بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

شهادة لله وللتاريخ عما جرى في صفحة الخيانة والغدر /1991
ولتطلع المحكمة المهزلة

 

 

 

 

شبكة المنصور

المواطن النجفي  ابو ذو الفقار

 

ابتداء لكي لا يتهمني من لا يريدون قولة الحق ومن لايريدون ان يطلع الشعب العراق والعالم عن حجم جرائمهم التي ارتكبوها بحق العراق والعراقيين اقول اني لم امتهن السياسه في حياتي ولم اكن يوما ما محسوب على حزب اوجهه بل انا عراقي مسلم على المذهب الشيعي احب وطني وشعبي واقول ما رأته عيني اذن انا لا بعثي صدامي ولا ارهابي ولا تكفيري وانا قريب من مسرح الاحداث فمسكني في محلة المشراق القريبه من مرقد الامام علي (ع) ولو كانت المحكمه التي تحاكم المسؤلين في النظام السابق انعقدت في اي دوله من دول العالم لحضرت للادلاء بشهادتي والساكت عن الحق شيطان اخرس ولذهب الكثيرين ممن شاهدوا تلك الاحداث ...

واقول ايضا للتاريخ وانصافا لاهالي النجف العرب الشرفاء بأنهم عرفوا الجهه التي حركت الفوضى واشرافت على تنفيذها فهم كانوا يقفون على التل يشاهدون ما يحدث فهي ليست انتفاضة الشيعه بل هي جريمه نفذها القادمين من خلف الحدود بمشاركه ودعم وايواء من قبل المستوطنيين الفرس الذين حملوا الجنسيه العراقيه زورا وبهتانا وهم ال الحكيم وبحر العلوم وبيت الكفنويز وبيت الخرسان وبيت الطريحي وبيت الخوئي وبيت النقشواني وبيت اللبان وبيت السبزواري وبيت الاديب والقائمه طويله اما من حملوا القاب العشائر فهم ايضا من اصول ايرانيه وتكاتبوا مع العشائر العراقيه المعروفه في النجف البو عامر وخفاجه والخوالد والعبوده والبو كلل والعرق دساس ..

اعود لشهادتي قبل فتره من اندلاع الغوغاء كانت تدخل الى النجف سيارات ايرانيه تحمل طحين وصناديق دواء وتتوقف قرب الاحياء القديمه في مركز المدينه وتفرغ حمولاتها وقد شاهدت بام عيني كيف يستخرج السلاح من اكياس الطحين والقنابل اليدويه واستمر هذا الحال الى يوم اندلاع اعمال الشغب وكانت بيوت المستوطنين الفرس في المحلات القديمه مأوى لعناصر حرس الثوره وفيلق بدر وقسم منهم توزعوا في الاحياء السكنيه  ..

يوم 2/3/ 1991 خرجت عناصر من جهة محلة العماره والحويش والمشراق وفتحت النار على الشرطه المتواجدين قرب مرقد الامام علي وحصلت الاشتباكات وحضرت العناصر الحزبيه والاجهزه الامنيه واستمر القتال الى اليوم الثاني ، انسحب المدافعين من الساحه التي قرب الامام حيث بدأت العناصر الايرانيه تطلق النار من سطح المرقد ودارت الاشتباكات قرب مديرية شرطة النجف وقتل مدير الشرطه هارون ومعاونه الكردي سردار حيث كانوا يقاتلون مع الشرطه دفاعا عن المديريه وقتل ايضا احد الرفاق وهو من اهالي النجف ومن عائله نجفيه معروفه نجم جريو حيث كان يقاتل قرب مديرية الشرطه ..

كنا نرى تدفق الايرانيين في اليوم الثاني الى مدينة النجف باعداد هائله وفي اليوم الثاني كان القتال يدور في المقرات الحزبيه ومديرية الامن والمخابرات بعدها سقطت المدينه ...

توزعت المجاميع الايرانيه فمنهم من قاد المجاميع التي اخرجوها من السجون وهم من المجرمين والسراق فنهبوا مخازن الغذاء والدواء الكائنه في الحي الصناعي بامر السيد من هو ( السيد) لا احد يعرفه وقسم اخر اتجهوا لحرق دوائر الجنسيه والتسجيل العقاري وحرق المدارس والمستشفيات ثم بدات حملة التصفيات الجسديه من خلال مداهمة الدور وقتل من فيها على الهويه السياسيه والوظيفيه حتى طالت فراش المدرسه وبصوره بشعه جدا فهم يقومون باخراج الضحيه الى الشارع ويضعون اطارات السيارات القديمه في عنقه وسكبون مادة البانزين عليها ويحرقونه في الشارع واغتصبوا النساء وبقروا بطون النساء لانها من عوائل البعثيين والاجهزة الحكوميه ..

