الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

لا توجد منطقة وسطى

 

 

 

شبكة المنصور

كاظم عبد الحسين عباس  / أكاديمي عراقي – بغداد

 

انقسم البشر حول الوحدانية, وحدانية الخالق العظيم جلّ وعلى, فصاروا فريقين، اما موّحد أو مُشرك، ولم نسمع قط عن بشر يقعون في مكان وسط بين الفريقين. وبنفس المستوى من البداهة فان فريق الايمان بالتوحيد يبقى ملتزما" بموقفه، ولا يحيد عنه حتى لو كلفه ذلك كل حياته. قد يكبر معسكر الشرك وقد يحمل من عوامل القوة والرفاه والنعيم ما يحمل, الاّ ان عوامل الاستقطاب هذه لا يمكن ان تعدل من ثبات الموحدين على توحيدهم  كما ان الواقع يقول ان مقدار النضح من جبهة التوحيد لم يكن في يوم من الأيام على مر العصور والأزمنة لصالح القطب الآخر، بل العكس هو الصحيح، اذ ان اعداد الموحدين قد تصاعدت مع الانتقال الموضوعي من اليهودية الى المسيحية وختامها مسك وصولا" عند الاسلام الحنيف.

واتخذ الناس موقفا" موحدا" من مفهوم الوطنية منذ نشأة البلدان الحديثة. خلاصة هذا الموقف هو ان اهل البلد الواحد ينحازون انحيازا" تاما" لاوطانهم في ازمنة السلم وفي ازمنة الحرب. في ازمنة السلم تتمثل الوطنية باداء جميع الواجبات التي تؤدي بالوطن الى الرفعة والسؤدد والتطور في كل مناحي الحياة. وفي زمن الحرب يتوزع المواطنون بين من يحارب دفاعا" عن وطنه، وبين من يدير عجلة الحياة في مختلف جوانبها. لا توجد منطقة اخرى يمكن للمواطن ان يقف فيها حين الحرب غير هاتين المنطقتين. ان كان غير راض او غير قادر على الحرب فان مكانه الطبيعي الآخر هو الاصطفاف مع الصف الثاني من البناة ومقدّمي الخدمات والمعلمين والزراع والتجار والصناعيين. ولا يمكن لعدم الرضا او عدم القناعة بالحرب ان تأتي بتعريف جديد للوطنية مضمونه العام ان بوسع المواطن ان يقف مع صف العدو الذي يقاتل بلده او ان يقدم له أي نوع من الخدمات المباشرة او غير المباشرة لأن هذا هو بالضبط معنى العمالة التي هي نقيض الوطنية ومعنى الخيانة التي هي نقيض الاخلاص للوطن.

لاتوجد منطقة وسطى ما بين الوطنية وما بين العمالة وفقا" للمفهوم الطبيعي للوطنية والذي لخصناه اعلاه، وان على الانسان ان يختار مكان وقوفه مع الوطن او عميلا" خائنا". نعم اقول يختار لان الله سبحانه وتعالى قد وهبنا العقل والبصيرة ومزج في ذواتنا بين الفجور والتقوى وتركنا نختار بين الفجور كعامل جزئي او طاغ في تشكيل افعالنا او ان نختار التقوى كعامل جزئي او طاغ. اما ان نكون وطنيين نعمل بثوابت الوطنية او ان ننحدر لا سمح الله الى مواقع العمالة والخيانة.

وفي السياسة ولدت عقائد كثيرة, نرى عموما" ان موضوع تناضح السطوح بينها لا يعد امرا" يرتقي الى خطورة التناضح بين سطوح التوحيد والشرك او بين سطوح الوطنية والعمالة. الاّ ان إحكام الموقف الوطني يظل هو الديدن الذي لا جدال عليه. فيمكن للماركسي ان يصير ليبرالي او غير ذلك، ويمكن لمن ينتمي الى حزب طائفي ان يجد نفسه في لحظة من الزمن خارج قناعات السياسة الطائفية والقومي يتحول ببساطة الى شيوعي وما الى ذلك. غير ان تبدل الموقف السياسي يظل متمسكا" بقضية اخلاقية اعتبارية ومادية لا جدال عليها هي الموقف الوطني. لذلك فديمقراطية الغرب مثلا" تتيح للانسان ان يتجول ما شاء في حرية الانتماء الى المواقف السياسية لكنها لا تبيح العمالة ولا الخيانة. والديمقراطية تمنح الذات الانسانية حريات خيار محدودة غير مطلقة، واول واهم خطوطها الحمراء غير الجائز تجاوزها مسالة الولاء التام للوطن.

كُن قوميا" او شيوعيا" او راسماليا" او اسلامويا" علمانيا" ... لا توجد بينك وبين الديمقراطية من تعارضات، و لا يشترط فيك لأغراض أن تكون علمانيا" وجوبا" أن تكون ضد القومية ولا ضد الدين.

