الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

 

حينما تصطدم طموحات البارزاني بالجدار التركي الصلب

 

 

شبكة المنصور

د. علي احمد الجاف

 

السيد الرئيس البارزاني كما يحلو له ان يسموه في حيره من امره فليس كل ما كان يشتهيه سهل المنال فهو عدا ما ينغص له طموحاته ابن اخيه (ناجريفان) فهناك الطالباني الضعيف المحاط بزمره من الذئاب التي تخطط للانقضاض على كل ما اجتهد به الطالباني العميل من مكاسب ومنها حبل الود الكاذب والهدنه المفتعله بينه وبين البارزاني ومن هنا يحاول الطالباني ( الثعلب) ان يضرب برشاقه غريمه الذي تقاتل معه دهر من الزمان راح ضحيتها عشرات الالاف من ابناء شعبنا الكردي دون ان يرف عليهم رمش البارزاني او الطالباني ...وآخر مبتكرات الطالباني في صراعه مع عدوه اللدود محاولته جذب ناجريفان اليه حيث يعلم الطالباني علم اليقين ماآلت اليه الخلافات بين مسعود البارزاني وابنه مسرور من جهه وبين ابن اخيه ناجريفان الذي طالت يداه كثيرا لتمس جوهر ما يعتبره مسعود خطوطا حمراء على ناجريفان وغيره ومن هنا كان دس السم بالعسل من قبل ابن الطالباني ( قباد) الذي اهدى لناجريفان شهادة دكتوراه فخريه من داخل بيت سيدهم وولي نعمتهم جورج بوش حيث يعمل ابن الطالباني مسؤلا عن بعثة العملاء من الحزبين (حزبا الطالباني والبارزاني) في الامم المتحده.

ان كثير من الناس اعتقدوا ان خلافات العدويين قد عفا عنها الدهر وانهما اصبحا ينعمان بما من عليهم به سيدهم المحتل ولكن الذي لايعرفه كثيرون ان العداء بين الطرفين اكبر من ان تمحيه ارادة الامريكان فالذي بينهما الحقد والثار والتنافس في كل شئ اشبه بالنار تحت الرماد فسرعان ما تظهر لتعيد الحقيقه الى نصابها لاسيما في العام القادم حيث تنتهي ولاية الطالباني على العراق المحتل ولابد ان يعود الى السليمانيه فماذا يفعل..فهل يكون جزء مكروه من رعايا البارزاني وهل تبقى هذه النار تحت الرماد الى ذلك الحين؟؟ هذه اسئله ستجيب عنها الفترات القادمه!!.

لقد حاول البارزاني ان يبعث عدة رسائل الى القياده التركيه لم تخلو من الغلو والغطرسه والعنجهيه التي ستتسبب في خراب البيوت وتحطيم الاحلام التي اعتقد البعض انها اصبحت قاب قوسين من الحقيقه ومن ما ذكره البارزاني انه لايسلم احد وانه يتعاطف مع القضيه الكرديه وهذا الكلام كاف لتركيا لاثبات ان الحزبين العميلين وراء كل ما يقوم به حزب العمال الكردستاني من هجمات ضد الاراضي والمواقع التركيه ثم ان الاتراك ينظرون بريبه وشكوك إلى رفع علم البارزاني على الحدود مع تركيا هو ليس علم العراق (قبل رفع النجمات الثلاث من علم العراق) وهذا ما يعني دوليا او على اقل تقدير من وجهة نظر تركيه ان هذه المنطقه غير خاضعة لدولة العراق وانه يؤكد وجود تخلخل سياسي امني ولذلك لايعترفون بها او بعلمها بل يرون فيها وسيلة تحريض عرقي لاحد مكوناتها (30 مليون كردي في تركيا ) للخروج على منهج الدوله التركيه الرسميه أي انها طرف معادي يجب مكافحته لاسيما اذا اخذنا بنظر الاعتبار انطلاق الهجمات المعاديه لتركيا من هذه المنطقه علما ان البارزاني يتحجج بان هذا هو علم صدام حسين ولايريد ان يرفعه ولكن العراقيين والعرب يعرفون ان هذا العلم هو علم دولة الوحده الثلاثيه بين العراق ومصر وسوريه الذي اتفق عليه في عام1963 وبقى العراق وفيا له حتى قبل مجئ حزب البعث للسلطه عام 1968 وربما هذا ما يجعل البارزاني يتحسس منه لانه علم يؤكد على تمسك العراقيين بعروبتهم.

