الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

 

بعد اقرار الاتفاقية الامنية

 سينشر المحتل وثائق سرقة المال العام لتبرير تغيير النظام الفاسد بانقلاب عسكري

 

 

شبكة المنصور

د. عادل العراقي

 

ما التقى عراقيان وتحدثا عن حال العراق الا ودخل في حديثهم موضوع الاختلاسات والسرقة العلنية للمال العام وارصدة الساسة وممتلكاتهم الجديدة وعادة ما يختتمان الحديث بالتساؤل نفسه : معقولة الامريكان ميعرفون.!! ويتوليان الاجابةعلى تساؤلهما : وداعتك كل شي يعرفون. همه رايدين هيجي.

طوال خمسة سنوات ومنذ سقوط بغداد شجع المحتل سرقة المال العام من قبل البسطاء من الناس اول ايام الاحتلال ثم تركوا الحبل على الغارب للقادمين معهم. كانوا ومازالوا يرصدون حركات الساسة الجدد ويسجلون كل حركة وكل كلمة يتفوهون بها. زرعوا مكاتبهم وغرف نومهم باجهزة المراقبة والتسجيل. فكل شيء مسجل بالصوت والصورة.البنوك في انحاء العالم وحركة الدولار مرصودة ومسجلة وشراء العقارات في الدول العربية اوالغربية سواء كانت باسم هؤلاء الساسة او افراد اسرهم اواقاربهم موثقة. حتى الزيجات المؤقتة للوجوه السياسية موثقة لديهم.كل هذا والساسة الجدد غير مصدقين لما فتح الله عليهم من خزائن المال وسبل الاثراء السريع. راحوا يستبقون بدافع الغيرة من بعضهم البعض . لسان حالهم يقول : شنو صارت فرهود !!

ثم عرفوا ان السرقات مرصودة ومعدودة حين بدأ الحديث عن قانون النفط وعقود المشاركة وبدأ الابتزاز والتهديد بكشف السرقات ومصادرتها منهم وهم راغمين وسيلة المحتل في الضغط عليهم. غير ان الحملة الشعبية التي قادها العراقيون المختصون في صناعة النفط والقانون والمواقع الالكترونية العراقية الوطنية واقتراب الفترة الرئاسية لجورج بوش دفعت المحتل لتقديم ملف معاهدة الانتداب والتي اذا مررت ستجعل تمرير الملفات الاخرى ايسر واسهل.

في حديث مع دبلوماسي اوربي مخضرم اجاب على تساؤل العراقيين المتكرر ....معقولة الامريكان ميعرفون؟؟ ومقارنتهم هذا السكوت المريب بما يمكن ان يحصل لاي شخص امريكي يتهرب من دفع جزء من الضريبة المستحقة عليه للدولة او يتحرش بموظفة.

ذكرني الرجل بجلسات الكونغرس قبل بضعة شهور حين استنطقوا ممثل وزارة الخارجية الامريكية ثم الوزيرة كونداليزا رايس نفسها عن السكوت على فضائح الفساد في العراق.

يومها قال كل من هنري واكسمان رئيس لجنة الرقابة والإشراف في مجلس النواب، وتوم لانتوس رئيس لجنة الشؤون الخارجية، وإيكي سكيلتون رئيس لجنة القوات المسلحة، وديفيد أوبي رئيس لجنة المخصصات في رسالة إلى وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس إن وزارتها تعرقل محاولاتهم لمعرفة الحقيقة حول حالات الفساد المستشري في العراق.

نفت الوزارة اولا تسترها على الفساد ثم اقرت بوجوده ولكن اصر يومها المتحدث باسم الخارجية توم كيسي إنهم لن يناقشوا معلومات سرية للغاية سوى في جلسات مغلقة. كررت ذلك بعده وزيرة الخارجية في جلسة الاستماع وطالبت بمناقشة مسألة الفساد الحكومي في العراق في جلسة سرية.

