الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

الألغام الخفية بين عناصر تحالف الشر ( الأمريكي الإيراني الصهيوني ) في احتلال العراق

 

 

 

 

شبكة المنصور

محمد عبد الحيانـي / مناضل بعثي

 

بداية، لابد من معرفة موقف مفردات هذا التحالف من (ثورة البعث) في العراق. وضمناًَ تبيان علاقة كل من هذه العناصر مع بعضها البعض. وسأتحدث عن كل من هذه العناصر على حدة، مبينين موقف هذا العنصر من البعث وثورته في العراق. وعلاقته مع العنصرين الآخرين من حيث التوافق والاختلاف:

1.أمريكا.... تحددت نظرة أمريكا السلبية من حزب البعث على الصعيد القومي منذ قيام وحدة مصر وسوريا التي كان حزب البعث المحرك الأساسي لقبول (جمال عبد الناصر) بها وذلك بعد أن ارتضى الحزب بحل نفسه في القطر السوري تلبية لطلب عبد الناصر لكي يرضى بقيام الوحدة ،وهذه الخطوة جعلت أعداء الوحدة العربية وفي مقدمتهم أمريكا يدركون بأن هذا الحزب يضحي بكل شيء من اجل تحقيق أهدافه وعلى رأسها الوحدة العربية التي أصبح مجرد النطق بها يرعب الغرب الذي يريد للأمة العربية أن تكون ضعيفة ومجزئة تدر له الخيرات من ثرواتها الغنية ومن اجل هذا أيضاًَ زرع الكيان الصهيوني المسخ في المنطقة التي تفصل الجزء الآسيوي من الوطن العربي عن الجزء الأفريقي منه.

وقبل قيام ثورة البعث في العراق في (17-30)تموز من عام 1968 كان لحزب البعث موقف حازم من محاولات الشركات الأمريكية لاستثمار واحتكار الكبريت و الفوسفات في العراق وبواسطة العميل (لطفي العبيدي). وكاد نظام وكاد نظام عبد الرحمن عارف (والذي كان عبد الرحمن البزاز رئيساًَ للوزراء فيه) أن يعقد اتفاقية الكبريت مع أمريكا لولا قيام ثورة البعث في (17-30)تموز ...تلك الثورة التي لم تكتفي بمنع عقد هذه الاتفاقية فقط بل قامت بتأميم نفط العراق عام 1972 الذي يسعى نظام العملاء هذه الأيام لإعادة نفوذ الشركات النفطية الأمريكية للعودة مجدداًَ لاستثمار نفط العراق عن طريق سعيها المحموم لتشريع قانون النفط الجديد. لقد كان تأميم النفط في ذلك الوقت سابقة ثورية حرّكت جماهير الأمة للضغط على الحكام الخانعين للولايات المتحدة بأن يتخذوا موقفاًَ مماثلاًَ كما كان تأميم النفط فاتحة لمواقف مماثلة في العالم ...وهكذا لم تجد أمريكا في النظام العراقي(البعثي) إلاّ عدواًَ بدأ يكبر في كل شيء(الثورة الانفجارية)وبناء جيش قوي قهر أقوى دولة في المنطقة وهي إيران ،وبناء الصناعات المدنية و العسكرية التي كان للشهيد صدام حسين مقولته المشهورة وهي إن أي دولة لا يمكن أن تكون مستقلة وهي تستورد السلاح من دول أخرى ،كما استطاعت الثورة بسنوات قصيرة أن تقضي على الأمية وغلقت منابع الأمية بفرضها قانون إلزامية التعليم ومجانيته ،وتطور فيها التعليم العالي والبحث العلمي فازداد عدد الجامعات بعد أن هيأت مستلزمات هذه الزيادة ،فأصبح في كل محافظة جامعة رسمية واحدة كحد أدنى ،بعد أن كانت في العراق جامعة واحدة هي جامعة بغداد ،وكليــة جامعة تملكها نقابة المعلمين... كما تم إكمال هرم العمالة التخصصي بإنشاء المعاهد الإدارية والتكنولوجية وثانويات التعليم المهني...(ومشاريع أخرى لا مجال لذكرها الآن)... فهل بعد كل هذا تغض أمريكا نظرها عن نظام البعث ولا تنتهز الفرص لإسقاطه وإزاحته عن طريقها...!!!؟

