الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

زراعة الشوك ... وحصاد الدبابيس

 

 

 

شبكة المنصور

كاظم عبد الحسين عباس / أكاديمي عراقي – بغداد

 

لن يمر وقت طويل من الآن وسيرى العالم كله ويسمع عشرات المسؤولين من ادارة بوش المجرمة يعلنون على رؤوس الاشهاد ان اميركا قد ارتكبت افدح خطأ في تأريخها، أدى الى كارثة مروعة، هي كارثة احتلال العراق وتدميره. بعد شهور سيصبح الكثير من رموز الادارة الامريكية احرارا" بعد ان تنتهي حقبة بوش الملعونة ويبتعد صقور الصهيونية ولو قليلا عن مسارات الفعل الاجرامي الارهابي وسيعلنون عن مختلف جوانب الكارثة الاجرامية المفجعة التي أدخل فيها بوش وادارته المجرمة، اميركا وحلفاء لها في أتون الجحيم العراقي الذي لم يصل بعد الى مرحلة السعير. وسنسمع ويسمع معنا العالم كله الارقام الحقيقية للخسائر الامريكية وخسائر الحلفاء في الاموال والارواح والمعدات، فضلا" عن خسائر لا تقل اهمية في معاني الشرف الانساني ومعاني الديمقراطية ومعاني الاعمار والشفافية وغيرها، وتعبر أصدق تعبير عن انحدار القطب الامريكي الواحد في سفوح الهاوية.

سيبدأ الحديث بعد شهور قليلة من الآن عن خطين متوازيين من الكارثة الامريكية في العراق:

الاول: كارثة القرار غير الشرعي ومجافاته لأعراف الارض والسماء، وما ترتب ويترتب عليه من خسائر فادحة في المال والرجال.

الثاني: كارثة استخدام اميركا لأشخاص وقوى وتيارات واحزاب من حملة الجنسية العراقية وهم في واقع الحال غير عراقيين وهواهم السياسي موزع بين محاور دولية تتراوح بين دول الجوار وصولا" الى قارة استراليا البعيدة جدا" عن العراق. مضاف لهم عراقييون من الداخل جبلهم الله على الشراهة في كل شئ ونحن نعرف قطعا" ان الرجل الشره لا قيم له، ومن لا قيم له فهو لا يصلح أن يكون في مقدمة قيادية أو زعامة.

سنسمع عن ارقام القتلى الحقيقيين ولن يقل عن 50-70 الف قتيل واضعاف هذا الرقم من الجرحى والمعوقين وستعلن الارقام الحقيقية للاموال التي دفعها الامريكان في هذا الاحتلال. وستحصل المقارنات الامريكية بين مخاض الجبال البوشية (نسبة الى بوش)، وبين حقائق الارض القاحلة المنبسطة وسيرفع جدار الحرج وتتناقض الغايات والاهداف او تبتعد نسبيا" عن بعضها في اقل تقدير. عندها سنكون أمام توجهات امريكية، إن لم تكن جديدة بالكامل ( BRAND NEW )، فانها ستكون معدّلة على الاقل. سيتم تطبيق برنامج دفع بدلات الايصال الى الحكم تحت مسمى (بدلات التحرير) وهي طبعا" ارقام فلكية من الدولارات لقاء وصول (المظلومون) الى كراسي الحكم. وتعويضات رواتب الجنود والمرتزقة وكاوبوي الشركات الامنية وثمن الآليات والطائرات والمعدات التي دُمرت. وقد تتمدد استحقاقات الدفع وصولا" الى تعويض المباني التي تضررت والارواح المقدسة التي أُزهقت في هجمات القاعدة على امريكا حمامة السلام والحرية والديمقراطية، وايضا لرواتب الموظفين وعمال الانقاذ والفنانين الذين شاركوا في حملات تحرير العراق.

قد يكون خيالي غير واسع واستشرافي غير موفق ولكنني على الاقل صادق مع ذاتي، ولا أقول خائف بل اني مفجوع من الخوف على ان يأتي يوم بعد بوش بأشهر قليلة يبيع الاخوة الحكام الكراسي التي يجلسون عليها لتسديد فواتير الاستحقاقات الامريكية ... فواتير التحرير، بل واسوأ من ذلك ستكون خزينة العراق لا تكفي رواتب لهم، حتى لو رفعت امريكا سعر برميل النفط الى 300 دولار، وعند ذلك سيبدأ دور جديد للمليشيات الطائفية.

ومن المؤكد الذي لا يقبل الاحتماليات والافتراض هو ان نسبة لا تقل عن 80% من العراقيين سيكونون حينئذ تحت خط الفقر بكثير.

