الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

تضارب الروايات حول عملية أسره .. والكل يجمع علي اختبائه في مزرعة الدور
خليل الدليمي لـ القدس العربي : الرئيس صدام تم أسره إثر خيانة مرافقيه وتعرض للتعذيب في بداية اعتقاله

 

 

شبكة المنصور

بغداد ـ القدس العربي ـ ضياء السامرائي

 

لا تزال عملية اعتقال الرئيس العراقي الراحل محل جدل ونقاش، إثر تعدد الروايات التي بثت حول الموضوع، وعلي الرغم من انشغاله المتواصل بإنجاز كتابه المتعلق بحياة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، إلا أن المحامي الشاب خليل الدليمي أصر علي أن يضع جزءا من الحقيقة في صفحات القدس العربي ليبين جزءا مما جري يوم أسر الرئيس صدام حسين، تاركا الباقي بين طيات كتابه الذي يصفه بالمهم للغاية.. أو بالنادر.

ويقول الدليمي في إجابته عن حقيقة الرواية الأمريكية التي تتحدث عن عملية أسر الرئيس الراحل صدام حسين في منطقة الدور: ان الحقيقة هي ـ والكلام للدليمي ـ ان الرواية الامريكية ليست كلها صحيحة، ولا يمكن نفيها بالكامل.

وفي اجابته عن سؤال حول عملية الاعتقال وهل تمت إثر خيانة مرافقيه له؟ أجاب: نعم. تم أسر الرئيس في قضاء الدور، إثر وشاية، من دون أن أذكر أسماء في الصحافة.

ونقل الدليمي نفي الرئيس صدام لأن يكون تعرض إلي عملية تخدير وفق رواية سكان مدينة الدور.

وحول شرحه لحالة الرئيس وآثار الكدمات علي وجهه أثناء الاعتقال قال الدليمي: لقد تعرض للتعذيب الجسدي في بداية اعتقاله، وكان يقضي وقته حبيسا للجدران الأربعة، مؤمنا، محتسبا لقدره، وبصمود أسطوري لا يصدق.

وكشف الدليمي أنه التقي صدام 144 مرة في معتقله خلال الأعوام 2004 و2005 و2006 موضحا بأن صدام ائتمنه علي أخطر الأسرار ليكون أمين سره في أصعب المراحل التي مر بها (صدام) خلال فترة اعتقاله، مشيرا إلي أنه يختزن في ذاكرته خفايا وأسرار حقبة من أشد فترات الإثارة في تاريخ العراق، سيعلنها للعالم في اللحظة التي يعتقد بأنها ستكون مناسبة، من غير أن يقدم توضيحا عن التاريخ ولا عن ماهية هذه الأسرار، غير انه قال إنها شهادة صدام عن كل ما كان يشغل الرأي العام داخل العراق وخارجه.

وأماط خليل الدليمي ـ الذي ائتمنه الشهيد صدام حسين علي أسراره ـ اللثام عن وقائع جديدة تتعلق باللحظات التي سبقت احتلال بغداد والقبض عليه في بغداد، ومن كان وراء هذه العملية المدبرة. وأكد بأن صدام رغم ما تعرض له خلال اعتقاله وحتي لحظة استشهاده كان قويا وشجاعا ومؤمنا بدوره الوطني والقومي، ورافضا لأية مساومة علي حساب الحق.

وخليل الدليمي يعتز ويفتخر بأنه كان موضع ثقة صدام وأول من تطوع للدفاع عنه وعن رفاقه من أركان النظام الوطني العراقي. وقال إنها كانت مهمة وطنية نهض بها.

والدليمي يعكف حاليا علي إصدار مذكرات تتعلق بمحطات هامة في حياة الشهيد صدام منذ عام 1980 وحتي استشهاده، تتضمن أسرارا وخفايا تتعلق بالعدوان الإيراني علي العراق وما تلاه من أحداث الكويت والعدوان الثلاثيني عام 1991 وحتي العدوان علي العراق عام 2003 واحتلال بغداد، وتفاصيل مثيرة تنشر لأول مرة، قال إنها ستكون شهادة للتاريخ ووثيقة في سفر العراق الحديث.

وكانت الرواية الأمريكية التي ذكرها قائد قوات الامريكية ريكاردو سانشيز حينما أعلن عام 2003 هي: أن الرئيس صدام تم العثور عليه بناء علي معلومات استخبارية .

وقال سانشيز إن صدام كان يختبئ داخل منزل في منطقة الدّور التي تبعد بـ 15 كيلومترا عن جنوب مدينة تكريت، وأن اعتقاله تم في الساعة الثامنة من مساء السبت بحسب التوقيت المحلي.

