الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

عرض كتاب
قبل أن يغادرنا التاريخ
للفريق الركن رعد مجيد الحمداني
قائد فيلق الحرس الجمهوري العراقي الثاني (الفتح المبين)
(14)

 

 

شبكة المنصور

 د.  صباح محمد سعيد الراوي/كييف – أوكرانيا

 

إذن بعد أن تم تخصيص الحلقة الماضية لإدراج الشهادات الاربع الامينة الموثقة عما حصل في جنوب العراق العظيم عام 1991 على أيدي السفلة المجوس الغوغاء الكفرة..... نتابع البحث... ولكن كما قلت في حلقة سابقة، إن إدراج ما نشر في كتاب الفريق رعد لايعني أننا نوافق على كل ما كتبه – مع الاحترام الشديد له – وهي ليست مصادرة لحرية أي شخص في التعبير عما يريد، لكن هناك خطوط – أعتقد – يجب الوقوف عندها وعدم تجاوزها... وعلى كل حال سنتحدث في هذا لاحقا...

يتابع الفريق رعد الحديث فيقول: ((ص 244))...

التأمت جروحي في 16 نيسان 1991... وكان قائد فرقتنا قد تعين بمنصب قائد الفيلق الثاني لما ابلاه من قدره وكفاءة في الحرب، كما ترقى قائد الحرس الجمهوري ((أياد الراوي)) إلى رتبة فريق ركن، وصار بمنصب رئيس أركان الجيش لكفاءته أيضا في الحرب، وصار اللواء الركن ابراهيم عبد الستار التكريتي قائد الفيلق الثاني قائدا للحرس الجمهوري...

إن خير من وصف مأزق الاستراتيجية العسكرية العراقية في "حرب الخليج الثانية" هو رئيس أركان الجيش العراقي الفريق الركن حسين رشيد التكريتي ((فك الله أسره مع اخوانه)) ... حين سأله صديقه حازم عبد القهار عن وصفه لما حدث... فأجاب: كأننا وسط دوامة بحرية هائلة أخذتنا عميقا حتى لامست أقدامنا قاع البحر... إلا أن حسن الحظ أدركنا أخيرا حين وجدنا أنفسنا نصف غرقى... متشبثين بقطع خشبية طافية...

إلا أنه يمكن إجمال عناصر ذلك المأزق بما يلي:

- القيادة العراقية حددت أهدافا كبيرة جدا فاقت قدرة القوات المسلحة العراقية...
- مركزية القائد السياسي امتدت الى آلية صنع القرار العسكري الاستراتيجي كونه قائدا عاما للقوات المسلحة، بينما لم يكن يمتلك الثقافة العسكرية الكافية بهذا المستوى!!!! وغالبا ما افصح أمام القادة عن مسلك العمل؟؟!! ما صعب على هؤلاء البحث عن البدائل الأنسب لأسباب انسانية محضة كالخوف من سطوة القائد السياسي أو سعيا لإرضائه!!!! وما يتبع ذلك من فوائد شخصية محتملة!!!! وكان القليلون منهم يجازفون بحكم الضرورات الوطنية!!!

- قصور عام في التثقيف العالي للمستويات المسؤولة عن التخطيط الاستراتيجي أدى الى قبول المجازفة بأدنى التحفظات وفهم خاطيء لعقلية الخصم..

- القرار السياسي العراقي حرم نفسه من الفسحة الضرورية للمناورة على المستوى الاستراتيجي...

- الاتصال بالقائد العام شابته الكثير من الصعوبات والمعوقات المعنوية والمادية التي حالت دون استيفاء العديد من المعضلات للمناقشة الضرورية... ما أدى إلى إصدار قرارات ذات نهايات سائبة... ناهيك عن بعض الملاحظات الشخصية للقائد العام حول بعض القضايا تمتاز بالكثير من القدسية غير المبررة وفقا لطبائع سلوك المحيطين به يصعب على المخططين الفكاك منها!!!؟؟؟؟

- الفجوة الواسعة بالإمكانيات ما بين الطرف العراقي والطرف المقابل....

- افتقار الجانب العراقي الى منظومة القيادة والسيطرة الحديثة جعل من موضوع تعديل الخطط شبه متعذرا...

- التقييم السياسي العام كان يذهب الى عدم قبول امريكا للحرب المباشرة على ضوء تجربتها في فييتنام وان ما يحصل لن يعدو كونه عمليات حشد عسكرية....

هذا الكلام (ملخص طبعا وليس كله) ورد من ص 244 الى 246 ... وخرائط المعارك في الصفحتين 247 – 248..

الصفحة 249 عنوانها
ما بين حربي 1991 وعام 2003

يقول الفريق رعد:

كان قدر هذا الشعب أن يحكم منذ عام 1958 بأقل قدر من الحكمة، بسياسات ضيقة الافق، وخاصة في المرحلة الأخيرة وفق بيئة سياسية معقدة في تداخل هائل من المصالح الذاتية والاقليمية والدولية!!!!! لعبت السياسات الدولية والاقليمية الدور الرئيسي في استراتيجية بعيدة المدى لإضعاف العراق بسلسلة طويلة من الازمات والحروب للوصل الى هدف تقسيمه، مع مشروع لتغيير الجغرافية السياسية لمنطقة الشرق الاوسط، بما يخدم مشروع الشرق الاوسط الكبير... استمر مشروع إضعاف العراق عبر إحكام الحصار الاقتصادي عليه بالرغم من انتهاء "حرب الخليج الثانية" وإخراج الجيش العراقي بالقوة من الكويت بعد احتلال دام أكثر من ستة أشهر!!! وفرضت على العراق مناطق حظر طيران جوي وصار الشمال شبه خارج عن سلطة الدولة...كذلك تعرض البلد الى أكثر من غارة جوية عدوانية وبشكل مستمر ضربت أهدافا متنوعة عسكرية وأمنية...

