الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

رسالة إلى السيد الرئيس صدام حسين المجيد،
في ذكرى ميلاده الواحدة والسبعين

 

 

 

شبكة المنصور

هشام عبيد / عضو قيادة حزب البعث العربي الاشتراكي

 

السيد الرئيس، صدام حسين المجيد...

في يوم ميلادك الواحد والسبعين، لك مني السلام.

السلام عليك، في المؤمنين العارفين منهم والغافلين..

السلام عليك، في مقام الشهداء والصديقين، والأنبياء والصالحين..

السلام عليك كلما كبَّر مجاهد يرمي العدو بالموت ليحيا الوطن..

السلام عليك على ضفاف دجلة تسقي الروح والجسد فتسقي الأمة..

السلام عليك كلما أوقدت شمعة على هيئة طفل يلعن المحتل ويهتف للوطن

السلام عليك يا من بنيت واستطعت، وغيرك يهدم ولا يستطيع..

السلام عليك أيها السيد الرئيس..

لقد انقضت سنوات خمس، على الجريمة الكبرى، فماذا فعلوا؟

في البداية قالوا هذا تحرير.. وبعد أن انقشعت غيمة النشوة بالنصر المزيف ها هم يعترفون بالخيبة تمهيداً للاعتراف بالهزيمة المحققة، والاندحار المذل.. إنه الخراب..

وبعد أن وعدوا أنفسهم بالقضاء على المقاومة المباركة بإشعال حرب طائفية مذهبية، معتقدين أن جريمة إعدامك سوف توصلهم إلى مأربهم كوسيلة قذرة للخروج من الدوامة مع قليل من ماء الوجه، ها هي الحقيقة الدامغة تصفعهم مرة أخرى، فالشعب الذي أعددت ورعيت خيَّب آمالهم، وانتصر لك في عليائك شهيداً تقود المقاومة من فوق، من عليين، فهم يجدونك معهم في كل خطوة، وكل عبوة ناسفة، وكل صاروخ يدوِّخ المجرمين المدججين بالسلاح كل السلاح، لكنهم عزَّل من الرجولة والإنسانية، فهم مهزومون لا محالة مهزومون.

بعد خمس سنوات على الاحتلال ماذا فعل المحتل وأعوانه من العملاء والمأجورين، الذين يطلقون على أنفسهم زوراً لقب حكام..؟

نعم، سيادة الرئيس، لقد جعلوا ثروات العراق العظيم نهباً للعصابات الدخيلة، وللشركات غير الشرعية التي أسسها المحتلون والشعوبيون غطاء لسرقة النفط وغير النفط من مكوِّنات التراث العربي العظيم، وحضارة بلاد ما بين النهرين الخالدة.. فأين موجودات المتحف الكبير في بغداد وسائر المحافظات؟ ولماذا لم تفعل الحكومة المسخ أي شيء لاسترداد ما نهبه المحتل وعصاباته؟

نعم، واستطاعوا أن يخوِّفوا العراقيين من أتباع الطوائف المسيحية كلها، وأن يدفعوهم إلى الفرار من بلدهم والانتشار في دول العالم.. إنه إنجاز حضاري يسجل للمحتل الحضاري جداً..! واستطاعوا، كذلك أن يقيموا في كل بيت مأتماً، وفي كل مشفى مقبرة، وفي كل مدرسة سجناً، وفي كل شارع متاريس للمجرمين واللصوص.

كما حاولوا إشعال حرب مذهبية بين السنة والشيعة، وفتنة قومية بين العرب والأكراد، فانفجر الكيد في وجوههم السوداء حروباً في كل طائفة وكل مذهب، وكل حي، وكل شارع.. حتى التبس الأمر عليهم، فراح حلفاء المحتل يتقاتلون في كل المدن، من الجنوب حتى الشمال. ولم تسلم من ذلك مدن الأكراد الذين كانوا يظنون أنهم في مأمن، لكنه السراب..

وليعلموا أن العراق سيبقى بعربه وأكراده، بشيعته وسنته، بمسلميه ومسيحييه، كما تركته أنت واحداً موحداً مهما فعلوا وخططوا وحاولوا.

السيد الرئيس...

لقد أخذوا من الجميع كل شيء ولم يعطوا أحداً أي شيء.

بينما أعطيت أنت الوحدة والأمن والعلم والرخاء، وأعطوهم الفرقة والخوف والجهل والجوع والتشرد والقلق على الأرض والولد.

السيد الرئيس..

في آخر لقاء جمعنا بك، قبل العدوان بأشهر قليلة، ورداً على سؤال، قلت وأنت واثق من نفسك وشعبك وجيشك وأمتك: "على الرغم من كل الظروف الصعبة والحصار المجرم، لا تخافوا على العراق". ونحن بدورنا، نطمئنك بأنك كنت على صواب، وكانت ثقتك في محلها، فلا تقلق أنت أيضاً على العراق، ففي غيابك أنت فيه حاضر، والشعب بخير يقاتل المحتل المجرم وينزل به الخسائر الكبيرة، في صبر جميل على المكروه بانتظار النهاية الجميلة. وهذا ما يؤكده رفاقك وأبناؤك المقاومون، ونحن نصدقهم القول بأن المقاومة تقف اليوم على أبواب النصر، والمقاومة الغراء هذه، على الرغم من التعتيم الإعلامي، الذي يمارسه الصديق عرفاً، قبل العدو عمداً، ما زالت تلقّن العدو المحتل دروساً في البطولة قل نظيرها، حتى غدا جنوده بعشرات الآلاف بين قتيل وجريح، وبين هارب من الخدمة أو مدمن على المخدرات، وبين مصاب بأمراض نفسية متعددة، وبين لاعن لتلك الساعة التي لبى فيها نداء رأس الجريمة بوش المجرم الأول، والإرهابي الأكثر خطراً على البشرية جمعاء.

السيد الرئيس...

في ذكرى ميلادك الواحدة والسبعين، نُقرؤك السلام، ونؤكد لك أن العراق سيظل على ما بنيت ورعيت، وستظل عينه الأولى على كيانه القديم العريق، وعينه الأخرى على فلسطين رأس كل القضايا العربية، ورمز الظلم الذي ما بعده ظلم، وتحت قيادة أخيك شيخ المجاهدين عزت إبراهيم، يتطلع إلى يوم يندحر فيه الاحتلال عن ضفاف الرافدين يجرّ أذيال الخيبة والهزيمة، مقدمة لعودة فلسطين حرة أبية من النهر إلى البحر كما علّمت وأوضحت ونصحت وفعلت ومارست حتى قضيت شهيداً.

فسلامٌّ عليك

 

هشام عبيد عضو قيادة حزب البعث العربي الاشتراكي

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

                                            الثلاثاء  / 30  ربيع الثاني 1429 هـ   ***   الموافق  06  /  أيــــار / 2008 م