وأضاف سانشيز: ان العملية نفذتها قوات أمريكية عراقية مشتركة، وأن صدام كان يختبئ داخل خندق ضيق متصل بحفرة عمقها ستة أقدام تحت أرض المنزل، مشددا علي أن صدام لم يقاوم علي الإطلاق، بل كان متعاونا لحظة القبض عليه. وأضاف أن صدام كان منهكا ومستسلما لقدره لحظة اعتقاله.

وكانت القوات الأمريكية قد قالت في وقت لاحق من اعتقال صدام إن المعلومات التي وردت إليهم وبموجبها توصلوا إلي صدام، قد جاءت من أحد أقارب صدام نفسه.

وفي شريط فيديو بثته قوات التحالف أثناء المؤتمر الصحافي، بدا صدام مرهقا ومتماسكا، وقد نمت لحيته بشكل كبير وطال شعره.

وعلي الرغم من جميع الروايات التي بثت ـ وربما تكون رواية الدليمي هي الأقرب إلي الواقع ـ إلا أن عز الدين المجيد (او من يعرف بدرع الرئيس) يرفض تصديق أي من تلك الروايات، ويقول المجيد خلال تصريحه الصحافي الأخير حسب الروايات التي تتردد في أجهزة الاعلام: قالوا إنه لجأ إلي مزرعة في بلدة الدور، كيف جاء إلي هذه المزرعة؟ مزرعة عائدة للناس وليست ملكه، كيف جاء صدام وسكن فيها وحفر ملجأ في ارضها؟ لا أدري.. هذه رواية غير معقولة ولا يصدقها أحد.

وتابع: أنا أعرف الرجل جيدا.. صدام حسين مقاتل ورجل حرب، والمقاتل لا يستسلم بهذه السهولة أو بهذه الطريقة، ولو لم يكن مخدرا لكان قاتل حتي يقتل، ثم لماذا يستسلم خاصة بعد أن فقد ولديه وحفيده ووطنه والمنطق السليم يقول إنه كان عليه أن يقاتل ويقتل بدلا من هذه النهاية البائسة؟

وتابع المجيد قائلا: إن هذه الحفرة جهزت لتتلاءم مع القصة الأمريكية، قد تكون هناك حفرة لجأ إليها، لكن بالتأكيد ليست هذه التي عرضت للعالم.

وتابع: الغريب في الأمر أنهم يتحدثون عن مخابئ! أي مخابئ؟ أنا عملت معه طويلا، وكنت مقربا منه، لم تكن لصدام حسين أية مخابئ ما عدا الملاجئ الموجودة في كل أنحاء العراق والتي بنيت ليلجأ إليها الناس في أوقات الحروب والقصف، أما ما سمعته عن وجود مخابئ أو قصور لصدام تحت الأرض فهذه مجرد شائعات لا حقيقة لها.

وكان عز الدين المجيد قد ترك العراق عام 1991 بعد أن تم اعتقاله من قبل صدام حسين، ثم عاد إلي بغداد حيث تعرض لمحاولة اغتيال قتل فيها أخوه وثلاثة من أصدقائه ليقرر بعدها ترك العراق ثانية، ومن ثم الانضمام إلي ابني عمه، صهري الرئيس الراحل حسين كامل وصدام كامل، اللذين فرا إلي الأردن صيف عام 1995 ثم عادا مطلع العام التالي حيث قتلا مع أفراد آخرين في عائلتهما، بينهم أختهما زوجة عز الدين المجيد وأولادها.

من جهتة أكد المحامي المصري محمد منيب عضو هيئة الدفاع عن الرئيس العراقي الراحل صدام حسين مفاجأة أن الرئيس صدام حسين أكد له أنه لم يقبض عليه داخل الحفرة، كما صورت قوات الاحتلال الأمريكي، وإنما تم القبض عليه داخل غرفة صغيرة بأحد المنازل في مدينة تكريت مسقط رأسه، حيث استيقظ بعد تناول الغداء علي فوهات البنادق مصوبة نحو رأسه، مشيرا إلي أن صدام لم يتذكر هذا التاريخ أو التاريخ الذي أعلن فيه عن كيفية إلقاء القبض عليه في الحفرة، حيث فوجئ بعدها صدام بالصور التي التقطت له والحالة الرثة التي كان عليها.

وقال إن الرئيس صدام لا يتذكر ما جري له خلال هذه الفترة، وإنه يعتقد بأن صدام أخرج من العراق لمكان تتمكن فيه القوات الأمريكية من انتزاع الاعتراف من أي شخص.

