الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

 

وجهة نظر : تاريخ الخطاب القومي العربي في القرن العشرين واشكالياته

 بين النظرية والميدان بما يخص الاجزاء المغتصبة والمحتلة من الوطن العربي

 

 

شبكة المنصور

الوليد العراقي

 

لقد اتسم الخطاب القومي العربي ومن كافة الاحزاب والتجمعات والشخصيات القومية العربية بالنبرة الثورية الحادة والحماسة دون حدود والاعلان الصريح عن كل المطالب التي تخص مفقودات الوطن العربي من ارضه والتي راحت هنا وهناك بفعل الاحتلالات المتوالية التي اجتاحت الوطن العربي ومنذ قرون.ان القرن العشرين وخاصة بداياته التي اتسمت بظهور الفكر العربي القومي وبأشكال متعددة كانت الحماسة القومية المشروعة قد امست دالتها في خطابها السياسي واذا ما قارنا أي فكر في بداياته بالكائن الحي في في بداية حياته نستخلص ان كليهما يقع في اشكالية التكوين الذي يغلب عليه في بداياته صفة سبق نمو عضلاته ونضجها لعقله وتفكيره وبالتالي يغلب منطق القوة على العقل وهنا اشكالية كبرى عانت منها كل الافكار الانسانية على مد عمر البشرية وليست ظاهرة تخص العرب تحديدا وتقتصر عليهم ومهما شابها من قصور وبون بين القوة والعقل وبين النظرية والميدان ومن هنا يكن استخلاص الاستنتاجات التي سبغت الفكر القومي العربي في الفترة اعلاه:

اولا: الحماسة والقوة التي كانت سمة الظاهرة القومية في القرن العشرين:

لو انا راجعنا كل الافكار والطروحات التي جاءت بها الافكار القومية وبغض النظر عن منتجيها للاحظنا انها تتسم بالثورية النارية التي تريد وكما تنظر تحقيق كل الاهداف والحقوق بشكل مباشر ودون الاخذ بمعطيات الوضع الدولي وخاصة دول الجوار التي استولت على اجزاء من وطننا العربي واخرى اضحت تحت الاحتلال او اغتصبت بفعل القوى الاستعمارية مع غياب القوة العربية المادية وجاهزيتها للحصول على حقوقها في ذلك الزمن.

ثانيا: العنصر الشاب والطلابي الغالب الذي قاد الفكر القومي وطبيعته الثورية:

ان معظم الافكار التي انتجتها الساحة العربية بما يخص القومي منها وهو موضوعنا كان نتاج اما شباب ذوي وعي متقدم وتقافة بحكم كونهم اما طلابا او شبابا او من العنصر العسكري الشاب الذي يطمح وهو الطموح المشروع في المطالبة بحقه المهدور في وطنه العربي الذي عانى ما عانى من الاحتلالات المتوالية وتوريث الحكم فيه لقوى اجنبية او قل خارجية بتمثيل وطني شكلي لا قوة ولا حول له اما لعجزه او لكونه سائرا في ركب هذه الاحتلالات بدافع السلطة والجاه ولو على حساب المصلحة القومية التي يجب ان تبقى هي العليا عند الانسان القومي تشكيلا وفكرا.

ثالثا: مفهوم الصفقة الواحدة في ارجاع الحقوق:

لقد طالبت هذه الافكار الشابة وبحماسة لا حدود لها وبنظرية صريحة اعادة كل الحقوق المسلوبة أي الارض العربية المحتلة او المجتزأة او المغتصبة وبصفقة واحدة وحيث ان هذا الشكل من المطالب المشروعة اصطدمت بالبون الشاسع بين النظرية والميدان بل وخلقت من كل الدول الطامعة اعداءا وبصفقة واحدة بالمقابل ايضا وهنا كانت الاشكالية الكبرى امام القوميين العرب بين النظرية والميدان اذ انهم لم يمتلكوا ان صح التعبير قائمة بالحقوق مسلسلة حسب اهمياتها الستراتيجية وعمقها ومن ثم الاعلان والمطالبة بواحدة تلو الاخرى وعلى سبيل المثال ارى ان الاعلان عن مطالبة ايران بالاحواز تلك المنطقة العربية الغنية من ناحية ومن ناحية ستراتيجية اخرى فهي تشكل الحزام الشرقي من الخليج العربي وبالتالي الحصول عليه له ابعادا قومية عظمى بالنسبة للعرب مقارنة بلواء الاسكندرونة الذي تحتله تركيا والذي يمكن الاعلان عن المطالبة لاحقا دون اثارة عدو محتل اخر قد يتحد بحكم المصالح ضد المطالبين القومين العرب بحقوقهم المسلوبة.وهنا الكلام يمكن ان يطبق نفسه على اولوية المطالبة بفلسطين قبل أي جزء عربي محتل اخر كون فلسطين تقع ظمن القلب العربي الجغرافي والديني المقدس لكل الاديان الرئيسة في العالم وذات التاثير الفاعل على الساحة الدولية وهي الاسلام والمسيحية واليهودية.

