العراق الجديد .. ومساوئه على أنظمة المنطقة العربية

شبكة المنصور

أ.د.عماد إبراهيم الشمري

عندما قرر الاستعمار الجديد-القديم احتلال العراق في القرن الواحد والعشرين بواسطة تسخير أقوى دولتين في العالم بكافة إمكانياتهما العسكرية والدبلوماسية والاقتصادية والإعلامية مع مساعدة دول حليفة أخرى غربية وعربية ! وإسلامية ! لم تكن الأسباب المعلنة هي الثابت في الأمر ،  وإلا لانسحبت دول العدوان بعد افتضاح كذبها ودجلها الإعلامي في تسويق المبررات المعلنة لهما في غزو العراق وهي امتلاكه المزعوم لأسلحة الدمار الشامل والتعاون مع منظمة القاعدة .

إلا انه أسقط في يدهم وانقشعت الغمامة عن الأسباب الحقيقية المتمثلة في إنهاء دور وتأثير حزب البعث العربي الاشتراكي وقائده الشهيد صدام حسين وقيادته البطلة التي ناهضت الدور الاستعماري التوسعي لسياسة القطب الواحد الذي تقوده أمريكا والصهيونية العالمية ،والصهيونية استخدمت من جانبها أقوى دولة في العالم تكنولوجيا مطية لتحقيق أهدافها المغلفة لسحق نظام دولة من دول العرب تؤمن بالإسلام الوسط غير المتطرف وبرسالة الحق المحمدية المرسلة للعالم اجمع .

إذن كان الهدف تحقيق البروتوكولات الصهيو- صليبية وأهدافها المعلنة وغير المعلنة ضد نظام البعث الوطني القومي الإنساني الذي استوحى فكره ومنهجه من الإسلام والرسالة المحمدية المعبرة عنه.

لقد تحقق فعل التآمر باحتلال العراق وتدمير أرضه وبنيانه الحضاري وقتل أبنائه وتشريد أهله بمساعدة الحاقدين على الأمة العربية والإسلام من مدعي الإسلام الكفرة الفرس المجوس ومن المغضوب عليهم اليهود المتصهينين ومن المتزمتين من النصارى الضالين . وتمكن المحتلين أن يجلبوا ما يطلق عليها بحق حكومات احتلال تسير على وفق ما يريد ويشتهى المستعمرون .وبقي  الحكام العرب والمسلمين يعيشون حالة الضعف والهوان المفروض عليهم من الدول المحتلة الغاصبة ، وهم الذين لم يكن في بالهم سوى الخلاص من نظام وقائد وقيادة قوية كانت تؤرقهم بانجازاتها الفريدة وبنائها الحضاري العلمي والتقني المتميز الذي كان مسخر في خدمة الأمة ورسالتها الإنسانية .

وحين جاءت حكومات الاحتلال المتعاقبة في العراق المحتل ببرامجها المعدة  سلفا للمنطقة والتي تمثل انعكاس لمشاريع تخدم المحتل وحليفها الاستراتيجي الكيان اللقيط في فلسطين العربية، والتي اشتملت في جملتها على تغيير أنظمة، والعمل على فرض واقع جديد يؤثر بشكل مباشر على الترتيبات السياسية في المنطقة بحيث يقيد النفوذ والصلاحية في التصرف بثروات الأمة من جهة ويضرب سور أمني لصالح الكيان المسخ في فلسطين .بعد كل ذلك وغيره باتت الحقائق واضحة ومفهومة عن الدوافع التي كانت تقف وراء تدمير النظام الوطني في العراق بعد حكم خمسة وثلاثين عاما كانت الجهود فيها منصبة على تأسيس تعاون عربي وحدوي هدفه تعزيز قدرة الأمة في الحفاظ على كرامتها وثرواتها وتراثها ومواجهة تحديات الاجنبي وأطماعه بكافة أشكالها .

ان الخلاص الآن من المأزق وفي رأى الكثير من المحللين والنقاد العروبيين وحتى الإسلاميين هو في إعادة الوضع إلى ما كان عليه قبل 9/4/2003من خلال إعادة الشرعية المغتصبة في الحكم والأرض والثروات إلى من كان أمين عليها طيلة السنوات الخمس والثلاثين السابقة للاحتلال البغيض .وعليه فلابد من التفكير جديا في مقترح إقامة حكومة منفى يعترف بها قوامها من القيادة الشرعية السابقة لاحتلال العراق مؤتلفة مع كل فصائل المقاومة العراقية الوطنية والإسلامية ، وأنا أرى وربما آخرين يشاطروني الرأي بأن هذا هو المنهج السليم والخطوة المباركة لتغيير واقع العراق الراهن السيئ إلى العراق الحضاري المعروف بعروبته وانتمائه القومي .

أن الإعلان عن النيات القذرة لسلطة الاحتلال وحكومته العميلة في تصدير (النموذج العراقي !!؟؟) إلى دول المنطقة العربية و بالسوء الذي نراه ، خصوصا بعد سقوط المشروع وفضح كذب الأهداف التي كانت معلنة لهم بنشر الديمقراطية وتحقيق الرفاهية للشعب العربي في العراق المحتل، يؤكد ضرورة استنفار كل الطاقات في الأمة وأنظمتها لدعم الشرعية في جهاد ومقارعة المحتل وأعوانه وهو السبيل الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار للمنطقة .

ان هذا النداء لشرفاء الأنظمة الحاكمة يمثل مقترح إنقاذ للأمة العربية والإسلامية في وقف التداعيات المؤكدة الناجمة عن الإيغال في ألحاق الأذى بالعراق وشعبه الصابر الأبي،  وفي ذلك صلاح للأمة في تجميع قدرتها وقوتها ضد عدو غاشم كاذب ومحتل يعمل بالضد من مصالح ومقدرات الأمة التي اختارها الله سبحانه وتعالى لحمل الرسالة  لكونها خير امة أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر .

لنسارع إلى إنقاذ أنفسنا وشعبنا العربي والإسلامي في أرجاء المعمورة من خلال التزام التوحد في الموقف ضد كل مواقف ومخططات الامبريالية الأمريكية وصنيعتها الصهيونية والمتوافقين معهم من الفرس الصفويين.

والله الموفق وهو ناصر المؤمنين المجاهدين .

الرحمة لشهدائنا الأبطال شهداء الأمة العربية والإسلام

تحية إلى القيادة الشرعية المناضلة والمجاهدة على ارض العراق العظيم

كيفية طباعة المقال

شبكة المنصور

                                              الاحد  /  21  ربيع الثاني 1429 هـ   ***   الموافق  27 /  نيســـــــان / 2008 م