الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

قيادة تاريخية وحزب رسالي
(1)

 

 

شبكة المنصور

محسن خليل

 

كشف الخبر الملفق عن اعتقال شيخ المجاهدين عزت ابراهيم والذي بثه المنبر الاعلامي الامريكي الناطق بالعربية والمسمى بقناة (العربية) أن هذه القناة ليس فيها من العربية الا بقدر مافي قناة (الحرة) الامريكية من الحرية .. وهي أذ ارادت بهذا الخبر ممارسة نوع من الحرب النفسية ضد المجاهدين الصابرين واحرار العراق ، وأشاعة حالة من القلق واليأس بينهم ،والنيل من عزيمتهم واصرارهم على تحرير العراق وهزيمة المحتل ، فأنما فعلت ذلك ، انطلاقا من حالة الحصار التي ضاقت حلقاتها حول رقاب المحتل وحكومته الدمية ، ومن الضربات القاتلة التي أنزلتها المقاومة بجنود الاحتلال وماكنته العسكرية .

وليس صدفة ان يتزامن نشر الخبر الكاذب مع التقرير الذي نشره موقع المحاربين القدماء والذي اعترف ان خسائر المحتل بلغت (73) ألف قتيل ( الى جهنم وبئس المصير ) واضعاف هذا العدد من الجرحى .. تقرير منظمة المحاربين أحدث صدمة وأنبهارا في الأوساط التي أطلعت عليه ،وبسبب ردة الفعل العميقة حذفت الصفحة من الموقع الالكتروني فوراً ، وتسنى للبعض الاطلاع عليها واعادة نشرها .. خبر قناة العربية في أحد دوافع تلفيقه ، هو للتغطية على تسرب ألعدد الحقيقي لقتلى جنود المحتل ، أما الاخر فهو للتغطية على انتصارات المقاومة العراقية الباسلة والدور الرائد والمميز للبعث وامينه العام القائد الاعلى للجهاد والتحرير شيخ المجاهدين عزت ابراهيم .وقد حاول موفق الربيعي مايسمى بمستشار الامن أن يطلق بدوره فرية أخرى تزامنت مع تلفيقة قناة العربية فأدعى في لقاء له مع منبر أمريكي آخر ناطق بالعربية يسمى صحيفة الشرق الاوسط ان شيخ المجاهدين موجود الآن في سوريا.

وقال الربيعي (لقد فاتحنا المسؤولين السوريين عدة مرات وهم ينكرون وجوده بالرغم من أدلتنا) . والربيعي كعادة اسياده الامريكان يحاول ترحيل هزيمة جيش الاحتلال الى عوامل خارجية وليس الى المقاومة العراقية الباسلة وفي الوقت نفسه تحميل سوريا المسؤولية لتبرير الضغوط الصهيونية الامريكية عليها ..

هذا الخبر الملفق لن يكون آخر التخبطات ،ولكن لابد من وضعه في سياقه الصحيح ، فبعد خمس سنوات من الاحتلال ضاقت الارض بما رحبت على المحتل وعملاؤه وانحشروا جميعهم في الجيتو الذي اختاروه لأنفسهم واطلقوا عليه المنطقة الخضراء ، وباءت بالفشل الحملة الاعلامية والنفسية الهائلة الموجهة ضد البعث وقادته وانجازاته خلال ال 35 سنة من حكمه ، ولم تعد اليوم صناعة شيطنة البعث تنطلي على غالبية العراقيين ،فالشيطان الحقيقي ماثل امامهم بآلته العسكرية الجبارة ومجرميه القتلة من المليشيات والمرتزقة ، ولصوصه الذين طغوا في البلاد وأكثروا فيها الفساد ،من الطالباني والبارزاني والهاشمي وعدنان الدليمي والحكيم والمالكي ومقتدى الصدر الى منظومة الشيطان الاكبر الايرانية من حرس ثوري ومخابرات وعمايم ومهربي مخدرات وفرق الموت ،قتلة العلماء وضباط الجيش العراقي ..بعد خمس سنوات انقلبت الطاولة على الاوغاد وعاد العراقيون يسمون الاشياء بأسمائها الحقيقية ،ويفرزون الخنادق بدقة ووضوح .. لم يعد ثمة مجال للتداخل ، وخلط الاوراق ، وفشلت كل خطط تزوير وعي الشعب العراقي وأستدراجه الى معارك جانبية تلهيه عن العدو الاول وهو الاحتلال وادواته وعملائه .

