الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

تعليق على بعض ما ورد في كتاب
قبل أن يغادرنا التاريخ
للفريق الركن رعد مجيد الحمداني

 

 

 

شبكة المنصور

د. صباح محمد سعيد الراوي / كييف – أوكرانيا

 

إذن تعرفنا في ذلك الكتاب على بطولات الجيش العراقي العظيم المغوار الشجاع.... 

بالواقع يشكر الفريق رعد على تأليفه ذلك الكتاب الموثقة وقائعه بالتاريخ بل وحتى بالساعة، وهذا يدل على أنه كان يقوم بتدوين الأحداث يوما يوما.... وإذا أردنا أن نكون أمينين، فأننا نغبطه على أنه كان واحدا من الرجالات العسكريين المهنيين الذين خاضوا المعارك البطولية دفاعا عن الوطن.... وليست أي معارك... فالفريق رعد خاض معارك الجيش العراقي كلها... وهذا شرف ووسام على صدره... 

هناك أمر في ذلك الكتاب.... بل وفي أي كتاب.... بغض النظر عن عنوانه وعن محتوياته.... سياسية، اقتصادية، عسكرية، تاريخية، دينية.... و....و......و..... لا أدري إن كان القراء يوافقون عليه أم لا... وهو احتواؤه على مواضع نقص يمكن أن تكون صيدا ثمينا للمتصيدين... وربما هذا ما تفسره هذه المقولة الرائعة لأحد رجالاتنا في تاريخنا المجيد.... والله غاب عن بالي اسمه للأسف...... لكنه يقول: انني رأيت انه لايكتب احدا كتابا في يومه، الا وقال في غده، لو غير هذا لكان احسن، ولو زيد هذا لكان يستحسن، ولو قدم هذا لكان افضل، ولو ترك هذا لكان أجمل، وهذا من أعظم العبر، وهو دليل على استيلاء النقص على جملة البشر.... 

أنا حاولت في تلخيصي لهذا الكتاب التركيز على بطولات جيش وليس عمل فرد كائنا من كان – مع الاحترام للمؤلف - ولاشك أن المرء العربي المخلص الذي يحمل في قلبه وجدان وضمير وأمانة سيبكي بكاءا حارا على هذا البلد وهذا الجيش وهذا القائد وهؤلاء الضباط الكبار العظام الذين لن يجود إي جيش عربي بمثلهم – مع الاحترام للاشراف والمناضلين الحق - والشيء بالشيء يذكر.... فإن أي مقولة تقال حاليا عن هذه المحاكمة الهزلية التي تجري فصولها الآن على أرض الرافدين العظيمة لرموز الشرف من أعضاء القيادة الوطنية الاسرى، بأنها تصفية وليست محاكمة... إنها انتقام فارسي مجوسي من العرب جميعا يمثلهم هؤلاء الابطال.... هي مقولة صحيحة مائة بالمائة ولم تأت من فراغ... 

أما بالنسبة للكتاب... 

فهناك الكثير من الامور التي تجاوزتها، وهناك كلمات بدلتها، وهناك صفحات اختصرتها....ولا أشك أن القاريء العربي لم يعرف هذا... وخاصة فيما يتعلق بدولة الفرس المجوسية الكسروية الحاقدة... على أن أكثر ما أزعجني في الكتاب هو استخدام الفريق رعد أكثر من مرة كلمة "سقوط بغداد"... وهو الذي ما كان يجب عليه استخدامها، فبغداد لم تسقط حسب التعبير العسكري الذي هو أدرى مني به... فحين يقال ان مدينة ما سقطت عسكريا، فهذا يعني انها استسلمت بالكامل ورضخت للمحتل، فلا أعمال مقاومة ولا احتجاج ولا مظاهرات ولا أي شيء.... بل تسليم مطلق بكل شيء.... فهل هذا الأمر ينطبق على بغداد العظيمة المنصورة بالله التي لم يهدأ بها لا الأمريكيين ولا الصفويين ولا أعوانهم وأذنابهم ؟؟ 

