الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

الظروف الصعبة ... و في بعض الخسارة مكسب ..

 

 

شبكة المنصور

صلاح أحمد

 

قبل أيام قرأت مقال للأستاذ صلاح المختار تضمن نقدا موضوعيا مشروعا لأصحاب الأقلام  من الذين تخلفوا عن مسيرة الجهاد وآثروا التقاعس والقعود مع القاعدين ، أولئك الذين كان يجب عليهم الحذر من أن يقعوا فريسة لصفة النفاق التي أضحت تلازم موقفهم منذ بدء الاحتلال الأنكلوصفوأمريكي ولحد الآن ، خصوصا وأنهم لم يتوبوا ولم يعملوا صالحا ،وعلى أية حال فهم وقعوا وسقطوا.

وأن كنا نعتقد أن ثمة فيهم  من صعقته ما آلت إليه الأوضاع بعد الغزو والاحتلال ، وأصابه القنوط والإحباط ، ولزم ركنا في بيته وانكفأ دون قلمه وورقه ، ولكن كم كان ينبغي لمثل هؤلاء المكوث على هذا الحال، ألم تكن السرعة الهائلة التي انطلقت فيها المقاومة العراقية الوطنية الباسلة لتنفذ برنامجها الجهادي في الصفحة الثانية من المنازلة كافية لتعيد الثقة إليهم وتمنحهم الفرصة من جديد ليمارسوا عملا وطنيا ضروريا يتكامل فيه جهدهم مع جهد المقاومة صوب هدفها في تحرير العراق من الاحتلال البغيض وتطهيره مما علق في جسده من أدران العملاء وثقافاتهم الدخيلة الرخيصة والغريبة على مجتمعنا.

والحق نقول ، بأنه على الرغم مما يترشح عن الظروف الصعبة من نتائج تقسو فيها على قلوبنا وعقولنا ، فأنها كثيرا ما تساعد في ذات الوقت على  إزالة  اللبس والغموض الذي يلف شخصيات البعض من الذين تعذر سبر أغوارهم والاطلاع على حقيقية نواياهم ومنطلقاتهم أبان مرحلة الحكم الوطني قبل 9/4/2003 وكانوا يتصرفون وفقا لمنطق من ( يظهرون خلاف ما يبطنون). ، فضلا عن مساهمتها المباشرة (أي الظروف الصعبة ) في إسقاط الأقنعة عن وجوه البعض الآخر من الذين كانوا يستترون خلف منطق ومنهج الحماس المفرط وإطلاق المزايدات وتصدر الواجهات بقصد التزلف والتملق وتحقيق الأغراض والمآرب الشخصية الضيقة .

وإذا نحن سلمنا بأن كل هذه الظواهر والمظاهر مؤلمة ومحزنة وتقلص لدينا مساحات منح الثقة كما كانت على نحو مفتوح وواسع، ولكن ، أليس في انفضاحها وفضحها مكسب كبير يقلل من الألم ويفتح الآفاق واسعة لأمل عريض وعميق في تطهر و تنزه المسيرة عن كل ما داخلها من آفات وأمراض بسبب انضمام عدد من المنافقين والأفاقين والمتسولين (أِشباه الرجال وأنصاف المثقفين ) إلى صفوفها ؟ نعم هذا مكسب في جانب تطهير المسيرة ودرس بليغ مستنبط يقضي بجعل الباب ضيقا أمام من يريد الولوج من جديد إلى المسيرة ، ونحن نرى أن هذه من الضرورات الحاكمة التي لا سبيل إلى إنكارها أو تجاهلها .

ومن اجل أن لا يضيق صدرنا كثيرا بهذه الظروف الصعبة ،ونذكر ما ساعدت فيه عبر نتائجها العرضية إضافة إلى ما ذكرنا ، فنقول أنها ( أي الظروف الصعبة ) هي من فتحت لنا نوافذ أبصرنا من خلالها ساحات يشمخ فيها رجال ونساء لا يثنيهم شيء عن  مقالة الحق والتزام المنهج الوطني انطلاقا من مشاربه وينابيعه الصافية والحقيقية ، وهؤلاء فيهم من كان معنا وثبت وأبدع ، ومنهم من لم يكن معنا ولم نكن نعرفه ، ولكن ظهر كالطود الشامخ يلعن الاحتلال ويعري ثقافاته ويبغض عملاؤه ويلتزم بالمنهج المقاوم جملة وتفصيلا. هؤلاء المثقفين جميعا ، هم أصدق من يعبر عن الحالة الوطنية المؤسسة على  أيمان وقناعة مطلقة منزهة من الأغراض والمصالح الشخصية الضيقة التي استحوذت على أصحاب الوصف السيئ ممن ذكرنا في مقدمة المقال .

أن الاحتلال وما ترتب عليه من تداعيات مضرة طالت كل مناحي الحياة في العراق، ساهم من جانب آخر ومن دون قصد في أعادة بلورة الخنادق المتقابلة . والكثير من المثقفين والعراقيين منهم على وجه الخصوص انتظموا بجهدهم وجهادهم في خندق المقاومة العراقية الوطنية ، ولم يدخروا جهدا ولم يعدموا وسيلة على طريق وضع بصمة حقيقية وصادقة في مشروع تحرير العراق من خلال تبصيرهم الشعب والأمة بحقيقية ما جرى ويجري على أرض العراق وانعكاساته الآنية والإستراتيجية على العراق ذاته والمنطقة من حوله. وهم من حققوا ويحققوا نجاحات باهرة رغم ضراوة مواجهتهم لمنظومة الأعلام المعادي  المدعوم بإمكانيات هائلة مسخرة له من معظم دول العالم وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني .

أن هؤلاء الأبطال من المثقفين والسياسيين الذين ينطقون بلغة المقاومة والتحرير عبر جهدهم المرئي والمقروء ، ويجادلوا بالحق ليدحضوا به الباطل وأهله عبر حضورهم القوي والفاعل في قنوات الجزيرة والمستقلة وغيرها من الفضائيات ،وكذلك الصحف العربية والغربية المهمة ، يستحقون أعلى درجات الثناء ، ويجب أن يشعروا ويتحسسوا المساندة والمؤازرة من كل قطاعات الشعب وخصوصا المثقفين من الرافضين للاحتلال ومشاريعه وعملاؤه وعبر كل الوسائل، ليزدادوا ثقة بصلابة الأرض التي يقفون عليها، ويترسخ لديهم العزم ، ويتجدد عندهم الزخم ، ويواصلوا مسيرة جهادهم بعطاء تصاعدي.

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

                                              الاحد  /  21  ربيع الثاني 1429 هـ   ***   الموافق  27 /  نيســـــــان / 2008 م