الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

شهداء وأسرى وتاريخ مقاوم مجيد يخطه البعث العظيم في سفره الخالد

 

 

شبكة المنصور

كاظم عبد الحسين عباس / أكاديمي عراقي – بغداد

 

كنا ونحن نتعلم الف باء البعث نقرأ عن رجال يضحون بالغالي والنفيس من اجل العقيدة، وكنا نقرأ عن عقيدة تسمو بالرجال فوق عشق الذات وترتقي بهم الى مراتب ملائكية في حب الشعب, كل الشعب, وتجعلهم يضعون مصلحة الجمع فوق كل مصالحهم، بل وفوق كل اعتبار للذات وكينونتها.

لما اعتنقنا البعث كنا نعلمُ               ان المشانق للعقيدة سلمُ

من كان يتخيل ان رجال العقيدة والمبادئ قد رددوا هذا البيت من القصيد لمحض التبجح, فلقد رأى بام عينيه كيف ارتقى سيد شهداء العصر صدام حسين عليه السلام الى عاليات المعالي فوضع جلاديه تحت اقدامه الشريفة ساخرا" من مرجلة يدعونها كذبا" وبهتانا"، لا بل كان وكأنه يستصرخ ضعف الرجولة عند جلاديه القتلة المجرمون ويعيبها عليهم!! فقالوا للناس وهم يرتجفون هلعا" ورعبا" من بطولة ارتقاء المشنقة .... ان صدام حسين لا يشبه خلق الله من أهل البشرية ... قالوا لنا انه قد درّب نفسه على اعتياد الشنق  ..........

هل سمعتم من قبل عن بشر يدرّب نفسه على اعتياد حبال المشنقة؟ وهل جاءكم خبر مثل هذا التهافت والبهتان المريع؟

فجاءهم برزان الاسد ... نموذجا" آخر لرجال عشقوا العراق والامة ومبادئها فهانت عليه الروح العزيزة مقابل ان تظل للعراق العزة وللمبادئ والعقيدة ألق السمو والثبات. قدم برزان الاسد مثالا" آخر لرجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه.

خرجوا علينا باوراقهم الصفراء .. ان برزان كان ميتا" سريريا"... بهتان آخر أخزى الله به المارقين الكفرة.. وكأنهم لم يقطعوا رأس الاسد برزان عن جسده بسكين الغدر في حبل المشنقة في واحدة من أبشع وأحط عمليات الثأر من الرجولة البطلة والثبات على المبادئ ندر ما شهد لها تأريخ الاغتيالات مثيل.

ثم حبسنا الانفاس ونحن نخط سطور المجد حين تقدمت خطو أبا البدر عواد البندر السعدون واثقا" مؤمنا" محتسبا" نحو صفحات التأريخ المشرق بإباء الرجال وزهو الفحولة فكان نجما" آخر في سماء السمو والارتقاء الى العلياء والخلود .... ردد أبو البدر الكبير الزاهر:

عاشت الامة .. عاش العراق .. المجد للبعث .. الله اكبر .. لا اله الا الله .. حتى غاب جسدا" هوت تحت أقدامه أقزام العمالة والخيانة والردة والخسة وهي ترتعد مرعوبة من كلمات التاريخ وسعادة الوفاء وانتصار الموت على الذل.

ثم أشرق قمر آخر, وأي قمر, في تاريخ البعث والعراق والامة والاسلام ... سار في درب الشهادة وما أعطى اعطاء الذليل وما أقر اقرار العبيد ... عذبوه .. مزقوا جلده فلم يمسك الجرح كي لا يسقط عقاله .. عقال الغيرة العروبية التي لم تفكر للحظة ان تساوم او ان تذعن لجبروت الطغاة الغزاة ولا لخناجر عملاءهم .

هكذا كان عرس شهادة طه ياسين رمضان ... أخا" ورفيقا" لصدام وبرزان والبندر ... صفحة إباء أخرى لسفر البعث الخالد ومصداق لعهد المبادئ .. لم يتنازل ولم يلتفت لحظة الى الوراء لانه يعرف ان النظر الى الامام هو عهد البطولة .

ما سمعناه وقرأناه اذن عن رجال يصعدون الى المشانق وهم يسخرون من جلاديهم ويضحكون من الموت ... ما قرأناه عن التضحية بالروح, حقيقة وليس تاريخ بلا سند .. نموت نموت ويحيا البعث ... نموت نموت وتحيا الامة, ليست مجرد شعارات تردد .. انها افعال, بل افعال مشهودة, غسلت عن وجه الامة غبار الازمنة الرديئة ,,,, نورت عالم الرجال بالفداء والبطولة ... اكدت عمق الايمان الذي يصل بالذات حد ان يطوعها لتركن الى الخلود كيما يفوز الايمان ويترسخ.