يقول البارزاني متحديا الذين يدعون وجود مقرات او معسكرات لحزب العمال الكردستاني داخل شمال العراق رغم ان جهات ووسائل اعلام عالميه محايده اثبتت بالصوت والصوره هذا الامر ناهيك عن الاهم من ذلك و هو تصريح الطالباني والمالكي بضرورة غلق مقرات الحزب المذكور داخل شمال العراق !! اليس هذا اعتراف واضح من هؤلاء وبما يناقض ادعاءات البارزاني.

ويقول الطالباني والبارزاني انهما لايستطيعان الوصول الى المناطق التي يتواجد فيها قادة الحزب العمالي الكردستاني ويتسائل كثيرين كيف وصل اليهم مراسلون واعلاميون وتم تصوير لقاءات عده معهم واخرها اللقاء مع القائد العسكري للحزب المحظور.

وهناك سؤال يطرح نفسه على البارزاني وثلته وهو لماذا يتحسسون من التدخل التركي الحالي بينما لم يكونوا ينبسوا ببنت شفه في 24 تدخل تركي داخل شمال العراق ومنها مرات عديده بعمق أكثر من 60 كيلومتر

هل لان ذلك كان في مصلحتهم لأنهم كانوا قبل احتلال العراق تحت الوصايه والحمايه الامريكيه والان يريدون ان يتفرعنوا ....ورغم اننا ضد أي تدخل تركي اوغير تركي في أي بقعه من العراق الا ان العراقيين يشعرون بان ما يجري على يد عملاء الاحتلال البارزاني والطالباني في شمال العراق هو ضد العراق وهو ما يثير حفيظة الطرف التركي الذي يرى هو الاخر ان هذين الجحشين (وهذه تسميه كرديه يطلقونها على العملاء منهم ) تسببا في خلق اضطرابات في المنطقه ستؤدي الى كوارث لن تكون تركيا بعيده عن اثارها السلبيه ومن هنا اراد الأتراك استخدام نفس اسلوب حلفائهم الامريكان في اتخاذ التدابير الاستباقيه .

يتحدث الطالباني والبارزاني ويكرره خلفهما بعض اقزامهم عن تجربتهم الكبيره وتضحياتهم من اجل تحقيقها ولا يخجل هذين الجحشين من الحديث في هذا الموضوع لان العالم يعلم ان هذا الذي يجري في شمال العراق وسيطرة حزبيهما على رقاب ابناء شعبنا هناك لم يكن ليحدث لولا الاحتلال الامريكي للعراق أي انه لم يتحقق كما يدعون بتضحياتهم المزعومه بل جراء عمالتهم وخيانتهم للعراق الذي آواهم وقدرهم لاسيما وان مصطفى البارزاني والد مسعود اعترف امام شاه ايران بعد اتفاقية الجزائر بين العراق وايران 1975 بأن وطنهم هو ايران وان الشاه هو ابوهم (ورد هذا الاعتراف في كتاب العميل محمود عثمان تاريخ الثوره الكرديه ) ومن هنا فان هؤلاء البغاة لايمتون باية صله للعراق العظيم ولشعبه الاصيل وبهذا المعنى فان ما تحقق للعميلين في شمال العراق كان بسبب عمالتهم للامريكين والصهاينه ولن تدوم (هذه الصحبه ) لان الامريكان والصهاينه اضافه الى عدم احترامهم للعملاء فان مصالح امريكا واسرائيل الستراتيجيه مع تركيا وسيكون ذلك على حساب رقاب العملاء في شمال العراق .