ألم يعلم سيادة الفريق أن المزبلة الخضراء تتعرض يوميا للقصف وأن الجرذان القاطنة بها لا تجرؤ على مغادرتها إلا بسيارات النفايات وسيارات الاسعاف ؟؟ فكيف يمكن لمجرمين اعتدوا على مدينة آمنة لايجرؤون على التجول فيها والتعرف إلى مناطقها وشوارعها  وأحيائها ؟؟ ألم يقولوا انها سقطت بأيديهم؟؟ إذن طالما سقطت... لماذا يختبئون في منطقة واحدة لايغادرونها إلا خلسة ؟؟ 

أمس فقط... أو... أول أمس، تعرضت زوجة الطلباني (الشمطاء التي تظنها لأول وهلة أنها شقيقة زوجة المسحوق رابين) لحادث كاد ان يفطسها... ؟؟؟ 

هنا يقع لوم شديد على الفريق رعد في استخدام تلك الكلمة بحق بغداد... كان الاولى أن لا يستخدمها أبدا... لأنها من قاموس المحتل الصهيوصفوي وليست من قاموس العراق واهله الاشراف... 

ايضا... 

هناك الكثير من الكلام الذي ورد لانوافق عليه مطلقا.... وكان من الاولى عدم ادراجه وخاصة حول الشهيد رحمة الله عليه... يعني أولا لا أدري ما الذي كان سيخسره الفريق رعد مثلا لو استخدم وصف الشهيد صدام بدلا من الرئيس صدام؟؟ خاصة وأن الكتاب صدر بالكامل بعد اغتيال الشهيد رحمة الله عليه!!!  

فطالما أننا جميعا رأينا هذه النهاية السعيدة التي انتهى عليها الشهيد صدام، وطالما عرفنا أن يد الغدر المجوسية الكسروية الخمينية الحاقدة هي التي اغتالته... وطالما كان الفريق رعد ضابطا كبيرا في جيش يقوده الشهيد صدام... فاحتراما للرجل الذي قدم حياته فداءا لله والدين والوطن... أعتقد كان من الاولى استخدام وصف الشهيد بدلا من الرئيس... فذلك الوصف أعلى وأسمى وأرقى منزلة.... 

ثم... 

هذا الغمز واللمز بالسياسة العراقية ووصفها أكثر من مرة بالسياسة الحمقاء؟؟!! كما ورد في الصفحة 339 إذ يقول: ان الشعب العراقي ابتلي بنتائج السياسات الحمقاء فحولته الظروف القاسية من حروب طويلة وحصار ظالم من شعب ودود الى شعب بالغ التعقيد قريب الى مجتمع الجريمة والعنف... يعاني من شح كبير في الفئات المثقفة (الانتلجنسية) او السياسية القادرة على احكام السيطرة على المجتمع في هذا الظرف العصيب...... 

يعني أنا لا أدري لم تضع اللوم على السياسة العراقية ولا تضع اللوم على المؤامرة التي كانت تستهدف العراق منذ ثورة 1968!! لماذا لا نقول إن العراق بلد مستهدف منذ قيام الكيان الصهيوني، وأن الصهاينة والامريكان والفرس على السواء تحالفوا ليس على العراق فحسب، وإنما على الامة العربية بأكملها، وأنهم اتفقوا على أن تكون البداية في العراق... لا سيما وأن حضرتك ذكرت حين تحدثت عن تمرد خونة الاكراد في الشمال:  

((أن توافق المصالح القومية "الفارسية المجوسية" مع الاسرائيلية في تحجيم الدور العراقي المتنامي، وانسجاما مع سياسة الولايات المتحدة الامريكية التي رأت في العراق معرقلا لمشروع كيسنجر الداعي الى سلسلة من اتفاقيات السلام للاقطار العربية المجاورة لفلسطين، جعلت هؤلاء جميعا يرون أن التدخل بالشؤون العراقية الداخلية، وخاصة افشال مشروع الحكم الذاتي للاكراد – سيقوض ويحد كثيرا السياسة العراقية تلك...... هذا عدا عن أسباب أخرى... ص 39)).... 

