الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

الحرب بالنيابة

(3)

 

 

شبكة المنصور

زامــل عبــد

 

اعتمدت الدولة الفارسية في مختلف عصورها وادوارها نهجا ثابتا في سياستها العدوانية تجاة العراق يقوم على محاولة غزوه فكريا وعقائديا من الداخل وعلى مختلف المستويات وفي كافة المجالات وذلك تمهيدا لغزوه عسكريا من الخارج ، استخدمت ايران كافة السبل وجميع الوسائل لتحقيق هذا الهدف المزدوج وان جاء ذلك على حساب تشويه الدين وتعاليمه وهكذا انصرفت ايران تبذل جهودها الخبيثة المشبوهة لاستغلال المسألة الدينية طائفيا" من اجل التستر على  نواياها الخفية بغطاء ديني مصطنع وقد اتخذت من المدارس الدينية أدات ووسيلة للتبشير بتعاليمها الباطنية وافكارها الداعية الى اشاعة الفكر الفارسي وتشوية حقائق التاريخ العربي وتنمية الفكر الشعوبي واصبحت موطن الافكار الدينية السياسية التي تعمل بالعلن والخفاء لصالح الاهداف والنوايا الفارسية ومن هذه حزب الدعوة الاسلامية العميل الذي ثبت وبالملموس ان غالبية قواعدة وقياداته هم من الدارسين في المدارس الايرانية التي اسست على ايدي ايرانيين او التي اسسوها هم في العراق لتنفيذ خططهم العدوانية التوسعية ضد العراق والامة العربية ، وقبل تاسيس المدارس الايرانية كان هناك عدد كبير من طلبة العلوم الدينية ورجال الدين الايرانيين المتنفذينفي الحوزات العلمية وقد اصبحت لهم السيطرة الكاملة على هذه المدارس من حيث ادارتها وتوجيهها وتمويلها حتى غدت كما اشرنا القاعدة الفكرية والسياسية لتغذية روح الطائفية و الشعوبية بالرغم من ان المهام الاساسية للمدارس المعلنة تعزيز الدراسة الدينية بما يحقق افضل النتائج للحفاظ على روح تعاليم الاسلام والمنهج الفكري لبيت النبوة ، والمتتبع يلاحظ بوضوح ان ايران منذ مطلع القرن العشرين عمدت على تعزيز نشاطها الفكري التخريبي في العراق وان تاسيس هذه المدارس أو دعمها المالي كان ينصب بذات الاتجاه ويمكن حصره منذ عام 1925 عندما اعتلى رضا ان عرش ايران بدعم من بريطانيا وكانت من اولى مواقفه عدم الاعتراف بالعراق ككيان سياسي مستقل ومن اولى تدخلاته بالشؤون العراقية الداخلية اعمال النهب والسلب التي وقعت عام 1928 والتجاوزات الحدودية وتحريض ابناء العشائر العربية بالعراق بالتجنس بالجنسية الايرانية لخلاصهم من الخدمة الالزامية في الجيش العراقي ، وقد استخدمت هذه الضغوط للحصول على اعتراف الحكومة العراقية انذاك بالجالية الايرانية التي كان قوامها وحسبما اورده الباحثون ( 80 الف ) والاقرار بحقوقهم بموجب الاتفاقية العدلية المنعقدة بين العراق وبريطانيا عام 1924 وكمثال وليس الحصر ندرج المدارس الايرانية التي كان لها دور مريب في الافعال المخلة بالامن الداخلي العراقي وطلبتها والقائمين عليها لهم الدور الفاعل بذلك

- مدرسة دار الحكمة التي ثبت وجود اشخاص يعملون لصالح ايران مخابراتيا معظمهم من التبعة الايرانية ولم تمنعهم الصفة الدينية المتميزة التي كانوا عليها في النجف الاشرف

- مدرسة اليزدي التي ثبت انتماء عدد من طلبتها والقائمين عليها لحزب الدعوة العميل وامتداد عملهم الى خارجها وقد اتخذ ابعادا استخبارية تجسسية لصالح السافاك الايراني والعمل على الحصول على معلومات عسكرية تتعلق بتسليح وتجهيز الجيش العراقي وحركات قطعاته وخاصة خلال الحروب العربية الصهيونية لمد العدو الصهيوني بها من خلال التعاون والتحالف الايراني وما يسمى بدولة اسرائيل

مدرسة جامعة النجف الدينية لمؤسسها محمد الموسوي الشهير( بكلانتر ) التي ثبت انتمائ العديد من طلبتها وهم من اصول اجنبية الى حزب الدعوة العميل وقد هرب قسما منهم الى ايران وعادو الى العراق وهم يحملون الصفات الدينية

ومما تقدم يمكن للقارىء الكريم والمتتبع لتأ ريخ حزب الدعوة العميل يثبت جليا ان نشأته وتمويله وقيادته غير عراقية وقد استثمر الجانب الديني واندفاع بعض الشباب الراغبين بالمعرفة الدينية لتوريطهم بالانتماء اليه وتنفيذ مخططاتهم واهدافهم المتعارضة اساسا مع قيم وتعاليم الاسلام اولا و الوحدة الوطنية العراقية والامن الوطني العراقي ، وللدلالة كان لي حوار مع أحد الاشخاص له علاقة تنظيمية بحزب الدعوة العميل وسألته عن مؤسس حزب الدعوة

