الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

عرض كتاب
قبل أن يغادرنا التاريخ
للفريق الركن رعد مجيد الحمداني
قائد فيلق الحرس الجمهوري العراقي الثاني (الفتح المبين)
(15)

 

 

شبكة المنصور

د. صباح محمد سعيد الراوي / كييف – أوكرانيا

 

العدوان الأمريكي البريطاني على العراق 2003

قبل أن نخوض في هذا الفصل... فإنني من هنا، أتوجه بجزيل الشكر وعظيم الامتنان الى سيدي اللواء الركن عبد الوهاب قصاب على الرسالة التي وجهها لي بواسطة شبكة البصرة... وأقول له إن مثلي يتشرف بتلقي رسالة من مثلك... وكما أعجبتكم طريقة عرض الكتاب.. كذلك أسجل اعجابي بشخصكم الكريم حين ظهرتم على قناة الجزيرة يوم 9/4 الفائت... أما مقدمتكم التي كتبتموها للكتاب فقد كانت بحق رائعة.... كذلك لي الشرف في أنكم تتابعون يا سيدي عرض الكتاب...

*******

هذا هو الفصل الاخير من الكتاب... يبدأ من صفحة 261... اختار الفريق رعد عنوانا له هو: الحرب الامريكية البريطانية على العراق عام 2003... وأنا بدلتها إلى (العدوان) لأنها بالفعل عدوانا على بلد آمن... وليست حربا... والفريق أدرى مني بكثير عن كيفية وقوع حرب بين بلدين... وأدرى مني أيضا عن الفرق الشاسع بين أن نقول حرب.... وأن نقول عدوان.... 

على أية حال... يقول الفريق ما يلي...

الموقف السياسي العام للحرب...

بعد انتهاء ((عدوان 1991))... اكتسب النظام السياسي في العراق قدرة على التواصل والعمل بمحيطه الاقليمي، واكتسب قدرة معنوية عالية واحتراما لصموده أمام أكبر قدرة عسكرية عالمية بعد الحرب الكورية... وفي ظل الاحباط النفسي للامة العربية بضياع الأمل بتحرير فلسطين، نجح الخطاب السياسي العراقي في ربط موضوع الحرب بالقضية الفلسطينية، فأضحى العراق وقيادته السياسية ممثلا بالشهيد صدام القوة العملية والموثوق بها في عموم الرأي العام العربي لاستمرارية الصراع العربي الصهيوني ومحوره قضية فلسطين التي لازالت دون حل مرضي... فانطلقت عاصفة من العواطف العربية مؤيدة للعراق وحاجبة الكثير من الحقائق الموضوعية للقدرة العراقية.... ما دفع بالقيادة قدما بالاتجاه الخاطيء!!!!!! ولم يعد لها أي فسحة كافية للمناورة في قراراتها الاستراتيجية اللاحقة!!؟؟؟ 

إن استعادة الدولة للسيطرة على محافظات الجنوب التي اندلعت فيها أعمال التمرد الغوغائي عام 1991 قد خيب ظن الدوائر الامريكية والصهيونية والفارسية على السواء، ذلك أنها توقعت سقوط النظام... وقد وظف خصوم بوش من الديمقراطيين هذا الموضوع سياسيا واعلاميا ضد بوش، ومنهم الكاتب الصهيوني الشهير جوناثان راندل في كتابه مفترق أمة... ولهذا خسر بوش فرصة الفوز بولاية ثانية للرئاسة... أما الطرف الآخر... صدام حسين..... فقد وقع في فخ أوهام القوة التي بدت له بعد استعادة توازنه، فجلس على كرسي الحكم مطمئنا لقدرته... فجيشه من الناحية العددية لم يخسر سوى ربع مليون إصابة مختلفة، ولقد ظن أن بإمكانه تعويض خسائره من الطائرات والأسلحة بإغراءات خزين البترول العراقي الذي لاينضب قبل نهاية القرن الحادي والعشرون، ولأن شعبه يقف خلفه مساندا له بالمحبة أو نتيجة للخوف، مع مؤازرة مئات الملايين من الامة والعربية والاسلامية.. فقد أصبح رمزا عالميا لمجابهة الامبريالية الامريكية في أرجاء المعمورة.... لقد اعتقد أن حسن الحظ لم يفارقه وقدره الالهي لازال عظيما..... لقد أكد هذا الزعيم العربي أن النصر السياسي على أعدائه قد لاتحدده نتائج المعارك العسكرية وإن خسرها... وبدا كمسيح مسلح ليخلص الناس من شرور الشيطان الامريكي!!!!  