2.إيران.... حكاية إيران مع العراق تمتد عبر التاريخ..ومنذ أن تآمر الفرس مع اليهود في احتلال بابل في القرن الخامس قبل الميلاد..ومنذ ذلك الوقت ولحد الآن لم تنفك إيران (الفارسية)في حرب سجال مع العراقيين إلى أن تم طردهم وإسقاط دولتهم في القادسية الأولى في صدر الإسلام بعد أن ادخل العراقيون الإسلام إلى إيران ووجدت فيه القوميات الإيرانية خلاصاًَ لها من ظلم الحكم المجوسي. فانقلب دهاقنة المجوس ليتآمرا على الإسلام من داخله بهدف خلق الفتنة بين شعوب العالم الإسلامي.

إن مشاكلهم الحدودية مع العراق لم تنفك منذ سقوط الخلافة العباسية التي كانوا سبباًَ مهماًَ فيها.. وقد قضم الإيرانيين من الأراضي والمدن الحدودية العراقية الكثير عبر ذلك... وفي العهد الذي كان العثمانيون يحكمون العراق كانوا كلما خاضوا حرباًَ حدودية مع الفرس ينتهون إلى اتفاقيات يعطون فيها للدولة الفارسية مدناًَ وأراضي عراقية من جنوبه حتى شماله ليفوز(العثمانيون) بالأراضي والمدن التي تقع في شرق الأناضول.. وهكذا تجاوز الفرس على الاحواز وجانب من شرق السليمانية وديالى وصولاًَ إلى المحمرة والضفاف الشرقية لشط العرب.. وهكذا كسبَ الإيرانيون أراضي العراق الخصبة في الوقت الذي أعطيَ للأتراك الأراضي الجبلية الوعرة.. وبسبب الحروب عقدت عدة اتفاقيات حدودية بين العثمانيين والفرس كان آخرها معاهدة 1937 (في العهد الملكي) وقبل قيام ثورة البعث في العراق ،إلا أن الإيرانيون كانوا يخرقون هذه المعاهدات إلى أن تم توقيع معاهدة الجزائر. فاستقرت بعدها الأوضاع الحدودية خصوصا وان البعثيين قد أوقفوا نزيف الدم العراقي بسبب التمرد في شمال الوطن الذي كان يقوده (ملا مصطفى البرزاني)،وقد أمدّ شاه إيران هذا التمرد بقواته العسكرية التي دخلت العراق وتواجدت مدفعيته في وادي(برسلين) شمال محافظة صلاح الدين وكان قصف هذه المدفعية يصل إلى مدينة اربيل ذاتها. ونذكر هنا بأن كل من التمرد ومساعدة شاه إيران(محمد رضا بهلوي) له كان برعاية أمريكا والكيان الصهيوني نكاية بحكومة البعث التي أمّمَت النفط ووقفت كالطًودْ الشامخ بوجه جشع الامبريالية وشركاتها الاحتكارية ،وبغية إشغال نظام البعث بمعارك جانبية تصرفه عن تنفيذ خطته التنموية الجبّارة.

