الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

لماذا تخلى الفرس عن مقتدى الصدر وما هي خياراته الأخيرة

 

 

شبكة المنصور

عراق المطيري

 

مؤشر غليان الأحداث في العراق دائما في تصاعد مستمر يوميا من سيء الى أسوء لا لسبب إلا لتدمير هذا الشعب الذي يعتبر وفق مقاييس الإنسانية في المقدمة منها ولأنه معقلا مهما من معاقل النضال العربي القومي , وإذا استثنينا الشواذ من الخونة ومن المندسين فيه ممن يدعون الانتماء إليه فان الجيل الحالي ثمرة قيادة حزب البعث العربي الاشتراكي للقطر على امتداد ثلاثة قرون ونصف مضت من تاريخنا المعاصر ونهل من نهر عطائها الخير , بمعنى إن الجيل الحالي يؤمن اشد الإيمان بالمشروع القومي النهضوي العربي وينهمك حد التضحية بالنفس في سبيل تطبيق مبادئه بدلالة المشاركة الواسعة والطوعية للشعب العراقي في كل الواجبات القومية التي استدعت منه موقفا بطوليا وهو في اشد ظروفه وأصعبها كالاعتداء الفارسي على القطر والحصار الذي فرضه الأمريكان بالتعاون مع الحكام العرب لأكثر من ثلاثة عشر عام , وعلى ذلك أصبح من أولويات الاحتلال ومليشيات سلطة العمالة له إن تتفنن وتجتهد في سبيل الوصول الى أقصى درجات الإبادة فيه وتصفية الأصوات الوطنية والقومية بغض النظر عن انتمائها الطائفي او العرقي , فمن متابعة بسيطة لسلوك القرود الأمريكان المحتلين ومليشيات حكومتهم او تكتلاتها الطائفية إن التصفيات عمت جميع مدن القطر من الفلوجة الانبار محافظة التحدي الى النجف الاشرف الى القادسية الى كربلاء المقدسة الى ديالى الصمود وصلاح الدين العزيزة والموصل الشامخة الى ذي قار العروبة الى البصرة الفيحاء وحاضرة الدنيا بغداد أم الرجال والرجولة فلم تستثني أي مدينة من مدن التحدي العراقي للمحتل وعملائه إلا وكانت تسيل فيها دماء الأبرياء وتهجير من لم يقتل منهم كثمن للمواقف القومية والوطنية وتحت مختلف الذرائع مع تعدد واجهات التنفيذ .

لقد كانت الأحداث الأخيرة في وسط وجنوب القطر والتي تستمر الى يومنا هذا عامل مهم في تحديد اتجاه الدعم الامريكي – الفارسي للمليشيات الطائفية ودافعا لتحديد الخيار الحاسم والنهائي في توضيح هويتها بعد التصاعد الحاد في الصراع على المغانم مما سرق ويسرق من خيرات الشعب العراقي فكان لابد من التضحية بمليشيات احد الكتلتين الطائفيتين من أتباع أولاد آل محسن طباطبائي وال الصدر , فكان أتباع مقتدى الصدر اقرب لان يكونوا الضحية بعد استنفاذ دواعي وجودهم المشاكس وللوقوف عند بعض أسباب ذلك لابد من الرجوع قليلا الى الخلف حيث انفلت الأمن وسادت لغة العنف بعد انهيار الحكم الوطني اثر دخول قوات الغزو الهمجي وكانت عملية تصفية عبد المجيد الخوئي على خلفية سرقته لأموال الحوزة العلمية التي أودعها أبوه في البنوك البريطانية على أساس إنفاقها على مشاريع إسلامية داعمة للفكر الشيعي أول بوادر الصراع بين أتباع العائلتين ثم تبعها عملية اغتيال محمد باقر محسن طباطبائي التي علقت على مليشيات مقتدى على الرغم من إن القسم منهم قد ذهب الى اتهام أخيه عزيز محسن طباطبائي ليتسنى له الانفراد في قيادة المليشيات لصالح الفرس كون الاول كان حسب توجههم بدرجة مجتهد مما يعني استقلاليته الشرعية في اتخاذ القرار دون الرجوع الى حوزة قم وطهران التي ترغب بإدارة القرار السياسي والديني في العراق حسب مشروع نظرية ولاية الفقيه الفارسية , ولإحكام قبضة أتباع عزيز طباطبائي على واردات العتبات المقدسة في النجف الاشرف وكربلاء المقدسة كان لابد من توجيه ضربة قوية لأتباع مقتدى فكانت أحداث النجف التي قادتها مليشيات أياد علاوي بدعم من أتباع آل طباطبائي المتهمين بتصفية محمد صادق الصدر وقوات الاحتلال فعاقبه أبناء النجف الاشرف عندما زارها بصحبة عشيقته صفية السهيل بسيل من آلاف الأحذية التي انهالت على رأسيهما أغزر من المطر وتلك كانت جزء من عقوبة الشعب للخونة والعملاء ممن ينتقصون الى قيم الرجولة من أمثاله .