وفي إحدى الندوات العلمية العسكرية بنهاية عام 1995 كنت أنا أحضرها، علق الشهيد صدام على بحث مشترك لعدد من القادة كنت أحدهم، وقال: أنا مستغرب جدا من هؤلاء القادة الاكفاء الذين يبحثون في نتائج العدوان الثلاثني عام 1991، في حين يرددون ما يطرحه الاعلام المعادي من احصائيات غير دقيقة، فلو كانت الارقام صحيحة أو كان لها قيمة في حسابات الصراع لما كنا جميعا هنا في هذه القاعة الكبيرة.... أنتم المنتصرون.. فركزوا على الجوانب المشرقة من أعمالكم... وهذا توجيه إلى وزير الدفاع ولكل دوائر الوزارة والوزارات المعنية...((ص 263)... 

الحقيقة أن المقدمة طويلة... ولا أظن أن هناك ضابطا في الجيش العراقي يشبه رئيسه بالمسيح المسلح... مخلص الناس...؟!! هذه جملة: بدا كمسيح مسلح.. لا يستخدمها مسلم أو مسيحي عربي.... ((طبعا مع تعظيمنا الشديد لمقام سيدنا عيسى عليه الصلاة والسلام وأمنيتنا أن نكون مثله على طريق النور والخير والهداية))....هذه يستخدمها الامريكيين، لأن أصلا غالبية الشعب الامريكي.... أو نسبة كبيرة منه.... أصلا لا يعرفون شيء لا من الدين المسيحي ولا حتى من دين الجن الازرق!!! الامريكيين، في غالبيتهم، دينهم موسيقى الروك أندرول والهمبرجر والمصارعة وأفلام الإباحة... أسهل شيء على بعضهم الاستهزاء بالكنيسة وتعاليمها... وفلان يشبه المسيح وفلانة تشبه مريم وهذا مثل يوحنا والثالث مثل يهوذا وهكذا.... ولعل القراء يعلمون عن مغنية امريكية اسمها مادونا، كان لها شأن في عالم البوب... هذه الانسانة حرمت من حقوقها الكنسية... لماذا؟؟ لأنها هزأت بإحدى أغانيها بالصليب وبسيدنا المسيح عليه السلام؟؟ فإذا كان هذا شأنهم... فلماذا حتى نقتبس من كتبهم وننساق وراء عباراتهم ونقحمها في مخطوطاتنا؟؟ 

على كل حال، أنا ارتأيت أن أتجاوز الباقي منها، وأخط رؤوس أقلام.... لأنه على ما يبدو من خلال قرائتها، إنها إما مقتبسة من كتاب الصهيوني جوناثان راندل (مفترق أمة).... أو..... من كتاب آخر ((أنا هذه نظرتي وربما تكون خاطئة))...  

على اية حال....

