الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

 

نفحات إيمانية
على ضوء رسالة خادم الجهاد والمجاهدين.. ورسالتي الهيئة العراقية للشيعة الجعفرية

 

 

شبكة المنصور

 أبو علي الياســـــــــــــري /   النجف الاشرف

 

ما أهيب الحكماء ( جمع حكيم ) وهم يتبادلون الآراء وأخيرا يتوافقوا على الرأي الصحيح.. وما أهيب المختلفون بالفكر وفي الأخير يتوحدوا على الفكر الصحيح.. وما أهيب الرسائل المتبادلة بين  اصلاء القوم من المجاهدين للتعرف والاعتراف بالخطأ ثم  التوحيد ... وأية توحيد هذا  ؟ انه  توحيد  الشمل لأجلك  ياوطن يا عراق ويا هيبة العراقيين والأمتين   . فمقال اليوم اكتبه لما قرأته عن هذه الرسالة أو تلك  والمتبادلة بين إخوة في الحسب والنسب ( أبناء الهيئة العراقية للشيعة الجعفرية) وبين  شيخ الجهاد والمجاهدين ( المعتز بالله ) ( عزة إبراهيم الدوري ) القائد الأعلى للجهاد والتحرير  . فمعذرة للكتاب والمثقفين وهم يقرؤون البعض من العبارات التي نقلتها  وكررتها في مقالي هذا  لما لها من قيم ومعاني  ومكانة وتاريخ جهة الرسالتين   .

فالرسالة الأولى للهيئة العراقية  للشيعة الجعفرية  بتاريخ (30/12/2007 ) الموجه إلى المجاهد ( عزة إبراهيم الدوري ) , جاءت لتكشف الحساب أمام التشويه الذي شوه  جميع الحقائق من قبل هؤلاء الذي ولاهم المحتل الأميركي للحكم بعد احتلال  العراق (عملاء النظام الفارسي من الصفويين) , رسالة مهمة لما  فيها من الإفصاح عن جميع  الحقائق وبموضوعية لتحميل كل حاكم  المسؤولية الكاملة  نتيجة ألأخطاء والتي أثرت سلبا على سيادة الوطن ووحدة الشعب وانتهاك الدين  .

رسالة صريحة موجهة لقائد المجاهدين المؤمن بفكر الرسالة الخالدة رسالة أجداده العظام من حملة الرسالة المحمدية التي هي رسالة العرب المسلمين... رسالة غايتها لمعرفة الحقائق التاريخية من قادة العراق الوطنيين القومين الرساليين  الذين هم الآن  على ارض الميدان ارض الرباط والجهاد ارض الرافدين .. رسالة فيها تساؤلات وتوضيحات ونقد بناء لصالح العراق وأهله المحتسبين الصابرين... فمن تلك التساؤلات:-  

هل  أن البعث أخطاء في حكمه الذي طال الخمس وثلاثين سنة  قبل الاحتلالين ؟ وما هو رأيكم وانتم تقودون الجهاد والمقاومة  في تلك ألا خطاء التي  ارتكبت  في عهد حكم العراق قبل احتلاله من الأميركيين والصفويين  .. رسالة تتضامن مع  البعثيين المخلصين ...  رسالة تؤكد على منطق الصراحة لما فيها من معلومات وملاحظات وأفكار و نقد ذاتي وبناء .