إذن الموضوع ليس موضوع تعنت أو حماقة سياسة بقدر ما هو موضوع مؤامرة دولية  تستهدف العراق وتريد أن تجعل منه دولة تابعة منهوبة الثروات مسلوبة الخيرات مشلولة الارادة!!! كما هو حاصل حاليا.... 

ثم....  

إن بلدا مثل العراق، كان فيه افضل وابرع وانزه واشرف وزير خارجية عرفته الامة العربية بأسرها، منذ بداية القرن الماضي والى يومنا هذا، لا أعتقد أن سياسته حمقاء أو متعنتة... إن وجود رجل حضاري متحضر، معتز ببلده وتاريخها، ذو وجه مشرق، مثقف، بل وعلى درجة عالية جدا من الثقافة السياسية والاجتماعية مثل طارق عزيز على رأس وزارة خارجية العراق لهو مدعاة فخر وشرف للعراقيين جميعا أن لهم رجلا مثله يمثل سياستهم الخارجية... إذ بلا شك أنها ستكون سياسة من افضل السياسات العربية وليست المتعنتة أو الحمقاء!!  

بالله عليك... 

إذا كانت سياسة العراق... العراق العظيم... برجاله الاوفياء المخلصين المؤمنين الشجعان الذين كانوا يقودون البلاد والعباد... امثال صدام وطه وعزة النفس الدوري وطارق ومحمود دياب ومحمد سعيد الصحاف واحمد مرتضى واوميد مدحت ولطيف نصيف وغيرهم وغيرهم... هي سياسة حمقاء متعنتة... إذن ماذا سنقول عن سياسات دول عربية أخرى جل مسؤوليها لا يعرفون كيف يفكون الخط أولا... ويتهافتون لتقبيل أقدام بوش ورايس وتشيني ثانيا؟؟ ويتأمورن على بلدان عربية أخرى وعلى بعضهم ثالثا.... هل هذه سياسة حكيمة ذو نظرة سديدة ثاقبة ؟!!!! 

أظن أن هذه الكلمة تحسب على الفريق وما كان يجب أن يقولها... 

ثم....  

الغريب مقولة سيادة الفريق عن المجتمع العراقي أنه يعاني من شح كبير في الفئات المثقفة!!! والله لو كان قائل هذا الكلام انسانا غير عراقيا أو حاقدا او عدوا لقبلناها منه... أما أن يقولها عراقي أبا عن جد... وعن أي بلد؟؟... عن بلد الحضارة والعلم والاف العلماء؟؟ فهنا مكمن الغرابة الشديدة... كيف تقول يا سيادة الفريق عن بلد العلم والعلماء إنه يعاني من شح في الفئات المثقفة؟؟ وماذا عن آلاف العلماء والمدرسين والاكاديميين والاطباء والمهندسين؟؟  

يكفي أن اقول لك ان الاستخبارات الامريكية رصدت في عام 1976 وجود اثنا عشر الف طالب عراقي في جامعة اوكسفورد وحدها في بريطانيا!!! هذا في بريطانيا فقط... فماذا عن الاف مؤلفة من الطلاب العراقيين في باقي أنحاء العالم ؟..... ثم.... بلد علم العالم بأسره اصول الابجدية الاولى ليس فيه فئات مثقفة ؟!!! 

إلا إذا صار المجتمع "انتجلنس" حين يصوت أفراده على سوبر ستار أو ستار أكاديمي عبر إرسال آلاف الرسائل القصيرة من الهواتف المتحركة !!! فهنا ربما يصير مجتمعا ذو شرائح انتلجنسية.... غريب هذا التعبير من أين أتى الفريق رعد..... انتلجنسية!!!! 