يقول الفريق رعد في الصفحة 263 ان الحصار أحال المجتمع العراقي إلى أدنى مستويات المعيشة وأفقر الحكومة العراقية الى حدود الافلاس!!! واتجه السعي إلى عدة مجالات... مجال سياسي ودبلوماسي – مجال اقتصادي – مجال عسكري ((يقول عنه الفريق ان الشهيد صدام خصص له موارد كبيرة خارج السياقات المالية للدولة فأدى ذلك فيما بعد وبشكل مطرد الى تفشي الفساد الاداري في دوائر التصنيع العسكري والجهات ذات العلاقة من القوات المسلحة!!!!! في ظل انخفاض حاد بالرواتب والمستويات المعيشية.... ((ص 265)) 

ثم في نفس الصفحة وفي حديثه عن المجال الثقافي يقول ان العراق سعى لتعيمم فلسفة خاطئة من خلال تعظيم المعنويات على حساب الحقائق وخاصة في المجالين الثقافي والاعلامي!!! وفي نفس الصفحة أيضا يقول ان مدة الولاية الطويلة لبيل كلينتون كانت رحمة من السماء للنظام العراقي للاستمرار بالحياة السياسية والعملية وان النظام ضيع الفرصة الذهبية للخروج بأنصاف حلول مفيدة لحالة مماثلة لحالة القيادة الفلسطينية التي ظنت خطأ كما ظن النظام العراقي ان التساهل والمشاطرة الامريكية هما دليل ضعف... وان الخبيث الصهيوني حتى النخاع هنري كيسنجر يقول في كتابه هل تحتاج أمريكا الى سياسة خارجية جديدة؟؟ ان كلينتون قدم مشروعا للصلح المشرف مع الشهيد صدام حسين، وقد لامه على ذلك كثيرا ((كيسنجر لام كلينتون!!؟؟))... 

في الصفحة 268 يتحدث عن الحشودات العسكرية تمهيدا للعدوان على العراق، وأن أل سعود وزايد بن سلطان حاولا اقناع العراق بقبول مبادرة زايد التي تقضي بالتنازل عن الحكم..... ((المبادرة التي سماها وزير خارجية العراق الشرعي الدكتور ناجي صبري بالمبادرة القذرة))... وأن العراق رفضها، وأن الامام المجاهد المعتز بالله عزة النفس الدوري قد لعب دورا سلبيا في مؤتمر القمة الذي عرضت فيه تلك المبادرة؟؟؟!!!!! ((فعلا أمر غريب... يعني تريد من الرجل أن يشكر العملاء الذين قدموا هذه المبادرة الامريكية!!!)).... وأنه ايضا لعب دورا سلبيا في مؤتمر منظمة المؤامرة على الاسلام... ((لكن الفريق رعد لم يبين ما هو الدور السلبي الذي لعبه الامام ابواحمد الدوري مثلا؟؟!!))...  

ثم يعني هناك أمر ربما لم ينتبه له الفريق رعد... وهو ان العدوان على العراق كان مخططا له أن يقع سواء قبل الشهيد صدام بتلك المبادرة التافهة أو لم يقبل... وهناك تصريح رسمي لجورج بوش حول هذا الامر... فاتني تاريخه ونصه الحرفي.... لكن ما معناه القول اننا كنا سنغزو العراق سواء رحل صدام أم لم يرحل عن العراق؟؟؟ 

ثم قصة لقاء ألح على طلبه ((هكذا يقول.... ألح مدير جهاز المخابرات العراقي)) طاهر جليل الحبوش مع الشهيد صدام... فالتقى به في قصره القريب من المطار، ودخل عليه وهو جالس على حافة بحيرة يصطاد السمك!!! فأخبره برسالة شفوية من الرئيس الفرنسي جاك شيراك تقول: كن على يقين ايها الرئيس أن الامريكيين سيهاجمون، وهدفهم الأول أنت فاحذر!!!..... ودون اكتراث..... استمع الشهيد لمضمون الرسالة...... فأومأ برأسه قائلا لطاهر - الذي لم يأذن له بالجلوس – ألهذا جئت؟؟.... إذهب....وكرس في الشهر الاخير قبل الحرب كل جهده لإقناع الرأي العام العراقي بقبول المنازلة المفروضة عليه من اجل الشرف الوطني!!!... 