لم الجلسة السرية؟؟ وبماذا اخبرتهم الوزيرة ليسكتوا؟؟ ببساطة قالت لهم لقد خسرنا عشرات الالاف من القتلى والمعوقين وانفقنا مئات المليارات في العراق وليس معقولا ان نخرج من المولد بدون حمص. لم نذهب الى العراق- حتى لو اخطأنا بالاجتهاد - ليحكم العراق من ترونهم الان في الواجهة. ذهبنا من اجل مصالح كبيرة تستحق التضحيات. البلد الذي يعوم على بحيرة من النفط والثروات الطبيعية والمعدنية والموقع الستراتيجي للعراق. كان موقف السيد علي السيستاني حلا سحريا لمشاكلنا.فقد اصر على الدستور والانتخابات وذلك ساعدنا لتغيير وضعنا القانوني من احتلال الى قوات حليفة موجودة برغبة الحكومة العراقية. واكسب الحكومة الحالية شرعية تمكننا من فرض استصدار القوانين وعقد المعاهدات واتخاذ الاجراءات التي ذهبنا من اجلها.

ولكن للاسف الشديد...مع شعب ديناميكي له وعي سياسي وميل كبير للتمرد والتحدي ومع تفاقم المشاعر الرافضة للوجود الامريكي في العراق سيكون تمرير تلك القوانين والاتفاقيات صعبا حتى على اقرب حلفائنا في البرلمان والحكومة. لذا ... فقضايا الفساد موثقة جيدا لكل من شارك في العملية السياسية, وهي اوراق حاسمة ومؤثرة لاستعمالها للضغط على المسؤولين العراقيين لتمرير ما نريد من القوانين. ذلك لانهم يعرفون ان اعلان سرقاتهم هو حرق لاوراقهم وقتلهم سياسيا واجتماعيا. وصحيح ان معظمهم لايهتم بحرقه سياسيا بعد ان تملك ما تملك من اموال تتيح لهم ولاحفاد احفادهم ان يعيشوا في بحبوحة ورفاهية ولكن التهديد بمصادرة ارصدتهم وممتلكاتهم الجديدة يجعل موقفهم بائسا وضعيفا.

استطرد الدبلوماسي المخضرم قائلا:
انهم يخونون بلدهم مرات عديدة .

خانوه باعطاء تعهدات باقامة فيدراليات تمزق العراق الى كيانات هزيلة تطلب الحماية من الدول المجاورة ولاتستبعد ان يطلب محمد مصبح او وائل عبداللطيف الحماية من الكويت لفيدرالية البصرة خانوه في مساعدة المحتل وتمكينه من تدمير جيش بلادهم .

خانوه بالتعهد بتسديد كلفة الغزو والاحتلال وتدمير العراق

خانوه بالتعهد للامريكان بوضع الثروة البترولية تحت تصرفهم على قاعدة لنا الحكم ولكم النفط خانوه في نهب الممتلكات والاثار والمال العام .

ثم سيخونوه - تحت التهديد بفضح السرقات- بالتخلي عن سيادته واستقلاله وثرواته.

واردف :

غير انهم اغبياء ( بالعامية العراقية كمش ) سيخسرون كل شيء . فأفضل وسيلة لاسقاط الساسة الحاليين بعد تمريرهم القوانين والمعاهدات المطلوبة هو ان تنشر تصرفاتهم وسرقاتهم وتعهداتهم الخطية والصوتية الولايات المتحدة عن طريق وسائل الاعلام العربية وغير العربية, بالوثائق والصور والتسجيلات امام العراقيين والعالم وتأليب المواطنين وشحنهم للتمرد عليهم . ولن يكون بوسع البرلمان والحكومة التي تدينهما الوثائق والارقام والصور والتسجيلات ويتوعدهم شعب العراق بالويل والثبور الا ان ينهارا. وعندئذ ستكون مبررات حصول انقلاب عسكري امريكي متوفرة تحت شعار تطهير البلد من المسؤولين الفاسدين تمهيدا لانتخاب برلمان جديد. وسيطالب الانقلابيون باسم العراقيين باستعادة المال العام الذي اختلسوه سواء كان اموالا منقولة او غير منقولة.وانهيت النقاش بالقول:

انها نهاية تليق بالتافهين.

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الخميس /  15  جمادي الاخر 1429 هـ

***

 الموافق   19  /  حزيران / 2008 م