ايضا تخلل تلك الفترة فشل عدة مؤامرات سياسية ضد النظام السياسي العراقي، منها ما استهدف حياة الشهيد صدام، كالمحاولة الفاشلة لضباط من عشيرة الجبور قاموا بها في الذكرى الأولى لتحرير الفاو عام 1989، ثم تلتها مؤامرة بعض الضباط من المتقاعدين لقلب نظام الحكم منهم: مشتاق طالب، راجي التكريتي، سالم البصو، مظهر أبوجيشي، محمد بلال، وعبد الكريم الحمداني.. ثم تلا ذلك مؤامرة الطيار محمد مظلوم الدليمي... وهؤلاء كلهم من العرب السنة!!!! (( ص 250))....

الغريب أن الفريق رعد يقول عن القائد السياسي والقائد العام للقوات المسلحة (الذي هو الشهيد صدام طبعا) انه لم يكن يمتلك الثقافة العسكرية الكافية!! طيب.... بالمناسبة أن الشهيد رحمة الله عليه قال لخافيير بيريز دي كويلار الامين العام السابق للامم المتحدة حين زار بغداد قبل وقوع العدوان الثلاثيني المجرم... قال له الشهيد بكل صراحة انه وحسب التصنيفات فإنني لا أعتبر عسكريا بل من صنف المحامين لانني لم ادرس العلوم العسكرية ولا ليوم واحد!!!! لكننا بهذه الحالة لايمكن ان نقول عن قائد البلاد انه لا يملك الثقافة العسكرية ((وخاصة اذا كان من رجلا من صنف صدام))... ممكن ان نقول انه ليس عسكريا بالاصل... أما انه لايملك ثقافة عسكرية!!! كان من الافضل لو لم يقلها الفريق.... او.... لو لم ينسخها من كتاب آخر!!!

ثم إن الغريب أن يخاف القادة العسكريين من سطوة الرئيس!!! و... ناهيك عن بعض الملاحظات الشخصية للقائد العام حول بعض القضايا تمتاز بالكثير من القدسية غير المبررة... مثل ماذا مثلا ؟؟ يا حبذا لو كان الفريق رعد قد أورد الأمثلة.. بدلا من صف الحروف والكلمات هكذا ؟!!!

انا لست بوضع من ينتقد الفريق رعد أو يحاسبه على كلامه ولست أنا ابدا من يقول لم قلت هذا ولم لم تقل ذاك.... لكن....

لا أدري لم استخدام هذه الكلمة بحق الضباط الذين ورت أسماؤهم ((العرب السنة))... هذه كما يقال غلطة من الفريق رعد... والمثل يقول غلطة الشاطر بألف!!! هذه الجملة كان يكررها المدعو العقور الزنيم زعيم جماعة الحشاشين والقوادين وأبناء المتعة، المسماة الإئتلاف الصفوي الصهيوني الشيطاني... وكان أيضا يكررها كل السفلة المنضوين تحت مجلسه المسمى المجلس الاحقر للايدز والسرقة واللصوصية والنهب...

تاريخ الكتاب يقول انه صادر بعد تدنيس العراق واحتلاله... والفريق رعد يعلم قبل غيره متى ظهرت هذه المسميات البغيضة التي تفرق بين أبناء الوطن الواحد، وهو عسكري محترف كان منتميا لأعظم وأشرف وأنزه وأقوى جيش عربي... الجيش الذي انضوى جميع أبناء الوطن تحت رايته... فلم تكرار مسميات ما ظهرت إلا بعد الاحتلال وما اخترعها إلا المحتل وأذنابه السفلة الحقراء... أمثال العقور الزنيم وغيره من عناصر الزمر المجوسية الكافرة المتسلطة على الشعب العراقي ؟؟

في أي كتاب يصدر أو مقال او قصة أو رواية يوجد بعض الجمل والعبارات والمسميات يقال عنها إنها تحسب على الكاتب وليس على الكتاب.... فيقولون هذه تحسب عليه... يعني توجه ملامة لادراجها او استخدامها... ولا أعتقد أنه كان من الحكمة إدراج ذلك المسمى وترديد عبارات المحتل وأذنابه....

الغريب في أمر هذه التسمية أنه حين كانت القنوات المستعربة ((الحقيرة)) تجري لقاءات مع العقور الزنيم او ابنه بالتمعة غلام خراسان، وكان أحدهما يكرر هذه الجملة ((اخواننا العرب السنة)) فإنه ولا واحد من الكلاب المذيعين تجرأ وسأله: ماذا تقصد بكلمة اخوانك العرب السنة؟؟ هل انت لست من العرب مثلا؟؟؟ لكن لماذا لم يتجرأ أولئك الجبناء على سؤال العقور الزنيم ذلك السؤال؟؟ لأن التسمية أصلا اختراع أمريكي صفوي صهيوني، ولايجوز المساس بالمسميات والتصنيفات الامريكية!!!! بينما حين تجري تلك المحطات لقاءا مع أحد الوطنيين الاشراف ((كحال اللقاء الذي أجرته الجزيرة مع اللواء البطل خالد الهاشمي)) فإن المذيع الحقير العميل لم يعدم وسيلة في مقاطعة اللواء وتغيير الموضوع وتحويره!!! واستخدام كلمات من قاموس المحتل الصهيوصفوي مغولي....ناهيك عن الغمز واللمز من طرف العراق وجيشه المقدام....