هذه القصة – قصة لقاء الاسير طاهر – فك الله اسره مع اخوانه - بالشهيد رحمة الله عليه، تذكرني بقصة تافهة ذكرها شخص لم يحترم نفسه، ولم يحترم المهنة التي كان يعمل بها، ولم يحترم القسم الذي أقسمه بممارسة تلك المهنة بأمانة، وهو المدعو علاء بشير، الذي ألف كتابا ادعى فيه أنه كان طبيبا خاصا للشهيد صدام... وفي نفس الكتاب ادعى أن الشهيد صدام وفي أول يوم وقوع العدوان استدعاه، وإذا به مهموما لأجل معالجة مسمار في قدمه!!! يعني هل يعقل يا سيادة الفريق أن مدير المخابرات جاء يزور الرئيس ولم يأذن له بالجلوس؟؟ والشهيد هكذا كان يجلس يصطاد السمك والعدوان على البلد يوشك أن يقع!!!! ثم وبكل بساطة يقول الرئيس لمدير المخابرات إذهب؟؟!!! هذه من القصص التي راجت قبل العدوان على العراق من أجل شيطنة نظام الشهيد والشهيد نفسه، تريد أن تقول أمريكا للعراقيين وللعرب على السواء أن لا اسف على رحيل نظام صدام حسين، ولا أسف على الاطاحة بحكمه... فلا أعتقد أنه من الامانة والوفاء للشهيد رحمة الله عليه، ثم للعراق بشكل عام، ولرجال العراق الاسرى الابطال – ومنهم الاسير طاهر - أن نكرر هكذا قصص من تأليف جواسيس مستعربين انذال... لا نبريء منهم سفلة وشواذ آل الانبطاح والشواذ المستفيدين من دنانيرهم.... 

وعلى فرض أن القصة صحيحة، أليس من الأمانة تحري الأمانة في سرد وقائعها؟؟ هل يعقل ان الشهيد صدام لايكترث لما يقوله مدير مخابراته؟؟!!! ثم كان بإمكان سيادة الفريق أن لايسوقها على هذا الشكل الذي يظهر الشهيد صدام رضوان الله وسلامه ورحمته وبركاته عليه وعلى باقي اخوانه الشهداء بمظهر الانسان غير المبالي لا لقرب وقوع العدوان على العراق الذي قدم روحه فداءا له.... ولا لمدير المخابرات!!!! 

المهم...... في الصفحة 269 يتحدث عن الموقف العسكري العراقي العام للحرب.... وأن الفرس المجوس رفضوا إعادة الـ 135 طائرة التي سرقوها عام 1991 بعد أن نكثوا باتفاق الشرف بينهم وبين العراق خلال زيارة الامام المجاهد ابواحمد الدوري الى بلدهم... ((لأنهم أصلا أناس بلا شرف ولا ضمير ولا أخلاق ولا دين)).... 

ثم في نفس الصفحة يتحدث عن تدني مستويات تدريب الطيارين العراقيين لأسباب فنية ومادية واقتصادية!!! وانتهاء أعمار الطائرات ومنظوماتها الفنية والتسليحية... ((طبعا هذا كله نتيجة الحصار الجائر الظالم الذي فرضه المستعربين البترودولاريين... وأمريكا والصهاينة)).... 

ثم في الصفحة 270 يتحدث عن أمر غريب في الجيش العراقي!!!!! وهو أن عوامل ساعدت على تخلف مستويات اعداد القدرة العسكرية لمواجهة الحرب منها: تدني المستويات المعيشية لعبت دورا في انهيار أخلاقيات الجندية وشرف المهنة وانصراف الكثيرين للبحث عن وسائل عيش أخرى إلى جانب الجندية لتأمين الحد الادنى من مستويات المعيشة السابقة لمعظم الضباط ومراتب المتطوعين إ  ضافة الى تفشي ظواهر الفساد الاداري في أعماق مختلفة من المؤسسة العسكرية العراقية!!! 

