بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 
 

 

جمهورية العراق

 

 

الجبهة الوطنية والقومية والاسلامية

 

الجهــاد والتحرير طريقنا

 

 

 

 

الجبهة الوطنية والقومية والإسلامية توجه رسالة مفتوحة إلى قمة دمشق

الجبهة تدعو القادة إلى الاعتراف بالمقاومة العراقية الباسلة وسحب اعترافها بحكومة الاحتلال ومقاطعتها

 

 

 

 شبكة المنصور

 الجبهة الوطنية والقومية والاسلامية

 

أهابت الجبهة الوطنية والقومية والإسلامية في العراق في رسالة مفتوحة وجهتها إلى مؤتمر القمة العربي  بدورته العشرين بدمشق، إلى مواجهة التداعيات الخطيرة التي يمر بها العراق جراء وجود الاحتلال الأمريكي وإفرازاته ، الذي لقي ـ للأسف ـ معاونة ومساندة وتواطيء من أطراف عربية ، أخلت بالتزاماتها كأنظمة موقعة على معاهدة الدفاع العربي المشترك.

وأكدت الجبهة على حق الشعب العراقي في الدفاع عن نفسه ردا على الغزو والاحتلال غير المشروعين طبقا لما أقرته الشرائع السماوية والقوانين الوضعية والمطالبة بالانسحاب الفوري وغير المشروط من العراق ، وتحميل المحتلين المسؤولية القانونية عن جميع الانتهاكات والخروقات وإقرار حق العراق المشروع بالمطالبة بالتعويضات.

ودعت الجبهة القادة العرب إلى سحب الاعتراف بحكومة الاحتلال ومقاطعتها وتصحيح الخطأ التاريخي الذي وقعت فيه بعض الأنظمة العربية والى الاعتراف بالمقاومة العراقية الباسلة ممثلا شرعيا ووحيدا لشعب العراق ودعمها حفاظا على وحدة العراق واستقلاله واستقراره واستقرار المنطقة ، والعمل على دفع دول العدوان على الاعتراف غير المشروط بحقوق الوطن وثوابت التحرير الواردة في برنامج الاستقلال والتحرير.

وفيما يأتي نص الرسالة :

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

" كنتم خير امة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر "   صدق الله العظيم

أصحاب الجلالة والفخامة والسمو ملوك ورؤساء وأمراء الدول العربية المحترمون .

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يأتي انعقاد مؤتمر القمة العربي في دورته العشرين في دمشق عاصمة العروبة ، وسط أحداث وأزمات تمر بها امتنا العربية ويقع في المقدمة منها مصير العراق المحتل والتداعيات الخطيرة التي يمر بها جراء وجود الاحتلال الأمريكي والتدخل الإيراني والدول الإقليمية الأخرى بشؤونه الداخلية  وما وصل إليه الحال من تدمير كامل للبنية التحتية ، وعملية سياسية بنيت على أسس طائفية ومحاصصة تحركها جهات ودول إقليمية وما تعرض له المجتمع العراقي طيلة سنوات خمس من الاحتلال الذي عمد إلى تفتيت المجتمع وتمزيق وحدته الوطنية .

أصحاب الجلالة والفخامة والسمو

اسمحوا لنا أن نشير إلى ان استمرار الاحتلال الأمريكي الجائر وجرائمه ضد بلدنا العراق يدعوكم قادة ودولا إلى تحمل مسؤولياتكم طبقا لميثاق جامعة الدول العربية ومعاهدة الدفاع العربي المشترك لردع العدوان وإنهاء الاحتلال وتحميله التبعات الكارثية التي حلت بشعب العراق ، وليس التعاون مع ، او الاعتراف بهذا الاحتلال وما افرزه من عملية سياسية استخبارية بغيضة تستهدف العراق والأمة تاريخا وحضارة ووجودا ومستقبلا ومكونات ، ونود ان نذكر بان العراق بلدا محتلا احتلالا باطلا ، وما يفرزه الاحتلال باطل وغير شرعي ومرفوض طبقا لإرادة شعبه أولا ، وللقوانين الدولية ثانيا ، حيث نصت اتفاقية جنيف لعام 1949 على إن إنهاء الاحتلال يستوجب إنهاء جميع الإجراءات المؤقتة التي اتخذتها القوة القائمة بالاحتلال ، وهذا ما لم يحصل قط ، إذ لازالت تشريعات " بريمر "نافذة حتى يومنا هذا منها على سبيل المثال القرار رقم 1  الخاص باجتثاث البعث وبديله قانون المساءلة والعدالة سيء الصيت والقرار رقم 17 الذي يمنح  الحصانة لقوات الاحتلال وموظفيها والمقاولين العاملين معها من أية محاسبة قانونية أمام السلطات العراقية عن أية جرائم وانتهاكات ترتكب بالعراق وشعبه ، والقرار 39 الذي يفتح الاقتصاد العراقي أمام الاستثمار الأجنبي كما انه لا زالت موارد العراق خاضعة لما يسمى بصندوق تنمية العراق بأشراف أمريكي ، ومن الجدير ذكره إن قرارات "بريمر" تشكل انتهاكا فاضحا للمادة 64 من اتفاقية جنيف الرابعة التي تنص على ( ليس لقوة الاحتلال سلطة تشريعية لتغيير القانون ) وان ( على سلطة الاحتلال أن تبقى على سريان مفعول التشريعات الجزائية القائمة قبل الاحتلال وكذلك على المحاكم السابق وجودها للاحتلال والتي أنشأت لتطبيق تلك القوانين ) ، كما انتهكت المادة الثالثة و الأربعين من معاهدة لاهاي لعام 1907 التي توجب الاحتفاظ بالقوانين السارية في البلد المحتل ، كما إن إنهاء الاحتلال يستوجب إطلاق سراح جميع الأسرى و المعتقلين لدى القوه ألقائمه بالاحتلال و إعادة المؤسسات و القوانين التي كانت قائمه قبل الاحتلال ،و أي من هذا لم يحصل حتى اليوم .