فكان الجواب على رسالة الهيئة الموقرة من خادم الجهاد والمجاهدين لأخيه (رضا الرضا) وجميع الأخوة في دنيا الشيعة الجعفرية وكما وصفها المجاهد ( المعتز بالله ) ... انه بحق جواب رجال القادة المجاهدين من أبناء الوطن ومناضلو عقيدة البعث لما فيه من حقائق مهمة وأساسية تسر الإخوة والأصدقاء وتحزن الأعداء الذين ظللوا وزوروا وكذبوا على أسيادهم أولا  والشعب والأمة  ثانيا لأجل أن يمضوا في تدمير العراق  وتنفيذ مراحل الأعداء ضمن إستراتيجية إرهابية معروفة عبر التاريخ  عرفها النجباء من أبناء العراق والأمة بإستراتيجية بني ( صفيون )... البداية تبدأ برد خادم  المجاهدين  عن أسباب اجتثاث البعث عقيدة وفكر الغاية منه  لتدمير العراق ومن بعده تدمير الأمة العربية وتقسيمها  إلى دويلات وأقاليم ومحافظات واقضيه ونواحي  وقرى وعشائر ولغاية العائلة الواحدة  والهدف الرئيسي في كل هذا وذاك هو  اجتثاث الهوية العربية من هذه الأمة وتجريدها حتى من الإسلام الذي هو خاتم الأديان  . رسالة جوابية مهمة  للتاريخ الذي بها  سينور أجيال امتنا العربية  بحقائق البعث خلال حكمه للسنوات  الخمس والثلاثين  ... فيها حقائق خمسة وبعض الملاحظات التي تؤكد على حقيقة الاعتراف بالخطاء عندما أضاف عليها  خادم المجاهدين قائلا لأخيه ( رضا الرضا ) ( نعم وأزيدك ذلك..  لقد رافقتها أخطاء وهفوات وصل بعضها إلى حد الانحراف عن مبادئ البعث وقيمه ومنهجه التاريخي الرسالي وأهدافه الكبرى وبسبب هذه الأخطاء والهفوات أعدت القيادة دراسة شاملة وعميقة لتقييم ونقد وتصحيح ومعالجة هفوات تلك الأخطاء في أول مؤتمر للحزب تسمح له الظروف... ومن بعد ذلك  سيحاسب ويساءل  عن تلك الأخطاء به المقصرين المسؤلين)  ... الشيء الذي يعجب في تصرفات الحكماء من القادة المجاهدين  وما يبنى على مسؤولياتهم في زمن الاحتلال هو  إيقاف كل هذه الأخطاء في زمن الجهاد وتفعيل كل ما هو ايجابي في مسيرة البعث من اجل النضال وجهاد المحتلين لأجل التحرير .. هذه هي الغاية والهدف الرئيسي في فكر خادم الجهاد والمجاهدين لأجل التصحيح بعودة قيادة البعث إلى منابع الفكر والقيم والتقاليد.

لقد أكد شيخ المجاهدين في رسالته الكريمة  للامين العام للهيئة العراقية الشيعية الجعفرية أهم المبادئ والقواعد التي يستند إليها البعث والتي  هي مجموعة قوانين وأنظمة وتقاليد ك(دستور الحزب ونظامه الداخلي) المعتمد على قواعد ومبادئ منها :- الديمقراطية المركزية نقيضة الدكتاتورية , والقيادة الجماعية نقيضة الفردية والنقد والنقد الذاتي نقيض الإرهاب , والحزب هو ملك الشعب والأمة , والبعثي  هو ملك الحزب  .

ومن تلك الحقائق المهمة التي أشرت إليها أعلاه هي أن قوى الشرك والظلم والطغيان عدو الأمة تاريخيا وعقائديا... وان ألأغلبية من الأقطار العربية قد تحالفت مع قوى الشر كأدوات مهمة ضمن إستراتيجية الشر الصهيواميركية .. وان المستهدف من احتلال العراق هو البعث الحضاري الرسالي وجيشه وشعبه .. ومن الأمور المهمة في الرسالة الجوابية لهيئة الشيعة الجعفرية  ما أكده خادم الجهاد برؤيته البعيدة المدى عندما وصف حقيقة ارتكاب الأخطاء بسبب ( حملة التظليل والتدجيل والكذب والتزوير التي يقودها العدو على البعث وثورته وتجربته ومسيرته مع ما ارتكب من أخطاء وهفوات أثرت أثرا كثيرا للأسف وشوهت عقيدة ومنهج وتاريخ وانجازات وتضحيات البعث حتى تأثر القريب مع البعيد وتأثر به الصديق مع العدو) .

أما الحقيقة الاخرى فهي إيقاف التجربته الوطنية الثورية وتدمير النموذج الوطني القومي الإنساني الحضاري لان  البعث وحسب  قول شيخ المجاهدين في رسالة رده  .. (تجاوز خطوط الحمر التي وضعتها الامبريالية والصهيونية العالمية ,وهذا أصبح خطرا جسيما على مصالحها سواء كان في المنطقة العربية أو الإقليمية وأصبح خطرا على الكيان الصهيوني ) .