لقد كان الشاه آنذاك يمثل الرجل الأول للولايات المتحدة ولكن دخوله في الحرب مع العراق قد أخّرَه مثلما أخّر حكومة البعث،ووجد أن حربه مع العراق بجانب متمردي الأكراد نيابة عن أمريكا والكيان الصهيوني قد فوت على نظامه القدرة على الاستمرار التنمية الإيرانية التي قد بدأ الشروع بها في بداية السبعينات من القرن الماضي فوجد وساطة المرحوم(بومدين) بينه وبين الشهيد صدام حسين فرصة للتخلص من الالتزام مع أمريكا والصهاينة في حرب لا ناقة له فيها ولا جمل.. وكان خروج شاه إيران من الحرب باتفاقية عام 1975 كارثة على تمرد الملّه مصطفى البرزاني فألقى سلاحه واقتنع بما قدمه البعث لأبناء شعبنا الكردي في بيان الحادي عشر من آذار والذي أعطاهم حقوقهم القومية في (الحكم الذاتي) واعتبر اللغة الكردية في منطقة الحكم الذاتي لغة رسمية بجانب اللغة العربية في دوائر الدولة والمناهج المدرسية والجامعية التي أنشأت في محافظة اربيل.

لقد كان خروج شاه إيران من اللعبة الأمريكية الصهيونية بداية التآمر على نظامه من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل. وكان عملاء أمريكا في الجيش الإيراني يترقبون الإشارة للإطاحة به حيث أرادت أمريكا أن تكون بعيدة عن الأنظار في التآمر لكي يبدو الانقلاب وطنياً. كما إن اختيار البديل لابد أن يكون مهيأ لخلق المبررات للتدخل في شؤون العراق من جانب وان يساعدها في أن تضرب به الاتحاد السوفيتي في جمهورياته الإسلامية التي تقع شمال إيران ولها الباع الطويل إسلاميا في أفغانستان التي كان يحتلها الاتحاد السوفيتي وينصّب عليها حكومه شيوعيه.. وقد جاءت عملية الانقلاب بأسلوب دراماتيكي انطلق من تحريك رؤوسه من النجف الأشرف والكاظمية التي كان يحلّ فيهما كل من (خميني ورافسنجاني) لاجئَين ينعمان بالهناء والأمان بحماية نظام البعث ويأكلون ويشربون من خيرات العراق والعراقيين..!

كانت هناك سيارة انطلقت من النجف الأشرف إلى الكويت وهي تقلّ (خميني) بعمامته ولحيته ليجد بانتظاره طياره فرنسية خاصة تقلّه إلى باريس ليحل لمدة يومين ضيفاً على الحكومة الفرنسية وخلال هذه المدة الترحاليه كان عملاء أمريكا في جيش الشاه يعدون للانقلاب وطرد الشاه(الذي رفضته كل الدول التي توجه إليها وفي مقدمتها أمريكا ولم يجد له ملجأ الاّ في مصر) وعندها أوعِز لخميني بركوب ذات الطائرة التي انتظرته يومين لتحط به في مطار طهران.. ونجحت أمريكا في أن تكون بعيدة عن الأنظار ولم تظهر في الصورة غير الكويت وفرنسا..!!

استمرت أمريكا بعيدة عن الصورة لولا فضيحة إيران كيت الذي كشف المستور الذي فضح نظام خميني الذي كان يسمي بالشيطان الأكبر وهو يتزود بالسلاح المتطور منها ومن الكيان الصهيوني ليوجهها نحو المدن العراقية والجيش العراقي.. وكانت أمريكا تريد لنظام خميني أن يكسب شعبيته بإعلان معاداته لها.. وهكذا كان ما أراده الأمريكان والصهاينة بإشغال ثورة البعث بالحرب التي شنها نظام الملالي على العراق التي دامت ثمان سنوات علّم العراقيون فيها نظام الملالي كيف يكون البناء والتطور بجانب الحرب التي انتصر فيها العراق في 8/8/1988 .

ومن الجدير بالذكر إن أكثر المؤامرات الأمريكية التي قامت ضد ثورة البعث منذ قيامها مباشرة كانت حاضنتها إيران.. فقد كان (عبد الغني الراوي)صاحب أول مؤامرة ضد ثورة البعث قد جاء من إيران. و(ناظم كزار) الذي كان مدير الأمن العام في حكومة البعث بعد أن فشل في اغتيال الرئيس احمد حسن البكر والشهيد صدام حسين في مطار بغداد قام باغتيال وزير الدفاع آنذاك الشهيد(حماد شهاب) واختطف وزير النقل (سعدون غيدان) وهرب مع مجموعة من رجاله باتجاه الحدود الإيرانية لولا شجاعة أبناء شعبنا في محافظة ديالى الذين القوا القبض عليهم قبل أن يستطيعوا الفرار إلى الأراضي الإيرانية ومؤامرات أخرى يعرفها المعاصرون لها لا مجال لنا لذكرها كلها في موضوعنا هذا.