لعب البعث دورا رائدا في قلب أتجاه الاحداث وتوجيه بوصلتها الوجهة الصحيحة وتعبئة طاقات الشعب وقواه الحية نحو المحتل وعدم اعطائه فرصة لألتقاط أنفاسه ،وكان لاطلاقه الفوري للمقاومة العراقية الباسلة وقع الصاعقة على بوش وأدارته وهو الذي تباهى بانتهاء العمليات العسكرية منذ الاول من ايار 2003 ؟؟ ألم تفقده المقاومة العراقية مصداقيته أمام شعبه والعالم وأصابته بالكآبة مثلما حولت ثلث جيشه الى مجانين مصابين بامراض عقلية وعصبية ؟؟

لقد أظهر شعب العراق وقواه الوطنية المناهضة للأحتلال مستوىً غير مسبوق في الصلابة والمقاومة وامتلاك طاقة تحمل صمدت بوجه حملات الابادة والاعتقالات والعقوبات الجماعية والقتل العشوائي وأستخدام الاسلحة المحرمة ، وبناء جدران العزل حول الاحياء السكنية لتقييد حركة مقاومته البطلة .. كثير من الجرائم أرتكبت تضع بوش وحكومة العملاء تحت طائلة القانون الدولي والمحكمة الجنائية الدولية ، لكنها لم تنل من تصميم العراقيين على الصمود وأصرارهم على طرد المحتل ومعاقبة مرتكبي جريمة الخيانة العظمى من المحسوبين على شعب العراق الابي في الوقت المناسب أذ يأذن الله ؟؟

في كل هذه الملحمة التي صنعها شعب العراق كان لقادة البعث ومناضليه الدور المميز .. لقد أستهدفت الحرب بالاساس البعث وتجربته الوطنية .. أسباب الغزو والاحتلال كانت ملفقة .

ووضع كل من كوريا الشمالية وأيران الى جانب العراق في (محور الشر) كان غرضه التغطية على أستهداف العراق ، فأحد عناصرمحور الشر (أيران) شاركت أمريكا في الغزو وتتقاسم معها الاحتلال ولم تكن هدفا امريكيا ، والعنصر الثاني (كوريا الشمالية ) سويت مشكلة أسلحتها النووية . ومنذ اليوم الاول للأحتلال ، أتخذ المحتل قرار حل البعث ، وأصدر قانون باجتثاثه ثم شرِّع الاجتثاث دستوريا ليشمل فكر البعث بالاضافة الى تنظيمه النضالي .ومنذ اليوم الاول باشر المحتل وميليشيات أحزابه العميلة ومخابرات أيران والصهاينة ملاحقة البعثيين بالاجتثاث الجسدي عن طريق الاغتيالات والاعتقالات وقطع الارزاق وحملات التشويه والافتراء التي لم تتوقف حتى هذه اللحظة ، قدم البعث خلالها أكثر من (120) ألف شهيد من مناضليه الابطال ..

ليس في هذا الاندفاع الجنوني ضد البعث أسرار ، أو طلاسم ، فشركاء الجريمة (امريكا وأسرائيل وأيران ) تقاسموا هاجس الخوف والقلق من العراق في ظل البعث منذ لحظة أستلامه السلطة ، بل ان الصهاينة وشاه ايران بتوجيه امريكي ترصدوا للبعث قبل أستلامه السلطة بسنتين كما اعترف بذلك العميل اللواء عبدالغني الراوي (حديث ومذكرات نشرتها صحيفة الحياة بتاريخ 7و8 و9 و10 تموز 2003 الاعداد : 14714 ، 14715، 14716، 14717 )الذي قاد محاولة انقلابية فاشلة في يناير 1970 أشرف عليها مدير السافاك الايراني الجنرال نعمة الله نصيري وبموافقة شاه ايران محمد رضا بهلوي شخصيا .عام 1966 رصدت ايران كما يقول عبدالغني الراوي سعي البعث للوصول الى السلطة فأرادت استباقه بانقلاب يجهض سعيه هذا ،وبعد استلام البعث للسلطة في 1968 قاد عبدالغني الراوي محاولته الفاشلة .