كُن غير علماني وتقاطع بالكامل مع العلمانية ايضا"، وانت في مأمن من التعارض مع مبادئ الديمقراطية.

لا تحارب إن حارب وطنك وانصرف الى شؤون اخرى في التعبير عن وطنيتك ايضا" انت في مأمن من التعارض مع حيثيات الوطنية والديمقراطية.

لكن للعمالة وجه واحد هو أن تكون حصة جهة اخرى او بلد اخر، غير وطنك سواءا" في الحرب او السلم.

والآن ... وقبل أن اصل الى اهم نقطة فيما اريد الوصول اليه, اريد ان اذكر ببديهيات اخرى يبدو ان زمن السقوط اللعين قد جعلها ليست بديهيات، ولوى في هذا الزمن الاغبر أعناق الحقائق المطلقة ليجعل بعض الناس يقعون فريسة تداخل الالوان عمدا" او دون قصد. فدول العالم قد ابتكرت وصنعت السلاح لان قناعاتها السياسية وعقائدها اوحت لها بان الحرب ممكنة كما هو السلم. وقد صنعت السلاح في اصل عقيدتها لتستخدمه دفاعا" عن النفس وليس لأغراض المتاجرة فيه لأن أمر المتاجرة بالسلاح قد ولد لاحقا" وكنتيجة عرضية لنمو عقائد الحروب. وان الدول الحرة الديمقراطية هي التي تسيدت ساحات تصنيع السلاح والابتكار في هذه الصناعة. وعندما حصل التوازن بين هذه الدول في كم ونوع وفاعلية اسلحتها التقليدية اعملت عقول ابناءها لتتفوق في انواع غير تقليدية من الاسلحة فانتجت السلاح الذري والنووي. وعندما عادت حالة الاتزان من جديد في الأسلحة الفتاكة صعدت دول العالم الى الفضاء لتتفوق في حرب النجوم.

لمَ كل هذا الفعل الانساني العملاق في ميدان صناعة السلاح والادوات الساندة للسلاح ؟

الاجابة على هذا التساؤل تقودنا الى تفاصيل طويلة وشائكة لكن محصلة القول واحدة وهي ان الدول والاوطان تريد الحفاظ على سيادتها واستقلالها ومصالح شعوبها، وهي تدرك ومقتنعة ان تحقيق هذه الغايات لا يمكن ان يؤمن بشكل ناجع ويقيني الاّ بتوفر السلاح. اي .. ان الحفاظ على الهوية الوطنية قد استدعى ان يكون ابناء البلد مستعدون لانتاج السلاح واستخدامة لحماية معنى الوطنية. ان دول العالم كلها تعمل في مربع السلم وكأنه هو مربع حياتها الوحيد وتعمل في مربع الحرب والاستعداد والتهيؤ لها وكانها امر حتمي. فالحرب محتملة لاي سبب والسلم قائم ومكونات الحرب لا تعني العدوان بالضرورة بل تعني في قيمتها الاصيلة والاصلية الحفاظ على قوائم السلم. كلا الامرين يعني الحفاظ على الوطن وينفذ ضمن اطار وطني الاّ حروب الاحتلال والاستعمار فلها معان أخرى مختلفة.

وثمة معضلة اخرى كانت قائمة وتضغط على اعصاب الكاتب منذ لحظة ولادة كتابة هذا الموضوع .. ألا وهي ان أي بلدين في العالم عندما يجران الى الحرب .. فهل يتفقان على ساعة الصفر لانطلاق الحرب, وهل يقع في دائرة اهتمام السياسي او العسكري الذي يخطط للحرب في أي بلد في العالم ان يعطي لعدوه الفرصة ان يبدأ بالانقضاض عليه قبل ان يضع ساعة صفر الرد في اعلى خارطة العمل العسكري؟

ما يهمنا هنا في هذا الامر هو ان الحرب قد تقع بين دول العالم لاسباب كثيرة ومختلفة وان الدول التي تتحارب لا تتفق على ساعة الصفر وان ابناء الوطن الذي يدخل الحرب يجب ان يكون معه, أي مع وطنهم بالمطلق, بغض النظر عن رغبتهم من عدمها في وقوع الحرب وبغض النظر عن موقف المواطن من الجهة السياسية التي تحكم البلد او الحزب الذي يقود السلطة. قد يمتنع المواطن عن القتال لأي سبب كان, لكن لا يمكن للمواطن ان يهرب من بلده الى البلد الآخر الذي في حالة حرب مع وطنه ليقاتل معه ضد وطنه لاي سبب كان. اي سبب مهما كان لايسوغ القتال مع العدو ضد الوطن. لا فرق ان يكون هذا الوطن اسمه العراق ومن يحاربه اسمه ايران او امريكا، وسواءا" كان الوطن اسمه امريكا وتحاربه روسيا او اسمه فرنسا وتحاربه بريطانيا. لا يوجد امر وسط في هذا .. اما ان تكون وطني او ان تكون عميل.