3.الكيان الصهيوني.... بين الكيان الصهيوني والعراق (ارض بابل) ما صَنَعَ الحدّاد، فمنذ أن قامت الإمبراطورية الآشورية وبعدها الإمبراطورية البابلية بتهجير اليهود الذين كانوا جزءاً من رعاياهما إلى العراق(حيث كانت الإمبراطوريتان المتعاقبتان تمتدان غرباً إلى البحر الأبيض المتوسط وسيناء).. وكان هذا التهجير يخضع له حسب نظام الإمبراطورية البابلية وقبلها الإمبراطورية الآشورية الأقوام المشاكسة. فقد هجّروا بسبب عدوانيتهم ضد الأقوام المجاورة لهم ،واعتداء قطاع الطرق اليهود على قوافل التجارة والنقل ما بين بابل ومصر.. ومنذ تحالف اليهود كجواسيس مع حكومة دولة الفرس لاحتلال بابل ولحد الآن كان اليهود والفرس في تحالف دائم ضد العراق والجزيرة العربية التي أصبحت حاضنة الإسلام.. ناهيكم عن إن العراق كان من الدول العربية السبّاقة لإزالة هذا الكيان المسخ الذي أقامه الاستعمار في فلسطين العربية بعد أن جَمع شُذّاذ الآفاق ِاليهود من قوميات أوربية وعالمية متعددة وممّن لا يمتّون إلى يهود المنطقة الأصليين بصله، ممهدين لمشروع استعماري استيطاني حدوده ما بين النيل والفرات... والخطين الذين يحصران بينهما نجمة داود السداسية في علم (كيانهم) يمثل إحداهما نهر الفرات مثلما يمثل الثاني نهر النيل.. فهل من دليل بعد هذا أن لا يكون الهدف النهائي هو الوصول للعراق..!!؟؟

وبالإضافة لكل ذلك ومما زاد حقدهم كون العراق ومن قبل قيام ثورة البعث فيه وبعدها لا يفوّت حرباً عربيه مع العدو إلاّ وكانت له اليد الطولى فيها..

إن الكيان الصهيوني يتعامل مع العراق وفق ثلاث اتجاهات هما:

1.اتجاه الحقد التاريخي على بابل.

2.اتجاه دفاعي إزاء قدرة العراق وجيشه البطل الذي أصبح المرشح الأول لإزالة كيانه المسخ من على خريطة الأرض العربية.

3.اتجاه تحقيق شعاره الاستعماري الخاص بتوطين يهود العالم في الدولة التي يسعى لإنشائها بحدودها ما بين نهري الفرات والنيل.. وبهذا الاتجاه يلتقي كل من الكيان الصهيوني ودولة الصفويين في طهران بهدف واحد يوصلهما إلى الفرات.. فمدينة(الكفل) لا يبعد عن النجف الأشرف إلاّ بضع كيلومترات و بوصول كلا العدوين إلى هاتين المدينتين يكونان قد دنّساها ودنّسا ارض العراق.. إن كلا الهدفين ترعاهما القوى اليهودية العالمية وبتوجيه من (النورانيين اليهود) أصحاب قرارات حكماء صهيون الخاص بسيطرة اليهود على مقدرات العالم وبناء دولتهم ما بين النيل والفرات التي يحكموا فيها العالم... وقد يتساءل الكثير عن مصدر التوجيه اليهودي لأصحاب العمائم الصفوية التي تحكم إيران وتصدر فتاواها التضليلية عبر عمائم قم والعمائم الصفوية في النجف الأشرف ، فنقول له أن الماسونية التي تتّخذ طابع السرية والتي يرأس محافلها في إيران الماسوني الذي يحمل درجة (33) (هاشمي ورافسنجاني) الماسونية هي الصنيعة العالمية للنورانيين اليهود...

