقائديا يؤمن برسالة أمته العربية العظيمة التي تستوحي بياض صفحاتها من تاريخنا العربي- الاسلامي ... هذا الجيش الذي كان الواحة الجامعة لابناء العراق دون تمييز لدين و مذهب بل وكان حضنا للكثيرمن أبناء الامة العربية الذين أنضووا تحت جناحيه وخدموا مسيرة الامة من خلال أنتمائهم لهذا الصرح العظيم .

إن تاريخ هذا الجيش العظيم لهو شاهد على نقاء أنتماءته ّ حيث أن وطنية هذا الجيش تجلت بأمتياز بأسقاط النظام الملكي الذي أقامه الانكليز أرضاء لفيصل بن الحسين ..وكذلك في إسقاط دكتاتورية عبد الكريم قاسم حين تمرغ بأحضان الشعوبية وأضطهد التوجه القومي فيه ومارس ديكتاتوريته...كيف يمكن لجيش كهذا أن يقبل الظلم والحكم الدكتاتوري أن يكون وفيا لقائد عظيم بحجم الشهيد القائد صدام حسين رحمه الله أذا كان دكتاتورا كما حاول الاذلاء أن يتهموه به.

إن الوجه القومي المشرق للجيش العراقي تتجلى في كل محطات التاريخ وأن تراب فلسطين الحبيبة عام 1948 ليشهد لهذا الجيش في مواجهة العصابات الصهيونية ومقبرة شهداء الجيش العراقي في جنين لهي خير شاهد على الوجه القومي لهذا الجيش . كما أن عام 1973 ليشهد لهذا الجيش العظم الذي سارت قطعاته على السرف لتصل الى أرض الجولان السوري وتحمي دمشق عاصمة الامويين من السقوط وتكيل الضربات الموجعة للجيش الصهيوني المتباهي بقوته وقدراته. وتلك مصر التي صال وجال الطيارون العراقيون وأخوانهم المصريون في سمائها لتحمي الاجواء المصرية من العدوان الصهيوني ولقنت العدومعنى الفروسية الجوية وكما جسدها الشاعر الشعبي العراقي فلاح عسكر رحمه الله في قصيدته" مصر هي اللي تشهد لنا دمنا فوق الكاع صار لهم علامه .............. وسوريا اللي تشهد اللنا يا سيماهم سينما لكل الاطفال يلا بطايق شافت أبطال الكرامة ,, عيني يا جيش العراق " وكيف يمكن لنا أن ننسى صولات وجولات أبناء العراق في الجيش وكل المتفرعات العسكرية التي قاتلت العدو الفارسي وأسقطت الرهانات المذهبية لنظام الملالي وكيف قاتل أبناء العراق على قلب رجل واحد وساعد واحد وكيف كنا نسمع أهازيج الابطال حين يرددون صونا لشرف االماجدات العراقيات" أحنا مشيينا مشيينا للحرب ..عاشق يدافع من أجل محبوبته وأحنا مشيينا للحرب وهذا العراقي العراقي من يحب يفنى ولا عايل يمس محبوبته وأحنا مشينا للحرب" أن هذا الجيش العظيم بقدر ما كان جيشا مهنيا كان جيشا وطنيا بأمتياز ولذا فان القيادة السياسية لثورة 17 -30 تموز المجيدة كانت دائما لا تخفي أفتخارها وأعتزازها بهذه المؤسسة ومنتسبيها ولم يكن يساورها أي خوف من أي فعل عدائي قد يساور البعض أن يقوم به من تأمر أو خيانة لان الثقة كانت بالجندي العراقي قبل المدفع والدبابة والطائرة كانت الثقة بالانسان المؤمن بربه ووطنه رغم كل المغريات ..واذا كانت ميزة الانتماء الى الجيش العراقي ميزة للانتماء للوطن وحبه فأن ميزة الادب و الاحترام صفة متلازمة مع روحية التضحية والشرف والعطاء ...صفة الاحترام والتقدير للقادة الذين لا يمكن أن يذكروا الا بمساحات عطاءتهم وتضحياتهم للامة والوطن وأنت أيها القائد الهاشمي حينما سؤلت عن أي لقاء بالقائد الشهيد صدام حسين أبيت الا أن تنعته بالرئيس الشهيد رغم محاولات الكثيرين تشويه الحقائق عن ذلك العملاق الذي لم يبخل حتى بروحه فداء للعراق وفلسطين والامة العربية ...لقد أصبت أيها القائد كبد الحقيقة التي لا يعلى عليها والصدق في الكلمة التي أنت مسوؤل عنهاأمام التاريخ لكي لا تصبح كما في جوقة العملاء الاذلاء والمهرجين الخونة.

