الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

بعض ما يدور على المسرح العراقي وكيف تدار الأحداث فيه

 

 

 

شبكة المنصور

عراق المطيري

 

إن المتتبع للشأن العراقي يمكنه إن يدرك حجم الدمار الذي أصاب القطر نتيجة لسعة الهجمة العدوانية التي حلت به اثر الاعتداء الامريكي الفارسي عليه بالإضافة ما ينفذه عملائهما في حكومة مليشيات المنطقة الخضراء فالدمار شمل كل المدن العراقية على السواء وان اختلفت حدته من مدينة الى أخرى وحمام الدم العراقي اغرق الكل دون استثناء وأصبح الجميع يدرك إن الشماعة التي يعلقون عليها سياساتهم " أخطاء النظام السابق " ما عادت تقنع أحدا حتى من كان يؤيدهم فقد عدل عن ذلك لان نيرانهم قد أصابته فانفضت عنهم حاضنتهم التي راهنوا عليها وتعرى زيف ادعاءاته فانكشفوا كمن يصبح في العراء إلا إنهم قبعوا في سجنهم الأسود في منطقة الذل العـار .

بعد المعارك الشرسة التي خاضتها العشائر العراقية في جنوب العراق ووسطه ومنذ اكثر من عام مع مليشيات حكومة العمالة تارة تحت ذريعة الانتماء الى بدعة تنظيميه او تطرف مذهبي كأتباع احمد اليماني او جند السماء وتارة بذريعة مطاردة الخارجين على القانون او مطاردة أتباع مقتدى الصدر وتعددت الحجج والأساليب وراح هذا المراهق في السياسة يعلن عن تجميد نشاط مليشياته او يحد من نشاطها او يعزل نفسه عنها بينما يتبادل أركان العمالة إطلاق التصريحات الرنانة بالتهديد والوعيد تارة والإطراء تارة أخرى في حين ظل أطراف اللعبة الأساس الأمريكان والفرس يحركون أطرافها في الخفاء حتى هدأت أحداث البصرة في حين استمرت أحداث مدينة الثورة الى الآن ويستمر معها بشكل قاسي جدا نزيف الدم العراقي على يد مليشيات الحكومة العميلة من الارض وغربان الأمريكان من السماء في استهداف للمدنيين العزل من النساء والأطفال يرافق ذلك حصار وإيقاف الخدمات الإنسانية وضرورات الحياة من غذاء وماء ودواء .

قبل البدء بإطلاق هجوم الجرذان الذي قامت به مليشيات حكومة العمالة على الجنوب العراقي كانت قد أعدت قوائم بأسماء أعداد غير قليلة من القوى الوطنية الرافضة للاحتلال حشرت معها بشكل غريب غير متناسق أسماء تابعة الى مليشيات مقتدى الصدر ممن يطلبهم الشعب العراقي لتورطهم في عمليات تصفيات وتهجير العراقيين او لتعدد السرقات وعمليات السطو المسلح التي قاموا بها لإعطاء جهدهم نوع من المصداقية لكسب ثقة الشعب العراقي ولإعطاء مليشيات حكومتهم جرعة منشطة لعلها تطيل من عمر وجودها الذي شارف على الانتهاء , تزامن ذلك الجهد البائس مع محاولات ترقيع للوزارات الشاغرة وعقد تحالفات جديدة بين كتل العمالة , بينما في الجهة الثانية قامت الأحزاب الطائفية مثل الدعوة غير الإسلامية ومجلس عزيز غير الحكيم بإفراغ مقراتها من الأسلحة الثقيلة الفارسية الصنع فقسم منها أعيد الى المعسكرات الفارسية القريبة من الحدود لتخزينها هناك وهو الأكثر وقسم آخر أودع في أماكن يحسبون إنها سرية وغير معلومة بينما سافر الكثير من كوادرهم الى خارج القطر وأكثرهم غادر الى أسيادهم الفرس للسكن في العمارات التي كان قد بناها عمار ابن عزيز غير الحكيم طباطبائي ضمن تجمعات خاص بإتباعه وتم تجهيزها بالاسمنت المصنع في معمل اسمنت الكوفة تخوفا وتحسبا لما قد يحصل منها كنتيجة لضرب العشائر العراقية لسعة الهوة بينهما .