 أما الملاحظات التي وردت في رسالة الإجابة لخادم الجهاد والمجاهدين فهي مهمة وذات قيمة تاريخية كونها من  وثائق التاريخ لانجازات البعث وقيادته الوطنية , إذ أكد عليها خادم الجهاد ( المعتز بالله ) (بان البعث ارتكب أخطاء أيضا وهذه الأخطاء مرت دون مراجعة لأجل وضع حلول وشخصت القيادة الباسلة تلك  الأخطاء والهفوات الأساسية في كل ميادين المسيرة وخاصة في حياة الحزب الداخلية التي كانت أخطاءها  فادحة وخطيرة .. ولهذا السبب وضعت القيادة الثوابت والأسس الجديدة والمحكمة للعودة إلى فكر وعقيدة ومبادئ الحزب في التنظيم والسياسة والتربية والإعداد وهذا سيجعل من الحياة الداخلية للحزب أن تنور على قيم ومبادئ ومعاني القيادة الجماعية والنقد والنقد الذاتي والديمقراطية المركزية ... مما جعل بالقيادة أن تتخذ الإجراءات العملية بإبعاد العناصر السيئة والانتهازية والمرتدة  والمنافقة والمدجلة) . كما أكد على جوهر عقيدة البعث التي تقوم على أساس (التراث الخالد للأمة وبلاد الرافدين ) .

أما أهداف البعث المعروفة لأبناء الأمة ( الوحدة والحرية والاشتراكية ) فقد أشار إليها ( المعتز بالله ) بأنها وحدة الأمة وتطلعها نحو المستقبل , ووصفها بأنها (الوحدة الجدلية المتمازجة الأزلية الحية التي لايمكن فصلها عن بعضها البعض) ... وأشار في حديثه من خلال الرد برسالته الكريمة عن ما حصل بالعراق وشعبه في السنوات الأخيرة من عوز وحاجة اغلب الشعب , بأنه كان  نتيجة ل(حصار جائر فرض على أبناء العراق طيلة ( 13) سنة , إضافة لما استنزفته الحروب التي خاضها العراق سواء كان في معركة القادسية الثانية  وأم المعارك والحوا سم دفاعا عن سيادة وكرامة واستقلال دور العراق وطنيا وقوميا وإنسانيا , مؤكدا إن سبب غزو العراق واحتلاله إنما هو ما حققه البعث من منجزات وانجازات عظيمة وعملاقة في جميع الميادين) ..

لقد أيد  خادم الجهاد والمجاهدين ( المعتز بالله ) صحة العبارة الواردة في رسالة الأمين العام للهيئة العراقية الشيعية عندما وصفته الهيئة الموقرة بان (النظام الذي حكم العراق باسم البعث جعل الحكم ذا طابع فردي وامني مبتعدا عن مبادئ الديمقراطية) ... ولكنه تقاطع مع العبارة التي وردت في رسالتها والتي تقول ( وفشل البعث في تحقيق خطوات باتجاه التعاون العربي المقبول لابعثيا ) , معتبرا هذا  الوصف لمفهوم تلك العبارة (غير صحيح على الإطلاق لان هذا  يجافي الحقيقة والواقع) ... مبرهن ذلك بالعودة إلى التاريخ ثم السؤال.. ماذا فعل البعث بشأن العدالة الاجتماعية ؟ وعبر عن ذلك بالعبارة قائلا ( لقد كان وطننا قبل البعث بلدا متخلفا أي 90%من أبناءه جياع و90؟% من أبناءه تسود الأمية , ولكن بعد ثورة البعث تغير كل شئ وشعر بهذا التغير الهائل جميع  العراقيين , بالقضاء على الأمية وبشهادة المنظمات الدولية المسئولة ... إذن من حقنا أن نسال هذا السؤال.. أليس محو الأمية من أهم الركائز التي تعتمد عليها العدالة الاجتماعية ؟ ثم ما حصل بالعراق من خطة انفجارية,  وثورة كبرى في جميع النواحي, وما لدور التعليم المجاني بعد التأميم الخالد, وما حصل من تغيير جذري في الإنتاج والتصنيع والاستثمار الوطني الذي به ازدهرت حياة كل عراقي وارتفع مستواه المعيشي.