ثم... 

يعني هذه العبارات المستخدمة بحق الشهيد رحمة الله عليه...لا أدري لماذا اقحامها اصلا في الكتاب... يعني مرة ثانية وثالثة وعاشرة أنا وكل عراقي يقول ان الشهيد رحمة الله عليه لم يكن ملاكا طاهرا خاليا من أي أخطاء أو عيوب ونواقص.. كان بشرا مثل باقي البشر...  

لكن... وهنا نتوقف عند كلمة لكن... 

أظن، أننا وحين رأينا جميعا تلك النهاية السعيدة التي انتهى اليها، ربما سنتفق بعدها وسيتفق الكثير معنا على أنه يجب أن يتوقف أي نقد للشهيد رحمة الله عليه، يعني يجب اظهار محاسنه فقط، بدون أي كلمة واحدة عن أي خطأ ارتكبه في حياته... وكلنا خطاؤون.... فقط احتراما واجلالا لتلك الشهادة التي لا شك سيحسده عليها الكثر... 

فمثلا...... هل كان هناك من داع لوضع علامات التعجب حين الحديث عن الشهيد وأنه يرى النصر قريبا.. ((ص 343))... ولماذا العجب؟؟ ألا تحقق المقاومة العراقية البطولية الانتصارات تلو الانتصارات على المحتل وتجرعه الهزائم تلو الهزائم؟ هل ينعم الامريكيين بيوم هاديء في العراق من يوم دنسوه وإلى يومنا هذا ؟ أليس هذا انتصارا لهذه المقاومة البطولية وتحقيقا لمقولة الشهيد رحمة الله عليه؟؟ 

ثم... 

هناك مقولة بالفعل مؤلمة... وهي شتيمة مبطنة... بل لعنة..... وردت في الصفحة 321 (سطر 18).. يعني أما كان من الاولى استخدام جملة.... يا حبذا لو لم يتم هذا الامر.... بدلا من اللعن والسباب ؟  

يقال... هكذا قرأنا.... ان النصيحة للحاكم – أي حاكم – ستكون أجمل ومقبولة أكثر لو جاءت على شكل: حبذا... لو.... يا ريت.... لعل... وستكون أكثر قبحا وفجاجة وفظاظة حين تأتي على شكل: يجب... هكذا.... لازم.... عليك أن.... ما بالك إذن وهناك لعائن في الموضوع ؟ 

ثم... 

هذا الحديث عن الفريق سلطان والفريق ابراهيم عبد الستار والفريق سيف الراوي (303 – 304) ... ودسائس ومكائد وغيره......يعني ما الداعي له ورجلين مرابطين في عرين الشرف... يتعرضون للاساءة والتعذيب النفسي من قبل المحتل الصهيوصفوي... لو بالفعل كان هناك ما تقول عن الرجال الثلاثة... أظن أنه كان من الاولى ترك تلك الامور للتاريخ ولا داعي لذكرها والبلد محتل والرجلين مأسورين ورجل آخر حرا طليقا – ان شاء الله يبقى كذلك – يعني بهذا الأمر ربما تجعل من يقرأ الكلام يتحامل على الفريق سيف ويتعاطف مع الرجلين ونحن متعاطفين معهم ومع باقي الرفاق الاسرى.... 

في الصفحة 308 وردت هذه الفقرة: الولاء السياسي الحقيقي للقيادة العراقية على المستوى العام للشعب والجيش تدنى بشكل حاد... ما يؤكد هبوط احتمالية القتال الجدي للقوات المسلحة والحزب!!!!! رغم أن نتائج آخر استفتاء حول رئاسة الشهيد كانت بنسبة مائة بالمائة!!!  