من جهتة قال الصحافي العراقي المستقل سعد الأوسي: أحد المرافقين السابقين لصدام يدعي قيس النامق يملك مزرعة في قضاء الدور، والثاني حارس شخصي لصدام واسمه محمد المسلط، والذي قرر مع صدام اللجوء إلي منطقة الدور، وعندما وصلا ترجل الحارس الشخصي محمد المسلط وطرق باب منزل قيس النامق في مزرعته فطلب منه أن يستضيف صدام حسين عنده فوافق علي الفور .

ويتابع كان السبب الرئيسي لاختيار مزرعة قيس النامق وجود ملجأ سري فيها منذ عام 1991 عندما أمر الرئيس صدام حسين بإعطاء قروض للناس لبناء ملاجئ في بيوتهم لحماية أنفسهم من الهجوم علي العراق .

وقال الأوسي الذي حضر جلسة محاكمة صدام في بغداد إن الرئيس صدام التقي خلال الاستراحة بين جلستي المحاكمة الأولي والثانية نائبه السابق طه ياسين رمضان، وبعد أن قام الأخير بتقبيل رأس الرئيس المخلوع سأله عن كيفية القبض عليه، فروي له الرئيس صدام قصة ما اعتبره خيانة أدت إلي اعتقاله.

واضاف الأوسي أن صدام ضرب علي إحدي ساقيه وهو يتحدث مع طه ياسين رمضان قائلا: والله لم أمش يوما وراء عواطفي إلا تلك المرة. ودفعت جراء ذلك أغلي ثمن في تاريخي ، وتابع: جئت من منطقة حمرين بعد أن قضيت هناك يومين شاقين، التقيت خلالهما مع بعض القادة. وكان الشخص الذي يقود السيارة التي تقلني قيس النامق، وكنت متعبا حينها، وعندما وصلنا إلي منزل قيس سألته: هل هناك إحراج لك إن نمت عندك الليلة؟ فقال لي: سيدي أنت ضيفنا العزيز. ولم أشك مطلقا بكلامه وفوجئت بأن الأمريكيين يقفون علي رأسي بعد أن وشي بي قيس النامق .

وكان صدام حسين سأل طه ياسين رمضان عن عادل الدوري، فقال له: الرفيق عادل توفي، فرد صدام: إن عادل خلص من العار، لأن عادل الدوري هو الذي توسط لابن اخته قيس النامق وجعله مرافقا لصدام حسين، وأما المسلط فهو مرافق شخصي حتي يوم الاعتقال .

وأوضح: قيس النامق كان أحد أفراد الحماية الخاصة لصدام، وأصيب بتصلب الشرايين عام 1994 وأخرج من الحماية لأسباب صحية، وهو ابن شقيقة عضو القيادة القطرية عادل الدوري الذي توفي في الاعتقال لدي القوات الأمريكية .

ويذكر ان القدس العربي قد حصلت علي قصيدة كتبها الرئيس العراقي الراحل، هي الاولي بعد أسره من قبل قوات الاحتلال الأمريكي، وفيما يلي نصها:

قلبي معي لم ينفه أعدائي
والقيد لم يمنع سماع دعائي
ما كنت أرجو أن أكون مداهناً
بعض القطيع وسادةَ السفهاءِ
من قال إن الغرب يأتي قاصداً
أرض العروبة خالص السراءِ؟
من قال إن الماء يسكر عاقلاً
والعلج يحفظ عورة العذراءِ؟
من قال إن الظلم يرفع هامةً
ويجر في الأصفاد كل فدائي؟
من كبل الليث يكون مسيداً
حتي وإن عد من اللقطاءِ
إني أحذركم ضياع حضارةٍ
وكرامةٍ وخديعة العملاء
هذا إبائي صامد لن ينحني
ويسير في جسمي دم العظماء
أعراق إنك في الفؤاد متوج
وعلي اللسان قصيدة الشعراءِ
أعراق هز البأس سيفك فاستقم
واجمع صفوفك دونما شحناءِ
بلغ سلامي للطفولة بعثرت
(ألعابها بين الركام بتهمة البغضاء)
بلغ سلامي للحرائر مُزقت
أستارها في غفلة الرقباء
بلغ سلامي للمقاوم يرتدي
ثوب المنون وحلة الشهداء
بلغ سلامي للشهيدين وقل لهما
فخري بكم في الناس كالخنساءِ
أرض العراق عزيزة لا تنحني
والنار تحرق هجمة الغرباء
يحيا العراق بكل شبر صامداً
يحيا العراق بنخوة الشرفاء

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

                                           الجمعة  /  11  ربيع الثاني 1429 هـ   ***   الموافق  18 / نيســـــــان / 2008 م