أيها العراقي البطل وانت تؤكد أن هناك من قام بالاتصال بك بداية الاحتلال للعراق وحكم غاردنر الاميركي من أولئك السفهاء حين عرضوا عليك أن تكون قائدا لجيش الردة البديل عن جيش العراق البطل وكان ردك بحجم عظمة أنتماءك ...رد العظمة التي يستشعر بها أن تقول لهم بأن يبحثوا عن قرد ليقوم بذلك ,,,لقد أبيت الا أن تظل ماردا كما الابطال يمتشق ما بين الارض والسماء لا أن تصبح قردا يرقص على نقر دفوف المحتلين كأولئك الذين جاءوا محتمين بعباءة المحتل وعلى ظهر دبابة عمياء ويرتدون ثوب الذل والذين ظنوا أن أرتداء لبنطال عسكري أميركي سيجعل منهم محررين .

خمس سنوات ورغم مرارة الحصار والتأمر والترويج للاشاعات الصفراء المغرضة حول مفاهيم الخيانة والفشل يظهر ضابط شجاع محارب...جرئ غيرمتكلف ينطق بالحق الذي ضاع بين متاهات الحقد والخيانة. تلك التي انتمى إليها ..أولئك الذين جاؤا يقفزون كالقرود على الدبابات الاميركية محتمين بعباءة المحتل راسمين ابتسامات الغدر و الخيانة على وجوههم التي تلطخت والى الابد بلعنة الدين والوطن والتاريخ .

الجيش الوطني العراقي لم يكن يوما ملكا لصدام حسين رحمه الله وان كان هذا الجيش يعشقه ولم يكن ملكا للبعث ..الجيش العراقي كان جيش الامة العربية من المحيط الى الخليج وكان جيش البعث حين كان البعث هو المعبر عن طموحات الامة وأهدافها وكان جيش صدام حسين حين كان القائد صدام حسين يقدر قيمة هذا الصرح العظيم احتراما وتقديرا ..وتضحية وفداء....لذا لم يبخل هذا الجيش العملاق عندما أستنهض أن يتقدم على مذبح الفداء ليقدم التضحيات.

وشتان ما بين هاشمي سار على طريق العزة ...طريق الحق وأولئك الذين مزقوا لحمة الشعب ارضاء للمحتل وبعضهم يتبرقع بملابس رجال الدين والدين منهم، براء اولئك الذين يحلمون بتقطيع أوصال الوطن ارضاء للشيطانين الاكبر والاصغر ...

هل هؤلاء سيتكلفون بالاجابة والدفاع عن خيانتهم بدكتاتورية الشهيد البطل صدام حسين رحمه اللهزأم بالتباكي على الديمقراطية اليتيمة أو لانهم كانوا دائما عملاء للاجنبي الذي أغدق عليهم من نعم الخيانة وأسقاهم من ينابيع الغدر واللؤ م وجعلهم يستحمون في دماء العراقيين الاوفياء لوطنهم ...

هل سيقولون أنهم كانوا يتلهفون على تدمير وطنهم خدمة لكرسي في وزارة أو مقعد في برلمان أو للسرقات التي تراكضوا لاجلها وهم يعرفون أنهم سيطردون قريبا من العراق الى الجحور التي جاؤا منها وهم يجرون أذيال الهزيمة والفشل.

وإذا كانت محاولات مقدمي البرامج لا تبدو دائما حسنة النوايا وإنما تهدف الى الايقاع دائما بالضيوف ...غير أنك أيها المخلص الوفي أبن المؤسسة الوطنية والقومية الذي لا يخاف في الحق لؤمة لائم الصريح في الكلمة والعبارة قد أجبت وأنت تسأل عن ما قيل في خيانة بعض ضباط الجيش العراقي ...كانت أجابتك ساطعة كالشمس "بأنك قد قرأت ما يقارب 26" كتابا تداولت العدوان على العراق وحيثياته ونتائجه وأن كل الاسماء للضباط العراقيين الذين أتهموا بالخيانة ما كانت الا أباطيل حيث ان الكثيرين منهم قد أستشهدوا في الحرب او في الاسر والآخرين لا زالوا في الاسر ينتظرون المحاكمة ...واذا كانت أجابتك لا تدل فقط على كونك عسكريا محترفا وإنما كمثقف يطالع ويقرأ ويحلل فأن هذه السمة هى سمة كل المننتسبين الى ذلك الصرح العظيم الجيش العراقي مراتب وقاده لان الثقافة كحالة إنسانية كانت جزء من تأهيل الجندي الذي يضع وطنه ملء عينيه ووسع قلبه.