يتحدث بعض العملاء من جماعات الطالباني والبارزاني عن قضيه غريبه وهي انهم يعانون من الاحتلال العربي والايراني والتركي وهنا نشير الى ان العراق ( في فترة حكم حزب البعث العربي الاشتراكي في العراق ) منحهم اكثر مما كانوا يطالبون به من حقوق ابتداءا من الحكم الذاتي الى التنميه الاقتصاديه والاداره الكرديه للمحافظات الثلاث اربيل والسليمانيه ودهوك ( رغم علم القياده بكل ما ذكرناه اعلاه لاسيما ان موطن الكرد في جبال ايران وليس في شمال العراق ) الا ان العميلين البارزاني والطالباني رضعا الخيانة والعمالة بدمهما ولذلك استمرا بذات المنهج المعادي للعراق وباعا نفسيهما للشيطان ولازالا وسيستمرا كذلك الا ان يخلصنا منهم الواحد الاحد مع كل نظرائهم في العماله وليس ذلك بكثيراو بعيد على الله سبحانه علما ان اغلب اكراد العراق مسلمين منضبطين ولما كان الاسلام عربي والقرآن باللغه العربيه فاين الاستعمار العربي للاكراد مع تأكيد ان النظام الوطني في العراق قبل الاحتلال كان الوحيد الذي منح الاكراد حقوقهم القوميه وهنا يتسائل الاتراك والايرانيين والسوريين (ومن حقهم ان يسألوا ) اذا كان العراق منحهم كل هذه الحقوق وجازوه بكل هذه المؤامرات والخيانه فماذا سيفعلون في تركيا وايران وسوريا التي لم تعطيهم أي منها حتى ابسط الحقوق ومن هنا يمكن فهم هاجس الدول الثلاث مما يحصل في شمال العراق وانعكاسه على مواطنيهم من الاكراد ولسان حالهم يقول اذا كان العراق قبل احتلاله قد منحهم كل هذه الحقوق وغدرو به فكيف سيكون الحال في بلداننا ونحن لانسمح لهم حتى باستخدام اللغه الكرديه ؟!

أن الاشكاليات بين الحكومه التركيه وجماعة البارزاني والطالباني لا يسهل إدارتها. وبالنسبة للأتراك تمتد المشكلة لأبعد من حزب العمال الكردستاني. ويتخذ الأتراك موقفاً متصلباً لاسيما وأن قيام دوله كردستان المستقلة في جنوب شرق حدودهم على نتائج الفوضى التي يساهم في إحداثها الجماعات الانفصالية الكرديه في العراق ستكون مركز استقطاب للأقليات الكردية في المنطقه، علما ان حزب العمال الكردستاني، منذ ان دخل في عصيان مسلح ضد الأتراك قبل25 سنة، يستخدم شمال العراق منطلقا لهجماته ضد تركيا. ويتواجد مقاتلي الحزب على طول الحدود التركية التي تعد في معظمها أولية ومنعزلة. ويقع مقر الحزب في مرتفعات القنديل بالقرب من الحدود الإيرانية بعيدا عن مرمى الاسلحه التركية.

ويوجه الأتراك اللوم لادارة بوش اولا وللطالباني والبارزاني بسبب عدم جديتهم في تقويض مرتكزات حزب العمال الكردستاني في شمال العراق. وحجة الاتراك قويه وتضرب على الوتر الحساس لان امريكا كما تدعي تقود حربها على الإرهاب. علما ان المسألة الكردية ليست جديدة بالنسبة لاكراد تركيا الذين يبحثون عن حقوقهم الثقافية والسياسية، والذين شاركوا في نوع من العصيان أو الإثارة السياسية منذ تأسيس الدولة التركية في العقد الثاني من القرن الماضي..