فالحقيقة... العتب كل العتب... على الفريق رعد في أن ينساق وراء قاموس المحتل ويقحم في كتابه جمل وعبارات ما كان يجب ادراجها واستخدامها... نقول له أنت أكبر من أن تستخدم جمل وعبارات أناس أصغر منك بكثير....وأرجو من حضرتك، وحضرات القراء الكرام أن يعيدوا قراءة هذا المقال الذي هو في قمة الروعة، كتبه الدكتور مصطفى الصباغ، عضو الهيئة الوطنية اللبنانية لدعم العراق والمقاومة العراقية... تحية محبة للجيش العراقي العظيم وللواء البطل خالد الهاشمي.. اقرأوا هذه الكلمات التي تفيض حبا بالعراق وجيش العراق وقائد العراق... هل تعرف من هذا الجيش يافريق رعد من هو السني ومن هو الشيعي ومن هو النصراني أو الصابئي أو الكردي أو غيرهم؟؟؟... نشرته البصرة يوم 11/4/2008

أنما الشعوب برجالها

الى اللواء خالد غازي الهاشمي قائد الفرقة 51 الفيلق الثالث في الجيش الوطني العراقي أثناء العدوان على العراق عام 2003 نيسان.... لقد شرفت نسبك ووطنك وشعبك، ومن خلالك الى كل بطل في الجيش العراقي أنحني وأهدي حبي وأحترامي....

ليس من العدل لي ولملايين من أبناء الامة العربية الشرفاء الذين عايشوا أو سمعوا أو قرأوا عن الجيش العراقي العظيم صانع البطولات والماثر العظام... جيش التاريخ الوضاء الملىء بالانجازات التاريخية والمتنزه عن فعل الجبن والخيانة أن ننتظر اللقاء الذي أجرته قناة الجزيرة الفضائية مع اللواء خالد الهاشمي لكي يراجعوا حساباتهم ويتأكدوا من أن جيش العراق ذلك العملاق المعانق لعنان السماء فعلا وقولا ويتأكدوا أن هذه المؤسسة لم تنزلق الى محيطات وقواميس النعوت السلبية اللاخلاقية التي حاول المرجفون الصاقها به والتطاول على عظمته وتاريخه وأمجاده.

أن الجيش العراقي ومنذ تأسيسه كان جيشا وطنيا وقوميا... عقائديا يؤمن برسالة أمته العربية العظيمة التي تستوحي بياض صفحاتها من تاريخنا العربي- الاسلامي... هذا الجيش الذي كان الواحة الجامعة لابناء العراق دون تمييز لدين ومذهب بل وكان حضنا للكثيرمن أبناء الامة العربية الذين أنضووا تحت جناحيه وخدموا مسيرة الامة من خلال أنتمائهم لهذا الصرح العظيم....

إن تاريخ هذا الجيش العظيم لهو شاهد على نقاء أنتماءته حيث أن وطنية هذا الجيش تجلت بأمتياز بأسقاط النظام الملكي الذي أقامه الانكليز أرضاء لفيصل بن الحسين.. وكذلك في إسقاط دكتاتورية عبد الكريم قاسم حين تمرغ بأحضان الشعوبية وأضطهد التوجه القومي فيه ومارس ديكتاتوريته... كيف يمكن لجيش كهذا أن يقبل الظلم والحكم الدكتاتوري أن يكون وفيا لقائد عظيم بحجم الشهيد القائد صدام حسين رحمه الله أذا كان دكتاتورا كما حاول الاذلاء أن يتهموه به....

إن الوجه القومي المشرق للجيش العراقي تتجلى في كل محطات التاريخ وأن تراب فلسطين الحبيبة عام 1948 ليشهد لهذا الجيش في مواجهة العصابات الصهيونية، ومقبرة شهداء الجيش العراقي في جنين لهي خير شاهد على الوجه القومي لهذا الجيش..... كما أن عام 1973 ليشهد لهذا الجيش العظم الذي سارت قطعاته على السرف لتصل الى أرض الجولان السوري وتحمي دمشق عاصمة الامويين من السقوط وتكيل الضربات الموجعة للجيش الصهيوني المتباهي بقوته وقدراته.... وتلك مصر التي صال وجال الطيارون العراقيون وأخوانهم المصريون في سمائها لتحمي الاجواء المصرية من العدوان الصهيوني ولقنت العدو معنى الفروسية الجوية وكما جسدها الشاعر الشعبي العراقي فلاح عسكر رحمه الله في قصيدته "مصر هي اللي تشهد لنا دمنا فوق الكاع صار لهم علامه...... وسوريا اللي تشهد اللنا يا سيماهم سينما لكل الاطفال يلا بطايق شافت أبطال الكرامة،، عيني يا جيش العراق".....

