بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

نطق هوش يار الحق دون أن يعرف

 

 

 

 

شبكة المنصور

عراق المطيري

 

كلنا يعرف التزامن في التوقيت غير المقصود بين نهاية السنة الخامسة لغزو الضباع السائبة الامريكية يتقدمهم أحمقهم بوش الصغير مع الصراع الحاد بين الأمريكان لإنهاء فترة سوداء من تاريخ دولتهم الحديث الذي لا يميزه إلا السواد الداكن في الاعتداء على شعوب المعمورة ونهب خيراتهم بل نهب الشعوب أنفسها , نهب البشر لاستعبادهم فتلك سياسة الغاب التي يمارسونها خلافا لما يعلنون ويتظاهرون به , ومن الواضح إن مشروع مرشحي الحزب الديمقراطي الذي سيطر على الكونغرس وأصبح يضع العصا في دواليب سياسة بوش حد التحطيم قد رفعوا شعار انسحاب الجيش الامريكي من العراق وبهذا فهم قد ركبوا موجة المد الشعبي الامريكي المناهض للعدوان بدليل ارتفاع عدد المقاعد التي حصلوا عليها بالمقارنة مع مرشح الحزب الجمهوري جون مكين الذي رشح قبله بوش والذي تميز عهده برعونته عند غزوه للقطر من خلال جملة من الأكاذيب والتظليلات والمستمرة لحد الآن رغم انكشافها وسقوط مروجيها تلك السياسة التي جردتهم من حكم الولايات المتحدة الامريكية وهذا ما تؤكده التظاهرات المناهضة للحرب التي لازالت مستمرة في اغلب المدن الامريكية وممارسات الشجب المختلفة الصور لسياسات البيت الأبيض.

إن ما استوقفني تصريح السيدة هيلاري كلينتون بأنها ستسحب الجيوش الامريكية الغازية للعراق خلال ستين يوما فيما إذا فازت في الانتخابات بغض النظر عن الأوضاع التي ستكون في داخل العراق واستعدادات حكومة المزبلة الخضراء لحماية نفسها وحماية الشعب العراقي او لا , ورغم إن فوز احد مرشحي الحزب الديمقراطي الذين يتنافسون على الإسراع في موعد انسحاب جيوشهم وأثناء غزوهم, ورغم إن ديدن المحتل في كل الأحوال مراعاة مصالح شعبه فقط واستعداده الدائم للتخلي عن عملائه وفي احسن الأحوال حمل من يستطع منهم كمطية لأداء واجبات حقيرة معينة لاحقا بعد هروبهم أذلاء , فتتركهم تحت رحمة حساب الشعب لخيانتهم وتعاونهم مع الأجنبي , ولتجارب الشعوب في هذا المجال الكثير من الأمثلة ,ورغم إننا نعمل بكل طاقتنا الجهادية لتحرير بلدنا إن شاء الله وبعونه , فإننا لا يمكن في أي حال من الأحوال اخذ هذا التصريح على محمل كبير من الجدية لما معروف عن المحتل من قدرة عالية على المماطلة والتسويف والتلاعب بالألفاظ وطمس الحقائق والكذب والتهرب من التزاماته حتى أمام شعبه للوصول الى غاياته .

ليس المهم تصريحات الديمقراطيين على لسان السيدة هيلاري كلينتون او اقترابها من زميلها اوباما او منافسهم الجمهوري جون مكين , بل المهم ردة الفعل التي حصلت عند عملائهم في منطقة العار الخضراء فانبرى فطحلهم الهوش زي باري ليعلن انه في حالة الانسحاب الامريكي المفاجيء فستحصل مذابح ودمار في العراق ...!!!

ولسنا بصدد مناقشة الثمل المتسكع في الحانات بقدر الوقوف عند حقيقة ذكرها دون وعي منه ولا يعرف إن فيها كثير من الصدق الذي يفسر ما يحمل هؤلاء الرعاع في أعماقهم من خوف من المستقبل الذي يجهلونه وما يحمل قادم الأيام من مفاجئات مريرة وقاسية لهم , فإذا كانت ثمة من مذابح ستحصل فهي بين من يبقى منهم في سباقهم على السلطة وهذا ما نلمسه اليوم رغم عصا سادتهم الأمريكان , ولكنهم يتجاهلون إنهم سيقعون في قبضة شعبنا العراقي البطل الذي سيحاسبهم بشدة على السنوات العجاف التي تعاونوا بها كمطايا للاحتلال وخيانتهم للشعب وتسببوا بمعاناته, أما من يحتمي بمليشياته خارج المدن العراقية الأبية فان الأكراد سيعودون الى سابق عهدهم في الصراع بين عصابات مسعور براز- زاني وجلال طلي – باني, وفي الجنوب ستشتعل الثارات بين فيلق غدر والمجلس الأعمى من أتباع عزيز اللا حكيم طباطبائي الذي حدد مسبقا لغلمانه الفرس طرق الانسحاب التي يراها آمنة لهم عن طريق التنومة في محافظة البصرة او زرباطية حين أوعز الى صولاغ بتوفير اكبر كمية ممكنة من العملة الصعبة وتهريبها الى خارج القطر بعد إبدالها بالمزورة قبيل فضيحة الحريق في بناية البنك المركزي من جهة وبين أتباع المنغولي مقتدى القذر لما نال هؤلاء من تقتيل واعتقالات طالت حتى عوائلهم , أما في الوسط فلاشك إن الحزب اللا إسلامي يتربص به الكثيرون لأسباب عديدة .

أما رجال المقاومة البواسل ومن يوصفون بإتباع النظام السابق حيث إن هذا اعتراف صريح من الأعداء بان أيام الحكم الوطني كان يسود فيها النظام في كل شيء كما هو حالهم اليوم حيث تسود الفوضى والدمار. نعم النظام الذي بنى العراق ورفعه الى مصاف الدول المتقدمة بجيش العلماء الذي بناه وأعده وبمنجزاته الوطنية التي يعجز القلم عن حصرها وبالحضارة التي أقامها فان الشعب العراقي سوف لن ينتظر حتى يرى ما يؤول إليه ذلك التناحر والاقتتال بين من تبقى من أشباح الاحتلال بل سيعود الى طبيعته الحقيقية ويضغط على أبنائه الشرفاء الوطنيين لقيادته لينظم صفوفه من جديد في حملة إعادة إعمار ما خربه الأشرار بعد إلقاء القبض عليهم ومحاكمته شعبيا على جرائمهم وخستهم .

ألا نتفق إن الهوش بار زي باري قد نطق حق دون إن يعرف ؟

 

Iraq_almutery@yahoo.com

 

 

 

شبكة المنصور

                                          الجمعة  /  14  ربيع الاول 1429 هـ   ***   الموافق  21 / أذار / 2008 م