الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

 

أمريكا و إيران و العملاء ... واتفاقية الانتداب

 

 

شبكة المنصور

محمد عبد الحيّاني / مناضل بعثي

 

من يسمع عن حديث المفاوضات حول مشروع الاتفاقيّة بين حكومة الاحتلال ودولة الاحتلال أمريكا التي ستضمن (السيادة للعراق...!!) بمجرد سماح حكومة الاحتلال لأمريكا بإنشاء (ما يقرب من 50 قاعدة لجيشها المرعوب في ارض الأنبياء)... فتصوروا كم هو حجم الرعب الذي أصاب الأمريكان وجنودهم نتيجة ضربات المقاومة العراقية الباسلة.

خمسون قاعدة في مساحة العراق المحتل الذي لم يحدث في تاريخ الدول الاستعمارية كلها أن بنت مثل هذا العدد من القواعد، لا فيتنام عندما كانت محتلة في عهدي الاستعمار الفرنسي والأمريكي ولا في اليابان التي دخلت ندّاً لأمريكا في الحرب العالمية الثانية ولا في كوريا الجنوبيّة ولا في شبه القارة الهنديّة عندما كانت تحت الاحتلال البريطاني في عهد زهو الإمبراطورية البريطانية التي لا تغيب عنها الشمس (وغابت). إنها تتصوّر أن هذا العدد من القواعد يطمئن جنودها في العراق ويساعدها في أن تحمي استثمارات شركاتها الاحتكاريّة التي ستسرق ثروات ومقدّرات العراق وشعبه.

إن جيشاً يفكّر في هذا العدد من القواعد لا يمكن إلاّ أن تكون دائرة أركانه في قمّة الغباء وإن القائمين على قيادة مثل هذا الجيش لا يمكن إلاّ أن يكونوا مجانين أو مبتدئين في العلوم العسكريّة الحديثة.. ولم لا ؟ فهم لا يجيدون إلاّ حرب الرماية عن بعد والتدمير الشامل والإبادة البشريّة بدون أي رحمة أو شعور بالإنسانية.... أهكذا اذاً تخيف المقاومة العراقية الباسلة رعاديد الحرب الأمريكان...؟!! وكان محقّاً شهيد الحجّ الأكبر حينما خاطب هؤلاء المتغطرسين عندما بدئوا حشودهم لإحتلال العراق (إنكم تستطيعون كدولة عظمى أن تدمروا كل شئ ولكنكم لا تستطيعون أن تمسكوا ارض الأنبياء).

كان رحمه الله يعرف جبنهم وهم على الأرض. وان غطرستهم وعنجهيتهم فيما يمتلكون من قوّة وقدرة على الرمي من بعيد في تدمير ما أراده الله للإنسان و البشريّة من خير.. ولو عدنا للماضي المنظور لوجدنا إن كل ما بناه البريطانيون عندما احتلوا العراق في بداية القرن الماضي قاعدتين فقط، يعرفها العراقيون حق المعرفة وهما؛ (قاعدة الشعيبة) في البصرة و(قاعدة سن الذبّان) أو الحبّانية في الانبار.

إنها في كل الأحوال أمانيهم المريضة التي تصوّر لهُم أن هذا العدد من (الجُحور) ستحميهم من ضربات المقاومة العراقية البطلة... ولكن هيهات، لأن عهد التمترس داخل الحصون قد تجاوزتها العقائد العسكرية الحديثة، وأصبحت في حروب العصر الحديث أماكن للموت مهما تفننوا في تحصينها. إضافة إلى ذلك فهم سوف لن يكونوا مطوقين من قبَل المقاومة الباسلة فحسب، بل ستكون هذه القواعد محاطة بالشعب كله الذي سيتحوّل إلى مقاومة من نوع آخر لأن شعبنا العظيم لا يرضى أن يكون هناك من يهينه ويستلب كرامته من أي غريب يحتل أرضه.. وستكون عند ذلك عملية استنزافهم اكبر واكبر بكثير مما هي عليه الآن.. وستنهار أمريكا بعون الله كلما طال أمد بقائِها في العراق.