وكيف يمكن لنا أن ننسى صولات وجولات أبناء العراق في الجيش وكل المتفرعات العسكرية التي قاتلت العدو الفارسي وأسقطت الرهانات المذهبية لنظام الملالي، وكيف قاتل أبناء العراق على قلب رجل واحد وساعد واحد وكيف كنا نسمع أهازيج الابطال حين يرددون صونا لشرف الماجدات العراقيات "أحنا مشيينا مشيينا للحرب.. عاشق يدافع من أجل محبوبته وأحنا مشيينا للحرب وهذا العراقي العراقي من يحب يفنى ولا عايل يمس محبوبته وأحنا مشينا للحرب"

أن هذا الجيش العظيم بقدر ما كان جيشا مهنيا كان جيشا وطنيا بأمتياز ولذا فان القيادة السياسية لثورة 17 - 30 تموز المجيدة كانت دائما لا تخفي أفتخارها وأعتزازها بهذه المؤسسة ومنتسبيها، ولم يكن يساورها أي خوف من أي فعل عدائي قد يساور البعض أن يقوم به من تأمر أو خيانة لان الثقة كانت بالجندي العراقي قبل المدفع والدبابة والطائرة كانت الثقة بالانسان المؤمن بربه ووطنه رغم كل المغريات..... واذا كانت ميزة الانتماء الى الجيش العراقي ميزة للانتماء للوطن وحبه فأن ميزة الادب والاحترام صفة متلازمة مع روحية التضحية والشرف والعطاء... صفة الاحترام والتقدير للقادة الذين لا يمكن أن يذكروا الا بمساحات عطاءتهم وتضحياتهم للامة والوطن وأنت أيها القائد الهاشمي حينما سؤلت عن أي لقاء بالقائد الشهيد صدام حسين أبيت الا أن تنعته بالرئيس الشهيد رغم محاولات الكثيرين تشويه الحقائق عن ذلك العملاق الذي لم يبخل حتى بروحه فداء للعراق وفلسطين والامة العربية... لقد أصبت أيها القائد كبد الحقيقة التي لا يعلى عليها والصدق في الكلمة التي أنت مسوؤل عنها أمام التاريخ لكي لا تصبح كما في جوقة العملاء الاذلاء والمهرجين الخونة.

أيها العراقي البطل وانت تؤكد أن هناك من قام بالاتصال بك بداية الاحتلال للعراق وحكم غاردنر الاميركي من أولئك السفهاء حين عرضوا عليك أن تكون قائدا لجيش الردة البديل عن جيش العراق البطل وكان ردك بحجم عظمة أنتماءك... رد العظمة التي يستشعر بها أن تقول لهم بأن يبحثوا عن قرد ليقوم بذلك،،، لقد أبيت الا أن تظل ماردا كما الابطال يمتشق ما بين الارض والسماء لا أن تصبح قردا يرقص على نقر دفوف المحتلين كأولئك الذين جاءوا محتمين بعباءة المحتل وعلى ظهر دبابة عمياء ويرتدون ثوب الذل والذين ظنوا أن أرتداء لبنطال عسكري أميركي سيجعل منهم محررين...

خمس سنوات ورغم مرارة الحصار والتأمر والترويج للاشاعات الصفراء المغرضة حول مفاهيم الخيانة والفشل يظهر ضابط شجاع محارب... جرئ غير متكلف ينطق بالحق الذي ضاع بين متاهات الحقد والخيانة. تلك التي انتمى إليها.. أولئك الذين جاؤا يقفزون كالقرود على الدبابات الاميركية محتمين بعباءة المحتل راسمين ابتسامات الغدر والخيانة على وجوههم التي تلطخت والى الابد بلعنة الدين والوطن والتاريخ....

الجيش الوطني العراقي لم يكن يوما ملكا لصدام حسين رحمه الله وان كان هذا الجيش يعشقه ولم يكن ملكا للبعث.. الجيش العراقي كان جيش الامة العربية من المحيط الى الخليج.... وكان جيش البعث حين كان البعث هو المعبر عن طموحات الامة وأهدافها وكان جيش صدام حسين حين كان القائد صدام حسين يقدر قيمة هذا الصرح العظيم احتراما وتقديرا.. وتضحية وفداء.... لذا لم يبخل هذا الجيش العملاق عندما أستنهض أن يتقدم على مذبح الفداء ليقدم التضحيات....

وشتان ما بين هاشمي سار على طريق العزة... طريق الحق وأولئك الذين مزقوا لحمة الشعب ارضاء للمحتل وبعضهم يتبرقع بملابس رجال الدين والدين منهم، براء اولئك الذين يحلمون بتقطيع أوصال الوطن ارضاء للشيطانين الاكبر والاصغر... هل هؤلاء سيتكلفون بالاجابة والدفاع عن خيانتهم بدكتاتورية الشهيد البطل صدام حسين رحمه الله أم بالتباكي على الديمقراطية اليتيمة أو لانهم كانوا دائما عملاء للاجنبي الذي أغدق عليهم من نعم الخيانة وأسقاهم من ينابيع الغدر واللؤم وجعلهم يستحمون في دماء العراقيين الاوفياء لوطنهم...

هل سيقولون أنهم كانوا يتلهفون على تدمير وطنهم خدمة لكرسي في وزارة أو مقعد في برلمان أو للسرقات التي تراكضوا لاجلها وهم يعرفون أنهم سيطردون قريبا من العراق الى الجحور التي جاؤا منها وهم يجرون أذيال الهزيمة والفشل....