في ضوء الحقائق أعلاه  ، و إذا أخذنا بالاعتبار حقيقة إن قواعد القانون الدولي الإنساني هي من القواعد الامره التي لا يمكن انتهاكها، نستنتج إن العراق  بموجب معاهدة لاهاي لعام 1907 و اتفاقية جنيف لعام 1949 و بروتوكولاتها يعد دوله محتله لحد ألآن و إن قرار مجلس الأمن 1546 لم يغير من واقع الاحتلال شيئا ، بل مثل سابقه خطيرة  في تجاوز مجلس الأمن على ميثاق الأمم المتحدة و القانون الدولي و القانون الدولي الإنساني .

أصحاب ألجلاله و الفخامة و السمو

لم يعد هناك من يختلف على إن الغزو و الاحتلال الأمريكي للعراق هو عدوان سافر على دولة عربيه مستقلة و تهديد خطير للسلم و الأمن الدولي  لقي للأسف الشديد معاونه و مسانده و تواطؤ من أطراف عربيه عديدة عدا استثناءات بسيطة ، أخلت بالتزامها القومي كأنظمة موقعه على معاهدة الدفاع العربي المشترك . كما يعد انتهاكا فاضحا لقواعد القانون الدولي و مقاصد ميثاق الأمم المتحدة و في الخصوص مبدأ عدم جواز استخدام القوه أو التهديد باستخدامها ضد سلامة الأراضي أو الاستقلال السياسي لأية دوله أو على إي وجه أخر لا يتفق و مقاصد الأمم المتحدة . فالمحتل الأمريكي و البريطاني يواصل ارتكاب جرائم حرب و جرائم إبادة ضد شعب العراق في قصف المدن و القرى بالطائرات و محاصرتها و تجويع سكانها و اقتراف جرائم القتل العشوائي و التهجير ألقسري و الاعتقالات الجماعية و التعذيب الوحشي و اغتصاب النساء و غير ذلك من الجرائم . فضلا عن استخدام قوات الاحتلال أسلحه محرمه دوليا كالقنابل العنقودية  و النابالم  و الفسفور الأبيض "و هو سلاح كيمياوي " و اليورانيوم المنضب "و هو سلاح إشعاعي ... وحتى هذه اللحظات الذي ينعقد فيه مؤتمركم ، فان الطائرات الامريكية ومعها ما يسمى بقوات حكومة الاحتلال ، تقوم بقصف الأحياء السكنية في بغداد والبصرة والموصل والحلة وغيرها من مدن العراق بحجة ملاحقة الخارجين على القانون ... ومطاردة العصابات ، كما يقولون ، علما بان ما تسبب في تدمير الدولة وخلق الفوضى وصنع العصابات هو الاحتلال وأعوانه وحكومته العميلة .

ايها القادة العرب :

 لقد بلغ عدد ضحايا الغزو و الاحتلال الأمريكي للعراق أكثر من مليون و ثلاثمائة ألف عراقي طبقا لإحصائيات دوليه موثقه ، في ما بلغ عدد اللاجئين العراقيين الذي جرى تهجيرهم قسريا خارج العراق أكثر من مليوني عراقي   و مثل هذا العدد جرى تهجيرهم داخل العراق طبقا لإحصائيات المفوضية العليا للاجئين و الذي وصفته بأكبر هجره جماعية قسريه منذ الحرب العالمية الثانية ، و وصل عدد الأيتام و الأرامل إلى ما يزيد عن خمسة ملايين و هنالك أكثر من 280 إلف معتقل في السجون الامريكيه داخل العراق فضلا عن الآلاف داخل معتقلات حكومة الاحتلال و هنالك ما يزيد عن 60% من شعب العراق عاطل عن العمل و أكثر من نصف مليون معوق جراء العدوان المستمر على شعب العراق .