لو كان هذا الكلام دقيقا لما رأيت ذلك القتال الاسطوري البطولي في أم قصر، ولما رأيت قتال هذه المقاومة البطولية العظيمة الشريفة التي مرغت انف المحتل وكبدته الخسائر الفادحة التي بلغت اكثر من سبعين الف قتيل... ولما سمعت العراقيين يترحمون على الثانية وليس الدقيقة أو اليوم أو السنة.... بل الثانية التي كان فيها الشهيد صدام ورجال العراق يقودون البلاد!! 

يا سيدي الفريق... 

الان توضحت الصورة أكثر من ذي قبل، وعرف الجميع ما هو معدن الشهيد ورفاقه، رحمة الله على من سبقنا الى دار البقاء وفك الله اسر الباقين، وما هو معدن هذه الشرذمة المجوسية الكسروية الخمينية الحاقدة التي جاءت لتسرق وتنهب وتقتل وتشرد وتنتقم...  

نسبة الاستفتاء كانت صحيحة نعم وليست مزورة... والولاء للشهيد رحمة الله عليه ولقيادته كان ولاءا حقيقيا وليس مزيفا.... 

ورد في الصفحة 340 أن الفريق رعد: يحترم الجنود الامريكيين كثيرا لشدة انضباطهم العسكري، فلم ينزع اي منهم شيء من تجهيزاته وحتى خوذة الرأس ولو لدقائق وكذلك لكفاءتهم الفنية وهذا يدل على المستوى العلمي المعروفين فيه... يأخذ عليهم عدم تمييزهم بين الاهداف المدنية والعسكرية.... 

أنا لم أفهم شيء من هذه الفقرة !!!! 

ثم.... 

الشهيد قصي رحمة الله عليه كان انسانا متواضعا مؤدبا... وهو كان بمثابة – إذا جاز التعبير – رئيسا للفريق رعد، كونه كان مشرفا على الحرس الجمهوري... فهل كان من داع يا سيادة الفريق رعد الحديث عنه بتلك الصورة المشوهة التي وردت في الصفحة 344؟؟!!! خاصة وأنك رأيت جثمانه الطاهر على شاشة الفضائيات بعد تلك المعركة البطولية التي خاضها مع ابنه وشقيقه ومرافقهم ؟؟ ألا يمكن واحتراما لروحه الطاهرة استبدال كلمات وتغيير في بعض العبارات... لاسيما وان لغتنا العربية والحمد لله تزخر بالمعاني الراقية والسامية ؟؟ 

مرة ثانية أقول... 

وبكل أمانة... لاشك أن الكتاب كان قيما جدا، وقد عرفنا على بطولات جيش عظيم شجاع مغوار مقدام، كان فيه ضباط عراقيين أبطال، حفرنا اسماؤهم في ذاكرتنا، ونضيف اليهم البطل عبد الامير خزعل، قائد لواء... هجم على مدينة فارسية واحتلها... ولاشك كان هناك الكثير من الابطال في هذا الجيش...... كانوا يعملون في الخفاء، وكل جندي في الجيش العراقي العظيم هو بطل ومقاتل وشجاع.... ومرة ثانية سيتألم المرء أيما ألم على هذا الجيش العظيم الذي كان أقوى جيش عربي، وأكثر جيش حرفي مهني... 

لكن مواضع القصور والنقص في الكتاب تجعل من بعض فقراته صيدا للاعداء والاذناب والخونة المتربصين بالعراق وبقيادته السوء، وما أكثرهم هذه الايام.... بحيث يقدمون تلك الفقرات على انها هي الكتاب بمجمله، ويغفلون الدور البطولي للجيش... 

