"الجزيرة" تحاول غسل "ذنبها"

 

 

 

 

شبكة المنصور

طلال الصالحي

 

بادئ ذي بدء نحيي المناضل الغيور السفير الشرعي للعراق في ( الهند ) ورئيس تحرير جريدة "الجمهورية" السابق في دولة العراق الشرعية , الأستاذ صلاح المختار , على ما أبداه من قوة في الحجة والمنطق , فلولا ذلك , ولولا حدّيته التي أطفأت الفورة في نفوس الشرفاء , كما  وجميع من حمل سابقاً روحه  على كف يديه في "الاتجاه المعاكس"  أو في غيره من برامج مماثلة , من الأصوات ومن الأقلام المقاومة الصارّة بعنف ضد الاحتلال ,  وفي جو من الهيمنة الأمنية الأميركية المطلقة على مفاصل الحياة  في أغلب بقاع العالم , لبقيت  صورة الحق المقاوم التي تريد الصهيوأنكلوسكسونية إسكاته وتشويشه في أعين شعوب العالم  قابعا خلف  قضبان أميركا الغوانتانامية , ولبقي فقط صوت  ملعلعاً في ( الحي ) احترامنا لهذه "المهنة" قياساً بسكنة المنطقة "العوراء" التي لايرى أصحابها الخونة  العهر , واقعاً للعراق , إلاّ من خلال الثقب الصفيوأميركي الأعور ...

الجزيرة , وعلى ما يبدو , وبعد النكسة الإعلامية التي أوقعت نفسها فيها عندما استقدمت في برنامجها  "المعاكس" الداعية الإعلامية الصهيونية  في حلقته  السابقة , لما قبل هذه الحلقة , من برنامجها الأسبوعي "الاتجاه المعاكس" , والتي تكشفت فيما كشفت فيه أكثر فأكثر عبر تلك الحلقة حقيقة "السيليّة" التي لايؤسَّس على أراضيها إلاّ كل مد "صهيوسي أن أنـّي" وإن تخفـّى بأسماء محببة وقريبة من قلوب  الشعب العربي , كشاكلة  (الجزيرة) المنبعثة من تحت أعماق البحار ! , والتي على أثر تلك الحلقة التي هاجت لها وماجت الشعوب "الإسلامية" ضد الجزيرة وضد العاملين فيها , وخصوصاً  ضد الدكتور فيصل القاسم معد  ومقدم "الاتجاه المعاكس" لما صدر من تلك الداعرة الصهيونية ... نسيت اسمها ... من تلفيقات تنم عن ثرثرة معلوماتية مُتعَبة  تبعث  على الإشفاق  أكثر مما تؤثر "طروحاتها" على المشاهد المستمع , فما كان من القناة الآنفة الذكر إلاّ وقامت  جاهدة على محاولة "غسل" الذاكرة الجمعية العربية  مما حصل , وذلك من خلال  عزفها على أكثر أوتار مشاعر العربي والمسلم  حساسيّة في هذه الظروف المصيريّة , ألا وهي ( المقاومة العراقيّة ) تحديداً , فهي اليوم من أكثر ما يثير شجون المواطن العربي والمسلم في آن معاً  وأكثر ما تعتز به وتفخر تلك الشعوب, و"الجزيرة" كغيرها , تعرف  ذلك حق المعرفة  , وبما ان أكثر ما يشدّ تلك الجماهير في البرامج التلفزيونية , هي البرامج والحوارات التي تتطرق للمقاومة ولكل ما يخص المقاومة في العراق , فكانت أن ظهرت هذه الحلقة  من برنامج الاتجاه المعاكس , وهو من البرامج التلفزيونية السياسية الأكثر تأثيراً في المواطن العربي عموماً , ليخرج لنا  بأحلى حلـّة , وحسب ما أريد  له أن يظهر, وبتوجيه  من أصحاب القناة هذه, خصوصاً  إذا مكا كانت الحلقة تضم  أحد المحسوبين على  التشكيلة الإعلامية والدبلوماسية في  النظام االوطني العراقي الشرعي , وهذا بحد  ذاته بات يعتبر  بالنسبة لجميع الشعب العربي والشعوب الإسلامية , بل وجميع شعوب الأرض الكارهة للطغيان الصهيوأميركي , مبعث فخر وعز ما بعده , بعدما رأوا ما رأوه من صلابة المأسورين وعلو شكيمتهم التي ما بعدها , وعظائم  ما أعدّوه  لمواجهة أطغى وأشرس حملة تدميرية شهدها التأريخ ,