الانبياء قاتلوا, وثمة بشر كانوا ولا زالوا يخطئونهم في دخولهم الحروب. وائمة وصالحين واولياء حاربوا, ومن الناس من ايّدهم ومن الناس من ادانهم. دول وقادة وشعوب دخلت ماله بداية ولكن دون نهاية من الحروب .. لكن يبقى الموقف الوطني هو ان تكون حصة وطنك في حالة الحرب.

الاّ من جاءوا بالاحتلال ومع الاحتلال وبعد الاحتلال الامريكي الغاشم ليدمر وطننا يريدوننا ان نقبل ونقتنع انهم وطنيون رغم انهم خونة وعملاء ومجرمون. يريدوننا ان نلوي معاني وحقائق ولدت عليها الدول والشعوب والعالم كله لكي نسوغ ونقبل بخيانتهم وعمالتهم. يريدون منا ان نطرح معاني ومفاهيم وقيم جديدة للوطنية لنقبل بتحالفهم مع المحتل. لماذا ؟

لأنهم كانوا يعتقدون ان العراق تحكمه دكتاتورية, ويتحكم فيه حزب واحد, وليس فيه ديمقراطية ولا تحصل فيه انتخابات تشارك فيها الاحزاب الطائفية والعرقية العميلة, وانه دخل حروب هم من وجهة نظرهم غير مبررة، وهم من وجهة نظرهم ان العراق هو الذي بدأها دون ان يكون قد واجه تهديدات خطيرة دفعته أو فرضت عليه الحرب ... لانهم قد اقنعوا انفسهم بالف سبب للعمالة والخيانة لكي يصلوا الى السلطة، فهم يريدون منا ان نقول عنهم انهم شرفاء. كلهم يريدون منا ان نقول ان العراق هو البلد الوحيد في العالم الذي حارب وهو البلد الوحيد في العالم الذي انتج واشترى السلاح وان العراق وحده دون كل الدنيا هو البلد العدواني والمعتدي لكي نبرر لهم خيانتهم.

لا ادري لماذا امتنع نصف المعارضين للحكومة العراقية وهم من بين اعمدة المعارضة السابقة عن الدخول مع الاحتلال او بعده. ولماذا رفض هؤلاء ما يسمى بالعملية السياسية التى اوجدها الاحتلال. انا ارى انهم لم يفعلوا لانهم لا يرون منطقة وسطا" بين العمالة والوطنية فاختاروا الوطنية، وهم يعلنون عن ذلك كل يوم في مختلف وسائل الاعلام. اما من دخلوا واستلموا السلطة فانهم يقعون تحت تعريف الخونة والعملاء وليس بوسع عراقي واع ومتعلم ومثقف أو بسيط، الاّ ان يصفهم بانهم خونة وعملاء مهما كانت قناعاتهم. واريد ان اذكر هنا امرا" في غاية الاهمية وهي ان وفود من يسمون انفسهم شيوخ عشائر الذين يتوافدون تحت ضغط الاحزاب العميلة لمقابلة هذا المسؤول او ذاك من حكومة الاحتلال هم أنفسهم بطولهم وعرضهم ونفس ملابسهم التي كانوا يتوافدون بها لمقابلة الرئيس الراحل الشهيد صدام حسين رحمه الله، وهم اما منافقون او منتفعون او اهل تقية، وعلى حكام الاحتلال ان لايؤسسوا كثيرا" على وفودهم ولا على تأييدهم فاغلبهم من اهل الكوفة ممن راسلوا ابا عبد الله الحسين عليه سلام الله ثم انفضوا عنه بدءا" وساهموا بذبحه انتهاءا". هؤلاء هم الواقفون في منطقة غاشمة واهمة تقع بين الوطنية واللاوطنية ينتظرون تطور الاحداث ليلعبوا دورا" آخر من ادوار النفاق والجبن المركب.