فما كان منه الا القول الشهيد الاول محمد باقر الصدر فطلبت منه البرهان على انه واضع الافكار الاولى للحزب فعجز عن ذلك ، فقلت له الا يكفي خداع للمواطنين البسطاء والا يكفي تجنيا حتى على الاموات والا يكفي الاستمرار بما يتناقض والاعتقاد الذي تتدعون من حيث التمسك بالمراجع الاساس فرد علي َ كيف ولماذا فقلت له ان حزب الدعوة نشأ وبنيت هيكليته التنظيمية في ايران وزرع في العراق بواسطة الطلبه الايرانيين الدارسين في المدارس الايرانية والقائمين عليها من اجل العمل بما يخدم الاهداف والنوايا الايرانية وبالمواقع المتقدمة ان كان ذلك في العراق او اي قطر عربي ترى ايران مصلحة في تواجدها فية اوأي بلد اسلامي أخر لان ايران الشاه وخميني هي بذات التوجهات والنوايا من حيث بناء القوة المهيمنة اقليميا" ، وعند الرجوع الى حياة وسيرة المرحوم السيد محمد باقر الصدر نجد التناقض فيما تدعون والحقيقة ويعزز هذا ماكتبه العلامة والباحث على الكوراني الذي هو من الكوادر الاولى والتي تشير الى الاتي

في منتصف عام 1956 تقدم الطلبه الدارسين لدى سماحة المرجع الديني اية الله الامام محسن الحكيم رحمة الله عليه ومنهم ( محمد باقر الصدر ، مهدي الاصفي ، محمد باقر الحكيم ، مهدي الحكيم ، العسكري ) بمقترح تأسيس جمعية تعنى بالثقافة الدينية لتوعية الشباب وتحصينهم ضد الافكار السياسية الهدامة وان تقوم هذه الجمعية باصدار مجلة دوريه لهم وان الطلب قدم بواسطة المرجع الديني الخؤي رحمة الله عليه كونه كان في حينه الاقدم من الطلبه فحصلت الموافقة على المقترح على ان لايتعارض والشريعة وتوجهات المرجعية الا ان الافعال التي بدأت تظهر على الساحة العراقية وخاصة مابعد انبثاق ثورة 14 تموز 1958 دعت المرجع الديني رحمة الله عليه ان يصدر فتوى ( اتركو العمل في حزب الدعوة لانه خرج عن المنطوق المرجعي ) وعلى اثره جمد السيد محمد باقر الصدر نشاطه في الحزب لغاية عام 1960 حيث اعلن برائته من الحزب ورفع شعار ( من تحزب خان وخاصة طلبة العلم والعلماء ) وبهذا فان المرحوم محمد باقر الصدر هو من المنتمين الاوائل وليس المؤسس وهو الوحيد من طلبة العلم المتقدمين التزم بالامر المرجعي أما الاخرين فهم باشكالين ( اولهما عدم التقيد بالامر المرجعي والثاني العقوق فيما يخص محمد باقر الحكيم ومهدي الحكيم ) كونهما ابناء المرجع مصدر الفتوى والجانب الديني الملزم هو اطاعة الوالدين وخاصة فيما يوجب التكليف حيث ان محمد باقر الحكيم كون تنظيما ارخر له غير حزب الدعوة تطور لاحقا وبمشورة ايرانية الى مايسمى بالمجلس الاعلى للثورة الاسلامية جمع فيه كل التيارات التي نشأت نتيجة التناحر أو لغرض التقرب من الزعامة الايرانية وأما مهدي الحكيم فان قناة الانوار الفضائية خير ما فعلت عندما عرضت تقريرا عن دور محمد باقر الصدر كمفكر اسلامي حيث ورد فيه ان السيد مهدي محسن الحكيم بعد اكتشاف امره في العراق هرب الى ايران ومن ثم اقام في لبنان واتصل مع السفير الامريكي في بيروت عارضا عليه التعاون معهم لاسقاط نظام البعث في العراق مقابل اعطاء مكانة للشيعة في السلطة المرتقبة والتأريخ يعيد ذات العروض والاتفاقات الخيانية التي تدلل وبدون اي عناء عن اصل النوايا في تكوين هكذا تيارات او مكونات سياسية ان كانت احزاب او حركات ، ومن هذه المكونات حزب الدعوة العميل الذي لاشك في تكوينه المزدوج من حيث اداء الدور المرسوم له بالوقوف بالند امام القوى القومية والوطنية والاسلامية النظيفة والمتجهة الى الجانب الروحاني لاغير وخدمة المصالح الاستعمارية في المنطقة العربية بالدرجة الاولى ، اما الدور الثاني والذي لايبتعد عن الدور الاول بل انه متداخل معه تنفيذ النوايا والاهداف الفارسية ان كانت في عهد الشاه أو المرحلة الخمينية وما اعقبها

حيث ان النظام الداخلي لحزب الدعوة يركز بالدرجة الاولى على الغاء التكوين القومي للعراق كونه جزء فاعل من مكونات الامة العربية ككيان جماهيري والوطن العربي كأرض يحمل في جنباته اثار وموروث العرب الحضارى الانساني حيث ركز على ان العراق يخضع لقيادة الاقليم المتمثلة بايران وهذا نجده ترجم بشكل واخر في دستورهم الذي شرع في ظل الاحتلال

يتبع ...

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

                                             الاربعاء /  17  ربيع الثاني 1429 هـ   ***   الموافق  23 /  نيســـــــان / 2008 م