 الجزيرة , وغيرها من مؤسسات إعلامية تدور في الفلك الغربي وتتبع منهجه في طرق التأثير على المشاهد , تشتبك مع المشاهدين بين الحين والحين , ومع كل توجه إعلامي لهذه القناة مقصود ويتطلب نوعا من "التضحيات" التي لابد  منها  ,  فبعد ان استطاعت الجزيرة كسر الحاجز النفسي لدى المواطن العربي , وذلك من خلال تعويده , ومنذ تأسيس الجزيرة بعد "أوسلو" على رؤية  ما كان يعتبره  محرما أن يراه , من خلال "إجباره" على رؤية وسماع رموز الكيان الصهيوني تحت ذريعة الحياد الإعلامي ! فبات يسمع  ويرى من أفواه تلك الرموز كل ما يكرهه! ليس من الجزيرة وحسب , بل ومن جميع القنوات التي تقع تحت سيطرة الحكام العرب الحاكمين بأمر البيت "الأبيض" فكانت الجزيرة  على ضوء كل ذلك تعمد احياناً إلى كل ما يمكن أن يعتبره المشاهد نصرة للقضايا العربية والإسلامية "برنامج الشريعة والحياة" مثلاً .. وهو نفس  الدور المناط  بها حالياً , والذي  تقوم به الآن  الجزيرة نفسها , بمبادرتها في تليين صلابة الجماهير العربية و "الإسلامية" والمتصلبة صلابة حد السيف بكل ما يمت إلى الدين الاسلامي بصلة , فأخذت على عاتقها , وبالتدريج , واعتماداً على خبراتها في هذا المضمار !, في مداهمة كل ما يخص هذا الدين  , وما يخص مكانة الرسول الكريم في وعي العربي والمسلم , حيث من المنتظر , وبالتوافق مع ماتطرحه الآلة الإعلامية الغربية ,  أن تعقب تلك الحلقة من "الاتجاه المعاكس" والتي أثارت تلك الضجّة , سلسلة حلقات "تليينيّة" أخرى , وغير مقتصرة على  برنامج الاتجاه المعاكس وحده , وعلى دفعات متصاعدة التأثير ومتباعدة  في الزمن   وذات طابع يشبه طابع الكر والفر "ستكون بالتأكيد خارجة عن النص !" , وحتى حين , وألى ان يعتاد المواطن في عموم المنطقة العربية والإسلامية على أن يسمع  نبيه  والدين الذي ظهر على يديه  يسبّان  ويشتمان , حتى تصبح  بمرور الزمن وكأنها من الأمور الطبيعية التي اعتاد عليها !, ليس في قناة الجزيرة , بل وقد تصل طبيعتها إلى قنوات النظم العربية المتسلطة فيما بعد !  والحلقة الأخيرة من الاتجاه المعاكس أتت كنوع من "تلطيف الجو" المختنق تجاه الجزيرة , فكان لابد  لهذه الحلقة أن تكون بالمستوى المطلوب , وعلى كل  حال .. فالمقاومة العراقية العظيمة  بحاجة ماسة لهذه الحلقة في هذه الظروف الإعلامية الحالية  الخانقة , ولرب رمية من غير رام ! ...

فتحية للمناضل صلاح المختار ( وهي الحلقة الأولى له في هذا البرنامج بعد الغزو الأميركي للعراق )  الذي رفض مد يده مصافحاً  للجاهل الصهيوني الخنيث الخبيث الذي بدت على وجهه ملامح الإحراج الشديد والفقر الإنساني في جبينه وفي ضميره, نتيجة الكلمات الصواعق التي أنزلها  المناضل  المجاهد صلاح المختار عليه  وعلى "الخلـّفوه" ...

وقد احسن الاستاذ صلاح المختار , ونتيجة لمنصبه الساري المفعول , وفق القيم والأعراف الدوليّة الشرعيّة ,  حين حرص  على أن لا يكون خصمه  في هذه الحلقة من النقاش   أي  مبعوث أو ممثل عن  الخونة  في المنطقة "الخضراء" بل اشترط على أن يكون نظيره من جهة الاحتلال الأميركي  مباشرة , على اعتبار أن الاحتلال هو الحاكم الفعلي والحقيقي في العراق , وليس من "صنع تايوان!" ....

وتحية لجميع المناضلين العراقيين والعرب الذين  سبقوا  المناضل صلاح المختار في سلسلة حلقات هذا البرنامج  "وخصوصاً المناضل المرادي وغيره من المناضلين" من الذين جاهدوا على تحمّل عبئ  وقاحة الخصوم "الذيول" وعملوا على تعريتهم وتعرية خيانتهم  وعمالتهم   للاحتلال الصفيوأميركعربسكسوني , وكان  ذلك  يعتبر  لوحده جهاد كبير عمل بكل جرأة لأجل فتح  ولو ثغرة  واحدة ومهمّة في جدار الإعلام  الصهيوني , وخاصة في تلك الظروف , فمهدّوا بجهادهم ذاك للاستاذ المختار  فيما  بعد , ولغيره لاحقاً , من رموز  السلطة الشرعية العراقية الذين  لابد  وسيفرضون وجودهم الإعلامي قريباً على الساحتين العربية والدولية , ولكسر الطوق الإعلامي الصفيوأميركعربي المضروب  حول جميع  المناضلين بعثييون وشيوعيون واسلاميون حقيقيون وبقية قوى اليسار الحقيقية في هذا الزمن الأشد  ضراوة على الإنسانية أينما كانت وفي جميع  مراحلها الممتدة من الزمن البعيد والى اليوم....

 

 

 

 

شبكة المنصور

                                           السبت  /  22  ربيع الاول 1429 هـ   ***   الموافق  29 / أذار / 2008 م