بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

البعث ومولد سيد الكائنات النبي العربي القريشي محمد صلى الله علية وأله وسلم

 

 

 

 

شبكة المنصور

زامــل عـبـــد

 

لم تكن ولادة الرسول العربي ولادة تقليدية في عصره لسببين مركزيين هما طبيعة البيت الذي ولد فية كونه امتداد لذات سيدنا ابراهيم الخليل ابو الانبياء عليه السلام وطبيعة العصر حيث وصل التدني في العلاقات الانسانية حدا اصبح فيه لابد من التغيير الجذري واعادة بناء علاقات انسانية على اسس جديدة جاء بها الاسلام كدينا كونياّ لادينا للوعظ والارشاد انما هو دينا تحويليا كان فية الرسول الاعظم هو العرب كلهم لانه الاطلالة الانسانية على الامم والشعوب المعذبة التي تعيش اجواء الترهيب ولانه الافضل لديهم امانة وحكمة وهو يبلغهم مايفهمونه لغة معنى ومبادئه مألوفة وأعاد تركيب قناعاتهممؤكدا على انهم موضع خيار الاهي كقوم فهذا الرسول البشير للعالمين منهم ولغة القرأن لغتهم ينزل بها وذكرهم ان أبائهم ليسو ا الاباء بالمعنى التقليدي للابوة انما الاباء بمعنى قادة العصر فخاطبهم بأدم وابراهيمالخليل وهود وصالح بهذه الرؤيا تفاعل البعث كنتاج حاجة امة مستغلة مجزئة تعاني من العدوان والاستلاب مع الاسلام كروح وثورة في المجتمع العربي وانتهج الصفوة الاولى ذات الخطى المحمدية في محاورة الذات العربية لايقاضها وجعلها لترتقي الى التكليف الانساني الرسالي الموكل اليها كونها امة الرسالات والانبياء والرسل وان وقفة المرحوم القائد المؤسس أحمد ميشيل عفلق في خطابه الجماهيري في دمشق بذكرى المولد النبوي الشريف ( ذكرى الرسول العربي ) دلالة واضحة على هذا الفهم والاندماج لان العروبة كانت للاسلام الوطن فهى الارض التي نزل فيها على الرسول في مكة ونما في المدينة ثم عم جزيرة العرب وكان البشير الذي اختير رسولا ليبلغ برسالة الله الواحد الاحد منهم وانه موضع اختيار الله ليبلغ رسالته للعالم وهذا الاختيار يعتمد لغتهم لكتابه الكريم- فالاسلام ثورة كانت العروبة ظرفيها المكاني والزماني فقد شكلت الارض والبشر واللغة والاخلاق اختيارات اساسية في الاسلام وكان هذا الاختيار مقرونا بهدف التوحيد الذي كان رسالة العرب المستمرة كما أرساها سيدنا ابراهيم الخليل عليه السلام والانبياء الذين بعثهم الله من بعده وكانو كلهم عربا فما بين العروبة والاسلام لم يكن لقاء صدفة بين حركتين واتجاهين انما كان نضج بلغ التوحيد بالاسلام والاسلام بالعرب وهنا تحضرني مقولة للمرحوم القائد المؤسس( لولا الاسلام لما عرف العرب ولولا العرب لما انتشر الاسلام ) بهذه الرؤيا نرى الترابط الجدلي بين العروبة والاسلام أي ان الايمان كان له الحيز الاوسع في نفوس مؤسسي البعث كفكر وثورة وسيلتهما وغايتهما في ان واحد الانسان العربي ولايغيب عن المتبصر المتصفح البعد الرسالي الانساني الذى تحمله البعث بشعاره ( امة عربية واحدة --- ذات رسالة خالدة ) وهذا نتاج التأثير والتأثر بالفكر الاسلامي كقوة تغير كوني حبا الله العرب بان يكونون ادواته على رحاب الارض لولا التأمر الذي التقت فيه ارادة الشر الفارسية والمسيحية المتصهينه منذ الحروب الصليبية الاولى والى يومنا هذا ..

وهنا لابد من القول الى من يتجنى على البعث ومناضليه اين انتم وهذا الفهم الروحاني الواعي لجوهر الاسلام وحقيقته وألم يكن حقدكتم على البعث كونه أدات الانبعاث القومي في عصر الهيمنة والاستلاب ومحيي الحقيقي لروح الاسلام الصافية الخالية من الفكر الشعوبي والبدع والخرافة والاستسلام .

هنيئا للبعثيين بيوم مولد رمزهم وقائدهم نحو الخلود والعطاء والاباء الرسول العربي الهاشمي المضري العدناني محمد بن عبد الله صلى الله عليه وأله وسلم والى يوم احياء مولده بنفحاة الايمان والارض المطهرة الطاهرة من النجس والاحتلال وانه ليوم قريب انشاء الله .

 

 

 

 

شبكة المنصور

                                          الاربعاء  /  12  ربيع الاول 1429 هـ   ***   الموافق  19 / أذار / 2008 م