لم يكن الغباء الأمريكي مقتصراً على جهله بالعقائد التعبويّة عسكرياً على الأرض بل كان الغباء كلّه في هذا الأمريكي حينما وضع يده في يد من وضعهم (تمويهاً) في خانة محور الشر قبل أن يقوم باحتلال العراق... لقد كشف عراق الثورة ذلك منذ افتضاح أمر اتفاقهما ضد العراق في أم المعارك عام 1991.. ولذلك فقد حسب العراق هذا الأمر وهو يعد للمقاومة قبل الحرب والاحتلال.. وان إنزاله من سماء الصواريخ والمقاتلات إلى ثرى ارض العراق سوف يكون مصحوباً بنزول جارة السوء (إيران) معه؛ تلك الجارة التي كانت تلعب بأوراق الخبث الفارسية التي تسعى من ورائها لإرجاع إمبراطورية أجدادهم المجوس، فإيران حاولت تأريخياً التعاون مع كل الحملات الاستعمارية ضد العراق والخليج العربي... فقد تعاونت مع الاستعمار البرتغالي في حربه مع العرب القواسم على الضفة الشرقية للخليج العربي ومؤازرتها لهذا الاستعمار من إخراج القواسم من جزرهم في الخليج بغية وراثة هذه الأراضي من البرتغاليين بعد خروجهم منها، وكان لها ما أرادت وكذا الحال في اتفاقها مع الانكليز قبل الحرب العالمية الأولى وخلالها،وكان من حصتها استلاب مدينة (المحمّرة) التي يسمونها اليوم (خرم شهر) بعد تآمرها مع الانكليز في قتل شيخها (الشيخ خزعل) وتحويل عائديتها من العراق إلى إيران.. وكذا الحال بالنسبة لاستثمار ظرف الحرب العالمية الأولى ومساعدة الحلفاء للحصول على أراضي مضافة لها متجاوزة على الأراضي العراقية وشرق آسيا من خلال اشتراكها مع لجان الحلفاء الخاصة بموضوع تقسيم أراضي الإمبراطورية العثمانية التي خسرت حربها مع الحلفاء... وكانت قمة استجداء المساعدة من ملوك وأمراء المسيحية في أوربا ضد العراق ما قام به (الشاه عبّاس الأول) الذي استفاد من علاقته بأحد دهاة الانكليز وهو السير(انطوني شيرلي) حيث حمّله رسالة إلى (أمراء أوربا) وهم؛ البابا وإمبراطور المانيا وملكة انكلترا وملوك ايكوس واسبانيا وفرنسا وبولونيا ومجلس فينيسيا.. وقد اشتملت رسالة الشاه على ما يأتي:-

((أيها الأمراء الذين يؤمنون بالمسيح...؟! اعلموا أن شيرلي عُهد إليه بدعم الصداقة بيني وبينكم، إن هذه الرغبة كانت تحدوني من زمان. ولكن أحداً لم يتقدم للتدليل على الطريق وإزالة الحُجُب التي تفصلنا بعضنا عن بعض.. رجاءنا أن تعتمدوه في كل ما يطلبه منكم أو ينقله عن شخصنا...!!)).

كتب شاه عبّاس الأول هذه الرسالة وهو متوجه إلى بغداد لاحتلالها عام 1033هـ / 1623م بعد أن قام بكر صوباشي بالتمرد بحاميته الموجودة في بغداد على سلطة العثمانيين.. وقد تمكّن هذا الشاه من حصار بغداد واحتلالها بعد مقاومة ضارية من أهلها.. ثم اعمل السيف بأهلها. وأرغمهم على ترك منازلهم وهجّر الكثير منهم.. لقد كانت هذه الرسالة دعوة لمناصرته على ما قام به من عدوان على العراق.. واستعداءً على الدولة العثمانية.