ومن بين الاحتمالات العالية لمرحلة ما بعد بوش هو ان تقوم الادارة الامريكية الجديدة بتقديم عدد من رموز التحرير مثل احمد الجلبي وعلاوي والهاشمي وعبد المهدي وبعض العمائم الى المحاكم الامريكية بسبب تقديم معلومات مظلله وسوء تقدير الاوضاع في العراق

 MISSLEADIND INFORMATIONS AND BAD STIMULATIONS)) .

ان الله سبحانه يمهل ولا يهمل وان من يزرع الشوك لا يمكن ان يحصد البر.

وخلال الايام المقبلة والاسابيع القادمة، وتزامنا مع مرحلة تهيئة الارض لفترة ما بعد العم بوش، سيستمر انقضاض فارس الفرسان على جيش اللصوص والمخربين والخارجين على القانون والذين كان يطلق عليهم قبل محادثات الدائرة التلفزيونية المغلقة الاخيرة بين بوش ودولة رئيس الوزراء مصطلح جيش المهدي او جيش الامام عجل الله فرجه وسيتغير بعد الانتهاء منهم اسم مدينة الصدر الى مدينة الثورة وسيرفع مصطلح قدّس الله سره وصور وجداريات قدّس الله سره من كل الامكان التي انتشرت فيها بعد الفتح الامريكي الصهيوني الفارسي للعراق في 2003 وكتب تحتها بكل انواع الخط ... انتخبوا خادم المرجعية الدكتور موفق الربيعي لرئاسة الوزراء ... الدكتور علي الدباغ صوت العلم الذي انبثق من ادبيات المرجعية فاختاروه ... انتخبوا حزب التضحيات الجسام حزب الدعوة .. اوصيكم بالدعوة فانها امل الامة .. وهذه العبارة الاخيرة وكما قرأنا في ادبيات قدس الله سره، انها من بين اهم ما انتجته القريحة (الشيعية المسيّسة)، الاّ ان دورة الزمن قد غيرت الاحوال وإرادة الدولة الفاتحة واغراءات الكرسي الدوار قد تغلبت على القدسيات العتيقة.
تُرى هل هي استغاثات الدم الذي هدر لمئات الآلاف من ابناء شعبنا على ايدي المليشيات (الخارجه على القانون)، ام عويل الايتام والثكالى والارامل، ام رعب الاطفال والنسوة من ليل التهجير الحالك الظلمة .. تلكم التي طرقت ابواب السماء فدارت رحا الباري سبحانه لتنتقم قبل ان يجف دم الابرياء وانين الاجسام الممزقة بالدريلات وسكاكين الحشاشة .؟

منطق التاريخ, وجدل الشرائع الوضعية والسماوية وخفايا السياسة وعناوين الاقتصاد والتجارة كلها تتفق على ان الشعب على حق. ونحن نقولها بصوت يشق عنان السماء ان ابناء شعبنا هم من أخيَر واحسن البشر. مَن لم تعلمه المدارس فقد علمته الدواوين واخلاق العشيرة، ومَن لم يقرأ العلم في الكتب فقد سمعه في حكايات البهلول وعلي آل صويح. ومَن لم يتعرف على الحياء واحترام القانون في الجامعات فقد رضعها من صدور امهاتنا المليئة بالحياء والادب الجم ومن خدوش وشقوق ايادي الرجال المتكونة من (ربد المسحاة والكرك)، أو من حمل الطابوق والحجر وهي تنحت الصلد بحثا" وانتاجا" للقمة عيش شريف.

نعم هذه هي خصال شعبنا بايجاز شديد .. ابحثوا اذن عن اصل شذاذ الافاق والخارجين على القانون واللصوص والسلابة والعلاسة ومن اباحوا لأنفسهم خدمة الاحتلال في أي موقع كان .. حاولوا ان تتعرفوا على امهات غير زاكيات الحليب وآباء بلا رجولة واحزاب بلا مبادئ ولا قيم ولا انتماء للوطن حيث ستتعرفون عن حقيقة الدخلاء الذين جاء بهم وانتجهم الاحتلال وشعبنا منهم براء، لانهم قتلوا مئات الآلاف من احلى واروع شبابنا، والاّ ... فانكم ..كائن من تكونون .. لا تعرفون العلاقة الجدلية بين زراع الشوك وحاصدي الدبابيس وهي علاقة تحكم ما يطفح على السطح في ازمنة السقوط. وسبحان من حول جيش المهدي الى جيش القتلة والخارجين على القانون وقد يحول في مرحلة ما بعد بوش كل ابيض الى اسود وكل رمادي الى ابيض .!!!.

في مرحلة ما بعد بوش أتوقع ان يحصد دبابيس الشوك كل اللذين زرعوه ليس لان من سيخلف الملعون اقل لعنة منه, لا ابدا", بل لان اصول اللعب في دوائر العمالة والخيانة تقتضي ذلك. وان غدا" لناظره لقريب.

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

                                         السبت  / 27  ربيع الثاني 1429 هـ   ***   الموافق  03  /  أيــــار / 2008 م