الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

في معرض بحثها عن حلول بديلة لأزمتها في العراق..
الولايات المتحدة لم تنجح بالضغط على دول الخليج لتسديد فواتير فشلها

 

 

 

شبكة المنصور

سعد الدغمان

 

لقد أصبح من الواضح والطبيعي أن ينتج عن مبدأ فقدان الثقة فيما بين الحكومة العراقية المشكلة من قبل الإحتلال والدول العربية عامة؛والفاعلة منها خاصة؛كما أن الواضح أيضا أن زيارة وزيرة الخارجية الامريكية الاخيرة التي تزامنت مع مؤتمر الكويت السيء الصيت لم تفضي الى نتائج واقعية رغم ما طبلت له وسائل الدعاية الأمريكية وإعلامها؛بل جاءت نتائج زيارتها متواضعةجدا لاتكاد تذكر مقارنة بالحجم الذي تلعبه الولايات المتحدة في المنطقة؛وعلى الرغم من اللقاءات التي تخللت تلك الزيارة مع كبار المسؤولين في دول مجلس التعاون الخليجي سواء أكان ذلك في لقاءات المنامة أو أثناء حضورها مؤتمر الكويت الذي يثير الكثير من الشبهات والذي اطلق عليه (مؤتمر دول الجوار العراقي).

لقد تضاعفت أزمة عدم الثقة بين الحكومة العراقية المنصبة من قبل الإحتلال والمفروضة على الشعب بزعم مزيف يسمى الإنتخابات وبين الحكومات العربية بصورة عامة نتيجة المهاترات والأتهامات المتبادلة والتي لم تتوانى حكومة الإحتلال الرابعة في العراق عن توزيعها بين الحين والحين على هذا البلد أوغيره من البلدان العربية في محاولة فاشلة من قبلها لتداري الفشل الذريع الذي بات عنوانا لأدائها منذ تشكيلها والى الان؛ولتتخذ من عملية توزيع الاتهامات شماعة لها نحو إخفاء ذلك الفشل؛فمن جانبها ترى الدول العربية إن ما حل بالعراق منذ الإحتلال وعلى مدى السنوات الخمسة التي مضت هو الدافع المهم لعملية التروي وإعادة التفكير وبصورة معمقة قبل إتخاذ أي قرار يدفع الى خطوة قد تقارب أو تقصر من المسافة الكبيرة التي نشئت فيما بين الطرفين في ظل الظروف الراهنة؛حيث تملك معظم الدول العربية الأحساس بأن المرحلة التي يمر بها العراق اليوم لم تعد كما كانت توصف في عراق الماضي؛فهو يقبع تحت نير إحتلال غاشم مما يعني أن البلد فاقد للسيادة ويتحكم به الأجنبي والذي بدوره قد فشل في إدارة هذا البلد المحتل مما حوله الى مرتعا لقوات عديدة وجهات متعددة تمثلها الميليشيات المسلحة والمدعومة من قبل إيران وجهات ومنظمات أخرى تدير الجريمة المنظمة والتي ما برحت تعيث فسادا على أرض العراق وتنكيلا بأهله وإهدار قدراته وثرواته لمصلحة جهات مختلفة داخلية وخارجية تضمر الشر للعراق وأهله وتحقق المصلحة التي تعمل عليها ولها هذه الجهات المجرمة؛ وما دعوة أحد زعماء تلك العصابات المجرمة بتعويض إيران عن حربها التي شنتها ظلما وعدوانا على العراق إلا نموذجا على هذا الذي يجري في العراق الديمقراطي الجديد؛ودون أي مواربة وبشكل علني وصريح؛وهذا بدوره أدى الى عدم قدرة الحكومة الحالية المنصبة من قبل المحتل على حماية البعثات الدبلوماسية العربية والأجنبية المعتمدة لدى العراق وهي سابقة خطيرة تحدث في العراق الذي كان رمزا للأمن والأمان وإحترام الضيف؛حيث تعرض العديد من رؤوساء تلك البعثات الى القتل والاختطاف الذي أدى بدوره الى تنامي عنصر عدم الثقة الموجود أصلا في أسلوب التعامل الحذر من قبل العرب مع هذه الزمرة التي جاءت بها الولايات المتحدة وقادت تصرفاتها المعادية للعراق قبل غيره الى تهديم جسور التواصل العربي الذي تسعى تلك الزمر التي تخدم المحتل وبشكل ملموس الى عزله عن واقعه العربي وعمقه القومي بأي ثمن كان.