أعيد تشكيل الجيش بعد عدوان عام 1991 بخمسة فيالق (ثماني عشر فرقة)... منها ثلاث مدرعة وثلاث ميكانيكية، والباقي فرق مشاة، مع إلغاء سلاح القوات الخاصة...وأعيد تنظيم الحرس الجمهوري الى فيلقين، كل فيلق ثلاث فرق.. إضافة إلى لواء القوات الخاصة والتشكيلات الساندة والخدمية كالمدفعية والدفاع الجوي والهندسة العسكرية والوقاية الكيماوية ووحدات النقل والتصليح والمخابرة والطبابة وغيرها.... 

وفي الصفحة 271 حديث عن القدرات العسكرية العراقية: 

قوات الحدود: هدفها تأمين المخافر والمراصد للأغراض الامنية والاقتصادية والعسكرية ولمراقبة الحدود مع دول الجوار الست (سوريا – تركيا – أرض الحرمين الشريفين – كاظمة – الاردن – دولة الشر المجوسية الكسروية)...

جيش القدس: أنشيء أصلا لدعم الانتفاضة الفلسطينية... يتألف من 21 فرقة، كان رئيس اركانه الفريق اياد فتيح الراوي – فك الله اسره مع اخوانه الابطال – ثم صار المواطنون يخدمون فيه لمدة شهرين أو أكثر بالتتابع...

فدائيو صدام: تنظيم شبه عسكري اساسه فكرة من الفريق المتقاعد هشام صباح الفخري... وهو من القادة الكبار ايام صد العدوان الخميني المجوسي الكسروي.... اقترح تشكيل هذا التنظيم برسالة الى الشهيد عدي صدام... ومع مرور الايام تشكل مقر اعلى يدعى رئاسة اركان فدائيو صدام اسندت الى الفريق الركن قيس الاعظمي... وشغل مناصبه القيادية ضباط دائمو الخدمة من الحرس الجمهوري والجيش...خضع افراده لتدريبات قاسية... وكان منهم صفوة قادرة على تنفيذ عمليات عنيفة... وكانت مهام هذا التنظيم مطاردة الفارين من الخدمة، وتفكيك شبكات المهربين وكذلك شبكات الدعارة...

جيش الشعب: جيش من الحزب والتنظيمات الحزبية المسلح بأسلحة خفيفة... وهو لحماية المرافق الحيوية في الدولة... 

الصفحات: 274 – 275 حديث عن الموقف الموقف العسكري الامريكي – البريطاني

في الصفحة 277 تحددت الاستراتيجية العسكرية الامريكية "للعدوان" على العراق كما يلي:

اسقاط النظام السياسي بزعامة صدام حسين كهدف استراتيجي للحرب

مدة الحرب يجب ان لا تتعدى 6 – 8 اسابيع

إجراء تدخل مباشر ما بين عمليات القصف الجوي والعمليات البرية

إعطاء دور مهم للقوات الخاصة

استثمار القوات المحمولة جوا

تفعيل دور الجبهة الداخلية من خلال الخونة

المحافظة على آبار النفط العراقية سالمة قدر الامكان

الحيلولة دون تمكن القوات العراقية من استخدام أسلحة الدمار الشامل إن وجدت 

أما خيارات الاستراتيجية العسكرية الامريكية فكانت كما يلي:

الأول: حشد القوات الرئيسية المخصصة للعمليات البرية في مسرح العمليات التركي، والاعتماد على تعاون خونة الاكراد للمرحلة الاولى.. احتلال المحافظات الشمالية، واحتلال قاعدة صدام الجوية في القيارة، والسيطرة على القصر الرئاسي في جبل مكحول (يبعد 200 شمال بغداد)، ثم الاندفاع بجهدين: رئيسي غرب دجلة وثانوي شرق دجلة باتجاه الجنوب لاحتلال بغداد بعد السيطرة على سامراء والثرثار... ويرافق ذلك هجوم القوات من ناحية "الكويت"..