اما ماحدث في مرقد الامام علي فلا يمكن ان يرتكبه حتى اعتى المجرمين في العالم واوصف لكم الحاله التي شاهدتها بعيني كان المجرمين من الايرانيين والمستوطنيين يقفون صفين من باب مرقد الامام علي (ع) الرئيسيه المقابله للسوق الكبير الى الغرفه التي يجلس فيها مجيد الخوئي وزمر الحكيم وبيدهم السكاكين والخناجر والقامات والدرنفيسات وعندما يأتون ببعثي او موظف او شرطي ضابط يصلون على( محمد) وتنهال عليه الخناجر والقامات الى ان يصل الى باب الغرفه التي يجلس فيها مجيد الخوئي فاذا كان لازال حيا يصدر امر باعدامه ويطلق عليه الرصاص داخل الصحن وقد شاهدت كيف قامو بقطع ايدي مدير تربية محافظة النجف وهو عضوشعبه الرفيق يونس الشمري عندما طلبوا منه امام الحشد الهائل من المتفرجين ان يسب صدام حسين فقال لهم باعلى صوته قندرته شرفكم وانهالو عليه بالقامات ثم اطلقو عليه الرصاص داخل ساحة المرقد بعدها جاؤا بالشاعر فلاح عسكر وصاح احدهم بالسماعه هذا شاعر القادسيه وامام الجميع اضهرو لسانه وقصه بالخنجر مسلم الحسيني واصبحنا غير قادرين ان ندخل الى داخل باحة المرقد من كثر برك الدماء فكانت تاتي سيارة الحريق ويغسلون الصحن ويتهيأوا لليوم الثاني وكانت الجثث ترمى في الشوارع لتصبح طعما للكلاب السائبه مما جعل من بعض وجهاء المدينه ان يذهبوا الى المرجع الديني السابق ابو القاسم الخوئي ويطلبوا منه اصدار فتوى بتحريم بقاء جثث المسلمين في الشوارع طعما للكلاب واصدر فتوى ولكن ال الحكيم قالوا من يدفن الكفره سنطلق عليه النار وتحدى بعض الشرفاء من اهالي النجف وقاموا بدفنهم جماعيا خلف مقبرة النجف ..

اما ما جرى في مدرسة الحكيم الدينيه الواقعه قرب بيتي والتي استخدمت كمعتقل لالاف الناس من اطباء ومهندسين وشعراء وفنانين وكسبه وبعثيين فقد كنت اسمع يوميا وعلى مدى سبعة ايام اطلاق نار الكثيف ولم اعرف ما يحدث داخل المدرسه لان حراسها من الايرانيين ولا يتكلمون العربيه ولكن عرفت تفاصيل ما كان يجري من احد الاسرى الناجين من المعتقل الذي دخل على بيتي وقال احمني واعطني شربة ماء فادخلته في بيتي وكان طبيب بيطري لا اعرف بعد ما حل به وقد سرد لي قصص اغرب من الخيال يقول:

كنا بحدود 400 معتقل داخل مدرسة الحكيم الدينيه وكانوا يعطون المعتقلين فردة تمر وشربة ماء في اليوم وقد وزعونا على شكل وجبات كل وجبه تتكون من عشرة اشخاص ينادون عليهم بالاسماء ويتركونهم في غرفه كبيره ونسمع بعد ذلك اصوات الاطلاقات الناريه وهكذا في اليوم الثاني وكنا ننتظر دورنا وهو موقف لايتمحله بشر والقول للناجي من الموت ويقول بقيت وجبتان اي عشرين شخص من مجموع الاربعمائة انسان وفي احد الليالي سقطت قذيفة مدفع داخل باحة المدرسه فاحدثت دويا هائلا وساد المكان صمت رهيب وكنا يوميا نسمع قهقهاتهم واصواتهم وبعد سقوط القذيفه لم نسمع صوتا وبعد مرور ساعه قررنا ان يتبرع احد من الباقين بالخروج الى الساحه لمعرفة ما جرى وقد تبرع احد الاشخاص وهو مفوض من اهالي ناحية الحيرة ولما خرج لم يجد احد منهم وعاد الينا مذهولا ومرتبكا وعندما استفسرنا منه قال اخرجوا معي ولما خرجنا الى ساحة المدرسه قادنا الى غرفة الاعدام ووجدنا اخواننا من الوجبه التي نفذوا بهم حكم الاعدام عصرا لم يرموا جثثهم في الشارع وتركوهم بعد ان سقطت القذيفه ولكن المنظر الذي شاهدناه منظر مرعب حيث شاهدنا وسط الجثث شخص جالس ويدير رأسه يمينا وشمالا دون ان يتكلم ودخلنا الى الغرفه واخرجناه من بين الجثث الى الخارج ووجدنا ان الرصاصات اصابته في بطنه وبقي حيا ولم يكن لدينا ما نسعفه فقط قمنا بلف جرحه بواسطة يشمغ احد المعتقلين وتركناه في الساحه وخرجنا وكل واحد ذهب الى جهة ولما شاهدت القوات العراقيه تتقدم من جهة شارع الطوسي خشيت ان ان اعتقل او اقتل لانهم لا يعرفون بما جرى لنا او نحن كنا معتقلين في المدرسه ولذلك اويت الى دارك ولعل عند دخول الجيش الى المدرسه ينقذون حياة ذلك الرجل هذا ما نقله لي احد الناجين وعرفت فيما بعد سبب اطلاق الرصاص يوميا في داخل المدرسه هذه هي جرئم الفرس والمستوطنيين الذين يسمونها (بالانتفاضه الشعبانيه) وهي شهاده للتاريخ لان من يحاكمونهم اليوم كانوا يدافعون عن شرف العراقيين والعراقيات اما القتلى من حرس خميني ومن المعممين الذين شاركو في القتل والاعدامات فقد كانت جثثهم مرميه في شارع الطوسي وشارع الرسول وساحة ثورة العشرين اما بقية المجرمين فقد هربو باتجاه السعوديه وهم اليوم يتحكمون بشرفاء النجف انا لله وانا اليه راجعون ...

 

 

 

 

شبكة المنصور

                                          الجمعة  /  14  ربيع الاول 1429 هـ   ***   الموافق  21 / أذار / 2008 م