وإذا كانت محاولات مقدمي البرامج لا تبدو دائما حسنة النوايا وإنما تهدف الى الايقاع دائما بالضيوف... غير أنك أيها المخلص الوفي أبن المؤسسة الوطنية والقومية الذي لا يخاف في الحق لؤمة لائم الصريح في الكلمة والعبارة قد أجبت وأنت تسأل عن ما قيل في خيانة بعض ضباط الجيش العراقي... كانت أجابتك ساطعة كالشمس "بأنك قد قرأت ما يقارب 26 كتابا" تداولت العدوان على العراق وحيثياته ونتائجه وأن كل الاسماء للضباط العراقيين الذين أتهموا بالخيانة ما كانت الا أباطيل حيث ان الكثيرين منهم قد أستشهدوا في الحرب او في الاسر والآخرين لا زالوا في الاسر ينتظرون المحاكمة... واذا كانت أجابتك لا تدل فقط على كونك عسكريا محترفا وإنما كمثقف يطالع ويقرأ ويحلل، فأن هذه السمة هى سمة كل المننتسبين الى ذلك الصرح العظيم الجيش العراقي مراتب وقاده لان الثقافة كحالة إنسانية كانت جزء من تأهيل الجندي الذي يضع وطنه ملء عينيه ووسع قلبه...... (( ثم يأتينا سيادة الفريق رعد ليقول – مع الاسف الشديد - في الصفحة 58 من كتابه أن الجيش العراقي يعاني من محدودية المستوى الثقافي لمعظم كبار الضباط!!!! ))

أما وقد توهجت حينما أعدت تعريف الخيانة ومن يكون الخائن اولئك الذين تخلوا عن أوطانهم وهربوا من مسوؤلياتها في أرض المعركة او تعاونوا مع المعتدين او من أصدر الفتاوى بعدم مقاومة المعتدي نعم الخائن ليس اولئك الذين وهبوا حياتهم وأرواحهم لقضايا أمتهم وشعبهم ليبقى الوطن رافع الرأس منتصب القامة....

أما في حديثك عن المقاومة العراقية بكل أطيافها فقد كنت تجسد النموذج الباسل لابطال العراق حيث تكلمت بكل فخر وأعتزاز عن فعلها وانت لا تدعي شرف القتال إلى صفوفها لاسباب موجبة بالبعد الامني والحرص عليها.. كما أنك أبدعت حين أزلت الغموض الذي كان يكتنف سلاح الجيش العراقي حيث قلت أن ثلثه قد أصبح في يد المقاومة العراقية نصرها الله وحماها والثلث قد دمر والثلث الاخير تم بيعه من قبل الخونة تجار الخردة الذين لا هم لهم الا سرقة الوطن وبيع ممتلكاته..

هنيئا لك يا جيش العراق العظيم بكل منتسب لك مراتب وضباط.. هنيئا لك بأولئك الصادقين للوعد الذين يستشرقون بريق النصر القادم لا محالة للعراق وشعبه والامة العربية والهزيمة للعدو ودحره وللرؤية الصادقة بأن العراق لا بد أن يعود عراقا بكل أطيافه القومية والدينية وطنا واحدا يشد بعضه إلى بعض وبفسيفساء تضفي البهجة والحب لدماء الشهداء والالام الاسرى القابضين على الجمر ويلعن أولئك الذي ستأنف منهم حتى مزابل التاريخ ومواخير العار وستبقى يا عراق كبيرا بكل الشرفاء الاحرار المخلصين.

إذا كان الاعلام العربي قد تخاذل في نصرة العراق الذي لم يبخل على الامة بثرواته وأبنائه واذا كانت الفضائيات العربية قد تقاعست عن أن تكون مرأة للحق وتحاول بخجل وخوف أن تعطي فسحة ولو قليلة لرجال من طراز اللواء خالد الهاشمي وفسحة اكبر أمام الوطنيين العراقيين ورجال المقاومة العراقية البطلة ليعبروا عن الحقائق التي حاول الخونة والعملاء والمندسون أن يغسلوا بها العقول الطيبة وإطلاق الاراجيف المشوهة للحقائق ولتكفر عن بعض خطاياها...

وهل ستسمح قناة الجزيرة بالحديث لاولئك الابطال الذين كانوا شاهدين على الصفحات الرائعة التي سطرها العراقيون عامة والجيش العراقي خاصة في مواجهة العدوان الامريكي –الامبريالي – الصهيوني رغم الفجوة الكبيرة في العدد والعدة والامكانات....... كما لي ان أتساءل هل ستعطي قناة الجزيرة الفرصة لاحد أولئك الابطال الذين صنعوا أسطورة معركة المطار والخسائر التي تكبدتها القوات الاميركية مما أضطرها لكي تضرب بالقنابل النيترونية... وعذرا ان قلت أن الساكت عن الحق شيطان أخرس.... فمتى سنخالف الشيطان ونزواته وممارسة قمع الحقيقة والتاريخ... أن التاريخ لا بد ان ينتفض ولا بد للرجال العظام أن ينطقوا بالحق أولئك الذين رغم احتلال العراق يصنعون المجد كل يوم برصاص بنادقهم وعطر عبواتهم ورحيق أنفاسهم. أولئك صناع المجد الذي جذوره تضرب في أعماق الارض ورأسه في أعالي السماء.