اما الحديث عن تاريخ سجله ويسجله اسرى الحزب والدولة العراقية الوطنية عند جيوش الاحتلال الامريكي المجرم فهو حديث مزدهر بمعاني تنحني لها هامات الزمن وهامات الرجال .

رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ..

صحف بالمئات ومجلات بالعشرات ووجوه صغار وشباب يلفحها الحر والبرد في فصول متعاقبة واصوات يبحها الصراخ ...

طارق عزيز يعترف ويتحول الى شاهد ضد صدام حسين!

هل تعرفون رئيس جمهورية العراق القادم ..؟ انه برزان التكريتي !

انهيار علي حسن المجيد في التحقيق وتسجيل اعترافاته باستخدام أسلحة كيمياوية ضد الكرد في حلبجه!

عواد البندر يحاول التملص من قرارات محكمة الثورة!

محمد حمزة ينقلب على رفاق الامس ويعتذر ويطلب الصفح عن جرائم الشعبانية !.

مأجورون يكتبون بلا حياء وبلا حساب لرأي الشعب حين تبان الحقيقة وينفضح الزيف وطوابير السيارات المتوقفة لساعات طوال تنتظر لحظة زحف يقاس بالامتار ... وازيز رصاص وانفجارات .. ودوريات الاحتلال تسحق الناس والعجلات وتمسح سرفها الدم المراق ... كل شئ خطأ وينذر بكوارث اشد واقسى .. الاّ ان الصحف الصفراء لا تتوقف وصراخ الصبية لا يتوقف. جزء من مشهد الفوضى (الخلاقة!)، الذي اريد له ان يكون ستارا" يصاغ من بين ثناياه الوسخة تاريخ بشع, يبشع العراق ويبشع قيادة العراق التاريخية وفقا" لهوى الحقد الصهيوني الفارسي الاسود. تاريخ احمق يبشع ثلاثين عاما" من انجازات حولت العراق الى بلد متقدم في كل ميادين وروافد الحياة وصاحب عقيدة وطنية وقومية ومشروع نهضة رسالية قومية ارعبت اميركا واعوانها .

تبشيع صورة القيادة البطلة في الأسر مدخلا" لتبشيع جهاد وكفاح العراقيين لاكثر من ثلاثين عاما" .

كان هذا هو دور الصحف الصفراء التي مولها الاحتلال ومعها كم هائل من وسائل اعلامية اطلقها في الداخل والخارج مضافة الى مئات الوسائل الاعلامية التي اشتغلت بصيغة ماكنة مهولة من اجل ان ينفر الشعب والامتين من قيادة العراق ومن أجل تحرق انجازاتها .

الاستهداف الاكبر هو سمعة القيادة, الهدف هو ايجاد ثغرة ولو صغيرة تشوه التاريخ وتجعل الشعب يعيش حالة انفصام.

بذلوا أطنانا من الدولارات والدنانير على نشاط اعلامي هدفه الاول والاخير مسخ صورة القيادة البطلة في عقول وضمائر واذهان شعبنا وزعزعة ايمانه الواسع بشجاعتهم وصدقهم ورجولتهم ومواقفهم المبدئية المستندة الى عقيدة حزب البعث العربي الاشتراكي ودينهم الحنيف. الاّ انهم      رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ...

 

أياما" وشهورا" عشناها في الكرادة والسعدون والدورة والمشتل وبغداد الجديدة كما في كربلاء وبابل والبصرة والموصل .. يعصرنا الالم ويسخن أجسادنا الخوف من ان تصدر كلمة واحدة أوعبارة واحدة مما يكتب ويشاع عن (خيانة) رجال القيادة لبعضهم البعض في محاكمات التحقيق الغادر وعن وشايتهم ببعضهم البعض وهم تحت سياط وحراب التعذيب الجسدي والنفسي .

يا ساتر يارب ..انه تاريخ شعب وامة، وتاريخ حركة ثورية عشقناها واحببنا مبادئها كما عشقنا واحببنا العراق والامة والاسلام.

ورغم العمل الاعلامي والاشاعات والتلفيق الخبيث التي دبرتها كل اطراف زمن السقوط الملعون ... كلها تقف الآن امام لحظات اعلان الحقيقة .... لحظات ظهور القيادة البطلة في محكمة العار ...العار لامريكا واذلاءها .

وإذا بالقيادة البطلة تتأبط كتاب الله .. عروة وثقى... وتمسك تاريخ ووجود البعث ميثاق شرف ... وأي شرف رفيع !.

وانقلب السحر على السحرة الساقطين ..