4.بعد كل ما ذكرناه، لابد أن نشير إلى تميز الموقف الأمريكي في حربه مع العراق.. ذلك أن الإدارات الأمريكية المتعاقبة هي إدارات تخضع لتوجيه اللوبي اليهودي الذي يسيطر على الاقتصاد الأمريكي ومن خلال هذه السيطرة فهو الذي يفرض الإدارة التي تلبي طموحاته في بقاء هيمنته على مقدرات الشعب الأمريكي وتلبي في ذات الوقت استغلال قدرة أمريكا كدولة كبرى (بعد أن أصبحت مؤخراً تمثل القطب العالمي الأوحد) للسيطرة على ثروات ومقدرات الشعوب في العالم كخطوة أولى لتمويل هذه الثروات إلى دولتهم (الحلم) إسرائيل الكبرى (من النيل إلى الفرات) وليحكموا العالم من هذه الدولة (الحلم)...!!!

فأمريكا اذاً تحكمها الأقلية اليهودية فيها مستفيدة من واقع الشعب الأمريكي الخليط من أجناس متعددة قدمت إليه مؤخراً من شتى إنحاء العالم للارتزاق.. إن خوض أي حرب لا تتأثر بها سلباً الأقلية اليهودية بل على العكس من ذلك فهي تصب في مصلحتها، إنما الذي سيدفع كلفتها مالاً ودماً هو شعبها الفقير.. ولذلك فأن أي إدارة أمريكية تقع تحت ضغطين. ضغط القله اليهودية المسيطرة على المال وضغط الشعب الفقير المغلوب على أمره. الذي بدأ يتحسس ما جرته عليه حرب العراق من نزيف في الدم والمال يستقطع من الضرائب المفروضة عليه.. ولذلك، وحينما نسمع في الأخبار تصريحات المرشحين الرئاسيين والموقف المناهض للحرب من بعضهم إنما هم يبغون الحصول على أصوات غالبية الشعب في الوقت الذي يدعو فيه البعض إلى غير ذلك ليبتغي الحصول على دعم اليهود في شراء دعم الناخبين وكلا الطرفين يتمنى العودة منتصراً في الحرب على العراق..!! ولكن هيهات فالمقاومة العراقية بكل فصائلها قد وضعت قدرة أمريكا في وحل الهزيمة المؤكدة بمشيئة الله وقدرته. وهي هزيمة في ميدان المعارك؛ وهزيمة معنوية أمام كل شعوب وحكومات العالم.. فالمقاومة العراقية البطلة لم تجْدَع انف أمريكا في الميدان فحسب بل جعلتها أمام خيارين هما الانسحاب من العراق. ا وان يبقى نزيفها ينضح على مستويات الميدان العسكري والمالي والموقع الدولي المتدهور ووضعها كدولة كبرى تتمسك بوحدانية القطب.

لقد فشلت أمريكا في العراق من خلال اندثار مشروعها التقسيمي لــه بوحدة ووعي شعبه الذي أرادت له عبر عملائها الصفويين أن يتمزق شيعاً وطوائف. ومن خلال ضربات مقاومته التي شملت كل منطقة من ارض العراق. ولم يفيدها ما قامت به هي وعملائها المزدوجين من نشر الفوضى (الخلاّقة..!!) وفرق الموت وتشجيعها للميليشيات الطائفية وصناعة الصحوات المأجورة التي أرادت أن تكون الجهة التي تصدّ عنها خطر المقاومة من جهة..!! وتثير بها فوضى الصراع المسلح بين فئات وطوائف الشعب الواحد .