لقد جاءت وزيرة الخارجية الامريكية الى مؤتمر الكويت وفي جعبتها إملاءات عدة لتحاول فرضها على أجندة التعامل السياسي لهذه الدول وجعلها واقعا مفروضا كيما يضفي الشرعية على إحتلالها المشؤوم للعراق؛ كما وتضفي الشرعية على ما تأسس على ضوء الاحتلال من مؤسسات تابعة له وفاقدة للشرعية؛ومحاولة للتغطية على الفشل الذريع الذي منيت به الإدارة الامريكية وسياستها الرعناء التي تطبقها في العراق من خلال محاولة( كونداليزا رايس) التي استجدت فيها العون من الجهات العربية للحد من تداعيات العملية السياسية الفاشلة التي تديرها هناك وأثر سقوط الشعارات المزيفة التي كانت ترفعها أمريكا عند غزوها الأثم الغاشم للعراق ؛هذه الشعارات الكاذبة التي طبل لها الجميع من أقصى الشرق الى أقصى الغرب ليس عن وعيا وإدراك وإنما لأرضاء الولايات المتحدة دون الحق الذي كان واضحا في الموقف العراقي الصادق والصريح والذي عاداه الجميع من أجل تلك الدولة المارقة الخاطئة الظالمة.

وفي محاولة بائسة هشة حاولت الوزيرة الأمريكية تقوية الأسس الواهية للحكومة التي نصبها الإحتلال والتي بنيت على أسس تعالت الأتهامات ضدها بأنها طائفية أقتصرت على الأعتماد وتقريب طائفة معينة دون غيرها؛ مقابل أقصاء وتهميش بل قتل وتنكيل أبناء الطوائف الاخرى وإقصائهم وتهجيرهم وفق أجندات تم إعدادها في إيران وأسرائيل للنيل من الشعب العراقي وأبنائه الذين ورغم المؤامرة الكبرى التي تعرضوا لها مازالوا يصرون على أن عدوهم الأول هو الدولة الصهيونية المسخ المزروعة في قلب الوطن العربي؛لقد أخفقت السياسة الأمريكية كما هو عهدها في كل مكان كونها سياسة قمعية فاشلة تمارس العنف والاقصاء على الاخرين بزعم الديمقراطية المزيفة وتهميش الحركات الوطنية المعروفة وأستخدام مصطلحات جديدة للقمع والارهاب الفكري مثل (الأجتثاث) الذي طبقته على البعث العراقي والذي طال مايقارب الخمسة ملايين إنسان وعوائلهم بالحرمان والتشريد والقتل لصالح مجموعة باعت شرفها للمحتل وطبقت مايريد من أجندات الشر.

نعم أخفقت الولايات المتحدة تماما في أن تحقق مرادها الذي تمثل في تحويل عملية الفشل الأمريكي والاخفاق الى فواتير تدفعها الدول العربية في الخليج حيث جاء ردهم فاترا بسيطا لايتعدى المجاملات البروتوكولية التي تطرح في مثل تلك المناسبات؛ مع التاكيد على أن دمج الحكومة العراقية في إطار المنظومة الخليجية يقف دونه الكثير من الشروط والمعوقات التي يحكمها عمل تلك الحكومة المتمثل بالطائفية والعرقية والتي تفتح الباب لجهة دون غيرها من السيطرة على الساحة العراقية بل والمنطقة في صورة التهديد الذي يطال الجميع نتيجة تلك السياسات غير الحكيمة التي تنم عن عدم معرفة بالواقع والعمل السياسي بشكل كامل؛بل ينم عن تبعية هذه الحكومة لإيران والعمل على تطبيق السياسة الإيرانية الحاقدة على كل ماهو عربي ومسلم؛وما الجرائم التي أرتكبت في بغداد خاصة والعراق عامة إلا دليلا على صدق كلامنا؛

لقد بانت الحقائق ولم يعد لدى أي طرف من الأطراف الداخلة في اللعبة العراقية فسحة لتغض النظر عما يجري؛وعما يتم التخطيط له من فصول تستهدف حاضر هذه الأمة ومستقبلها من خلال الأتفاقيات التي تجري بين الحين والأخر فيما بين الولايات المتحدة والنظام الإيراني الذي يعد الرابح الاكبر من المأساة العراقية وعلى حساب أبناء العراق وثرواته التي أستنفذها لصالح مجرميه ومن فرضهم حتى على الامريكان من خلال العملية الغبية التي قادتها الولايات المتحدة والتي تسميها(تحرير العراق)؛ وأدارتها بالطريقة الغبية المعهودة عن السياسة الامريكية التي تركت شواهدها على مرأى ومسمع من المجتمع الدولي سواء في أفغانستان أو العراق ؛وفيما ستقدمه من شواهد ذلك الغباء في مناطق أخرى من العالم على مدى المستقبل المنظور حين تتخلص من المأزق العراقي الذي ساقت جنودها اليه وسيكون لهم محرقة بأذن الله؛ولكن هل يتعض العرب من تلك المواقف ويتجاوزوا الخضوع المذل لأمريكا؛هذا هو السؤال المهم.

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

                                           الجمعة  /  26  ربيع الثاني 1429 هـ   ***   الموافق  02  /  أيــــار / 2008 م