الثاني: حشد القوات في مسرح العمليات الكويتي والاندفاع لعزل البصرة والناصرية مع احتلال آبار النفط... ثم الاندفاع على محور الفرات..

الثالث: حشد القوات في مسرح العمليات الاردني والاندفاع لتطويق بغداد والتعويل على القوات الخاصة والقوات المحمولة لاحتلال الاهداف الرئيسية والقاء القبض على الشخصيات السياسية الرئيسية بالاستفادة من الخونة المتواجدين في الداخل... 

خيارات العراق الاستراتيجية... ((ص 281)))..

يمكن تحديدها للدفاع عن العراق بما يلي:

قبول الحرب إذا كان الهدف السياسي للعدو هو اسقاط النظام السياسي العراقي.

الاعداد للدفاع الشامل تشارك فيه كل طاقات الدولة والشعب

استنزاف العدو على محاور تقربه وقبول المعركة الحاسمة في العاصمة بغداد

يؤسس الجيش العراقي الاطار العام للدفاع على جميع المحاور التقريبية للعدو، وتكون مسؤولية الحرس الجمهوري الدفاع عن مركز العراق ومن ضمنه العاصمة بغداد..

اتخاذ أكبر اجراءات لاستثمار كافة الطاقات للاستعداد الامثل للحرب وتهيئة مستلزمات القتال (مواد تموين القتال والعتاد ووقود الارزاق) لفترات طويلة وبأعداد كبيرة تؤمن إدارة دفاع طويل لا يقل عن ستة أشهر.

الاعداد الفكري والنفسي للشعب والقوات المسلحة لقبول معركة طويلة الامد والاصرار على تكبيد العدو ما يمكن من الخسائر..

المحافظة على الموارد النفطية العراقية وعدم تدميرها إلا في الضرورات القصوى..

معالجة معضلة القيادة وتقسيم العراق إلى أربع مناطق (شمالية، مركزية، الفرات الاوسط، الجنوبية) 

من ص 281 – 285 حديث عن نقاط الضعف في القدرة العسكرية العراقية وعن جهود شخصية في تطوير اساليب القتال.. 

خطة الدفاع عن بغداد... ((ص 286))...

بعد عام 1991 كانت هناك خطط للدفاع عن بغداد اساسها الخطط الامنية التي يشترك في تنفيذها الحرس الجمهوري الخاص وفرقة أو أكثر من الحرس الجمهوري وجهاز الأمن الخاص وبعض الأجهزة الأمنية الاخرى... وطبعا كل هذا ضد احتمالات شن هجوم أمريكي أو اسرائيلي أو عمليات تأمرية من الداخل.... ليست من الاوساط الشعبية...... كما يقول الفريق رعد...... وانما من خلال عملاء المجوس والصهاينة والامريكيين والمستعربين على السواء..... الذين ما عدموا وسيلة للتخلص من شهيد الحج الاكبر بالدولارات والعملاء... وكانت كل تلك الخطط سرية للغاية، وكان هناك غرفة عمليات خاصة تدير تلك العمليات في حال حدوثها... وعندما كنت قائدا لفرقة المدينة المنورة كنت مسؤولا عن تنفيذ جزء من تلك الخطط بما يخص الجانب الشرقي من بغداد... 

عندما تعاظمت التطورات السياسية المنذرة بالحرب كانت هناك مناقشات غير محسومة حول أسس الدفاع عن بغداد وكانت احدى فرق فيلقي إضافة الى لواء القوات الخاصة (فرقة النداء ولواء القوات الخاصة الثالث حرس جمهوري) مشاركين في الاساس في خطة الدفاع عن العاصمة، وبحكم الضرورات الامنية لم أكن معنيا بتلك الخطة ولم أسأل يوما قائد الفرقة أو آمر اللواء أي شيء عن ذلك... وهكذا هي طبيعة الامور في الحرس الجمهوري حيث يمنع علينا الزيارات خارج الواجبات الرسمية!!! 