ادرك الثالوث (الامريكي الايراني الاسرائيلي ) أن ثورة البعث لن تكون من طراز ثورات البيان الاول التي يتلاشى مفعولها الثوري مع استلام السلطة ، فالذي يقودها هذه المرة حزب مناضل لديه مشروع وطني وقومي للنهضة الشاملة،واجياله تربت على الايمان برسالته الخالدة الهادفة الى تجديد نهضة الامة العربية ومشاركتها في صياغة الحضارة الانسانية وتحقيق وحدتها واعلاء شأن رسالتها الخالدة . وجيل البعث كان جيلا جديدا عصريا حداثيا مبرءاً من أمراض القطرية والطائفية والعنصرية وقام منهجه التربوي على الايمان والعقل والعمل في اطار فكر قومي ، وكان حزبا لكل العراقيين على اختلاف تكويناتهم الدينية والمذهبية والقومية ، وحزبا لكل العرب في أنحاء الوطن العربي .وما ميز البعث في العراق أنه كان يقود قطرا يمثل البوابة الشرقية للوطن العربي وجدار الصد امام الاطماع المندفعة من الشرق وعنصرا اساسيا في الجبهة الشرقية ضد الكيان الصهيوني ، ولديه موارد أقتصادية ضخمة وثروة نفطية تعد ثاني اكبر أحتياطي في العالم وموارد زراعية كبيرة ، وجيش من العلماء ،وكثافة سكانية مناسبة ، لا قليلة ولا كثيفة ... وفوق هذا كانت لديه قيادة جريئة شجاعة مؤمنة مبدئية لديها مشروع نهضة واضح ، وفكر قومي عربي راسخ .. ابرز ميزاتها انها لا تساوم ولا ترضخ لتهديد ولا تفرط بثوابت مشروعها الوطني القومي .

انعكست هذا السمات لتجربة البعث بقوة في واقع العراق بعد الاحتلال ، فرغم اختلال موازين القوى الهائل ، لم تستسلم قيادة البعث ، ولم تساوم أو تتعاون مع المحتل . جميع أعضاء القيادة كانوا على قلب رجل واحد .. لم ينهار أحد منهم ، أو يتشبث بالحياة على حساب الوطن والمباديء .. تعرض بعضهم للأسر،واخضعوا لضروب تعذيب يعرف وحشيتها العالم أجمع .. اراد المحتل من الرئيس الشهيد أي قدر من المرونة في التعاطي مع الاحتلال مقابل أغراءآت الافراج عنه ،فلم يروا منه الا طودا شامخا كالجبال الراسيات .. حاولوا مع رفاقه الاسرى الشهداء طه ياسين وعواد البندر وبرزان فباؤوا بالفشل .. حاولوا مع المناضل الصلب طارق عزيز وعلي حسن المجيد وعبدالغني عبدالغفور ولطيف نصيف جاسم ولم يحصدوا غير الهواء ..كان طارق عزيز في الاسر هو ذلك الاسد الذي تحدى بيكر وبوش الاب عام 1990.. حاولوا مع وزير الدفاع سلطان احمد هاشم ( وشتان بين سلطان وسلطان كما قال الرئيس الشهيد ؟؟) فوجدوا في شخصه الرصين نموذج العسكرية العراقية في أرقى صور البطولة .. صمد الجميع أعضاء القيادة والوزراء والكادر المتقدم .. وزير التجارة محمد الراوي فقد البصر جراء التعذيب ومنع العلاج عنه دون ان تهتز لديه قيم المباديء .. سعدون شاكر وعضو القيادة الشاب سيف المشهداني وأحمد حسين رئيس ديوان الرئاسة وعبد حمود وحامد حمادي وغيرهم جاهروا بحب الوطن والبعث والقائد الشهيد ولقوا من العنت ما لا يوصف ..بعض اعضاء القيادة محتجزين كاسرى بتهمة حبهم للرئيس الشهيد،وهذا ليس كلاما مرسلا بل مصدره لجنة الصليب الاحمر الدولية...الذين لم يؤسروا من قادة البعث يواصلون قيادة الحزب وفصائله المقاومة من أقصى شمال العراق الى أقصى جنوبه يتقدمهم قائد الجمع المؤمن شيخ المجاهدين رفيق القائد الشهيد صدام حسين وصديقه وأخوه المجاهد عزت ابراهيم ،ومنهجهم لم يتغير.. (لأخيار لنا سوى الجهاد ثم الجهاد ثم الجهاد لأخراج العدو مدحورا يجر أذيال الخزي والعار والذل) هذا ما قاله شيخ المجاهدين في لقائه مع عدد من آمري التشكيلات الجهادية في محافظة واسط مضيفا (لا يمكن للمحتل ان يخرج من البلاد عبر العملية السياسية .

