الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

عرض كتاب
قبل أن يغادرنا التاريخ
للفريق الركن رعد مجيد الحمداني
قائد فيلق الحرس الجمهوري العراقي الثاني (الفتح المبين)
( الأخيرة )

 

 

شبكة المنصور

د. صباح محمد سعيد الراوي / كييف – أوكرانيا

 

وصلنا الى الصفحة 340 من الكتاب.... وفيها:

ان قوات فيلق الفتح المبين قاتلت بشرف... قامت طائرات الشينوك بسلسلة من الانزالات الجوية خلف خطوط القوات العراقية على محور دجلة...

الانهيار...

شكل تدنيس القوات الامريكية لبغداد ليلة 4-6 نيسان صدمة للجميع، عسكريين وسياسيين....استطاع الشهيد صدام حسين مع بعض الابطال من حمايته الشخصية تدمير دبابتين امريكيتين من القوة المتقدمة بحماية مروحيات أباتشي من طريق منطقة الدورة – مفرق الطريق السريع عند جامع ام الطبول – طريق المطار الدولي.... وكان يراقب الموقف أمام السياج الخارجي لجامع ام الطبول... معظم عناصر فيلق الله اكبر بدأوا بترك اسلحتهم ودباباتهم حسب رواية العميد الركن محمد سطم رئيس أركان فرقة النداء... التي كانت تدافع عن القسم الشرقي من بغداد... 

في السادس من نيسان كان هناك قوة تدافع عن المطار بقيادة العميد الركن البطل برزان عبد الغفور الناصري – ابن عم الشهيد – حيث كان يقود عناصر من الحرس الجمهوري الخاص، وفدائيي صدام ومن بعض اجهزة الحماية الخاصة... وقد استخدمت القوات الامريكية القنابل النارية الحارقة... وكان قد سبق ذلك تدنيس الامريكيين للجزء الغربي منه.. لكنهم انسحبوا تحت وطأة الخسائر الشديد... فقاموا باستخدام القنابل المحرمة النيترونية... وقد شوهد الشهيد رحمة الله عليه وهو بمعنويات عالية في عدة أماكن من بغداد... 

في الصفحة 342 يقول الفريق رعد: انه ليلة السادس على السابع من نيسان قال الشهيد صدام للفريق سيف الدين ما يلي بعد أن اعفاه من رئاسة أركان الحرس الجمهوري: لقد سلبت ارادة الحرس الجمهوري على القتال، لقد كنت فيك مخطئا خطئا كثيرا، ولم تكن تقديراتك صحيحة لكل المواقف... وأوكلت قيادة الحرس الجمهوري إلى وزير الدفاع (سلطان هاشم)، ورئيس أركان الجيش (ابراهيم عبد الستار)... ...اللذين طالما تآمر عليهما هذا الرجل من خلال شخصيته المريضة.... لكن الفريق سيف لم يترك ميدان المعركة وأبدى شجاعة كبيرة وكأنه يريد الموت، ولم يبق معه إلا ولده يحمل سلاحا لحمايته وكذلك قائد فيلق الله أكبر الذي كان مجبرا على مرافقته..... ((سنقرأ لاحقا ماذا يقول الفريق سيف في شهادته)).... 

في 7/4 تمكنت القوات الامريكية من التوغل في بغداد من جنوبها الشرقي ومن شرقها، النهروان – بعقوبة – الرستمية، ومن غربها: الرضوانية – المطار الدولي – القصر الرئاسي، الجزء الغربي منه، ومن جنوبها الغربي الدورة – الطريق السريع – مدخل الكرادة من جهة الجسر ذي الطبقتين.... وكانت الهندسة في فرقة النداء وهندسة مقر الحرس الجمهوري  قد نسفت جسر نهر ديالى وجسر المثنى على نهر دجلة شمال بغداد..... وفي اجتماع للشهيد صدام مع بعض عناصر المقر العام للجيش والحرس الجمهوري ظهر برباطة جأش وردد أكثر من مرة إنه يرى النصر قريبا جدا.... 

في 8/4 اصدر (البطل المجيد) علي حسين المجيد الذي وصل سالما من البصرة بسيارة اسعاف أمرا لتجميع ضباط المقر العام من رتبة فريق إلى ملازم في نادي الضباط بمنطقة الكسرة لتوزيع الاحزمة الناسفة عليهم لتدمير الدروع المعادية بأجسادهم... ولا أعرف ما درجة تنفيذ هذا الأمر الغريب (( وأين وجه الغرابة في هذا يا سيدي الفريق رعد... أليست العمليات الاستشهادية البطولية أولى في هذه الحالة... ألا تعتبر هذه شجاعة وبطولة من أبوحسن المجيد..)).... وفي نفس هذا اليوم دنس الامريكان بدباباتهم بغداد ومركزها الغربي وسيطروا على جسورها.... وواجهوا مقاومة شديدة متفرقة... كان قوامها المتطوعين العرب الذين قدموا إلى بغداد قبل العدوان... وكانت نسبة السوريين بينهم كبيرة... 