في 18/12/2002 حضرت مع قادة فرق النداء، حمورابي، المدينة المنورة وأمري المدفعية والدفاع الجوي وآمر الحرس الجمهوري الخاص ومدير الاركان وضابط الركن مؤتمرا لا نعرف جدول أعماله، وذلك في رئاسة أركان الحرس الجمهوري في مقرها العام غرب بغداد... حضر رئيس أركان الحرس الفريق أول سيف الدين الراوي يحمل خريطة مؤشر عليها خطة دعيت باسم خطة الدفاع عن بغداد، وراح يشرح لنا تلك الخطة.... وهي عبارة عن اربع دوائر ذات الوان مختلفة تحيط ببغداد، وتشير كل دائرة الى خط دفاعي دائري تشترك فيه الفرق الثلاث المدرعة بالتساوي، وبحسب مواقع انفتاحها (النداء من الشرق، المدنية المنورة من الجنوب والجنوب الغربي، حمورابي من الشمال والشمال الغربي) وكان الفحوى انه كلما حقق العدو تماسه بقواتنا في أي من تلك الدوائر وبعد قتال معين يصدر الايعاز لتلك الفرق بالانسحاب بالقتال التراجعي الى الدائرة الاخرى نحو العمق، وبهذه البساطة لحين قبول القتال النهائي داخل محيط العاصمة... وكان نصف القطر في تلك الدفاعات الخطية الدائرية ولجميع الاتجاهات يبلغ 50/60 كم عدا خط المراصد ودوريات الاستطلاع، وهي تخرج أمام تلك الخطوط الدفاعية... وهكذا... وبكل بساطة... 

في نفس الصفحة يقول الفريق رعد انه حاول الاعتراض عليها، لكن الفريق سيف الدين قاطعه بأنه مصادق عليها من المقر الاعلى وعليهم التنفيذ.... 

وفي ص 288 اتصل سكرتير الشهيد قصي العميد الركن عبد السلام ياسين طالبا حضور الجميع الى الطابق الارضي لعرض الخطة امام الشهيد قصي... فشرحها الفريق سيف الدين للمرة الثانية... وهنا اعترض الفريق رعد على الخطة جملة وتفصيلا طالبا الاذن من المشرف للحديث.... ما جعل الفريق سيف يمتعض من هذا التصرف.!! فوقف الفريق رعد بجانب الخريطة مركزا على أمرين: الاول ان الخطة ساذجة وسطحية وغير عملية على الاطلاق.... والثاني ان سياق التخطيط لعمليات كبيرة يجب أن يأخذ سياقه الصحيح وفق مراحل عديدة تتلاشى فيها الاخطاء بسلسلة طويلة من النقاشات والدراسات... ورجوت المشرف: أن يمنحنا الوقت الكافي لإعداد خطة بديلة وفق السياقات الصحيحة بحيث يساهم فيها كل المعنيين دون التمسك بوجهات نظر تطرح مبكرا.... لكن المشرف وقف، ووقف الجميع من حولنا... واستعجل الرأي برأي توفيقي أكثر مما هو واقعي... وبسبب احترامي الشديد له ما تمنيت أن أحرجه لأي سبب كان لأن الموضوع أكبر من هذه الامنيات ومن مشاعرنا... فشعرت أن واضع الخطة هو رئيس الاركان ونسب افكارها الى الشهيدين صدام وقصي.... فإذن الاعتراض يمس الجانب الادبي لهذا القائد الشاب الذي له دالة علي حين انقذني من حكم بالسجن لمدة طويلة عندما اعترضت على خطة الدفاع عن الكويت... انفض الاجتماع... 