إن الصراع التاريخي بين العائلتين امتد الى أتباعهما من المقلدين حسب الفقه الشيعي وقد لعب الفرس دورا مهما في دعم الطرفين ماديا وعسكريا وتغذية وتقوية كل منهما وإعداده لتنفيذ دور معين مع المحافظة على تعميق هوة الخلاف بينهما وكان من نتيجة ذلك أن سيطر عزيز محسن طباطبائي وأتباعه على قيادة دفة العمالة لحكومة الاحتلال من خلال الالتفاف على مقتدى الصدر الذي يتميز بالرعونة وقلة الخبرة السياسية والانقياد الطائفي الأعمى مع العلم إن اغلب أتباعه لا يمتلكون مؤهلا دراسيا يمكنهم من المشاركة الفعلية في السلطة فيما إذا سمح الفرس بذلك إلا من كان منهم يطمح الى الوصول الى منصب معين او ممن دسه الفرس بين صفوفهم لاختراقهم , وكنتيجة طبيعية انخرطت مليشيات بدر التابعة لعزيز محسن في مليشيات حكومة الاحتلال لتأخذ الصفة الرسمية في تنفيذ عمليات التصفية الجسدية واغتيال الوطنيين يتزعمها الفارسي بيان جبر صولاغ الذي جعل سجون المليشيات عبارة عن مقاصل ومجازر للعراقيين فيما ظهرت مليشيات مقتدى بصفة الإرهابي الخارق للقانون والمتحدي لكل القيم والأعراف الاجتماعية وخصوصا بعد إن قام الفرس ومليشيات عزيز طباطبائي بتفجير مرقد الإمامين العسكريين ليعطوا لأنفسهم المسوغ الذي يبرر عملياتهم الإجرامية .

إن تسارع الأحداث بالاتجاه الذي يشير الى نجاح المقاومة العراقية الباسل في إنهاك قوى الاحتلال وقرب رضوخه الى تلبية مطالبها الوطنية المشروعة وتزامن ذلك مع مشارفة فترة حكم القزم الصغير بوش على نهايتها مع ترجيح فوز احد المرشحين الديمقراطيين باراك اوباما او هيلاري كلنتون والذين يتبنيان مشروع سحب قوات الغزو الامريكية من العراق في حالة فوز حزبهما , جعل أطراف العمالة جادين في محاولات حسم المواقف والتنافس على سرقة اكبر قدر ممكن من خيرات الشعب العراقي إضافة الى محاولاتهم في إثبات الكفاءة في العمالة والولاء لكسب ثقة المحتل الامريكي والفارسي والتشبث بالكراسي , فبعد إن باشرت مليشيات الحكومة العميلة بالعديد من الحملات لتصفية مليشيات مقتدى التي أخذت تطور نفلسها وتتخندق كجبهة مواجهة رغم تذبذب قرارات مقتدى الصدر وانصياعه للفرس كونه من مقلدي كاظم الحائري المعروف في مواقفه المعادية للعراق والعراقيين عبر الفتاوى التي كان يصدرها طيلة الفترة الماضية فكثيرا ما كان يضع أتباعه فريسة سهلة تقتنصها قوات بدر كما حصل أكثر من مرة في مدينة الثورة والقادسية وبابل وما حصل في كربلاء المقدسة في أكثر من مرة وما رافقها من صراعات بغض النظر عن طريقة حياكة المؤامرات .

وبعد إن ضمن الفرس عدم توجيه ضربة أمريكية لهم وإتمام صفقة المساومة بين الطرفين بشكلها النهائي بعد إن لعب العميل المزدوج الولاء عزيز محسن طباطبائي دور السمسار بينهما بعد لقائه مع كيسنجر وزير خارجية امريكا الأسبق والمنظر اليهودي الاول لسياسة امريكا في المنطقة العربية ومخطط برامج حماية امن الكيان الصهيوني أصبح لزاما على الجميع مكافأته على ذلك الدور بتنصيبه حاكما على ما يسمى بفدرالية الجنوب إضافة الى تزعمه للكتلة الحاكمة في المنطقة السوداء حيث تخلى الفرس عن دعمهم لمليشيات مقتدى , وكانت الذريعة التي استخدمت لذلك مطاردة الخارجين على القانون ومن خلالها أيضا يتم استهداف عشائر الجنوب التي ترفض استبدال الاحتلال الامريكي باحتلال فارسي فمارست حكومة العمالة أقسى أنواع القتل الجماعي بالإضافة الى قطع كل الخدمات الصحية والماء الصافي والكهرباء والمواد الغذائية بمساندة طيران الاحتلال الذي يسقط يوميا عشرات الأطنان من القذائف على المواطنين فيهدم المنازل على رؤوس ساكنيها .

لكل تلك الأسباب وغيرها فقد أصبح من الواجب على الفرس التخلي عن مقتدى الصدر وأتباعه لصالح عزيز محسن طباطبائي فتركت مليشيات الاحتلال المتعطشة الى الدماء لا تكتفي بحبسهم بل بتصفيتهم مع عوائلهم أملا في القضاء الكامل على نفوذهم بعد إن تم إعداد قوائم بأسماء كوادرهم الوسطية لغرض عزل قياداتهم عن قواعدها وبالتالي تصفيتها وبخلط الأوراق وتحت نفس الذريعة يتم استهداف العناصر الوطنية الرافضة للاحتلال الفارسي .

والآن وبعد إن تكشفت كل الحقائق أمام الجميع وبعد تصعيد الموقف الى هذا الحد الذي يكشف نوايا الفرس وعملائهم من آل طباطبائي بقيادة عزيز وانحسار الخيارات أمام مقتدى وأتباعه فقد أصبحوا في مفترق طريقين لابد منهما فأما الاستسلام للتصفيات الجسدية التي تلاحقهم على يد الأمريكان والفرس وعملائهم وهذا عار ما بعده عار او مواجهتهم منفردين فيقعون مع عائلاتهم فريسة سهلة او العودة الى الخط الوطني والانخراط في صف المقاومة والجهاد بعد الاعتذار للشعب العراقي عن كل الجرائم التي قاموا بها بحق العراقيين قبل فوات الأوان فربما الآن فرصتهم التي لن تعود.

 

Iraq_almutery@yahoo.com

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

                                             الاثنين  /  14  ربيع الثاني 1429 هـ   ***   الموافق  21 /  نيســـــــان / 2008 م