فكما قلت من قبل، ان نظرة واحدة على شبكة الانترنت عند البحث عن الكتاب ستريك أن معظم المواقع التي قدمته لم تختار منه إلا أن ضباط الجيش والحرس كانوا في مزاد استعراض القوة امام الشهيد!!!!!! تركوا الكتاب وتركوا البطولات والتضحيات والابطال والضباط والمعارك التحريرية ولم يجدوا إلا هذه الفقرة!!! بل وجعلوا منها أحد أسباب "السقوط السريع لبغداد".... مع التحفظ على الكلمة.... وهذا بالضبط ما ضربت به مثلا عن المقارنة بين تلخيص أي كتاب وبين السفر إلى بلد ما... الذي تحدث عن كتاب الفريق رعد على الشبكة اختار تلك الفقرة... كالذي سافر إلى بلد ما واختار أسوأ الاماكن فيها... صورها... كتب عنها... ثم قدمها على أنها هذه هي البلد الفلاني.!!!! 

الأعداء كثر... والمتربصين أكثر... والمتصيدين ينتظرون... سواء في إذاعة، أو تلفزيون... أو صفحات انترنت... هناك عدو محتل صهيوني صفوي مغولي، وهناك أذناب تابعين له في كل مكان، وهناك محطات فضائحية مستعربة جاهزة لنقل أي خبر، مثل العبرية، والمحطات التابعة لمشيخات الخليج، أو المحطات التي تهيمن عليها دولة المجوس الكسروية الحاقدة... وهناك اذاعة هدامة اسمها سوا، وهناك صحف حقيرة صفراء... صحف الشر الاوسخ والممات كمثال وليس حصر...  

إذن نحن أمام جيش معادي من الاعلام رديف للجيش العسكري الذي يحتل العراق... يتألف هذا الجيش من منافقين ومطبلين وحاقدين.... وأعطيك مثالا بسيطا حصل قبل فترة، وهو اشاعة خبر توقيف الامام المجاهد القائد المعتز بالله عزة النفس الدوري... وكيف هللت قناة العبرية له، وكأنها حصلت على مليار يورو من جراء اشاعة ذلك الخبر الكاذب... 

هذا مثال واحد من عشرات الامثلة..... والقياس على مثله.... 

ليس بوسعي أخيرا إلا أن نوجه جزيل الشكر مرة ثانية وثالثة ورابعة للفريق رعد على تعريفه لنا ببطولات الجيش العراقي العظيم وبالمعارك البطولية التي خاضها، خاصة ملحمة القادسية الصدامية المجيدة، التي كانت مكملة للقادسية الاولى....  

وبالنسبة للحديث عن دخول الرجال الى قصبة كاظمة........ كم كنا نتمنى من سيادة الفريق لو اخبرنا بكيفية هروب ال الصباح – رغم ان الجميع يعرف ذلك – مثلما رواها له أحد أفراد اسرتهم – الشيخ الذي أوقفوه – وكذلك كنا نتمنى لو تحدث أيضا عن الوثائق الاجرامية التآمرية التي وجدوها في الوزارات وبيوتات ال الصباح أو باقي المسؤولين.... 

على أية حال... إن تبيان مواضع وجمل وعبارات وردت في الكتاب نعتقد أنه ما كان لها من داع.... لا يعني أننا ضد الفريق رعد أو في نفسنا شيء تجاهه... فليس هناك من مسألة شخصية والله وحده يعلم.... إنما يأتي العراق أولا وأخيرا ثم هذا الجيش العظيم المغوار... ثم هذا القائد وهؤلاء الضباط الاشاوس النشامى... رحم الله من مات منهم وفك أسر من يرابط في عرين الشرف... وحمى الله من استطاع منهم البقاء بيعدا عن أعين الصفويين الكسرويين الخمينيين الانجاس... الذين يتربصون بهم الدوائر...عليهم دائرة السوء..... 

بقي أن ندرج شهادة الفريق الركن سيف الدين الراوي... إذ ولا شك ستكون رافدا مهما....

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

                                            الثلاثاء  / 30  ربيع الثاني 1429 هـ   ***   الموافق  06  /  أيــــار / 2008 م