أما ما يخص بالتعاون العربي فقد أكد شيخ المجاهدين بان (البعث هو أول من اصدر الإعلان القومي , ثم المبادرة إلى الإعلان بمشروع مجلس التعاون الخليجي) ... ولكن بعض الأخطاء والهفوات والضغط الدولي وكما وصفه على البعث وقيادته (شوشت على جميع الانجازات العظيمة) .. أما موقف البعث وتضحياته الجسيمة تجاه الأمة .. فمن حق الكاتب أن  يعود إلى الخلف مستذكرا الأمة وبجميع  أحزابها وحركاتها التحررية وبجميع شخصياتها الوطنية والقومية والإسلامية ليقرئوا  تاريخ ونضال البعث منذ عام 1948 ولغاية اليوم ...أليس الأمة وأبنائها والعالم بعيدا عن  البعث وتضحياته وما قدم لها من بطولات ومواقف تاريخية وقومية في الدفاع عنها سواء كان في حماية عواصمها من الاحتلال الصهيوني أو الدفاع عن الأغلبية من الدول العربية سواء كان من الكيان الصهيوني أو بالدفاع عنها لحماية بوابتها الشرقية من الريح الصفراء القادمة من قم وطهران  ؟ واليس قائد البعث وشهيد الأمة المجاهد ( صدام حسين ) ( رحمه الله) وأولاده  وكما وصفهم خادم الجهاد والمجاهدين هم شهداء البعث من اجل مبادئه وأهدافه وحرية وكرامة واستقلال وعزة الأمة ؟ واليس عشرات الآلاف من رفاق البعث هم ضحايا مذبحة الحرية والاستقلال للأمة العربية ؟ ... ولكن والحقيقة تقال بان الانجازات العظيمة للبعث وقيادته الوطنية أثارت( مع الأسف ) غيرة البعض من الأنظمة العربية( الصهيواميركية ) وغاضت أعداء الأمة لإيقاف مسيرة البعث  النضالية  العملاقة وتدميره وكما مرسوم له من قبل  هؤلاء الأعداء وأدواتهم من العملاء المنصبين كآليات مهمة لتنفيذ هذه إلاستراتيجية  (الصهيو أميركية ) ... ولكن البعث وكما وصفه شيخ المجاهدين  الآن وبفضل من الله وقوة رجاله المجاهدين يقود الثورة الكبرى التي  يثور لها الشعب مع كل قواه الوطنية والقومية والإسلامية والدليل على ذلك  ... (أن أميركا اندحرت وتراجعت بل وغرقت في وحل الهزيمة وهي الان  تبحث عن ذرائع وأساليب لإنقاذها من الوحل  الهزيمة ) .

وبعد أن نشرت الرسالة الجوابية  لخادم الجهاد ... أجابت الهيئة العراقية للشيعة الجعفرية في الشبكات الإخبارية للانترنيت ببيان الحكماء الاصلاء من العراقيين العرب المؤمنين  وبرقم ( 81) في (14مايس2008) بنفحات إيمانية أثبتت بحق إنها نفحات بين السائل والمجيب  لتقدم السلام والشكر والتقدير لقائد (الجهاد والتحرير) على رسالته الجوابية  التاريخية .. كما شكرت فخامته على المقاصد النبيلة من اجل عراق جديد يسوده الأمن والرخاء في ظل نظام حر ديمقراطي تعدد ي يتمتع باستقلاله واستقلال قراراته الوطنية والقومية وسيادته الكاملة أرضا ومياها وسماء  ..كما عبرت الهيئة ثقتها واحترامها واعتزازها بالبعث وقيادته الوطنية مهما كان حجم الاختلافات ,وبرهنت تلك الثقة بالعبارة التاريخية عندما قالت في رسالتها لشيخ (الجهاد والمجاهدين)  بان (مهما تكن القوى المضادة للبعث على أن تمحي فكره ومبادئه ونضاله وتضحياته لايمكن تحقيق ذلك , لان بقاء بعثي واحد وكما وصفته الهيئة الموقرة على ارض العراق والأمة العربية لقادر على أن يعيد عقيدة وفكر ومنهج ومكانة وتاريخ وأهداف وكيان البعث وطنيا وقوميا وإنسانيا) ... نعم أيتها الهيئة الموقرة لنقولها سوية بان البعث فكر والفكر لايجتث إلا باجتثاث الأمة , وان الأمة محفوظة ومحمية برعاية (الله) (الواحد الأحد) الذي أكرمها (القران الكريم ) ونورها بخاتم الأنبياء  ( محمد)  ( صلى الله عليه وسلم ) إذن كيف تجتث الأمة والله قالها  في محكم كتابه الكريم ..                                                        

بسم الله الرحمن الرحيم

((  إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ )

صدق الله العظيم

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الجمعة /  25  جمادي الاول 1429 هـ

***

 الموافق   30  /  أيــــار / 2008 م