من يلحد لديه مبرراته, الاّ انه ملحد وغاشم وخاسر في الدنيا وفي الآخرة. ومن يعتنق العلمانية ليسوغ لنفسه ان يكون ضد ارادة الله وان يضحك على نفسه في موالات اعداء وطنه، وان الانحياز المطلق للوطن لا يمكن ان يقرن مشروطا" بحرب دينية او طائفية بمعنى ان ابن ادم يدافع عن وطنه بالمفهوم الحديث للوطنية والمواطنة ليس تحت وازع ديني او اثني بل لهذه النوازع ولسواها، والاّ فهو يخدع نفسه لا غير:

بسم الله الرحمن الرحيم

ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملّتهم قُل ان هدى الله هو الهدى ولئن اتبعت أهواءهم بعدَ الذي جاءك من العلم مالك من الله من وليّ ولا نصير

صدق الله العلي العظيم

 

بسم الله الرحمن الرحيم

ياأيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياءَ بعضهم أولياءُ بعض ومن يتولهم منكم فأنه منهم ان الله لا يهدي القوم الظالمين

صدق الله العليّ العظيم

لقد نزفت الشعوب دماءا" كالانهار من اجل حريتها واستقلالها, كل شعوب العالم تقريبا" خاضت معارك وحروب لتصون اوطانها, الاّ ارباب العلمانية الامريكية يريدون منا ان نحرر بلدنا بالانتظار والتعامل مع الاحتلال كحكومة ونظام سياسي، ذلك لانهم ومعهم طوائفيوا الاحتلال ايضا" وشعوبيوا الاحتلال والمنتفعين منه يريدون منا ان نشرعن سفالتهم وانحطاطهم وخيانتهم العظمى، والاّ فنحن ارهابيون ومخربون وخارجون على القانون. وبذلك فان لهم الحق ان يسحقوا جماجمنا ويهدروا دماءنا. هم وحدهم معهم قوانين واوامر وفرمانات وصكوك الهية تجيز سحق جماجم شعبنا لانه يرفض العمالة والخيانة والغدر. هم وحدهم مخولون باوامر الهية ان يقتلوا ويهجروا ويعتقلوا الملايين من ابناء شعبنا لكي يستقر الاحتلال وارادته المعتدية، وان يستقروا هم تحت ظلاله ولا يحق لنا ان نصفهم بالخيانة والطغيان والدكتاتورية. انهم يلوون عنق الحقائق ويطوعونها ونحن, خلق الله, علينا ان نقبل لانهم منَزلون .. بالمضلات الامريكية، وعلينا ان ننتظر فرمانا" بكون الحرب والمواجهة دينية لكي يحق لنا قتال المحتل.

ولكننا نقول لكل هؤلاء ...ان لا تعريف لهم غير كونهم عملاء, ولا وصف لما قاموا به ضد وطنهم الاّ العمالة والخيانة والسقوط, و لا شئ يصف ما فعلوه بشعبنا وبلدنا سوى الطغيان والاجرام المحترف وفرعونية تقع في وصفها اسوء بكثير من وصف الدكتاتورية. وانهم  سيُحاسبون على هذا الاساس من الله ومن شعبنا.

لقد عرف شعبنا كل ابعاد اللعبة, عرف اعجميها وامريكيها، وعرف شعوبيها وطائفيها, عرف ان كل من يمد يده معاونا الاحتلال في وزارة او ادارة هو عميل ومجرم أو لا يعرف انه يقع ضمن هذا الوصف وعلينا ان نبصره .. وكان على العملاء والمجرمين لكي يتجنبوا هذا الوصف ان يتركوا الامريكان يتيهون في تفاصيل ادارة الشؤون الصغيرة والكبيرة وكل الخدمات التي تقدمها الدولة ويسقطوا في وحل هذه التفاصيل وينصرفوا هم اما الى التفرج إن كانوا يعدمون القدرة على الفعل الذي يعمق مأزق الاحتلال في ادارة كل جوانب الادارة ومتطلباتها، من كنّاس البلدية الى المعلم والمدرس واستاذ الجامعة والقاضي والمدير وكاتب العدل ومسجل العقار وشرطي المرور ومصلح الكهرباء، أو يحملون السلاح ويغرقونه بدمه وبخسائر مادية لا يقوى عليها او بكلا الامرين. وليعلم الجميع انه لو كان قد حصل هذا (وهذا ما كان سيفعله الامريكان وسواهم من شعوب العالم الحرة في حالة احتلال بلدانهم) لما امتد احتلال العراق لاكثر من ثلاثة شهور.

تبا لأيادي وخسئت نفوس وإرادات غاشمة ضالة باعت الوطن الحبيب مهما كانت مبرراتها واسبابها وسحقا" لمن يبحث لنفسه عن دور عميل وخائن وغطاء شرعي من ابناء العراق الغيارى. لن يدخل احد الجنة على حساب وطنيتنا .. لن يحكمنا احد تحت ظلال الاحتلال ونصفق له او نرضى عنه .. وعلى الجميع ان يدرك ان غضبنا القادم اعظم واشد مما حصدوا. بل ان ثورة العراق الحر الاسد قادمة لا محال بأذن واحد أحد.

 

Victory.come@yahoo.com

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

                                         الجمعة  /  04  جمادي الاول 1429 هـ   ***   الموافق  09  /  أيــــار / 2008 م