إن الاحتلال قد خسر الحرب في العراق منذ الأيام الأولى له وازداد ايلاماً وعمقاً للدرجة التي لم يكن أمام قوات الاحتلال إلاّ الانسحاب بصيغة يحفظ فيها ماء وجه أمريكا. فأن أي عقلية إستراتيجية أمام قراءة الوضع الذي وضعت أمريكا نفسها فيه ما بين المقاومة والقوة الإيرانية التي خلقتها في العراق وفي المنطقة كمنافسه لها في السيطرة على نفط العراق والخليج لا يدّخر جهداً في تفكيره، إلاّ أن يجعل خروجه من العراق مصاحباً لضربة تدميرية لإيران أقسى من تلك التي ضرب بها البنى التحتية للعراق قبل تورطه في الدخول إلى العراق ودون تورطه في احتلال الأرض عدى عن احتلال ميناء بندر عبّاس وعبدان وجزيرة خرج ومدينة أو مدينتين في وسط الضفة الشرقية للخليج العربي.. ويفرض حصاراً دولياً عليها كما فعل ذلك مع العراق عام (1992) ... ثم ما عليها بعد ذلك إلاّ أن تعزّز قواعدها في الدول المجهرية الموجودة على الضفة الغربية للخليج العربي وبعض جزره .

إلاّ أن هذا الأمر ليس بالهَيّن لا لأنّ أمريكا غير قادرة على ذلك بل لان هناك جملة من الاعتبارات تقف بوجه هذا الاتجاه، أولها عدم قبول الكيان الصهيوني بذلك، خصوصاً وان هذا الكيان سيخسر إيران كحليف تأريخي مرر عبره الكثير من المشاريع المعادية للوطن العربي عامه و(للعراق) خاصة... كما إن بخروج الاحتلال الأمريكي من العراق سيخسر الكيان قاعدته التآمرية على العراق والمنطقة المحيطة به وهي الأراضي الكردية في شمال القطر؛ إذ إن خروج الاحتلال سيجعل عملاء إسرائيل في المنطقة الكردية بلا غطاء حماية من النظام الوطني الجديد الذي سيعقب خروج المحتلين. كما إن أمريكا وقبل تنفيذ هذا الأمر عليها إقناع العالم به وإعطائه المشروعية كما فعلت في العراق؛ خصوصاً وان الرأي العام العالمي قد أدانها في غزو العراق وقد لا يقنع العالم بمبررات الغزو الجديد. كما إنها (أمريكا) لا زالت غير متأكدة من اقتناع دول حلف شمال الأطلسي لكسبها في حصار إيران... ومع كل ذلك فأن الدول الصناعية الكبرى في أوربا غير مستعدة لتسليم مواردها النفطية الموجودة في الدول المجهرية في الخليج لدولة كبيرة مثل إيران ذات شأن مؤثر في المنطقة.. هذا من جانب وأن التأخر في اتخاذ مثل هذا الموقف من قِبَلْ أمريكا يندرج في انتظارها لشيئين:-
1.ما يتمخّض عنه عملها داخل إيران من تهيئة عناصر يمكن أن تكون بديلة لنظام الملالي من جهة ويرضى بها الكيان الصهيوني من جهة أخرى.

2.الاستمرار في صناعة الفوضى داخل العراق لعلها تكسب أشياء تفيدها وتعطل أمر الانسحاب منه...!! ولكن هيهات...!!!

ما ذكر في هذا الموضوع هو مجرد حسابات تتقارب مع ما أفرزته الأحداث في العراق.. ولكن تبقى المقاومة العراقية البطلة هي سيدة الموقف والتي سَتَجُر المحتل للخروج مُرْغماً من العراق ليعود العالم خالياً من العنجهية الأمريكية.... ومن يدري... فقد يكون طريق ضرب إيران بالشكل المذكور أعلاه هو طريق النجاة و إظهار (أمريكا) لنفسها بمظهر المنتصر رغم خروجها مهزومة من وحل العراق.

 

 

 

 

شبكة المنصور

                                            الاربعاء  /  25  ربيع الاول 1429 هـ   ***   الموافق  02 / نيســـــــان / 2008 م