يتابع الفريق رعد فيقول:

في 1/6/1991 التحقت بكلية الحرب لإكمال الدراسات العسكرية العليا... وكان المشرف على رسالتي في الكلية الفريق الركن المتقاعد طارق محمود شكري، وهو من خيرة كفاءات الجيش العراقي... وحين تخرجت في شهر نيسان 1992 بعث الشهيد قصي صدام بطلبي ليخبرني أن أجهز نفسي لمنصب قائد فرقة مدرعة في الحرس الجمهوري، ولحين صدور المرسوم طلب مني مساعدة عميد معهد التدريب النموذجي للحرس الجمهوري..... ثم صدر مرسوم جمهوري بتعييني قائد الفرقة المدرعة السادسة من الفيلق الثالث المنفتحة في قاطع البصرة بدلا من اللواء الركن نوفل اسماعيل التكريتي (المعروف بدماثة الخلق والشجاعة، وسبق أن عمل بمنصب معاون رئيس جهاز المخابرات وله سجل نظيف)... وبعد التحاقي بالمنصب المذكور تعرضت الفرقة لعدوان أمريكي وبريطاني أدى الى استشهاد آمر القاطع العميد الركن الطيار حازم مع 32 من الضباط وضباط الصف... بعدها اجريت تغييرا لأماكن انفتاح الفرقة مع سلسلة طويلة من الاجراءات الفنية... وبذل منتسبوها جهودا جبارة لإعادة القدرة القتالية لها... ووجدت من قائد الفيلق الثالث الفرق الركن صباح نوري علوان كل العون... وفي بداية عام 1992 حضر وزير الدفاع الجديد الفريق علي حسن المجيد ((الذي تحاكمه الحثالات الخمينية المجوسية الكسروية لأنه بطل من أبطال العراق العظيم)) مشروعا تدريبيا للفرقة حاز على إعجابه وإعجاب رئيس أركان الجيش الفريق إياد الراوي، ومعاونيه الفريقين سلطان هاشم ومحمد عبد القادر... وقد نفذت المناورة في شرق البصرة...

وحين أرسل الشهيد صدام فريقا من الخبراء لتقييم الفرقة من جميع النواحي الفنية والادارية والقتالية، كانت النتيجة مطابقة للنتائج السابقة (الخبراء هم الفرقاء شوكت أحمد عطا، صبيح عمران طرفة، يالجين عمر)... وفي أحد الايام وبينما أنا مع قائد الفرقة أخبرت بضرورة حضوري الى بغداد لمقابلة الرئيس... فقال لي قائد الفيلق: خسرناك يا عميد رعد... وعندها صدر مرسوم جمهوري بتعييني قائدا لفرقة المدينة المنورة المدرعة حرس جمهوري... وهكذا عدت إلى الحرس مرة ثانية في آذار 1993.. ولما خولوني باختيار القائد الذي سيحل محلي بالفرقة السادسة، وقع اختياري على العميد الركن محمد صالح العكيدي....

كان مقر فرقة المدينة المنورة والتشكيلات الساندة كالمدفعية وغيرها في معسكر التاجي شمال بغداد، واللواء الثاني المدرع في معسكر الحصوة، ولواء المشاة الآلي الرابع عشر في معسكر التاجي الذي حول الى معسكر المسيب جنوب غرب بغداد لعدم وجود فسحة كافية للتدريب في المعسكر الاول... وكانت من افضل الفرق تجهيزا وتسليحا، وهي مسؤولة عن أمن العاصمة بالتعاون مع قوات الحرس الخاص (حماية المواقع الرئاسية وجانب الكرخ) بقيادة العميد الركن كمال مصطفى ((الأسير البطل الذي تحاكمه حشرات وحثالات الصفويين الخمينيين الكسرويين))... وفي وقت مبكر من استلامي مسؤوليتي الجديدة أعددت دراسة معمة عن الدروس المستفادة من واقعة أم المعارك... فعرضتها على العميد الركن كمال مصطفى قائد الحرس الخاص، وهو من أقرباء الشهيد، ويمتاز بالمنطق السليم، فأشاد بها، إلا أنه نصحني بإجراء بعض التعديلات عليها وتخفيف بعض العبارات... ثم عرضتها على المشرف الشهيد قصي صدام حسين، فطلب مني إلقاء سلسلة محاضرات على دورات معهد التدريب النموذجي لقوات الحرس الجمهوري، وبمساعدة عميد المعهد العميد الركن حقي شفيق، وهو من الضباط العلميين في الجيش العراقي....

في منتصف ايلول عام 1994 دعي قادة فرق الحرس الجمهوري لعرض القدرة القتالية لفرقهم أمام المشرف على القوات الشهيد قصي صدام، وذلك في ظل احتمال استعادة أرض الكويت مرة ثانية... وكنت أنذاك أقدم القادة... فكنت أول من تكلم، فعرضت القدرة الحقيقية وفق جداول من الارقام والمعادلات الرياضية، واستخدمت الحاسوب لهذا الغرض، وبصراحة أكدت عدم جدوى مثل هكذا عمليات قتالية بسبب اختلال ميزان القوى... فالقوات الامريكية مرابطة في أرض الكويت وفي المنطقة، علاوة على التورط بموضوع لا زلنا نعاني من عواقبه، والله وحده يعلم ما سيحل بالعراق من كوارث إذا ما قمنا بالعمليات القتالية...

