الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

ولادة ثلاثة أساطير عربية في شهر واحد

 

 

شبكة المنصور

د. صباح محمد سعيد الراوي / كييف – أوكرانيا

 

نعم، هي ثلاثة أساطير مولودة في شهر العطاء هذا.. ففي يومه الثامن والعشرين من عام 1937 ولد نسل من سلالة بيت النبوة الطاهر، بيت يجمع بين الال الأطهار، بين والأصحاب الأبرار، بيت الجهاد والايمان، فكان واحدا من ذلك النسل المجيد هو صدام حسين المجيد...  

وفي السابع من نفس الشهر وبعد أقل من عشر سنوات من ذلك التاريخ ولد حزب عربي كبير... حزب ضم تحت رايته أبناء العروبة قاطبة... حزب جمع بين غسان وعدنان... وبين عمر وعلي... حزب انضم اليه بعد معرفة مبادئه... سيروان في الشمال العراقي، وكاظم في الجنوب الحبيب... حزب عربي وحدوي اتخذ من شعار أمة عربية واحدة رسالة ومبدأ له... سار عليه عشرات السنين....  

ومن محاسن الصدف أن هذا الرجل الذي ولد في الثامن والعشرين من نيسان تعرف فيما بعد على هذا الحزب وانضم اليه.... لأنه آمن أن العرب أمة واحدة من المحيط إلى الخليج وليسوا أمما... وأنهم شعب عربي واحد وليس شعوبا عربية كما يقولون هذه الأيام... وأن العالم العربي اسمه الوطن العربي وليس المنطقة العربية أو الشرق الأوسط.... فاجتمع ابن الثامن والعشرين من نيسان مع مولود السابع من نيسان وأصبح فيما بعد ليس عضوا في الحزب وحسب، بل أمينا عاما له... 

وفي هذا الشهر أيضا.... دنست أروع بلاد الدنيا من قبل محتل صهيوصفوي مغولي غاشم، عاث فيها فسادا ونهبا وسرقة وتدميرا... لأنه همجي منحط لا يعرف حضارة ولا علم ولا أدب ولا فن... ففعل مثلما فعل اخوانه المغول حين دمروها في عام 1258 وسار على نهجهم في التدمير والقتل والتشريد والسلب والنهب وحرق الأخضر واليابس... 

لكن في اليوم الثاني من هذا التدنيس اندلعت أشرف وأطهر وأسمى وأنبل مقاومة عربية بطولية عرفها العرب في عصرهم الحديث... مقاومة ليست مدعومة إلا من شعبها.. مقاومة اعتمدت على نفسها وعلى اشرافها وأبطالها... اندلعت المقاومة التي مرغت انف الامريكان وطراطيرهم وكبدتهم الخسائر المروعة وعلمت العالم بأسره أن إرادة الشعوب الحرة لا تقهر... 

كانت ولادة الشهيد صدام حسين ونهاية حياته اسطورية بالفعل... انتهى نهاية سعيدة يتمناها كل عربي... ختم حياته وقدمها فداء للوطن الذي أحبه وعشق ترابه... ختم حياته مبتسما مرددا الشهادة واثقا بنصر الله... ختمها مستهزءا بجلاديه ساخرا منهم... خافوا منه ولم يخف منهم... فغطوا وجوهههم حتى باتت كقطع الليل المظلم... أما وجهه فقد كان منيرا وضاءا كالقمر في ليلة البدر... فارتقى سلم الشهادة نحسبه شهيدا سعيدا في مقعد صدق عند مليك مقتدر... 

أما حزبه... فقد استمر من بعده يقارع المحتل ويقود المقاومة الاسطورية العظيمة... فقدم مائة وعشرون الفا من الشهداء...... فمسيرة هذا الحزب لاتتوقف عند شهادة أفراده... وانما تستمر المسيرة بتقديم الشهداء واحدا تلو الآخر... وبذلك أثبت انه حزب عربي اسطوري سيبقى رغم انف الحاقدين والموتورين الذين حالوا محاربته... لكنهم وجدوا أنفسهم كالخنازير التي تحاول نطح الجبال... فكسرت رؤوسها وبقيت الجبال شامخة... 

ثلاثة أساطير عربية ولدت في شهر واحد أكملت بعضها البعض... واحدة منها رحلت إلى الجنان إن شاء الله... والباقي موجود إلى أن يقضي الله أمرا مفعولا... 

سيدي الشهيد أبا الشهداء... 

صحيح رحل جسدك الطاهر عنا... لكنك باق في قلوبنا... 

رحل صوتك الهادر عنا.. لكنه في أذهاننا... كلماتك باقية في ألسنتنا... وكلما ردد أحدنا كلمة الله أكبر.. تراه تلقائيا قال وعاش العراق... وعاشت أمتنا العربية المجيدة.... 

لم ولن ننساك يا صدام... فلا زلت في بالنا ذاك القائد العربي العراقي الاصيل... بل كلما ذكر العراق سيذكر اسم صدام مقترنا معه... وكلما قلنا اللهم احفظ العراق وانصر العراق سنقول بعدها وارحم صدام.... بدلا مما كنا نقول اللهم احفظ العراق وصدام... 

سيبقى صدام حسين ظاهرة اسطورية فريدة من نوعها تتحدث عنها الأجيال القادمة مثلما نتحدث نحن حاليا عن أبطالنا السابقين ونتغنى ونفتخر ببطولاتهم.... 

سيبقى اسم صدام مصاحبا للشرف والنخوة والمروءة والشهامة والبطولة والشجاعة.... ستبقى نهاية صدام السعيدة وابتسامته التي أغاظ بها الاعداء مضرب مثل في الشجاعة... وستبقى الناس تردد مقولة: رجل ولا كالرجال.... 

ونحن نتذكرك يا صدام في يوم ميلادك الميمون... إن شاء الله تكون أنت واخوانك الشهداء في مقعد صدق عند مليك مقتدر... 

نم قرير العين يا سيدي الشهيد... فرجالك أبطال المقاومة العراقية العظيمة يقومون بمهمتهم على أكمل وجه... رجال العراق يذيقون العدو البأس الشديد... رجال العراق كسروا شوكة أمريكا والفرس... صناديد الجيش العراقي العظيم باقون على العهد...  

والمقولة الخالدة التي أطلقتها تتحقق بفضل الله... 

بغداد مصصمة على جعل مغول العصر ينتحرون على أبوابها... 

والله أكبر وعاش العراق.. وعاشت أمتنا العربية المجيدة... وعاشت فلسطين حرة أبية من النهر إلى البحر...

الله أكبر وليخسأ الخاسئون...

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

                                             الثلاثاء  /  23  ربيع الثاني 1429 هـ   ***   الموافق  29 /  نيســـــــان / 2008 م