الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

مبادرة التهدئة المصرية في دائرة الاستهداف الصهيوني !

 

 

 

شبكة المنصور

طارق شمالي

 

كعادتها تواصل إسرائيل إحراج أصدقائها في المنطقة على الرغم من سعيهم الحثيث لخدمتها والحفاظ على أمنها !.

فبرغم الجهود الكبيرة التي تبذلها مصر ومن خلفها معظم الدول العربية الصديقة لأمريكا في إبرام اتفاق للتهدئة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية والتي تكللت أخيراً بالإعلان عن موافقة جميع الفصائل الفلسطينية رسمياً على "الرؤية" المصرية للتهدئة والتي تبدأ بقطاع غزة أولاً وتمتد لاحقاً إلى الضفة الغربية خلال فترة زمنية محددة ، إلا أنّ إسرائيل ما زالت تضرب بعرض الحائط كل الجهود الساعية للحل من خلال مبادرة التهدئة التي طرحتها مصر .

فالعدوان الصهيوني على المواطنين الفلسطينيين مازال متواصلاً ، من مجزرة بيت حانون البشعة والتي أدت إلى ارتقاء أم وأطفالها الأربعة شهداء جراء إصابتهم وبصورة مباشرة بقذيفة صهيونية حاقدة استهدفت منزلهم الآمن وحولتهم إلى أشلاء ، إلى عمليات القصف المتواصلة من الطائرات الصهيونية على أهداف وتجمعات مدنية كان آخرها في مدينة رفح ،أدت إلى ارتقاء اثنين من قادة المقاومة الفلسطينية وإصابة عدد من المدنيين بجراح مختلفة ، إضافة إلى عمليات التوغل المستمرة في أراضي المواطنين والتي تمتد من شمال القطاع إلى جنوبه حيث تجريف الأراضي الزراعية واقتحام البيوت الآمنة واعتقال كل من فيها ، وعمليات المداهمة والاعتقال المتواصلة وبشكل يومي في مدن وقرى الضفة المحتلة .

ولم تكتفِ إسرائيل باستهداف البشر والشجر والحجر في مختلف المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية في الضفة والقطاع، بل إنها وضعت الجهود المصرية للتهدئة في دائرة الاستهداف أيضاً من خلال تجاهلها لجهود مصر في تثبيت التهدئة واستمرار عدوانها على الشعب الفلسطيني.

فما هو موقف مصر الآن أمام هذا التعنت والصلف الصهيوني ؟ خاصة أن كل المؤشرات تدل على عدم قبول إسرائيل بالتهدئة من خلال تصريحات بعض القادة الصهاينة والتي كان أبرزها تصريح وزير الحرب أيهود باراك بأنه لا مجال للتهدئة مع حماس زاعماً أنه حان الوقت المناسب للقضاء عليها !، إلى جانب رفض أغلب وزراء المجلس الأمني الصهيوني لمبدأ التهدئة مع الفلسطينيين جملة وتفصيلاً.

ومع ورود تقارير في بعض الصحف الصهيونية تتحدث عن أن التهدئة إن تمت الموافقة عليها من قبل إسرائيل فإنها ستكون مثابة نصراً كبيراً لحركة حماس ، لأنها بزعمهم تعطي الفرصة لحماس لالتقاط أنفاسها من جديد ورفع الحصار المفروض على قطاع غزة منذ فترة .

وأمام هذه الموافقة والإجماع الفلسطيني على قبول رؤية مصر للتهدئة واحترام الجهود المصرية من جهة ، والتعنت الصهيوني المتواصل وعدم احترام أي اتفاقية للحل ، لا بد أن يكون لمصر موقفاً حازماً خاصة أنها الآن وفي حال أعلنت إسرائيل رسمياً عدم قبولها بالتهدئة ستكون في موقف حرج للغاية لأن مصر ومعها بعض الدول العربية والغربية بل وحتى السلطة الفلسطينية كانت تُحمّل حركة حماس المسئولية عن تردي الأوضاع المعيشية لسكان قطاع غزة وذلك بحجة أن حماس لم تقبل بالتهدئة مع الاحتلال ، إلى جانب الحملات الإعلامية على المقاومة بحجة أن صواريخ المقاومة التي تُطلق على المستوطنات الصهيونية المحاذية لقطاع غزة تعطي ذرائع كبيرة للاحتلال الصهيوني من أجل ارتكاب المزيد من المجازر بحق المواطنين .

والآن بموافقة الفصائل على التهدئة التي بادرت إليها مصر فإن الكرة الآن في الملعب الإسرائيلي ، وعلى مصر أن تتخذ القرار المناسب لإجبار إسرائيل على الالتزام بالتهدئة ورفع الحصار المفروض على قطاع غزة ، وفي حال رفضت إسرائيل التهدئة فعلى مصر أن تعمل على فتح معبر رفح بصورة رسمية وتحميل إسرائيل كافة النتائج المترتبة على رفض حل التهدئة ، وبالتالي من حق الفلسطينيين الطبيعي استخدام كافة الوسائل المتاحة من أجل الدفاع عن أنفسهم أمام العدوان الصهيوني المنتظر .

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

                                          الخميس  /  25  ربيع الثاني 1429 هـ   ***   الموافق  01  /  أيــــار / 2008 م