رابعا: حسنات وسيئات فكرة الصفقة الواحدة:

في علم السياسة هناك شئ اسمه تكتيك ونجاح هذا المفهوم يعتمد على نظج وعمر الفكر السياسي والتجارب التي مر بها من خلال ساحته ومعطياتها وقدرته على قراءتها فضلا عن الساحة العامة أي الدولية وذات المصالح الخاصة بالوطن الذي يعيش فيه الفكر السياسي فالفكر السياسي كالانسان هناك طفولة وهناك ريعان شباب وهناك نضج وغلبة العقل بالممارسة واكتساب الخبرة وهناك شيخوخة التي تمنى من خلالها كل الدول الكبرى وعلى مد التاريخ بالانحلال والتلاشي ومن ثم الغياب أي الموت السياسي والى حين تنبت مرة ثانية جذورها وهذه دورة الزمن التي لا يمكن لاي دولة الافلات منها ومهما امتلكت من قوة خلاقة وتفردت وتجبرت مثل امريكا في الزمن الحاظر على سبيل المثال لا الحصر.انا اعتقد وهذا مجرد اجتهاد فردي ان فكرة الصفقة الواحدة بالحقوق وما يقابلها الصفقة الواحدة بالاعداء كانت نتيجته كل هذه الخيبات التي يعيشها المواطن العربي والتي انتهت باكبر كارثة صادمة ومدمرة للانسان العربي وهو احنلال العراق الذي كان المعول عليه في حماية البوابة الشرقية من ناحية ومد القضية الفلسطينية بمعين الوحدة للشعب الفلسطيني كثورة تحررية فضلا عن المد المادي والمعنوي الذي بانت تأثيراته بعد احتلال العراق على الساحة الفلسطينية خاصة ومن ثم التخلخل العربي الذي دب في نفس المواطن العربي الذي يجد وما زال ان العراق هو العمود الفقري الساند لقضايا الامة ومهما تفوه وتشدق اعداء الفكر القومي الممثل بالبعث الذي كان يقود العراق رسميا على سطح الارض ويقوده بالمقاومة والقوة والارادة تحت الارض بعد الاحتلال اذ انه القوة الوحيدة والفريدة التي تقابل وتواجه المحتل والذي لا مناص من الجلوس مع دولة البعث القائمة الان وبطريقتها الشعبية القيادية الاولى في العراق.

خامسا: ما هو دور المفكرين القوميين العرب الان؟

انا ارى انه على المفكرين قادتنا العرب وهنا اقصد القادة الفكريين لا الرسميين ان يجلسوا ويعيدوا النظر في اولوليات الفكر العربي القومي النظري والميداني ووضع منهاج متكامل وخطة قابلة للتطبيق وظمن معطيات الواقع العربي وكذلك وضع برنامج اعلامي قومي منظور ومحسوب يستميل الكثير ويفقد القليل وحسب امكانات الشعب العربي وخاصة الثائر منه وتثوير القاعد منه ايضا وتحييد ما يمكن تحييده وحسب الظرورات والمصلحة المتقدمة والاولية لوطننا العربي وبالتتابع أي خطوة خطوة اخذين بنظر الاعتبار اننا الان لا نمتلك ثلاثماءة مليون عربي كلهم ثائرين ومدججين بالسلاح ويستطيعون اكتساح وتحرير كل الاجزاء العربية المحتلة والمغتصبة صفقة واحدة.

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الخميس /  15  جمادي الاخر 1429 هـ

***

 الموافق   19  /  حزيران / 2008 م