يوم 9/4 حصل ما حصل حين دنست قوات الفرقة الثالثة الامريكية جميع انحاء بغداد وقامت بتدنيس تمثال الشهيد صدام بذلك المشهد المعد صهيونيا والمخرج امريكيا، وكان حولهم بعض الغوغاء والسفلة من طراطير وخنازير الاحزاب المتعاونة مع المحتل وخونة الاكراد وخنازير الجلبي..... 

وفي هذا اليوم بالذات شوهد الشهيد صدام حسين في الاعظمية مع نجله قصي ووزير الدفاع سلطان هاشم وكانت الجماهير العراقية تحييه بإخلاص ووفاء... 

ثم غادر البطل علي حسن المجيد مع رئيس أركان الجيش ابراهيم عبد الستار معهم مجموعة من الفدائيين والمتطوعين العرب حيث خاضوا معركة عند جسر الطارمية على نهر دجلة شمال شرق بغداد، وارتقى منهم احدى عشر شهيدا.... 

وحدث المشهد الهمجي الذي رأيناه جميعا من سرقة وقتل وسلب ونهب وغوغائية مجوسية كسروية خمينية كان معد لها بعناية فائقة بالتعاون مع الصهاينة والامريكان وسفلة وشواذ ال الانبطاح الخونة....

ص 345 يقول الفريق رعد: 

عندما ايقنت بانتهاء كل شيء مررت على قريبي المهندس عبد الله الحمداني لوداعه وعائلته ولأشكره على ما قدمه لي من عون ... سرحت نائب الضابط ابراهيم وعناصر الحماية واستأذنته لاصطحاب ابنه ليث معي ليدلني على بيت شيخ عشيرة الحمدانيين (أبوياسين) للاستعانة بحفيده بلال كدليل معي لإيصالي إلى مقري في قضاء المدائن لأجمع ضباط المقر لمواجهة مصيرنا بعد الذي حصل ... وحين وصلنا الى الضفة المقابلة للمقر كان هناك بضع عجلات امريكية سمحت للفوضويين والغوغاء واللصوص والخمينيين المجوس بنهب ما فيه...  

ثم لجأت إلى إحدى المزارع للبحث عن عائلتي من خلال بعض الاعوان، فعلمت بلجوئهم إلى أقربائنا في ديالى .. وأنهم بخير إلا أن ابني البكر الملازم المهندس أحمد فقد فقد في الايام الاخيرة للعدوان... وبعد حملة بحث وجد جريحا عندما اصيب بثلاث طلقات من رشاش دبابة امريكية... اسعفوه الامريكيين مع بعض الجرحى وتمكن أحد جنودنا ويدعى عمر من ايصاله الى اقرب مركز صحي.... وبعد معاناة طويلة تمكنت العائلة من الاجتماع في بيتنا غرب بغداد.... 

وبعد حوالي الشهر تمكنت بوساطة أحد الاصدقاء من تسليم نفسي لإحدى الدوائر العسكرية الامريكية بعد فترة من التخفي بملابس القرويين....  

آه على بلدنا وآه على شعبنا... تبا للأحقاد الغبية التي ستوصلنا إلى التمزق الشنيع لشعب من أرقى وأطيب الشعوب... 

ربنا لا تؤاخذنا إلى نسينا أو أخطأنا،  ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا... 

الفريق رعد مجيد الحمداني

بغداد 2004

((انتهى))

 

إذن.... انتهى الكتاب بتلك الآيات الكريمة... 

وهكذا تعرفنا أكثر على بطولات جيش عربي عظيم مغوار شجاع... جيش البطولة، وجيش المهمات الصعبة، والجيش المغور، جيش أسد بابل... الجيش المقدام الذي كان يقوده صدام... والذي يخوض الآن أشرف المعارك ويسطر الملاحم البطولية العظيمة بوجه أعتى قوة عسكرية... قوة تملك الطائرات المسيرة تكنولوجيا وحاملات الطائرات والاسلحة الحديثة المدمرة... والصواريخ الموجهة بالليزر من المبردة صيفا والمدفأة شتاءا.. ومع كل هذا التطور التفني الهائل تقف بوجهها وتصدها وتكسر شوكتها مقاومة ايمانية جهادية بسيطة بأسلحة معروفة... لكن بإيمان وعزم لايلين وبتصميم لا يفتر... فهذا هو الفرق بيننا وبينهم.... أبطالنا يحبون الموت لأجل الحياة في الآخرة... وهم يعشقون الحياة ويخافون من الموت.... 

آثرت أن يكون التعليق على هذا الكتاب وعلى بعض ما ورد فيه بحلقة خاصة، كما آثرت أن تكون شهادة الفريق سيف الدين الراوي التي ادلى بها عبر قناة الجزيرة للآخ عبد العظيم محمد في حلقة خاصة أيضا....

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

                                             الثلاثاء  /  23  ربيع الثاني 1429 هـ   ***   الموافق  29 /  نيســـــــان / 2008 م