الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

الجبهة الوطنية والقومية والإسلامية طريقنا للتحرر

 

 

شبكة المنصور

فالح حسن شمخي / مالموـ السويد

 

إن الظروف العصيبة التي يعشيها عراقنا العظيم اليوم جراء الاحتلالين الأمريكي والإيراني، وتسلط حفنة من العملاء على مقدرات شعبنا المجاهد، وانقسام القوى الحية المناهضة للاحتلالين والرافضة للعملية السياسية برمتها وتفرقها سوف لا يساعد بأي حال من الأحوال على درء الخطر المتمثل بالاحتراب بين أبناء الشعب الواحدة على أسس طائفية أو عرقية أو سلطوية، بقدر ما يساعد على استفحاله، حينذاك يصبح تجمع القوى الحية وتألفها وتعاونها ضرورة وطنية وقومية و إسلامية ملحة تتطلبها سلامة وسيادة وانعتاق العراق العظيم.

إن التاريخ العربي والعراقي على وجه الخصوص حافل بالتجارب الجبهوية التي قامت على أشكالا مختلفة من التعاون وتباينت مظاهرها كما تباينت في الأهداف ومداها، لكنها أجمعت على غاية واحدة وهي الارتفاع بمستوى القوى الوطنية المجاهدة المناهضة للاستعمار وعملائه عن طريق التجمع المتفاعل والمتعاون الذي يعطي من القوى أضعاف ما تعطيه وهي مجزأة.

إن جرح العراق النازف اليوم بحاجة ماسة لتألف القوى الوطنية والقومية والإسلامية في جبهة موحدة والإسراع بتحقيق هذا الهدف المنشود جماهيريا والخروج به إلى حيز الواقع نظر لما يعانيه العراق العظيم جراء الهجمة البربرية الشرسة التي تشنها إمبراطورية الشر أمريكا وحليفتها إيران التي تتطلع إلى عودة الإمبراطورية الفارسية، والتي لا يمكن مواجهتها بشكل ناجح فعال ما لم يوحد جهاد شعبنا في العراق وتنظم مختلف القوى المقاومة والقوى الداعمة لها تعاونها مادامت جميع الحقائق تشير إلى إن أي حزب أو حركة أو جهد مقاوم ليس بمقدوره منفردا تحيق الهدف المنشود وقيادة الجهاد من اجل تحرير العراق كل العراق من الاحتلالين الأمريكي والفارسي، كما ليس بمقدور جميع الأحزاب والحركات والقوى المناهضة للوجود الاستعماري مبعثرة القوى مشتتة الجهود لا يوحدها تعاون فعال تحقيق هذا الهدف الوطني والقومي والإسلامي.

قد يكون التعاون بين الأحزاب والحركات وفصائل المقاومة مقصورا على الهيئات السياسية أو عدد منها، كما قد يشمل جماهير واسعة، وقد يكون تعاونا يضم كل طبقات الشعب أو بعضها، حول حزب كبير وبقيادته، أو حول عدد من الأحزاب وبقيادتها. وباختلاف الصور والإشكال، تبعا للظروف والأهداف الآنية، لا يتعدى الغرض الرئيسي تحقيق تعاون فعال بين مجموعتين من القوى جمعتها وحدة النظر وتشابه الموقف أو تقاربه في فترة من الفترات ولغرض من الأغراض القريبة أو البعيدة، ما تقدم أو جزء منه قد يكون هو السبب في مشاركة القوى الوطنية والقومية والإسلامية في الاجتماع الذي عقد في دمشق قبل شهرين.

إن الجبهة الوطنية والقومية والإسلامية التي تضم الأحزاب والحركات والعشائر والشخصيات المناوئة للوجود الاستعماري الأمريكي والإيراني والتي تروي ارض العراق الطاهرة بدمائها والتي تهدف إلى استعادة العزة والكرامة التي أهدرها الاحتلال والتي تريد السير بالعراق العظيم في اتجاه وطني وعربي و إسلامي تحرري أصبحت الحاجة الملحة التي يدعوا أبناء العراق إلى تحقيقها.