إن تأريخ إيران ملئ بهذه النزعة في ممالئة الغرب الاستعماري من اجل كسب هذا الغرب لمساعدته في التوسع نحو الغرب... واليوم لم تجد غير أمريكا لتحقق لها قفزه أخرى نحو أراضي أخرى من العراق، مجندة لذلك زبانيتها داخل العراق وفي مقدمتهم مرجعيّة الضلالة المتمثلة بالإيراني الجنسية (علي السستاني) الذي بدأ يلوي الكلام بالشروط العديدة التي نقلها عنه الصفوي الآخر (عبد العزيز الحكيم).
هذه الشروط التعجيزية...!!! هي أن تصف الاتفاقيّة بالشفافيّة (كشفافيّة لحيته التي يختبئ تحتها آلاف الشياطين) وان تضمن السيادة الوطنية وتصوروا ضمانها للسيادة تحت خيمة 50 أو أكثر من القواعد العسكرية...!!! وان تحصل على الإجماع الوطني. ولا ادري أي إجماع هذا الذي يتحدث عنه هل هو إجماع ملايين المهجرين خارج العراق وداخله...؟؟!! أم من المليون ونصف المليون أرملة مع أيتامهن...؟؟!!

هكذا نقل لنا هذا الرأي إيراني الأصل (عبد العزيز الحكيم) الذي جاء جدّه الأول (البيطري) أو الحكيم، سمّه ما شئت راعياً لخيل (نادر شاه) في اصطبله عندما زار النجف الأشرف في بداية القرن السابع عشر واستقر جدْ هذا الصفوي فيها ليتحفنا بأحفاده الملاعين الذين يبيعون العراق بالتقسيط إلى جارة السوء إيران مبتدئين بالتمسّك بالدعوة إلى الفدرالية كي يسلخ الجنوب من العراق ليولي ابنه (الدلّوعة) على إمارتها كخطوة لإلحاقها بإيران... فالسيادة بالنسبة للعمامتين الإيرانيتين (السستانيّة والحكيميّة) إنما هي سيادة إيران على ما ستقتطعه من الأراضي العراقية عن طريق الحليفة (الغبية) أمريكا.

إن عملاء إيران الذين يحكمون العراق بواسطة الاحتلال الأمريكي وبغطائه ينادرون في تصريحاتهم بين القبول والرفض لاتفاقية العار (تضليلاً) للرأي العام من جهة ولكي يبدوا ضاغطين في مساومة الاحتلال ليحصلوا على قدرٍ اكبر من مطالب إيران في العراق، ولكي يوحوا للمحتل الأمريكي أن أي زيادة في مكاسب إيران في العراق إنما هو عربون لمساعدة المحتل الأمريكي على إدامة الاحتلال للعراق. كذا...!! فإيران تجد إن سلوك هذا الطريق سيدفع الأمريكان للتنازل لإيران عن أمور كثيرة في ارض العراق وثرواته.... ولكن هل ستسمح مقاومة العراقيين الباسلة أن تمرر هذه الصفقات الخبيثة...؟؟!! كلاّ.. وألف كلاّ.. لأن ضربات أبطال مقاومة العراق بكل اتجاهاتهم الدينية والقومية والوطنية ستنهي والى الأبد أحلام مجوس إيران ومجانين أمريكا بعون الله وقوّته التي أمدّهما لمقاومة العصر في العالم.. وستموت معها أحلام العصافير الجديدة ممن سال لعابهم مؤخراً في ثروات العراق وأولهم فرنسا وبعض الدول الأوربية وغيرهم ممن انفتحت شهيتهم في التصريحات دعماً لمخططات أعداء العراق طمعاً في (عَظمَة) تلقى لهم كما يلقي القصّاب العِظام للكلاب وسيكون مصير أحلامهم كمصير أحلام الأمريكان والإيرانيين الذين سيتركون العراق مهزومين (بخُفّي حُنين) أو يقبروا فيما يريدون أن يبنوه من قواعد بإذن الله.

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الخميس /  15  جمادي الاخر 1429 هـ

***

 الموافق   19  /  حزيران / 2008 م