كنت ألاحظ حرج بعض القادة وتجهم البعض الآخر من عرضي، لكن المشرف كان في انتباه شديد لكل كلمة أقولها... وبعد يومين دعيت إلى مقابلة الشهيد صدام على عجل... كان ذلك في العاشرة والنصف ليلا... فدخلت على غرفة السكرتير عبد الحميد حمود أسأله عن سبب الاستدعاء، حيث كنت متوقعا أمرا جللا... لكنه أجابني بهدوء بأنه لا يعلم السبب... وطلب مني الدخول على مكتب الرئيس الخاص... فاجتزت قاعة الاستقبال إلى نهايتها... طرقت الباب... فأذن لي بالدخول... وفقا للسياق العسكري قدمت نفسي بصوت مرتفع... علمت أن سبب الاستدعاء متعلق بما عرضته قبل يومين أمام المشرف وقادة الحرس.... ثم وبهدوء واطمئنان وخلال أكثر من ساعة عرضت عليه كل ما اعتقدت أنه أخطاء ومعضلات ينبغي عرضها على رئيس البلاد والقائد العام للقوات المسلحة... كأجوبة على كل ما سألني... وفي نهاية اللقاء قال لي: ماذا تريد من صدام حسين؟؟ بعدما بان عليه الرضا مما عرضته عليه... فأجبته: الحمد لله لا أحتاج لأي شيء... وحين كرر السؤال.. خشيت من الفهم الخاطيء لإجابتي (فقد عرف عنه أن الذين يقابلونه لعرض حاجاتهم عليه يلبيها لهم على الأغلب بسخاء عظيم)... فقلت له ولازالت يدي بيده مصافحا: متى ما خرجت من الخدمة العسكرية، اسمح لي بأن أطرق بابك.... فرد علي بعبارة: الله محييك......

عدت إلى مقري فرحا، وكأنني قد تحررت من قيد ثقيل حين برأت ذمتي بقول الحقيقة دون خوف أو وجل أو نفاق.. وعلى الرغم من حق أي قائد عسكري أن يقابل الرئيس مرة كل ثلاثة أشهر ويطلب منه ما يطلب، إلا أنني والحمد لله لم أفعل ذلك طيلة مدة القيادة الطويلة التي عملت بها، ولم آخذ إلا ما كان استحقاقا رسميا...

في يوم 17/5/1996 وفي الساعة الثامنة مساء كان من المفترض أن يلتقي الشهيد صدام مع قادة الحرس الجمهوري في مقر القيادة العامة لمناقشة القدرة القتالية للحرس، إلا أن أمرا تطلب مغادرة الرئيس، فتم اللقاء مع المشرف الشهيد قصي وأمين السر العام الفريق الركن حسين رشيد التكريتي.... فك الله أسره مع اخوانه..... وباعتبار كنت أقدم القادة، كنت أول المتكلمين، فاشتكيت من التحديد الصارم على صرف الاعتدة الحية وخاصة عتاد مدافع الدبابات حيث عندي ثلاث دفعات من رماة الدروع والضباط الاحداث لم يمارسوا الرمي بالعتاد الحي... وهذا يحد من كفاءة الفرقة....

ثم يتابع الفريق رعد فيقول:

كان أهم حدث في عام 1995 هو خروج حسين كامل من العراق إلى الأردن... ففي منتصف هذا العام اتصل بي هاتفيا رئيس أركاني العميد الركن مظهر حسين، ورجا حضوري على خط هاتف القصر الجمهوري... وإذا بالشهيد قصي على الطرف الأخر يقول: الوالد يبلغك أن هذا... حسين كامل هرب إلى الاردن.. هل تعتقد أن له أعوانا في الحرس الجمهوري ؟؟ فطمأنته أن لا أعوان عندنا... فقال: الكل في حالة إنذار... الأوامر من السيد الرئيس أو مني....

كانت بعض الشبهات ((التي تبين أن لا أساس لها)) تحوم حول اللواء الركن كمال مصطفى، الذي صار قائدا لفيلق الله أكبر حرس جمهوري، وهو الفيلق الذي يتألف من ثلاث فرق أحداها فرقتي... وحين زارنا الشهيد قصي صدام في مقري بمعسكر التاجي سربت خبر تلك الزيارة إلى قائد الفيلق اللواء كمال، وكان مقره في تكريت... وحين وصلنا بعد حوالي ساعة... أكد للشهيد قصي أن لاعلاقة له على الاطلاق بخروج حسين كامل...

في نهاية شهر آب استجار ((الخائن بن الخائن، والناكر للنعمة وللجميل، والذي عض اليد الكريمة التي مدت له)) مسعور البرزاني بالشهيد صدام ضد خصمه الطلباني، حيت تمكن الطلباني مع طراطيره من احتلال مدينة اربيل مع عناصر الخائن الاكبر والخنزير الامريكي الدولي والمحتال العالمي الجلبي، بدعم من عملاء الاستخبارات الامريكية والبريطانية زاد عددهم على ثلاثة آلاف.... وقد سبق ذلك سلسلة طويلة من المعارك بين الطرفين... فشنت فرقتان من الحرس الجمهوري (فرقة عدنان وفرقة بغداد زائد لواء القوات الخاصة الثالث) (وكانت فرقتي احتياطا إضافة إلى فرقة من الفيلق الخامس وفرقة من الفيلق الاول (جيش) هجوما سريعا وكاسحا تم خلاله الدعس على رأس الكلب الطلباني وطراطيره وتم طردهم مثل الفئران من اربيل والسليمانية، هم وعناصر الحقير الجلبي،... وسلمت المدينتان الى عناصر مسعور... وحين انسحبت قواتنا، ردت قوات الطلباني الكرة واستردت السليمانية من طراطير مسعور... واللافت ان المقاتلين الاكراد من الطرفين لم يبديا قدرا كافيا من الشجاعة في القتال.... (( يعني بمعى آخر جبناء مثل مسعور والطلباني)).....