وكانت حكومة اردوغان قاب قوسين من ايجاد حل توافقي بين الأتراك والأكراد. الا ان هذه المحاوله كانت تصطدم بعقبة. رفض الجيش التركي(العلماني ) الذي دخل في خلافات مع الحكومه ذات التوجه الاسلامي المعتدل لاسيما وان قيادة الجيش تنظر إلى حزب العدالة والتنمية على أنه يمثل تهديداً للمبادئ العلمانية المتشددة.. وقد حققت حكومة اردوغان نصرا مهما نتيجة دعم الشارع التركي لها على حكمها الناجح، كما ان حكومة تركيا تواجه من ناحيه ثانيه محاولات من حزب العمال الكردستاني نفسه. لاسيما بعد سجن زعيم الحزب عبد الله أوجلان، حيث يستغل هذا الحزب عواطف الأكراد في تركيا من أجل الوصول إلى طريقة للإفراج عنه. ولع الطالباني والبارزاني ادوارا مهمه بهذا الاتجاه وقد جرت محاولات غير علنيه منها إرسال رئيس جهاز المخابرات التركية للتحدث مع الأكراد قبل اكثر من عامين ....كما عقد لقاء خاص خلال العام الحالي بين نجرفان البرزاني رئيس وزراء ما يسمى بحكومة كردستان و عبد الله غول. وزير الخارجية التركي حينها، وهذا ما اثار حفيظة المؤسسه العسكريه التركيه حيث حذر الجنرال يسار بويوكانيت، رئيس أركان الجيش التركي في خطاب حاد الحكومة من مغبة الحديث مع حكومة إقليم كردستان وانتقد بشدة اجتماع غول مع معهم .

ويعتقد المسؤلين الاتراك ان ادارة بوش لم تكن جاده في اتخاذ خطوات حقيقيه لحل الإشكاليات على الحدود التركيه العراقيه ومنها الضغط على الحزبين العميلين لها في شمال العراق لطرد مقاتلي حزب العمال الكردستاني من هناك الامر يمكن ان يؤدي الى تعزيز الأمن في شمال العراق؛ في حين يرى كثيرين ان دخول الأكراد في سلام مع تركيا سيعني انفصال الأكراد عن العراق.. ان الطالباني وابارزاني عدا ما يواجهانه من مشاكل مع اتباعهما فهم يواجهون اليوم تيارات واحزاب وقوى كرديه وطنيه فاعله على الارض وتحظى بقبول جماهيري كردي في شمال العراق واحترام من كل القوى الوطنيه في العراق مثل حزب الحريه والعداله الذي يقوده الشيخ الوطني جوهر الهركي وغيره من الاحزاب الي اصبح لها نفوذ مؤثر في الشارع السياسي الكردي!!

ان الرئيس بوش حاول في لقاءاته المتعددة مع اردوغان إقناع الأتراك بالمشاركة في عملية عسكرية محدودة عبر الحدود وهذا مايجري الان لتهدئة غضب الشعب التركي ومعه وسائل الاعلام التركية التي انتقدت الحكومه التركيه بقسوه بالغه في مرات عديده وقد يساعد حلول موسم الصيف في تشديد هجمات القوات التركيه في شمال العراق مما ( قد ) يتيح المجال لادارة بوش ان تلعب دور حمامة السلام دبلوماسيا لان هذه الادارة تريد من الجميع اللجوء الى الدبلوماسيه باستثنائها هي لانها الوحيده صاحبة الحق باستخدام القوه العسكريه بمناسبه وغير مناسبه لان المهم لدى السيد بوش وعصاباته اليمينيه المحافظه المتطرفه تحقيق مصالحهم حتى وان كانت على جماجم الجميع من شعوب الارض .

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاثنين /  28  جمادي الاول 1429 هـ

***

 الموافق   02  /  حزيران / 2008 م