ألمُجاهِدِيِن وَالمُجاهِرِين

شبكة المنصور

عبيد حسين سعيد

هذه الأيام ظهرت موجه من الردة عن المقتضيات الطبيعية للكثير من خطباء المساجد هذه الأيام وخصوصاً في مناطق بغداد نستطيع أن نشخصها وخطبائها هؤلاء الخطباء توارثوا دعاءً مأثوراً لا تخلو منه خطبة في مشارق الأرض ومغاربها(اللهم انصر المجاهدين في سبيلك) ومن باب أولى أن تكون الدعوة في بلدٍ محتل والمحتل نفسه يقر ويشرعن مبدأ الدفاع في حال لو إن دولة احتلت دولته فمن الواجب أن يكون شرف الدفاع عن الوطن من الجميع ولا يقتصر على فئة من الفئات فلقد حمل الصحابي الجليل (ابن أُم مكتوم) الراية في معارك تحرير العراق في خلافة عمر فما كان من عمر الا ّ أن منعه بسبب كونه كفيف البصر فقال ابن أم مكتوم كيف تمنعني من حق كفله لي الإسلام والله لأشكونك لرسول الله يوم القيامة فلما سمِع عمر اهتز واطرق وبكى بكاءً شديداً حتى اخضلت لحيته فأصدر أمراً بأن تسلم الراية ...

واشد عجبي ممن يسمون أنفسهم (بالمجاهدين) وبعض منهم يقتل طفلاً بريئاً لا ذنب له سوى انه سمع من أحد الوشاة من أن أباه يعمل مع (س) أو مع (ص) أو انه عمل شرطياً والكثير من الشرطة هم من أبناء هذا الوطن ولهم ولاء لتربته وتربوا في ربوعه ولكن (يقول أبو ذر:عجبت لرجل عياله جياع لا يحمل السيف ويدافع عن حقه من الأغنياء) وازداد عجبي ممن يفرقون بين الصلاة والجهاد ومن على منبر رسول الله ولا يستطيع احدهم آن يدعُو بنصرة للمجاهدين في سبيل الله في خطبهم التي من الواجب - أن تكون خالصة لمعالجة أمر امةٍ تحتل أرضها وتنهب خيراتها ويذبح أبناؤها وتداول الأعداء أعراضها يمينا وشمالاً في معتقلاتها فإن لم ينتفض أعمدة القوم فمن يدافع عن فاطمة, وزينب, وعائشة, ورباب, يستصرخنكم أن تضعوا حداً للرزء العظيم اللائي يعشنهُ ومئات الآلاف من المعتقلين يعيشون وضعاً مأساوياً تفتك بهم الأمراض وتمنع عنهم حتى الزيارات ويحملون على ظهورهم جرائم لم يرتكبوها فالشاب (فارس كاظم حطاب) يمتهن مهنة طبال ويعمل في فرقة موسيقية من خلالها يعيل والدته العاجزة وأخته وزوجه وطفلين أخذوا منه اعترافات بالقوة التي لا يحتملها إنسان من لحم ودم,الرجل احرقوا جهازه التناسلي من أجل يعترف بجريمة لم يقترفها تحت ضغط كبير فما كان منهُ إلا أن انهار( وبصمَ) على بياض (والصبي علاء لطيف عباس) مجنون اجبروه أن يعترف على جرائم قتل وهو لم يمسك بيده سلاح ولا يعرف كيف يستخدم الهاتف) من شدة التعذيب اعترف بجرائم قتل لأحياء فلكل منا طاقه فلقد اجبِر قبلهم (الصحابي الجليل عمار بن ياسر أن يقول ما يكره بعد أن قتلوا أمه وأباه)ما أشبه اليوم بالبارحة .

إنّ نزعة الشر المتأصلة في نفوس البعض الذين أقسموا أن يكونوا عوناً للمظلومين خاطب أحدكم الحكومة بالتحقيق بهذه الجرائم وغيرهم ممن لفَّ حبل المشنقة على عنقهِ وهو بريء فهل يرضى الله ورسوله أليس ذلك الدين نفس الدين الذي ي\دين به عمر بن الخطاب الذي يخشى الله في بغلة - ويشتري مظلمة أُم الايتام ,فمتى تأمرون بمعروف وتنهون عن منكر وكيف تنامون وتحلمون والآلاف من الأبرياء واليتامى يتضورون جوعاً واعلموا وانتم تعرفونها (الساكت عن الحق شيطانٌ اخرس) هل تعلمون إن كثير من المساجد وخاصة لما يسمى أهل السنة باتت الخمور تشرب على أبوابها ويستهزأ بالمصلين وباتوا يشكون أمرهم إلى الله مثال (ذلك جامع الإسكان الشعبي في الدورة) رغم إن هذا المسجد كانت فيه الصلاة تقام في الشوارع الفرعية التي تغص بهم أين انتم من ذلك يا من تمثلون الأوقاف؟ أين رجولتكم يحيط العدو بكم وتحيطون به إحاطة السوار بالمعصم خرافٌ على الأعداء بكن على أبناء جلدتهم أُسُوْدُ ...فإذا لم تستطيعوا الجهر بالقول فما واجب الخطيب والوقف وخصوصاً وإنكم تملكون حمايات وكلامكم (مسموع) لدى حكومة الاحتلال ..فهل أصبحت الخطب لإرضاء الحكام وإسخاط رب الحكام ؟ كفى تزلفاً للسلطان وأعطوا منبر الرسول حقوق ارتقاءه ومنها الحفاظ على هديه, واعلموا إن فوقكم حاكم وحكيم لا يغفل ولا ينام ,فلا تبيعوا دينكم بدنيا غيركم يقول الشاعر:

وتَشَبَّهوا أن لمَ تَكُونُوا مِثلَهم        إنَّ التَشَبُهُ بالرِجالِ فلاحُ

... والله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل.اللهم انصر المجاهدين في سبيلك في كل مكان فأنت الناصر وأنت المعز.

 
obeadhs@yahoo.com

كيفية طباعة المقال

شبكة المنصور

                                             الثلاثاء  / 30  ربيع الثاني 1429 هـ   ***   الموافق  06  /  أيــــار / 2008 م