تصريحات المسؤولين الفرس وتصريحات مسؤولي المليشيات في حكومة العمالة وتصريحات مسؤولي مليشيات مقتدى وكبار ضباط جيش رعاة البقر الأمريكان جميعها رنانة ومتناقضة تجعل المتابع البسيط في حيرة من أمره , هل إن هؤلاء أصدقاء أم أعداء وهل تربطهم مصالح وأهداف مشتركة أم اختلاف في المصالح سيؤدي حتما الى صراع وتصفية حسابات على الأراضي لعراقية وطبعا يذهب ضحيته أعداد إضافية من الأبرياء؟

منذ أحداث كربلاء المقدسة في شعبان الماضي لحد هذه اللحظة تارة يعلنون إن القاعدة فجرت حزاما ناسفا يرتديه انتحاري وأخرى عبوات ناسفة بعدها كشف الفرس عن شريط فيديو يؤكد تورط قادة الصدريين في العملية فتشن مليشيات حكومة العمالة حملة تصفيات على أتباع مقتدى وعوائلهم في كربلاء المقدسة وضواحيها وتنتهك أعراض عوائلهم ثم النجف الاشرف والقادسية باتجاه البصرة ثم يصرح مقتدى انه جمد نشاط جيشه ليتفرغ لدراسة العلوم الإسلامية ثم تعلن حكومة العمالة إن المخابرات الفارسية متورطة في أحداث البصرة وأخيرا تصريحات المسؤولين الفرس بعدم جدوى المحادثات مع الأمريكان مع تصاعد قتلهم للأبرياء في مدينة الثورة وغيرها , وقبلها تذهب جوقة من العملاء الى طهران للتباحث في إنهاء القتال في اعتراف ضمني بالدور الفارسي في الأحداث مع صمت غير معتاد من عزيز غير الحكيم الذي يقود المالكي كبير العملاء ورئيس حكومة المليشيات وهكذا دواليك, فما معنى ذلك ؟

في البدء كان الاختلاف بين المليشيات الطائفية حول نسب توزيع عائدات المراقد المقدسة لتمويل نشاطاتها المليشياوية وعندما حلت هذه المسألة من قبل الفرس بدعمهم بالمال والسلاح حسب تسعيرة قتل الوطنيين فانشغل أتباع آل غير الحكيم بالانفراد والسيطرة على أجهزة الدولة والعمل ألاستخباراتي انكشف أتباع مقتدى حتى أصبحوا منبوذين مطاردين من قبل الشعب العراقي رغم إن من انخرط منهم في ما يسمى بالعمل السياسي يعلن رفضه للمشروع الفارسي بعزل الجنوب العراقي حسب قانون الفدراليات , ولقرب موعد انتخابات الرئاسة الامريكية التي ستكون حتما خالية من المعتوه بوش الصغير والحزب الديمقراطي وللتصريحات التي يطلقها الجمهوريين على السواء اوباما او كلنتون بالانسحاب من العراق ولحسم ما سمي بانتخابات مجالس المحافظات المعروفة نتائجها مسبقا لصالح أتباع عزيز طباطبائي, كان لابد من القضاء على أتباع مقتدى وإبعادهم نهائيا عن فكرة الترشيح بعد الاستفادة مما حصل من تجربة أثناء انتخابات برلمان المهزلة حيث حصل أتباع مقتدى على نسبة لا يستهان بها من المقاعد .

إن الإفلاس السياسي الذي تعاني منه الأحزاب الطائفية وارتفاع صوت الشارع العراقي الرافض للفدرالية وللاحتلال الفارسي جعلهم يعيدون النظر بحساباتهم ليتمكنوا من عبور المرحلة القادمة بأقل ما يمكن من الخسائر وحيث أنهم بحاجة الى المساندة التي يفتقرون إليها شعبيا فأنهم يحاولون تبني المطلب الشعبي بطرد الفرس من أراضي العراق بالاعتماد على الدعم الامريكي الأقوى والاهم في نظرهم على الأقل في الوقت الحاضر وهذا ما بدأت تثقف به أجهزتهم الإعلامية , فإظهار الاختلاف مع الفرس بالنسبة إليهم مطلب مرحلي لا يفسد من طبيعة العلاقات بينهما شيء على اعتبار انه يصب في مصلحتهم في النتيجة النهائية بينما يحاول الفرس إعادة الثقة الى الصدريين بإظهار موقف عدم التخلي عنهم مع الصمت التام أمام عمليات الاعتقالات التي تجري بين صفوف مليشياتهم او السماح لهم بالسفر الى خارج القطر مؤقتا , فهم ورقة ضغط رابحة يلوحون بها أثناء تقاطع مصالحهم مع الأمريكان او في حالة تصعيد المواقف .

إن الشعب العراقي بكل أطيافه يدرك قذارة الممارسات التي تقوم بها مليشيات الحكومة العميلة وما عادت تنطلي عليه ألاعيبهم فالقراءة الأولية تشير الى انه قرر مقاطعة مهزلة الانتخابات لإثبات رفضه لهم رغم محاولاتهم بالالتفاف على عناصر ذات سمعة وطنية طيبة لإغرائهم بالترشيح تحت واجهات جديدة .

حيا الله شعبنا العراقي البطل الصابر الصامد وحيا الله رجال المقاومة الشجعان البواسل وان ساعة إعلان النصر الحاسم لأقرب من لمح البصر إن شاء الله وحينها سيعلم الجميع كيف تكون الغلبة للمؤمنين.

Iraq_almutery@yahoo.com

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

                                        الاربعاء  / 02  جمادي الاول 1429 هـ   ***   الموافق  07  /  أيــــار / 2008 م