ومن هنا نؤكد على الثوابت الوطنية المعلنة والتي تتمثل بخروج المحتل دون قيد أو شرط , والاعتراف بالمقاومة الوطنية كممثل شرعي للشعب العراقي , وتعويض العراق جميع الخسائر المادية والمعنوية التي لحقت به وبشعبه جراء العدوان , وإعادة الجيش العراقي الباسل والأجهزة الأمنية البطلة , وإطلاق سراح المعتقلين والأسرى) .. كيف لا وشيخ المجاهدين ورفاقه في الاسر هم من جيل البعث .. جيل البطولة الذين يجاهرون بالحق ولو وقف ضدهم اهل الارض جميعا كما وصفهم مؤسس البعث احمد ميشيل عفلق رحمه الله .وبينما لفقت قناة (العربية) خبر أعتقال شيخ المجاهدين ونشرت صحيفة (الشرق الاوسط) بهتان موفق الربيعي عن وجود أدلة لدى حكومة العملاء على وجود شيخ المجاهدين نفي سوريا ، كان قائد الجهاد في محافظة واسط يلتقي مع تشكيلات المجاهدين هناك . وللذين يتطاولون على البعث وقيادته وخاصة اصحاب المنابر الاعلامية الناطقة بالعربية نقول دلونا على قيادة بهذا البناء الاسطوري الايماني المبدئي البطولي في نماذج العفن التي تروجون لها !!!..

مبدئية وصلابة قيادة البعث هي التي أحبطت مشروع الاحتلال ،وأصابت المحتل بالقهر والاحباط حين صفعه جميع الاسرى من أعضاء القيادة والكادر وأبوا ان يكون واحد حصان طروادة لمشروعه ، وتحول الغزو بفضل تماسك القيادة ووحدة موقفها الى حرب أستنزاف للقوات الامريكية والايرانية وميليشياتهما.الحرب مستمرة ولم تنته كما اعلن بوش ، والمقاومة تتصاعد وفصائل البعث المقاتلة والسياسية تعيد بناء نفسها وانتشارها بين ابناء العراق .. أنه لشرف ما بعده شرف لقادة البعث ، من كان منهم في الاسر بصمودهم ورجولتهم وأهليتهم لعناوينهم القيادية وثبات مبدئيتهم ، ومن هم في الميدان يقودون تشكيلات المجاهدين من البعثيين ومن حلفاء البعث من التشكيلات الوطنية والقومية والاسلامية ،فبصمودهم وجهادهم ، وبصمود وجهاد شعب العراق العظيم ، يصنعون ملحمة فريدة في التاريخ الانساني بدات بشائرها تلوح في الافق المنظور ،ولن تقف عند حدود هزيمة مشروع الاحتلال فحسب ، وانما تتعداه الى أنزال امريكا عن قمة هرم النظام الدولي والتأسيس لنظام دولي جديد يقوم على التعددية ويعطي الدروس الكافية لكل دولة تسول لها قوتها التطاول على حريات الشعوب .أنه درس يقدمه قادة البعث للبشرية في المقاومة والثبات على المباديء والتضحية المفتوحة على كل الاحتمالات، وفي التكافؤ المثالي بين السلوك والعناوين القيادية التي يحملونها .لقد حفظوا لمركز القيادة عند أمة العرب شرفه وعلو همة من يشغله ويمثله ، بعد أن دنسه كثيرون من اصحاب العناوين (القيادية) في أنظمة تعفنت وفقدت شرعيتها بما سفحوه من هوان وذل وأستسلام لأعداء الامة .

خصائص البعث في مشروعه الوطني والقومي ، وقدرته الفائقة على ترجمته وتطبيقه على الارض هي التي أستفزت القوى المعادية للأمة ضده منذ أن أمم النفط وقدم حلا مبدئيا وطنيا للمسألة الكردية والاقليات في العراق عبر مشروع الحكم الذاتي ، وبنى القاعدة العلمية وجيش العلماء وحقق النهضة التنموية ، وصاغ سياسة نفطية تخدم الامة ولا تتلقى تعليماتها من واشنطن ،ووجه اول ضربة صاروخية الى عمق الكيان الصهيوني في قلب عاصمته تل أبيب .

تحية للمجاهدين الابطال قادة البعث الموجودون في الاسر والذين يقودون تشكيلات المجاهدين . تحية للقيادة التاريخية وحزب الرسالة .. المجد لشعب العراق وامة العرب .. عليين للرئيس الشهيد صدام حسين ورفاقه الشهداء وكل شهداء العراق وفلسطين والامة العربية ..


صحيفة الموقف العربي / القاهرة

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

                                             الاثنين  /  22  ربيع الثاني 1429 هـ   ***   الموافق  28 /  نيســـــــان / 2008 م