إن جميع الدلائل تشير إلى إمكانية قيام القوى المجاهدة بعمل حاسم لهزيمة المحتل وعملائه، وان الظروف مواتية لانتصار الثورة العراقية المسلحة، وهي لا تنتصر ما لم تتحد وتتعاون في الجبهة الوطنية والقومية والإسلامية ، الجبهة التي تضم اليوم القوى الشعبية الزاخرة بالامكانيات وتقود جهادها من اجل التحرر الناجز. إن استعداد الشعب العراقي المجاهد الصابر للتضحية والجهاد يرتفع يوم بعد يوم، وقد بلغت اليوم درجة تنتظر فيها التفجير، والجبهة الوطنية والقومية والإسلامية على ما يراها الشعب بداية الطريق لتفجير هذه القوة والتخلص من الاحتلالين واعوانهم.

ولنا بتجربة الثورة الجزائرية قدوة حسنة في مجال العمل الجبهوي، ففي يوم 1 تشرين الثاني 1954 شهد العرب والعالم أروع و أقوى تعاون وطني جهادي، وكان ذلك في الجزائر، عندما أحس الوطنيون والقوميون والإسلاميون إن تحرر الجزائر واستقلالها لم يعد ممكنا الحصول عليه بغير عمل جهادي يستقطب القوى الحية، ويخوضه الشعب على اختلاف آرائه ومعتقداته. وكان أن أعلن عن تأسيس جبهة التحرر الوطني كقيادة سياسية لجيش التحرير الوطني الذي ضم في صفوفه بالفعل جميع أطياف الشعب المؤمنة بقضية التحرر والاستقلال.

السؤال الذي يطرح وبإلحاح هو متى تلتحق القوى العراقية الحية والتي لم تسمح لها ظروفها بالالتحاق بالجبهة الوطنية والقومية والإسلامية المجاهدة في العراق ، ومتى يكف البعض عن كيل الاتهامات لأي عمل جبهوي حقيقي؟

للحقيقة وللتأريخ ويشهد الله على ما نقول كشهود عيان ، إن اجتماع الجبهة في دمشق قد ضم حشد خير من رجال العراق الذين يتمتعون بما يسر الصديق ويغيض العدى ، وهم من الشخصيات السياسية والعلمية والعشائرية المرموقة والمعروفة في العراق والوطن العربي والعالم ويتمتعون بقدر كبير من الشعور بالمسؤولية التاريخية الملقاة على عاتقهم في هذه المرحلة الحاسمة من تاريخ نضال شعبنا في العراق ، وان الاجتماعات التي دامت ثلاثة أيام ولساعات طويلة كانت حافلة بما يخدم العراق وشعبه ، وان النقاشات التي كانت تصل حد ارتفاع الأصوات التي نسمعها نحن الجالسين في الخارج أثناء الاجتماعات والتي تؤكد ولادة جبهة حقيقة ، لم تعكر صفو العلاقة بينهم أثناء الاستراحة وهم يجلسون لشرب فنجان شاي أو قهوة ، فالطيبة والسماحة والابتسامة الجميلة التي كانت ترتسم على وجوههم تبعث الأمل بمستقبل الوطن بعد التحرير على يد هؤلاء الرجال بخاصة الدكتور ح والدكتور ي والشيخ غ واللواء الركن س والدكتور خ ، إن من غير الجائز والإنصاف الهجوم على الاجتماع والمجتمعين وعلى الجبهة والناطق السياسي باسمها ، نقول للمتهجمين والذين نعرفهم ويعرفوننا، اتقوا الله في أنفسكم وبإخوانكم الذين يحملون لكم مشاعر الحب الخالص لوجه الله والوطن ، التحقوا بهم فهم يعتبرونكم من المؤسسين.

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

                                              الاحد  /  21  ربيع الثاني 1429 هـ   ***   الموافق  27 /  نيســـــــان / 2008 م