أصحاب ألجلاله و الفخامة و السمو

  إن هذه الحقائق تضع على عاتق القادة العرب و دولهم مسؤولية الالتزام بالسعي إلى تطبيق ميثاق جامعة الدول العربية و معاهدة الدفاع العربي المشترك واحترام القانون الدولي في مواجهة الاحتلال والعدوان المستمر على العراق باعتباره دوله مستقلة و عضو مؤسس لجامعة الدول العربية و منظمة الأمم المتحدة .

و ان اي موقف قانوني من قبلكم لمواجهة ذلك يتطلب الأخذ بالاعتبار المبادئ و الخطوات التالية  :

1.   تأكيد الحق الطبيعي للشعب العراقي في الدفاع عن النفس ردا على الغزو و الاحتلال غير المشروع الذي قادته الولايات المتحدة ضد العراق و دعم و تأييد كفاح الشعب العراقي لتحرير أرضه طبقا لما أقرته الشرائع السماوية و القوانين الوضعية .

2.   مطالبة الولايات المتحدة بالانسحاب الفوري و غير المشروط من الأراضي العراقية و تحميلها المسؤولية القانونية عن جميع انتهاكاتها و خروقاتها للقوانين و المواثيق الدولية و إقرار حق العراق المشروع بالمطالبة بالتعويضات عن أية خسائر و أضرار مباشره و غير مباشره نتيجة غزو الولايات المتحدة و احتلالها للعراق .

3.   تأكيد انطباق القواعد الامره في القانون الدولي الإنساني على حالة العراق و خاصة ما ورد في المادة 64 من اتفاقية جنيف الرابعة  لعام 1949 التي تنص على انه ( ليس لقوة احتلال سلطه تشريعيه لتغيير القانون في البلد المحتل  ) و عليه تعد جميع القرارات و القوانين و الهياكل السياسية و التشريعية و العملية  السياسية المنشاة في ظل الاحتلال الأمريكي للعراق باطله بطلانا مطلقا .

4.   الاعتراف بالمقاومة العراقية باعتبارها الممثل الشرعي و الوحيد للشعب العراقي ، حفاظا على وحدة العراق و استقراره و على امن المنطقة ، و العمل على دفع دول العدوان على الاعتراف غير المشروط بحقوق الوطن و ثوابت التحرير المثبتة في برنامج التحرير و الاستقلال للمقاومة والتي تستند إلى القانون الدولي ، من انسحاب غير مشروط لقوات الاحتلال و تحميلها المسؤولية عن الجرائم التي ارتكبتها في العراق ، و دفع التعويضات ، و إلغاء القرارات و القوانين و الهياكل و العملية السياسية المنشأة في ظل الاحتلال و إطلاق سراح جميع الأسرى و المعتقلين .

5.   ايلاء جامعة الدول العربية و الأمم المتحدة  اهتماما خاصا بمأساة المهجرين العراقيين خارج و داخل وطنهم و إطلاق حمله دوليه تساهم فيها دول العالم كافه و منظماته الانسانيه والوكالات الدولية المتخصصة بهدف إعادتهم  إلى بلدهم و مناطق سكناهم و دفع تعويضات مجزيه لهم من قبل دول الاحتلال .

 

أصحاب ألجلاله و الفخامة و السمو

إن الجبهة الوطنية و القومية و الاسلاميه و التي تضم طيفا واسعا من مكونات الشعب العراقي  ،أحزابا و قوى و منظمات شعبيه و عشائر و ممثلي فصائل مقاومه و شخصيات وطنيه ، تأمل من مؤتمركم الموقر في دمشق أن يتخذ القرارات و الإجراءات الكفيلة التي تعبر عن ضمير ألامه الحي من خلال إنصاف العراق و شعبه بالاعتراف بمقاومته الوطنية و القومية و الاسلاميه الباسلة ، و دعمها كونها ممثلا شرعيا وحيدا لشعب العراق ،وإلى سحب الاعتراف بحكومة الاحتلال و مقاطعتها و تصحيح الخطأ التاريخي الذي و قعت فيه جامعة الدول العربية و الانظمه العربية بدعم و تسهيل الاحتلال و إيصال العراق إلى الوضع الكارثي الذي آل إليه وما افرزه من تداعيات خطيرة ونفوذ إيراني خطير وإقليمي مريب أصبح يهدد مستقبل المنطقة و الكيان العربي برمته ودول عربية بعينها ، مما يتطلب وقفه تاريخيه جادة  للتصدي لهذا الخطر ومن سببه ، أملين أن تحظى دعوتنا هذه باهتمام القادة العرب الذين تقع عليهم مسؤولية تاريخيه لتحقيق تطلعات الشعب العربي نحو مستقبل أفضل .

وتفضلوا بقبول أسمى اعتبارنا

 

 

د. خضير المرشدي
رئيس اللجنة السياسية
للجبهة الوطنية و القومية و الاسلاميه
 في العراق
29/3/2008

 

 

 

شبكة المنصور

                                           الجمعة  /  21  ربيع الاول 1429 هـ   ***   الموافق  28 / أذار / 2008 م