أما وقد توهجت حينما أعدت تعريف الخيانة ومن يكون الخائن اولئك الذين تخلوا عن أوطانهم وهربوا من مسوؤلياتها في أرض المعركة او تعاونوا مع المعتدين او من أصدر الفتاوى بعدم مقاومة المعتدي نعم الخائن ليس اولئك الذين وهبوا حياتهم وأرواحهم لقضايا أمتهم وشعبهم ليبقى الوطن رافع الرأس منتصب القامة أما في حديثك عن المقاومة العراقية بكل أطيافها فقد كنت تجسد النموذج الباسل لابطال العراق حيث تكلمت بكل فخر وأعتزاز عن فعلها وانت لا تدعي شرف القتال إلى صفوفها لاسباب موجبة بالبعد الامني والحرص عليها.. كما أنك أبدعت حين أزلت الغموض الذي كان يكتنف سلاح الجيش العراقي حيث قلت أن ثلثه قد أصبح في يد المقاومة العراقية نصرها الله وحماها والثلث قد دمر والثلث الاخير تم بيعه من قبل الخونة تجار الخردة الذين لا هم لهم الا سرقة الوطن وبيع ممتلكاته ..

هنيئا لك يا جيش العراق العظيم بكل منتسب لك مراتب وضباط ..هنيئا لك بأولئك الصادقين للوعد الذين يستشرقون بريق النصر القادم لا محالة للعراق وشعبه والامة العربية والهزيمة للعدو ودحره وللرؤية الصادقة بأن العراق لا بد أن يعود عراقا بكل أطيافه القومية والدينية وطنا واحدا يشد بعضه إلى بعض وبفسيفساء تضفي البهجة والحب لدماء الشهداء والالام الاسرى القابضين على الجمر ويلعن أولئك الذي ستأنف منهم حتى مزابل التاريخ ومواخير العار وستبقى يا عراق كبيرا بكل الشرفاء الاحرار المخلصين .

إذا كان الاعلام العربي قد تخاذل في نصرة العراق الذي لم يبخل على الامة بثرواته وأبنائه واذا كانت الفضائيات العربية قد تقاعست عن أن تكون مرأة للحق وتحاول بخجل وخوف أن تعطي فسحة ولو قليلة لرجال من طراز اللواء خالد الهاشمي وفسحة اكبر أمام الوطنيين العراقيين ورجال المقاومة العراقية البطلة ليعبروا عن الحقائق التي حاول الخونة والعملاء والمندسون أن يغسلوا بها العقول الطيبة وإطلاق الاراجيف المشوهة للحقائق و لتكفر عن بعض خطاياها...وهل ستسمح قناة الجزيرة بالحديث لاولئك الابطال الذين كانوا شاهدين على الصفحات الرائعة التي سطرها العراقيون عامة والجيش العراقي خاصة في مواجهة العدوان الامريكي – الامبريالي – الصهيوني رغم الفجوة الكبيرة في العدد والعدة والامكانات كمالي ان أتسأل هل ستعطي قناة الجزيرة الفرصة لاحد أولئك الابطال الذين صنعوا أسطورة معركة المطار والخسائر التي تكبدتها القوات الاميركية مما أضطرها لكي تضرب بالقنابل النيترونية ... وعذرا ان قلت أن الساكت عن الحق شيطان أخرس فمتى سنخالف الشيطان ونزواته وممارسة قمع الحقيقة والتاريخ ... أن التاريخ لا بد ان ينتفض ولا بد للرجال العظام أن ينطقوا بالحق أولئك الذين رغم احتلال العراق يصنعون المجد كل يوم برصاص بنادقهم وعطر عبواتهم ورحيق أنفاسهم .أولئك صناع المجد الذي جذوره تضرب في أعماق الارض ورأسه في أعالي السماء .

 

د. مصطفى توفيق الصباغ
عضو الهيئة الوطنية اللبنانية لدعم المقاومة والشعب العراقي
11/04/2008

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

                                           الجمعة  /  11  ربيع الثاني 1429 هـ   ***   الموافق  18 / نيســـــــان / 2008 م