الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

قصائـــد الشاعر الأسيـــر أبي يزن : بغداد و التفاؤل بالانتصار

 

 

 

شبكة المنصور

أبـــــو ميسون ـ المغرب

 

ينشر موقع البصرة المناضل بين الفينة والأخرى قصائد للشاعر الأسير ابي يزن ـ فك الله أسره وأسر جميع المناضلين في العراق وفلسطين ـ . وشعر الأسر قليل في أدبنا العربي وفي الآداب العالمية, والنماذج المحفوظة لهذا النوع من الشعر الفريد تعود لاشخاص مارسوا القول الشعري ـ غالبا قبل الأسر ـ واعتبروه وسيلة أخرى في التعبير عن قضايا النضال الحقيقي والثورة من اجل تصحيح الأوضاع الفاسدة, واستمرت هاته الوسيلة الفنية حية معهم موظفين اياها في وصف تجربة الاعتقال باعتباره فضاء محدودا مجردا من مكونات التواصل مع الناس والحياة الحرة. والأسر عند المناضل الأسير ليس نهاية المطاف, رغم متاعبه النفسية , التي غالبا ما يتقهقر معها الانسان العادي , بل هوـ أي الأسرـ لحظة أخرى يتجدد فيها الاندفاع الثوري مستندا على تفجير ما في الذات الثائرة من امكانياتها الابداعية . والابداع في سياق الأسر ـ كما في حالة المناضل أبو يزن ومن خلال قصائدة الثورية ـ قدرة فنية موصولة بالمعنى والعاطفة باتجاه احياء شروط النضال في الأسر ضمن قواعد الشعر المناضل الملتزم. والأسر , غالبا ما يكون فضاء للحنين  عند أكثر الشعراء الذين وقعوا فيه. والحنين كغرض شعري عند أكثر الشعراء هو أشبه بالغناء يوظف فيه الشاعر عناصر الخارج / الواقع لوصف أشواقه الحزينة والتعبير عن تطلعاته الى الحرية. لكنه عند مناضلنا الأسيـــر طاقة روحية وفنية يستلهم من خلالها أطر الواقع والثورة والتاريـــخ  لــ مدينة بغدادلاستنهاض عزيمة كل المناضلين من أجل استكمال المشروع التحريري الذي وضعه البعث العظيم في العراق.  

تتحول مدينة بغداد في قصائد شاعرنا الأسير الى فضاء مكاني متميز لتصدير عواطفه الثائرة بشروط ابداعية تجرد أحزان الأسر من تأثيراتها السلبية وتجعلها أغراضا فرعية في متن الموضوع الاكبر:

بغداد الثائرة والتفاؤل بالنصر.

 يرسم الشاعر ــ أركز هنا على ثلاث قصائد هي : بغداد , وزهــو بغداد , وعشــق لبغدادـــ في البداية اطارا وجدانيا للمدينة تتوحد فيه الأزمنة الثلاثة لحياته في عشق ابدي لها يفيض بمعاني انسانية عميقة تعكس الصلة الروحية القائمة بين الشاعر في حال الأسر ومدينته في حال الاحتلال, يقول الشاعـــر :

انت الطفولــة والشباب والكهولـة       والمستقر في الرغام الى بعــد حين1

ويقول كذلك :

ذكريـــات الطفـــولة .. وألــق الشباب     وألف ليلــة والنهر والســـد 2

عشق بغداد يمتد ليصل الى حد الجنون , أي اعتبارها وحدها الجديرة بذلك لأنهــا:

هــي الأهل والأحبــة والعشيــر      وهي التــي آوي لها وتؤوين3

يعترف الشاعر ان عشقه لبغداد رغم عمقه وصلابته وتجدره غير كافي ليمنحها مكانتها التي تستحقها :

أنــا عاشق لبغداد حد الجنــون        متيم بهــا... وهذا ليس يكفيـــن 4

يملأ الشاعر اطاره الوجداني للمدينة بتفاصيل نفسية أخرى اضافة للعشق وتداعياته المألوفة في غرض الحنين, كما رأينا, وتأتي هاته التفاصيل من قدرة الشاعر التعبيرية في اختزال عواطفه الجياشة التي ترمز لها الفاظ مثقلة بالقيم الجمالية والانسانية والشعورية مثل ألفاظ الكبرياء والمجد والشموخ والطود والبكاء والفرح, ويعود سحر هاته الألفاظ بكونها مشتركة بين الشاعر والمدينة , تنصرف اليهما معا في علاقة صوفية يصير فيها الشاعر بغداد , وتصير فيها بغداد الشاعر: فكبرياء بغداد, مثلا, من كبرياء الشاعـــر ...الخ .

يغلب الشاعر الأسير كثيرا المضمون على الشكل , ويلجأ الى التكثيف اللفظي لخلق المؤثرات التصويرية بدل المجازات والخيال, ولعل ذلك عائد الى تأثير الأســر ونزوع الشاعر الى الرؤية الوقعية الحزينة في رسم الاطار الوجداني لبغداد , كما رأينا سابقا, وكما سنرى مع الاطارين: الثوري النضالي, والتاريخي الحضاري لبغداد الأسيرة.

يتبــــع

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

السبت /  19  جمادي الاول 1429 هـ

***

 الموافق   24 /  أيــــار / 2008 م