بعد شهرين تم تعييني بمنصب رئيس أركان فيلق الله أكبر حرس جمهوري، فنقلت عائلتي إلى معسكر القوة الجوية المجاور لمقر الفيلق، حيث كانت عوائل الضباط تقطن هناك... وفي شهر كانون الاول علمنا بتعرض الشهيد عدي صدام الى اعتداء أصابه بعدة طلقات... تبين فيما بعد أن ((خنازير حزب الدعوة الى ممارسة الرذيلة والمتعة)) كانوا وراء ذلك الاعتداء...

وبعد يومين من حادث الاعتداء على الشهيد عدي تسلمت أمرا من المشرف الشهيد قصي يقضي بمعالجة موقف حصل قريبا من القصر الرئاسي المشيد على بحيرة الثرثار... وتسلمت الأمر من مدير دائرة أمن الحرس الجمهوري خالد كليب، وبضمنه أن فرقة الحرس الخاص بقيادة العميد وليد توفيق التكريتي ولواء الواجبات الخاصة السادس والعشرين صارا بإمرتي مؤقتا لمعالجة الأمر... وحين وصلت الى بحيرة الثرثار وجدت أمر الفوج السابع حرس خاص الراكن الركن محمد فيصل... وبعد الاستفسار منه، تبين أن بعض الصيادين من عشائر الدليم كانوا يتصيدون السمك في تلك البحيرة... وحين اقتربوا من القصر اكثر مما ينبغي بادلتهم قوة الحماية بطلقات تحذيرية... فما كان منهم إلا أن أطلقوا النار أيضا...فحدث تراشق بالنار لفترة محدودة وانتهى الأمر... وتبين أن إحدى الطلقات أصابت عرضا يختا كان يستخدمه الشهيد صدام... فرأيت أن الأمر عرضيا ولا يستحق الوقوف عنده، وقمت بمضاعفة المسافة الممنوعة للاقتراب من القصر كي يتم مستقبلا تفادي ما حدث..... وأخبرت الشهيد قصي بهذا.... فأيدني بما قمت به....

في نهاية عام 1998 قامت الطائرات الامريكية والبريطانية بعدوان جوي على العراق تحت مسمى ثعلب الصحراء... فكان أن راح من فرقة بغداد حرس جمهوري (مقرها مدينة الكوت) 79 شهيدا... أما مقرنا في تكريت فقد أصابه أربع صواريخ جوالة من نوع كروز...

في شهر تشرين الثاني 1999 صدر المرسوم الجمهوري القاضي بتعييني قائدا لفيلق الحرس الجمهوري الثاني (الفتح المبين) وكان مقره مدينة المدائن (سلمان باك) جنوب بغداد بحوالي 52 كم... وتم ترقيتي إلى رتبة فريق ركن... وكان هذا الفيلق يتألف من الفرق التالية: المدنية المنورة المدرعة، النداء المدرعة، بغداد مشاة، مع اللواء الثالث قوات خاصة... صنوف ساندة ومدفعية وخدمية، وكتيبة استطلاع مدرعة... اما قاطع المسؤولية فيمتد من محافظة ديالى إلى محافظة واسط... إلى كربلاء والنجف.. ومحافظة بابل علاوة على الجزء الجنوبي من بغداد العاصمة...

في عام 2001 توقعت دوائر استخباراتنا ان تستغل ((دولة السموم الخمينية الفارسية الكسروية النجسة)) مناسبة زيارة أربعينية سيدنا الحسين بن علي رضي الله عنهما... وذلك لإحداث فتنة سياسية لإثارة بعض المغرر بهم (السذج المخدوعين بتلك الدولة وبملاليها الحقراء الانجاس الكفرة))... فكلفت بفتح قوات مناسبة عند المقتربات المؤدية إلى كربلاء... والحمد لله لم يحصل شيء يعرقل مراسم تلك الزيارة... وشهد نفس العام هجمات الحادي عشر من إيلول وتدمير برجي التجارة العالميين في نيويورك...

في عام 2002 تحسنت امكانياتنا من تحديث وسد نواقص 75% من العجلات العسكرية، و20% من الاسلحة والمدفعية والدروع، وخصصت مبالغ جيدة لسد نقصنا من التجهيزات الادارية والفنية وارتفعت نسبة الرواتب والمخصصات لتحسن واردات وزارة الدفاع من الاليات والتجهيزات بعدما تم سد نقص معظم الوزارات وبدأ تحويل الفائض للجيش والحرس الجمهوري....

يتبع.....

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

                                            الاحد  /  13  ربيع الثاني 1429 هـ   ***   الموافق  20 /  نيســـــــان / 2008 م