ثم يقول الفريق رعد:

انه في اليوم الثاني استدعاه رئيس الاركان (الفريق سيف) وكان خلاصة ما قاله: إن السيد المشرف قد أخبرني بأنه لم يفهم أي شيء مما طرحته أمس، وهو يشك في قواك الذهنية أو من أنك تعاني من مشاكل عائلية... فرفضت تلك الاهانة.... ونزلت مسرعا الى مكتب المشرف مصرا على مقابلته، وإن كان يوم عطلة، وبعد ساعة حضر الشهيد قصي.. وبعد أن استقبلني باحترام كعادته... بدأ الحديث عن نمطي في القيادة الذي يختلف عن النمط السائد عندنا في القوات المسلحة العراقية.. لكنني رجوته الكلام عن موضوعنا الذي تكلف مشكورا بترك عائلته اليوم ولقائه اياي لأجله... فنزعت رتبتي من على كتفي ووضعتها على الطاولة... ما أثارت هذه الحركة الشهيد قصي... فقال: مقامك محفوظ.... ارتدي رتبتك... فارتديتها بصعوبة بسبب حالتي العصبية... وكانت خلاصة ما طرحته عليه هو خطورة الموضوع الذي جرى الاختلاف عليه بالرأي وان مناقشة مثل هكذا مواضيع كبيرة يجب أن لاتحددها العواطف... وانا مستعد لقبول اعفائي من منصبي وسحب رتبتي لكن لااتنازل عن حقي كجندي أرى المخاطر تحيق ببلدي فأوافق على أي رأي يطرح بسبب المجاملة... فركزت على ضرورة بناء هذه الخطة وفق السياقات الاكاديمية الصحيحة.... وشرحت وجهة نظري بأنه من الخطأ الجسيم أن نقبل القتال في بغداد ونحددها كهدف رئيسي ضمن سلسلة أهداف لعدو قادر على أن يحيلها إلى ركام محروق، والصحيح أن يكون الدفاع بعيدا عنها وليس فيها....ويجب أن نجعل العراق كله أهدافا متساوية بحيث لايكون فيه مكان محدد للقيادة وأن نعتمد حربا مشابهة لحرب العصابات.... 

أصغى المشرف إلى جيدا وفهم مقاصدي التي طرحتها وخاصة في جوهر بناء الخطط بالتحليل الدقيق للتهديدات المعادية... ووعدني بإعادة المؤتمر مساء يوم السبت 21/12/2002 وترك الموضوع له بالكامل... وفعلا صدق وعده واجتمعنا بنفس اليوم، وبعد عرض دقيق للمشرف وضح للحضور ضرورة اعادة النظر بالخطة السابقة واعتماد السياق الصحيح... ثم التفت نحوي قائلا: هل لديك شيء توضحه؟ فأجبته بأن لقاءنا هذا سيكون مباركا عندما نعود من الخطأ إلى الصواب وأن مسؤوليتنا تجاه الوطن والشعب أكبر مما تأخذنا اليه العزة بالخطأ او بالنفس... راجيا رئيس الاركان أن لايأخذ هذا الموضوع بشكل شخصي... ورجوت أن يتشكل فريق من المخططين للدفاع عن العراق وفق السياقات الصحيحة... ورجوت المشرف مطالبة القيادة السياسية بوثيقة تسمى توجيه الخطط.... وانفض الاجتماع... 

إزدادت حساسية الفريق سيف الدين تجاه الفريق رعد – كما يقول – ورغم انه حاد الذكاء ولديه خبرة كبيرة وقابلية بدنية، إلا ان نقطه ضعفه الانانية المفرطة والحساسية الشديدة وطموحه الذي لاحدود له حيث انه كان يأمل أن يكون وزيرا للدفاع قبل وقوع الحرب!!!! 

لكن...

للانصاف... وكقراء محايدين بين القائدين العراقيين... رعد وسيف الدين... ماذا يقول الفريق سيف الدين عن خطة الدفاع عن بغداد؟؟؟ 

يتبع.....

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

                                             الاثنين  /  14  ربيع الثاني 1429 هـ   ***   الموافق  21 /  نيســـــــان / 2008 م