مواقف بطولية تنحني لها هامات امم وشعوب وتقشعر لها الضمائر والابدان .

إيثار ومحبة وكلام يوزن بموازين الذهب والماس ..

بدءا" بالجبل الأشم صدام حسين ومرورا" ببرزان والبندر وطه .. وصولا" الى طارق وأبا الحسن وسلطان وحسين ومحمود الأحمد وعبد الغني عبد الغفور وصابر .... وكذا كان صمود اسطوري لرجال آخرين كثر من نشامى العراق والبعث ومنهم عبد الحسين حيدر وهاني نصار سلام من الله عليهم كلهم. ورحمات على من قضى منهم شهيدا" تحت التعذيب والقهر مثل محمد حمزه وعزيز صالح. وسلام على من فرج الله عنه فتحول الى نجم في سماء العراق حيا" أو شهيدا" .      رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه ..

عجزت الحراب, كلت السياط, تنحى منظروا السايكولوجي, عجز الترهيب, عجز الترغيب, انكفأ البغي والكفر والبهتان والباطل .. وبقينا نحن شامخون.. متشرفون وشرفاء .. محبون للشهداء ومبهورون بصمود الاسرى.. الذين.. ما بدلوا تبديلا.. فاشرقت بهم وجوهنا بياضا" وعزا" وفخار.

وعرفنا كلنا ابناء البعث والعراق, ان ما قرأناه عن العقيدة والمشانق والصمود والتضحية والجود حتى بالنفس من اجل ان لا تُثلم المبادئ ... كان صدقا" ووعدا" .

صفحة أخرى سجلها عشق الرجال العظام للتاريخ المشرق, الطافح بفحولة الرجولة, اهم واقوى من عشقهم لهواء الانفاس! فكان شرف الحزب والدولة الوطنية وتاريخ الفعل العملاق عندهم اقوى واهم من ارواحهم ومن عوائلهم. هذا هو معنى فعل الاسرى الابطال في صمودهم الاسطوري.

ان الاعلان عن المبادئ هذه المرة، ليس كما كان يحصل في قيادة العمل الوطني والكفاح من اجل تثبيت تجربة الحزب والبناء ولا حتى كما هو حال التعبير عنها في معارك الدفاع عن حياض الوطن لان هامش الحرية كان حاضرا".. أما وهم أسرى عند جيش الغزو الغاشم فان الاعلان عن المبادئ قد اخذ مسارات اخرى: انه تسجيل صفحة أخرى في تاريخ الانتماء الى المبادئ وقيم الرجولة.

لا احد ...لا أحد ابدا", من رجال صدام حسين ودولته الوطنية العظيمة, قد خطر في باله ولا مجرد التفكير بان يفرط بالامانة.

عظم بهم تاريخ العراق ... تألق بهم مفهوم البطولة .. تسامى بهم تاريخ البعث مجدا" وزهوا" وعلواط وثباتا" ونصرا" حتى على كينونة الذات وتهافت الانفاس الذي يأتي بعده الموت ... الخلود.

انتصرت بهم الانسانية على مهرجان الدجل الصاخب وعلى مسالك الباطل وشعوذة الدجل.

ونحن انتصرنا بهم كحزب وكشعب .... واي نصر هذا الذي يسجله المظلومون على قيود الظلم ؟؟ أي نصر يسجله اسرى على سجانيهم وعلى منهج خسيس أُريد له ان يسقط الحزب والقيادة كيما يسقط تاريخ دولتهم وصدق انتماءهم.

فهنيئا" لهم انهم صاروا نموذج الانسانية وقدوتنا في الثبات على المبادئ حتى النصر.. ولا شئ غير النصر باذن الله .

هنيئا" لهم انهم صاروا فخرنا وتاج عزنا وشرف لصفحات الماضي والحاضر والمستقبل .

هنيئا لهم انتصارهم حتى على غلاوة الروح كي يحفظ شرف الرجال وشرف المبادئ ويصان قسم نيل شرف العضوية في الحزب.

اولئك رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ..فسجلوا لنا ولهم تاريخ مشرف .

ويبقى البعث مجاهدا" ومناضلا" كيفما كانت حال الدرب الذي يسير فيه، فلقد ولد من رحم أمة مكافحة مناضلة وحمل سماتها وسام أصالة وعنوان رسالة لن ينقطع أبدا". وستستمر قوافل الجهاد حتى تحقيق اهداف امتنا في الوحدة والحرية والاشتراكية.

عاش المجاهدون

عاش البعث

المجد لشهداءنا

والحرية لاسرانا

والله اكبر

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

                                           الخميس /  18  ربيع الثاني 1429 هـ   ***   الموافق  24 /  نيســـــــان / 2008 م